غدا الحسنُ شُورَى في المِلاَح وإِنَّما
غدا الحسنُ شُورَى في المِلاَح وإِنَّما / إِمامُهُمُ من أُوتَى الحُسْنَ بالنَّصِّ
ومَنْ وَجْهُهُ مع قدِّه مع رِدْفِه / هلالٌ على غصنٍ يَمِيس على دِعْصِ
أَرَاهُ بعيدَ الشَّخْصِ وهو مُعَانِقِي / ومُنْحرفاً عن طاعتي وهْو لا يَعْصِي
تسوءُ ظُنُوني حين يَحْسُنُ وجْهُهُ / فآخذهُ من غير بَحْثٍ ولا فَحْصِ
وأَظْلِمُه وهو البري لأَغْتَدِي / بجائِرِ لَثْمِي أَسْتَقِصُّ وأَسْتَقْصي
وأَقطعُهُ بالعَضِّ إِذ سَرَقَ الكرَى / كَرَى مُقْلَتي والقطعُ يُعْرَفُ لِلِّصِّ
وأُذْبِلُ ورْدَ الخدّ باللَّثْمِ بعْدَمَا / أَحومُ فأُدْمِي ذَلِكَ الفَم بالمَصِّ
حَرَصتُ بأَن لا يَعْلَقَ القلبَ حُبُّهُ / فَيَا وَيْلَتَا ما أَخيَبَ المرَ بِالحرْصِ
ويومٍ مطيرٍ قد ترنَّم رَعْدُهُ / وصَفَّق لما أَحْسَنَ القَطْرُ في الرَّقْصِ
ورقعةِ ماءٍ تحتَ بَرْدِ فواقعٍ / وأُفْقٌ غَدَا بالبَرقِ يلَعبُ بالفصِّ
شَرِبْنَا على هذا وذاك مدامةً / بَدَتْ كالعَقِيقِ الرَّطْبِ والذَّهَبِ الرَّخْصِ
أُعِيدَ لنا في كأْسها شخصُ قَيْصَرٍ / وكسْرى وكادت تبعثُ الروحَ في الشَّخْص
قَيَاصِرَةٌ في قصْرِ كأْسِ وربّما / مَجَنَّا فَقُلْنا بل صعاليكُ في خُصِّ
كذا الرّاحُ تِبْرٌ في لجينٍ وإِن تُرِدْ / فقل هي حنَّاءٌ وبيض على بُرْصِ
تملكْتُ دُرَّ القولِ منتخِباً له / فأُدْنِي الذي أُدْنِي وأُقْصِي الذي أُقْصِي
إِليكَ فلا تُحْصِي الذي أَنا قائلٌ / فقوْلِيَ لا يُحْصَى وَعَدُّك لا يُحْصِي
تزيدُ على طول الليالي مَحَاسِني / فلا رُمِيَتْ تلك الزيادةُ بالنَقْصِ