لَعلَّ أَراكَ الحَيّ لَيْلاً أَراكَهُ
لَعلَّ أَراكَ الحَيّ لَيْلاً أَراكَهُ / وَميضُ سَناً مِنْ نَحْوِ طَيْبَةَ يَخْلُصُ
وَإِلَّا فَمَا لِلرِّيحِ تَنْدَى ذُيُولُها / عَبيراً وَمَا بَالُ الرَّكَائِبِ تَرْقُصُ
فَمَا زَالَ نُورُ المُصْطَفَى لائِحاً لَنَا / عَلَيْهَا وَأَعْلامُ الحِمَى تَتَشَخَّصُ
وَنَحْنُ إِذَا مَا قَدْ بَدَا عَلَمٌ غَدَا / لَنَا مُطْرِبٌ مِنْ أَجْلِ ذَاكَ وَمُرْقِصُ
وَقَالُوا غَداً نَأْتِي دِيَارَ مُحَمَّدٍ / فَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا الَّذي عَنْهُ أَفْحَصُ
أَنيخُوا فَمَا بَالُ الرّكُوبِ وَإِنَّها / عَلى الرَّأْسِ تَمْشِي أَوْ عَلَى العَيْنِ تَشْخصُ
أَلَيْسَ الَّذي لَوْلاهُ لَمْ يَنْجُ مُذْنِبٌ / وَلا كَانَ مِنْ نَارِ الجَحِيمِ يُخَلَّصُ
نَبيٌّ لَهُ آياتُ صِدْقٍ تَبَيَّنَتْ / فَكُلُّ حَسُودٍ عِنْدَهَا يَتَنغَّصُ
أَغاثَ بِرُحْمَاهُ الغَزَالَةَ إِذْ شَكَتْ / وَكَانَ لَهَا في ذَاكَ غَوْثٌ وَمَخْلَصُ
نَبِيٌّ بِأَمْلاكِ السَّماءِ مُؤَيَّدٌ / وَبِالمُعْجِزاتِ البيِّناتِ مُخَصَّصُ
وإِنَّ كَلامَ الرُّوحِ والضَّبِّ وَالعَصَا / وَظَبْي الفَلا أَجْلَى دَليلٍ وأَخْلَصُ
وَفِي مَائِسِ الأَغْصَانِ إِذْ عَادَ يَانِعاً / لَهُ ضَافيا ظِلّاً فَلا يَتقلَّصُ
حَليمٌ كَرِيمٌ لِلْعُفَاةِ كَأَنَّهُ / مِنَ الحلْمِ وَالجُودِ الجَزِيلِ مُشَخَّصُ
فَيَا خَاتَمَ الرُّسلِ الكِرامِ وَمَنْ بِهِ / لَنَا مِنْ مَهُولاتِ الذُّنُوبِ تَخَلُّصُ
أَغِثْنَا أجِرْنا مِنْ ذُنوبٍ تَعاظَمَتْ / فَأَنْتَ شَفيعٌ لِلْوَرَى وِمُخلِّصُ
وَما ليَ مِنْ وَجْهٍ وَلا مِنْ وَسيلةٍ / سِوَى أَنَّ قَلْبي في المَحبَّةِ مُخْلِصُ
إِذَا صَحّ مِنْكَ القُرْبُ يا خَيْرَ مُرْسَلٍ / عَلى أَيِّ شَيءٍ بَعْدَ ذلك أَحْرِصُ
وَلَيْسَ يَخافُ الضَّيْمَ مَنْ كُنْتُ كَهْفَهُ / فَعَنْ أَيِّ شيءٍ غَيْر جَاهِكَ يَفْحَصُ
عَلَيْكَ صَلاةٌ يَشْمَلُ الآلَ عَرْفُهُا / وَلِلجُمْلَةِ الأَصحابِ مِنْهَا تَخَصُّصُ