المجموع : 3
شهدتُ الذي قد مهد الأرض لي فرشاً
شهدتُ الذي قد مهد الأرض لي فرشاً / شهودَ إمامٍ حاكم حكم العرشا
شغفتُ به حباً فأسهر مقلتي / ومن أجل وجدي رحمة سكن الفرشا
شهودي له بالباء ليس بغيرها / لأجل الذي قدّ سنّ أن نغرم الأرشا
شيوخ من الأقوام فيه لقيتهم / فكانوا لنا سقفاً وكنتُ لهم فرشا
شِدادٌ أولو أعزمٍ رعاةٌ أيمة / تجلى لهم فينا وفي الحية الرقشا
شعارهم التوحيدُ يبغون قربه / به وهو الشرك الذي أثبت الأعشى
شبيه بهم من كان طولَ حياته / وفي البرزخ المعلوم في الليل إذ يغشى
شمرت عليهم بعد تعظيم قدرهم / ولم آمن الهجران منه ولم أخشا
شمرت الذي من شربه اللذة التي / لشاربه نصّاً أتانا به يَغشى
شممتُ له ريحاً من المسك عاطراً / يخبرني في هذا المقام الذي يغشى
إذا قلت يا الله لبى من الحشى
إذا قلت يا الله لبى من الحشى / فأصغيت نحو الصوت والعين في غشا
وقال شهودي إن تأملت شاهدي / إذا طلع الليل الإلهي في العشا
لأني وتر لم تشفعه ذاتكم / لأنك من أهل العزاء مع العشا
وإن شئت قلت العين مني عينه / وإن مدمنه نحو أعياننا الرشا
وجاء بنعتٍ فيه عيني وعينه / لذا يقبل القرض الذي حرَّم الرشى
ومَنْ كان هذا حاله فهو شاهد / عليه بأن العقلَ في الفكر في غشا
فما ثَم إلا الكشف ما ثم غيرهُ / له ترفع الأستار في الحالِ إن يشا
وما ثم سترٌ غير أني فرضته / ومَنْ يقبلِ النقصانَ قد يقبل المشا
هو القمر الوضّاح فيها كمثلِ ما / هو الشمسُ والروضُ المنمنم والرشا
سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى
سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى / وأبكارها لا تُستباح ولا تغشى
فمطعمها للحسِّ شهدٌ لذائق / وملمسها للعقلِ كالحية الرقشا
تولد للأفكار في كلِّ ساعةٍ / من اليومِ والليلِ البهيمِ إذا يغشى
إناثاً وذكرانا لمعنى بصورةٍ / بها قيدته مثل ما قيد الأعشى
فقال بأنَّ الضوءَ ممتزجٌ وما / نوى بالذي قد قال سءاً ولا غشا
وقال الذي لم يعرف الحكم إنه / نوى بالذي قد قاله للورى غشا
فلو يدري أنَّ النور يستر ليله / وأنَّ وجودَ السلخِ صيَّره نشا
لقال بأنَّ الأمر نورٌ وظلمتُه / وذلك حقٌّ ما به بان أن يغشى
فمن سبر الأمر الذي قد سبرته / يكون إماما لا يخافُ ولا يخشى