أبى القلب إلا وجده برُخاصِ
أبى القلب إلا وجده برُخاصِ / فليس له منها أوانُ خلاصِ
مهاةٌ رآها في مَرادٍ من الصِّبا / تُراعي مهاً ليست لهن صياصي
كلؤلؤة البحرِ التي ظل بُرهةً / يغوص لها الغواص كلِّ مغاص
تراها فلا تَزْهى سنِيها بطائل / وإن كنت تزهى شخصها بشخاص
إذا قلتُ عيبوها لدي لعلها / تحلُّ بوادٍ عن فؤادي قاصي
أبوْا عيبَ من لا عيبَ فيه وإنهم / على عيبها عندي لجِدُّ حِراص
تَمثَّلُ للأوهام عند مغيبها / تمثُّلَ قرنِ الشمس تحت نشاص
فيُحجمُ عنها العائبونَ مهابةً / وما بهمُ إذ ذاك خوفُ قِصاص
إلى آلِ يحيى جاوزتْ بي مطيّتي / أقاصيَ أرضٍ بعدهُن أقاصي
ولما تناهى بي مسيري إليهمُ / أنختُ قلوصي في مُناخ قِلاص
إلى معشر لا يطرقُ الضيفُ مثلهم / سماحةَ أخلاقٍ ورُحبَ عِراص
إذا استأثر المِبطان بَاتوا وأصبحوا / خِماصاً وما ضِيفانُهم بخماص
تواصوا ببذل العُرف بل بعثتهمُ / عليه سجاياهم بغيرِ تَواصي
ولو أقصروا عن سعيهم لكفتْهُمُ / مواريثُ مجدٍ للسماك مُناصي
ولكن أبوا إلا مساعيَ سادةٍ / مُصاصٍ من السادات نجل مصاص
تغالوا مديح المادحين فأصبحت / بضائعُهُ في الناس غيرَ رخاص
ولم يتغالوْه لكي يرْقعُوا به / رثاثاً من الأحساب ذات خصاص
هُمُ لوجوه الناس في المجد آنُفٌ / وهمْ لرؤوس الناس فيه نَواصي
تيمَّمت منهمْ بالمديح مُمدَّحاً / يطاوعُ فيه القولُ حين يُعاصي
عليُّ بن يحيى ذو الجناب الذي غدا / مراد القوافي روضهُ المتناصي
جواد ينادي الهاربين عطاؤهُ / إلى أين مني لات حين مناص
عصى اللَه في الإسراف غيرَ معاندٍ / وليست معاصي ماجدٍ بمعاصي
إذا حاول العذّالُ في الجودِ عذله / تفادوا وهل يَخْصي أسامة خاصي
يُهالونَ من بحرٍ تسامَى حِدابُه / وتقْمصُ بالركبان أيَّ قُماص
أبا حسن لولا سماءٌ بعثتَها / لصوَّح نبتُ الأرض غير عِناص
فضلْت أخاك الغيثَ بالعلم والحِجى / وحاصصْتَه في الجود أيّ حِصاص
على أنه يمضي وأنت مخيّمٌ / سماؤك مِدرار وروضُك واصي
متى ما يَجُد يوماً سواك فإنه / بخيلٌ عصته من يديه عواصي
وأنت الذي يستنجدُ السيفُ رأيه / على كلِّ عاتٍ للخليفةِ عاصي
لك الكيد يمضي في الكميِّ ودونه / دلاصٌ من الماذيِّ فوق دلاص
تهزُّ به في الخَطب سيفاً مُذكَّراً / إذا هزَّ أقوامٌ سيوفَ رَصاص
ولو حارب الدهرَ النساءُ وكِدنه / لأصبح مغلوباً أسيرَ عِقَاص
بك اجتمع الملكُ المبددُ شملهُ / وضُمَّت قواصٍ منه بعد قواصي
تداركتَه بالأمس من مُصمئلَّةٍ / أشابتْ من الولدان كلَّ قُصاص
إذا أنا قلتُ الشعر فيك تغايرت / قوافيه حتى بينهُنَّ تناصي