القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : لِسان الدِّين بنُ الخَطِيب الكل
المجموع : 7
ووجْهٍ غرَسْتُ الوَرْدَ فيهِ بنَظْرَةٍ
ووجْهٍ غرَسْتُ الوَرْدَ فيهِ بنَظْرَةٍ / فيا لَيْتَ كفّي مُتِّعَتْ بجَنَى غرْسي
كأنّ احْمِرارَ الخدِّ تحْتَ عِذارِهِ / عَلامَةُ موْلانا علَى أحْمَرِ الطِّرْسِ
وبَيْنهُما في باطِنِ الأمْرِ نسْبَةٌ / لذلِكَ أمْضَيْتُ الغَرامَ علَى نفْسي
ودَيْرٍ أنَخْنا في قَرارتِهِ العِيسا
ودَيْرٍ أنَخْنا في قَرارتِهِ العِيسا / بحِلّةِ رُهْبانٍ إلاهُهُمُ عِيسا
عُكوفٍ علَى التِّمْثالِ يستَلِمونَهُ / ويُعْنَوْنَ بالإنْجيلِ حِفْظاً وتَدْريسا
زَعَقْنا بهِمْ بعْدَ العَشيِّ فهَيْنَموا / كأنّا ذَعَرْنا غابَة منْهُ أو خيسا
وقُلْنا بَنو سُبْلٍ جَوانِحُ للقِرَى / فقالَ زَعيمُ القوْمِ رحْباً وتأنيسا
فقُلْنا هَواءُ الشّامِ غالَ نُفوسَنا / فهَلْ لكَ في شيءٍ يُنَفِّسُ تَنْفِيسا
فقال أخَمْرٌ وهْيَ شيْءٌ محرَّمٌ / علَيْكُمْ لبِئْسَ المسْلِمونَ إذَنْ بِيسا
فقُلْنا دعِ الإنْكارَ إنّا عِصابَةٌ / يُطيعُونَ فيما تشْتَهي النّفْسُ إبْلِيسا
فقامَ يجُرُّ المِسْحَ ثمّ أتَى بِها / فأبْصَرْتُ كيواناً تَناوَلَ برْجِيسا
وصارَفْتُهُ فِيها لُجَيْناً بعَسْجَدٍ / فناوَلَني كأساً وناولْتُهُ كِيسا
وللهِّ منْ عيْشٍ نَعِمْنا بلَهْوِهِ / حمِدْنا بهِ منّا مَقيلا وتعْريسا
عَسَى خَطْرةٌ بالرّكْبِ يا حادِيَ العِيسِ
عَسَى خَطْرةٌ بالرّكْبِ يا حادِيَ العِيسِ / علَى الهضْبَةِ الشّمّا منْ قصْرِ بادِيسِ
لتَظْفَرَ منْ ذاك الزُّلالِ بعَلّةٍ / وتنْعَمَ في تِلْك الظِّلالِ بتَعْريسِ
حبَسْتُ بِها ركْبي فُواقاً وإنّما / عقَدْتُ على قلْبي لَها عقْدَ تَحْبيسِ
لقَد رسَخَتْ آيُ الجَوى في جَوانِحي / كَما رسَخَ الإنْجيلُ في قلْبِ قِسّيسِ
بمَيْدانِ جَفْني للسّهادِ كَتيبةٌ / تُغيرُ على سرْحِ الكَرى في كَراديسِ
وما بِي إلاّ نَفْحَةٌ حاجِريّةٌ / سرَتْ والدُجَى ما بيْنَ وهْنٍ وتَغْليسِ
ألا نفَسٌ يا رِيحُ منْ جانِبِ الحِمَى / ينفِّسُ منْ نارِ الجَوى بعْضَ تنْفيسِ
ويا قَلْبُ لا تُلْقِ السّلاحَ فربّما / تعذّرَ في الدّهْرِ اطِّرادُ المَقاييسِ
وقدْ تُعْتِبُ الأيّامُ بعْدَ عِتابِها / وقدْ يُعْقِبُ اللهُ النّعيمَ منَ البؤسِ
ولا تخْشَ لُجّ الدّمْعِ يا خَطْرَةَ الكَرى / على الجَفْنِ بلْ قِيسي علَى صرْحِ بِلْقيسِ
تقولُ سُليْمَى ما لجِسْمِكَ شاحِباً / مَقالَةَ تأنيبٍ يُشابُ بتأنِيسِ
وقدْ كُنْتَ تعْطو كلّما هبّتِ الصَّبا / برَيّانَ في ماءِ الشّبيبَةِ مغْموسِ
ومَنْ رابَحَ الأيّامَ يا ابْنَةَ عامِرِ / بجَوْبِ الفَلا راحَتْ يَداهُ بتَفْليسِ
فلا تحْسَبي والصِّدْقُ خيْرُ سجيّةٍ / ظُهورَ النّوَى إلا بُطونَ النّواوِيسِ
وَقَفْراءَ أمّا ركْبُها فمُضَلّلٌ / ومرْبَعُها منْ آنِسٍ غيْرِ مأنوسِ
خبَطْنا بِها منْ هضْبَةٍ لقَرارةٍ / ضَلالاً ومِلْنا منْ كِناسٍ الى خِيسِ
إذا ما نهَضْنا عنْ مَقيلِ غَزالةٍ / نَزَلْنا فعرّسْنا بساحَةِ عِرِّيسِ
أدَرْنا بِها كأساً دِهاقاً منَ السُّرَى / أمِلْنا بِها عنْدَ الصّباحِ منَ الرّوسِ
وحانَةِ خمّارٍ هَدانا لقَصْدِها / شَميمُ الحُمَيّا واصْطِكاكُ النّواقِيسِ
تطلّعَ ربّانِيُّها منْ جِدارِهِ / يُهَيْنِمُ في جُنْحِ الظّلامِ بتَقْديسِ
بكَرْنا وقُلْنا إذْ نزَلْنا بحانِهِ / عنِ الصّافِناتِ الجُرْدِ والضُّمرِ العِيسِ
أيا عابِدَ النّاسوت إنّا عِصابةً / أتَيْنا لتَثْليثِ بَلَى ولتَسْديسِ
وما قصْدُنا إلاّ المُقامُ بحانَةٍ / مَحاريبُ شتّى لاخْتِلاف النّواميسِ
بَدَرْنا لَها طينَ الخِتامِ بسَجْدَةٍ / أرَدْنا بِها تجْديدَ حسْرَةِ إبْليسِ
ودارَ العَذارَى بالمُدامِ كأنّها / قَطاً تَتهادَى في رِياشِ الطّواوِيسِ
وصارَفْنا فِيها نُضاراً بمِثْلِه / كأنّا ملأنا الكأسَ ليْلاً من الكِيسِ
وقُمْنا نَشاوَى عندَما متَعَ الضّحَى / كما نهَضَتْ غُلْبُ الأسودِ منَ الخِيسِ
فقالَ لَبِئْسَ المُسلِمونَ ضُيوفُنا / أمَا وأبيكَ الحَبْرِ ما نحْنُ بالبِيسِ
وهلْ في بَني مثْواكَ إلا مُبرِّزٌ / بحَلْبَةِ شُورَى أو بحَلْقَةِ تدْريسِ
إذا هزّ عسّالَ البَراعةِ فاتِكاً / أسالَ نَجيعَ الحِبْرِ فوقَ القَراطيسِ
يُقلِّبُ تحْتَ النّقْعِ مُقلَةَ ضاحِكٍ / إذا التَفَتَ الأبْطالُ عنْ مُقَلٍ شُوسِ
سَبَيْنا عُقارَ الرّومِ في عُقْرِ دارِها / بحيلَةِ تمْويهٍ وخدْعَةِ تدْليسِ
لَئِنْ أنْكَرَتْ شَكْلي ففضْليَ واضِحٌ / وهلْ جائِزٌ في العقْلِ إنْكارُ محْسوسِ
رسَتْ بأقْصَى الغرْبِ ذُخْرَ مَضنّةٍ / وكمْ دُرّةٍ علْياءَ في قاعِ قاموسِ
وأغْرَيْتُ سوسِي بالعُذَيْبِ وبارِقٍ / على وطَنٍ داني الجِوارِ منَ السّوسِ
تَعَلقْتُه منْ دوْحَةِ الجُودِ والباسِ
تَعَلقْتُه منْ دوْحَةِ الجُودِ والباسِ / قَضيباً لَعوباً بالرّجاءِ وبالْياسِ
دَروبا بتصْريفِ اليَراعَةِ والقَنا / طَروباً بحَمْلِ المشرَفيّةِ والكاسِ
يُذكّرُنِيهِ الصُّبْحُ عندَ انصِباغِهِ / جَمالَ رُواءٍ في تأرُّجِ أنْفاسِ
ويبْدو لعَيْني شعْرُهُ وجَبينُهُ / إذا ما سَفَحْتَ الحِبْرَ في صَفْحِ قِرْطاسِ
أجالَ منَ الشّوْقِ المُبرِّحِ غارَةً / علَى أرْبُعِ منْ حُسْنِ صبْري أدْراسِ
فظاهَرْتُ منْ سرْدِ السّقامِ بلأمَةٍ / وأوْجَفْتُ منْ شُقْرِ الدّموعِ بأفْراسِ
لكَ اللهُ منْ رَيٍّ طَوانِي على الظُّما / ومنْ أمَلٍ لمْ أجْنِ منْهُ سِوى ياسِ
ومنْ قمَرٍ سعْدٍ عشَوْتُ لنورِهِ / فسعّرَ أحْشائي وصعّدَ أنْفاسي
إذا ما شَرَعْتَ اللّحْظَ نحْوي عابِساً / أقولُ لقَلْبٍ ضاعَ ما بيْنَ جُلاّسِي
أيا عبْدَ شمْسٍ هلْ لكَ اليوم قُدْرَةٌ / على سَطْوَةِ السّفّاحِ منْ آلِ عبّاسِ
هجَمْتُ على هوْلِ الغَرامِ بمُهْجَةٍ / تَعامَتْ فلمْ تدْرِ النّعيمَ منَ الباسِ
تؤجِّجُ نارُ الخدِّ نارَ جَوانِحي / ويعْبَثُ وسْواسُ الحُليِّ بوَسْواسِ
فَيا قلْبُ صبْراً في الغَرامِ وحِسْبَةً / لمَنْ تشْتَكي بالدّاءِ والمُمْرِضُ الآسي
ومَطلولَةِ الأعْطافِ جرّتْ ذُيولَها / على مِسْحَةٍ منْ مُسْكَةِ الغاسِقِ الغاسي
فحدّقَ منْ أجْفانِهِ نرْجِسَ الرُّبَى / وحدّدَ منْ آذانِهِ ورَقَ كُرّاسِ
لعمرُكَ ما أدْري وقدْ تقِفُ النُهَى / إذا التَبَسَ الحقُّ المُبينُ بإلْباسِ
أتلْكَ شَمالٌ أمْ شَمولٌ مُدارَةٌ / على كلِّ غُصْنٍ في الحَديقةِ ميّاسِ
لقَدْ ضعْضَعَتْ حِلْمي ولمْ أرَ نَسْمَةً / تضَعْضَعَ منْ هبّاتِها جبَلٌ راسي
رَعى اللهُ أجْراعَ الحِمَى دارَ صَبْوَتي / ومرْبَعَ أُلاّفي ومعْهَدَ إيناسي
فَما كانَ فيهِ الوصْلُ إلاّ عُلالةً / كنُغْبَةِ مُرْتاعِ ونُهْبَةِ خَلاّسِ
وقالوا ألِفْتَ العيْشَ بعْدَ فِراقِنا / فلفّقْتُ أرْداني حَياءً على الرّاسِ
ثِقوا بوَفائي ما اسْتَقلّتْ جوارِحي / ورَعْيِ ذِمامي ما تَماسَكَ إحْساسي
ولا تعْذُروني إنْ نسيتُ عُهودَكُمْ / وإنْ رفَعَ اللهُ الجُناحَ عنِ النّاسِ
فؤادِي غنيٌّ بالوَفاءِ ورُبّما / تسَجَّلُ في صَبْري وثيقَةُ إفْلاسِ
ليَ اللهُ منْ قلْبٍ خَفوق معذّبٍ / يَرى أنْ ما بالمَوْتِ في الحُبِّ منْ باسِ
تَجولُ بناتُ الفِكْرِ حوْلَ ذُبالِهِ / كما حفّ جوّالُ الفَراشِ بنِبْراسِ
أفوِّضُ للرّحمانِ أمْريَ في الهَوى / وأعْلِقُ كفّي منْ حِماهُ بأمْراسِ
وآمُلُ لُطْفَ اللهِ فِيهِ فإنّه / أبَرُّ بميثاقٍ وأوْفَى بقِسْطاسِ
رأى عارِضي لمّا رأى سُقْمَ بَطْنِهِ
رأى عارِضي لمّا رأى سُقْمَ بَطْنِهِ / وقالَ ولمْ يُرْشَدْ لحِذْقٍ ولا كَيْسِ
ألمْ تدْرِ أنّي عِلّةَ البطْنِ أشْتَكي / وينْفَعُ مَنْ يشْكو بِها لِحْيَةُ التّيْسِ
سَقَتْ سارِياتُ السُّحْبِ ساحَةَ فاس
سَقَتْ سارِياتُ السُّحْبِ ساحَةَ فاس / سَواكِبَ تكْسو السّرْحَ حُسْنَ لِباسِ
وسارَ بتَسْليمي لسُدّةِ فارِسٍ / نَسيمٌ سَرى للسّلسَبيلِ بكاسِ
سِراجُ السّرى شمْسٌ سَما قبَسُ السّنا / كَسا ساطِياتِ الأُسْدِ لِبْسَةَ باسِ
أنِسْتُ بمَسْرَى سَيْبِهِ وتأنّسَتْ / بساحَتِهِ نفْسي وأسْعِدَ ناسِي
ويُسِّرْتُ لليُسْرى ويُسِّرَ مُرْسَلي / وسُدِّدَ سَهْمي واسْتَقامَ قِياسي
ألِمّا على شَطِّ الفُراتِ المقَدَّسِ
ألِمّا على شَطِّ الفُراتِ المقَدَّسِ / فخَيْرُ مَقيلٍ للهُدَى ومُعرَّسِ
سَيَهْديكَ عرْفُ الطّيبِ واليومُ شامِسٌ / ونارُ القِرَى تدْعوكَ في جُنْحِ حِنْدِسِ
وتَلْقَى قِباباً دونَها كلُّ ضامِرٍ / منَ الأعْوجِيّاتِ السّلاهِبِ أشْوَسِ
وأزْهَر فضْفاضِ الرِّداءِ إذا احْتَبى / بسُدّةِ نادٍ أو قَرارَةِ مجْلِسِ
يُريكَ حِجَى لُقْمانَ في حِلمِ أحْنَفٍ / ومنْطِقِ قُسٍّ تحْتَ حِكمَةِ هُرْمُسِ
فإنْ شِئْتَ في بحْرِ النّدى منْهُ فاغْتَرِفْ / وإنْ شِئْتَ في نارِ الهُدَى منْهُ فاقْبِسِ
وبلِّغْ عُلىً للبُعْدِ منّي ألوكَةً / بأعْطَرِ منْ عرْفِ الصِّبا المُتَنَفَّسِ
أبا حسَن خُذْها مُجاجَةَ شاعِر / فَصيحٍ متَى رامَ امْتِداحَكَ يخْرَسِ
كتبْتُ وقدْ نازَعْتُ فيكَ مُلاءَةً / كسَتْني شُحوباً في المُلاءِ المورَّسِ
لشَوْقٍ ثَوى بيْنَ الحَيازِم والحَشى / وبُعْدٍ رَمى في القَلْبِ سهْمَ مُقَرْطِسِ
ولولا حِذاري واتّقائيَ جاهِداً / علَى رُقْعَةٍ منْ حامِلٍ متلمِّسِ
لأبْثَثْتُكَ الشّوقَ الذي هوَ كامِنٌ / وناديْتُ يا مَصْدورَ صَدْري تنفَّسِ
وبكْرٍ تثنّى منْكَ تلْعبُ بالنُّهى / وتَرْفُلُ تِيهاً في غُلالةِ سُنْدُسِ
كما ابتَسَم الزّهْرُ الجَنيُّ بروْضَةٍ / ورَفّ الحَيا منْ فوْقِ ورْدٍ ونرْجِسِ
كَما اتّسَقَ العِقْدُ الثّمينُ بلَبّةٍ / فَراقَ بهِ وصْفُ الفِرِنْدِ المجنّسِ
ألَذّ على الأسْماعِ منْ صوْتِ مِزْهَرٍ / وأعْذَبُ في الأفواهِ من ريقِ ألْعَسِ
يَميناً فَما عَوْدُ الشّبابِ الذي مَضى / لذي كِبَرٍ وما الغِنى عنْدَ مُفْلِسِ
ولا النّوْمُ منْ بعْدِ السُّهادِ لساهِرٍ / بأحْسَنَ منْها في عُيونٍ وأنْفُسِ
ثَكِلْتُ وَفائي وهْوَ أكرَمُ صاحِبٍ / وخالَطْتُ إيماني بإيمانِ مُلْبِسِ
إذا لمْ أُبَلِّغْ فِيكَ نفْسيَ عُذْرَها / وأترُكُ حمْدي فيكَ أسوَةَ مؤتَسي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025