المجموع : 7
ووجْهٍ غرَسْتُ الوَرْدَ فيهِ بنَظْرَةٍ
ووجْهٍ غرَسْتُ الوَرْدَ فيهِ بنَظْرَةٍ / فيا لَيْتَ كفّي مُتِّعَتْ بجَنَى غرْسي
كأنّ احْمِرارَ الخدِّ تحْتَ عِذارِهِ / عَلامَةُ موْلانا علَى أحْمَرِ الطِّرْسِ
وبَيْنهُما في باطِنِ الأمْرِ نسْبَةٌ / لذلِكَ أمْضَيْتُ الغَرامَ علَى نفْسي
ودَيْرٍ أنَخْنا في قَرارتِهِ العِيسا
ودَيْرٍ أنَخْنا في قَرارتِهِ العِيسا / بحِلّةِ رُهْبانٍ إلاهُهُمُ عِيسا
عُكوفٍ علَى التِّمْثالِ يستَلِمونَهُ / ويُعْنَوْنَ بالإنْجيلِ حِفْظاً وتَدْريسا
زَعَقْنا بهِمْ بعْدَ العَشيِّ فهَيْنَموا / كأنّا ذَعَرْنا غابَة منْهُ أو خيسا
وقُلْنا بَنو سُبْلٍ جَوانِحُ للقِرَى / فقالَ زَعيمُ القوْمِ رحْباً وتأنيسا
فقُلْنا هَواءُ الشّامِ غالَ نُفوسَنا / فهَلْ لكَ في شيءٍ يُنَفِّسُ تَنْفِيسا
فقال أخَمْرٌ وهْيَ شيْءٌ محرَّمٌ / علَيْكُمْ لبِئْسَ المسْلِمونَ إذَنْ بِيسا
فقُلْنا دعِ الإنْكارَ إنّا عِصابَةٌ / يُطيعُونَ فيما تشْتَهي النّفْسُ إبْلِيسا
فقامَ يجُرُّ المِسْحَ ثمّ أتَى بِها / فأبْصَرْتُ كيواناً تَناوَلَ برْجِيسا
وصارَفْتُهُ فِيها لُجَيْناً بعَسْجَدٍ / فناوَلَني كأساً وناولْتُهُ كِيسا
وللهِّ منْ عيْشٍ نَعِمْنا بلَهْوِهِ / حمِدْنا بهِ منّا مَقيلا وتعْريسا
عَسَى خَطْرةٌ بالرّكْبِ يا حادِيَ العِيسِ
عَسَى خَطْرةٌ بالرّكْبِ يا حادِيَ العِيسِ / علَى الهضْبَةِ الشّمّا منْ قصْرِ بادِيسِ
لتَظْفَرَ منْ ذاك الزُّلالِ بعَلّةٍ / وتنْعَمَ في تِلْك الظِّلالِ بتَعْريسِ
حبَسْتُ بِها ركْبي فُواقاً وإنّما / عقَدْتُ على قلْبي لَها عقْدَ تَحْبيسِ
لقَد رسَخَتْ آيُ الجَوى في جَوانِحي / كَما رسَخَ الإنْجيلُ في قلْبِ قِسّيسِ
بمَيْدانِ جَفْني للسّهادِ كَتيبةٌ / تُغيرُ على سرْحِ الكَرى في كَراديسِ
وما بِي إلاّ نَفْحَةٌ حاجِريّةٌ / سرَتْ والدُجَى ما بيْنَ وهْنٍ وتَغْليسِ
ألا نفَسٌ يا رِيحُ منْ جانِبِ الحِمَى / ينفِّسُ منْ نارِ الجَوى بعْضَ تنْفيسِ
ويا قَلْبُ لا تُلْقِ السّلاحَ فربّما / تعذّرَ في الدّهْرِ اطِّرادُ المَقاييسِ
وقدْ تُعْتِبُ الأيّامُ بعْدَ عِتابِها / وقدْ يُعْقِبُ اللهُ النّعيمَ منَ البؤسِ
ولا تخْشَ لُجّ الدّمْعِ يا خَطْرَةَ الكَرى / على الجَفْنِ بلْ قِيسي علَى صرْحِ بِلْقيسِ
تقولُ سُليْمَى ما لجِسْمِكَ شاحِباً / مَقالَةَ تأنيبٍ يُشابُ بتأنِيسِ
وقدْ كُنْتَ تعْطو كلّما هبّتِ الصَّبا / برَيّانَ في ماءِ الشّبيبَةِ مغْموسِ
ومَنْ رابَحَ الأيّامَ يا ابْنَةَ عامِرِ / بجَوْبِ الفَلا راحَتْ يَداهُ بتَفْليسِ
فلا تحْسَبي والصِّدْقُ خيْرُ سجيّةٍ / ظُهورَ النّوَى إلا بُطونَ النّواوِيسِ
وَقَفْراءَ أمّا ركْبُها فمُضَلّلٌ / ومرْبَعُها منْ آنِسٍ غيْرِ مأنوسِ
خبَطْنا بِها منْ هضْبَةٍ لقَرارةٍ / ضَلالاً ومِلْنا منْ كِناسٍ الى خِيسِ
إذا ما نهَضْنا عنْ مَقيلِ غَزالةٍ / نَزَلْنا فعرّسْنا بساحَةِ عِرِّيسِ
أدَرْنا بِها كأساً دِهاقاً منَ السُّرَى / أمِلْنا بِها عنْدَ الصّباحِ منَ الرّوسِ
وحانَةِ خمّارٍ هَدانا لقَصْدِها / شَميمُ الحُمَيّا واصْطِكاكُ النّواقِيسِ
تطلّعَ ربّانِيُّها منْ جِدارِهِ / يُهَيْنِمُ في جُنْحِ الظّلامِ بتَقْديسِ
بكَرْنا وقُلْنا إذْ نزَلْنا بحانِهِ / عنِ الصّافِناتِ الجُرْدِ والضُّمرِ العِيسِ
أيا عابِدَ النّاسوت إنّا عِصابةً / أتَيْنا لتَثْليثِ بَلَى ولتَسْديسِ
وما قصْدُنا إلاّ المُقامُ بحانَةٍ / مَحاريبُ شتّى لاخْتِلاف النّواميسِ
بَدَرْنا لَها طينَ الخِتامِ بسَجْدَةٍ / أرَدْنا بِها تجْديدَ حسْرَةِ إبْليسِ
ودارَ العَذارَى بالمُدامِ كأنّها / قَطاً تَتهادَى في رِياشِ الطّواوِيسِ
وصارَفْنا فِيها نُضاراً بمِثْلِه / كأنّا ملأنا الكأسَ ليْلاً من الكِيسِ
وقُمْنا نَشاوَى عندَما متَعَ الضّحَى / كما نهَضَتْ غُلْبُ الأسودِ منَ الخِيسِ
فقالَ لَبِئْسَ المُسلِمونَ ضُيوفُنا / أمَا وأبيكَ الحَبْرِ ما نحْنُ بالبِيسِ
وهلْ في بَني مثْواكَ إلا مُبرِّزٌ / بحَلْبَةِ شُورَى أو بحَلْقَةِ تدْريسِ
إذا هزّ عسّالَ البَراعةِ فاتِكاً / أسالَ نَجيعَ الحِبْرِ فوقَ القَراطيسِ
يُقلِّبُ تحْتَ النّقْعِ مُقلَةَ ضاحِكٍ / إذا التَفَتَ الأبْطالُ عنْ مُقَلٍ شُوسِ
سَبَيْنا عُقارَ الرّومِ في عُقْرِ دارِها / بحيلَةِ تمْويهٍ وخدْعَةِ تدْليسِ
لَئِنْ أنْكَرَتْ شَكْلي ففضْليَ واضِحٌ / وهلْ جائِزٌ في العقْلِ إنْكارُ محْسوسِ
رسَتْ بأقْصَى الغرْبِ ذُخْرَ مَضنّةٍ / وكمْ دُرّةٍ علْياءَ في قاعِ قاموسِ
وأغْرَيْتُ سوسِي بالعُذَيْبِ وبارِقٍ / على وطَنٍ داني الجِوارِ منَ السّوسِ
تَعَلقْتُه منْ دوْحَةِ الجُودِ والباسِ
تَعَلقْتُه منْ دوْحَةِ الجُودِ والباسِ / قَضيباً لَعوباً بالرّجاءِ وبالْياسِ
دَروبا بتصْريفِ اليَراعَةِ والقَنا / طَروباً بحَمْلِ المشرَفيّةِ والكاسِ
يُذكّرُنِيهِ الصُّبْحُ عندَ انصِباغِهِ / جَمالَ رُواءٍ في تأرُّجِ أنْفاسِ
ويبْدو لعَيْني شعْرُهُ وجَبينُهُ / إذا ما سَفَحْتَ الحِبْرَ في صَفْحِ قِرْطاسِ
أجالَ منَ الشّوْقِ المُبرِّحِ غارَةً / علَى أرْبُعِ منْ حُسْنِ صبْري أدْراسِ
فظاهَرْتُ منْ سرْدِ السّقامِ بلأمَةٍ / وأوْجَفْتُ منْ شُقْرِ الدّموعِ بأفْراسِ
لكَ اللهُ منْ رَيٍّ طَوانِي على الظُّما / ومنْ أمَلٍ لمْ أجْنِ منْهُ سِوى ياسِ
ومنْ قمَرٍ سعْدٍ عشَوْتُ لنورِهِ / فسعّرَ أحْشائي وصعّدَ أنْفاسي
إذا ما شَرَعْتَ اللّحْظَ نحْوي عابِساً / أقولُ لقَلْبٍ ضاعَ ما بيْنَ جُلاّسِي
أيا عبْدَ شمْسٍ هلْ لكَ اليوم قُدْرَةٌ / على سَطْوَةِ السّفّاحِ منْ آلِ عبّاسِ
هجَمْتُ على هوْلِ الغَرامِ بمُهْجَةٍ / تَعامَتْ فلمْ تدْرِ النّعيمَ منَ الباسِ
تؤجِّجُ نارُ الخدِّ نارَ جَوانِحي / ويعْبَثُ وسْواسُ الحُليِّ بوَسْواسِ
فَيا قلْبُ صبْراً في الغَرامِ وحِسْبَةً / لمَنْ تشْتَكي بالدّاءِ والمُمْرِضُ الآسي
ومَطلولَةِ الأعْطافِ جرّتْ ذُيولَها / على مِسْحَةٍ منْ مُسْكَةِ الغاسِقِ الغاسي
فحدّقَ منْ أجْفانِهِ نرْجِسَ الرُّبَى / وحدّدَ منْ آذانِهِ ورَقَ كُرّاسِ
لعمرُكَ ما أدْري وقدْ تقِفُ النُهَى / إذا التَبَسَ الحقُّ المُبينُ بإلْباسِ
أتلْكَ شَمالٌ أمْ شَمولٌ مُدارَةٌ / على كلِّ غُصْنٍ في الحَديقةِ ميّاسِ
لقَدْ ضعْضَعَتْ حِلْمي ولمْ أرَ نَسْمَةً / تضَعْضَعَ منْ هبّاتِها جبَلٌ راسي
رَعى اللهُ أجْراعَ الحِمَى دارَ صَبْوَتي / ومرْبَعَ أُلاّفي ومعْهَدَ إيناسي
فَما كانَ فيهِ الوصْلُ إلاّ عُلالةً / كنُغْبَةِ مُرْتاعِ ونُهْبَةِ خَلاّسِ
وقالوا ألِفْتَ العيْشَ بعْدَ فِراقِنا / فلفّقْتُ أرْداني حَياءً على الرّاسِ
ثِقوا بوَفائي ما اسْتَقلّتْ جوارِحي / ورَعْيِ ذِمامي ما تَماسَكَ إحْساسي
ولا تعْذُروني إنْ نسيتُ عُهودَكُمْ / وإنْ رفَعَ اللهُ الجُناحَ عنِ النّاسِ
فؤادِي غنيٌّ بالوَفاءِ ورُبّما / تسَجَّلُ في صَبْري وثيقَةُ إفْلاسِ
ليَ اللهُ منْ قلْبٍ خَفوق معذّبٍ / يَرى أنْ ما بالمَوْتِ في الحُبِّ منْ باسِ
تَجولُ بناتُ الفِكْرِ حوْلَ ذُبالِهِ / كما حفّ جوّالُ الفَراشِ بنِبْراسِ
أفوِّضُ للرّحمانِ أمْريَ في الهَوى / وأعْلِقُ كفّي منْ حِماهُ بأمْراسِ
وآمُلُ لُطْفَ اللهِ فِيهِ فإنّه / أبَرُّ بميثاقٍ وأوْفَى بقِسْطاسِ
رأى عارِضي لمّا رأى سُقْمَ بَطْنِهِ
رأى عارِضي لمّا رأى سُقْمَ بَطْنِهِ / وقالَ ولمْ يُرْشَدْ لحِذْقٍ ولا كَيْسِ
ألمْ تدْرِ أنّي عِلّةَ البطْنِ أشْتَكي / وينْفَعُ مَنْ يشْكو بِها لِحْيَةُ التّيْسِ
سَقَتْ سارِياتُ السُّحْبِ ساحَةَ فاس
سَقَتْ سارِياتُ السُّحْبِ ساحَةَ فاس / سَواكِبَ تكْسو السّرْحَ حُسْنَ لِباسِ
وسارَ بتَسْليمي لسُدّةِ فارِسٍ / نَسيمٌ سَرى للسّلسَبيلِ بكاسِ
سِراجُ السّرى شمْسٌ سَما قبَسُ السّنا / كَسا ساطِياتِ الأُسْدِ لِبْسَةَ باسِ
أنِسْتُ بمَسْرَى سَيْبِهِ وتأنّسَتْ / بساحَتِهِ نفْسي وأسْعِدَ ناسِي
ويُسِّرْتُ لليُسْرى ويُسِّرَ مُرْسَلي / وسُدِّدَ سَهْمي واسْتَقامَ قِياسي
ألِمّا على شَطِّ الفُراتِ المقَدَّسِ
ألِمّا على شَطِّ الفُراتِ المقَدَّسِ / فخَيْرُ مَقيلٍ للهُدَى ومُعرَّسِ
سَيَهْديكَ عرْفُ الطّيبِ واليومُ شامِسٌ / ونارُ القِرَى تدْعوكَ في جُنْحِ حِنْدِسِ
وتَلْقَى قِباباً دونَها كلُّ ضامِرٍ / منَ الأعْوجِيّاتِ السّلاهِبِ أشْوَسِ
وأزْهَر فضْفاضِ الرِّداءِ إذا احْتَبى / بسُدّةِ نادٍ أو قَرارَةِ مجْلِسِ
يُريكَ حِجَى لُقْمانَ في حِلمِ أحْنَفٍ / ومنْطِقِ قُسٍّ تحْتَ حِكمَةِ هُرْمُسِ
فإنْ شِئْتَ في بحْرِ النّدى منْهُ فاغْتَرِفْ / وإنْ شِئْتَ في نارِ الهُدَى منْهُ فاقْبِسِ
وبلِّغْ عُلىً للبُعْدِ منّي ألوكَةً / بأعْطَرِ منْ عرْفِ الصِّبا المُتَنَفَّسِ
أبا حسَن خُذْها مُجاجَةَ شاعِر / فَصيحٍ متَى رامَ امْتِداحَكَ يخْرَسِ
كتبْتُ وقدْ نازَعْتُ فيكَ مُلاءَةً / كسَتْني شُحوباً في المُلاءِ المورَّسِ
لشَوْقٍ ثَوى بيْنَ الحَيازِم والحَشى / وبُعْدٍ رَمى في القَلْبِ سهْمَ مُقَرْطِسِ
ولولا حِذاري واتّقائيَ جاهِداً / علَى رُقْعَةٍ منْ حامِلٍ متلمِّسِ
لأبْثَثْتُكَ الشّوقَ الذي هوَ كامِنٌ / وناديْتُ يا مَصْدورَ صَدْري تنفَّسِ
وبكْرٍ تثنّى منْكَ تلْعبُ بالنُّهى / وتَرْفُلُ تِيهاً في غُلالةِ سُنْدُسِ
كما ابتَسَم الزّهْرُ الجَنيُّ بروْضَةٍ / ورَفّ الحَيا منْ فوْقِ ورْدٍ ونرْجِسِ
كَما اتّسَقَ العِقْدُ الثّمينُ بلَبّةٍ / فَراقَ بهِ وصْفُ الفِرِنْدِ المجنّسِ
ألَذّ على الأسْماعِ منْ صوْتِ مِزْهَرٍ / وأعْذَبُ في الأفواهِ من ريقِ ألْعَسِ
يَميناً فَما عَوْدُ الشّبابِ الذي مَضى / لذي كِبَرٍ وما الغِنى عنْدَ مُفْلِسِ
ولا النّوْمُ منْ بعْدِ السُّهادِ لساهِرٍ / بأحْسَنَ منْها في عُيونٍ وأنْفُسِ
ثَكِلْتُ وَفائي وهْوَ أكرَمُ صاحِبٍ / وخالَطْتُ إيماني بإيمانِ مُلْبِسِ
إذا لمْ أُبَلِّغْ فِيكَ نفْسيَ عُذْرَها / وأترُكُ حمْدي فيكَ أسوَةَ مؤتَسي