تَغَيَّرْتُمُ عَنْ عَهْدِكُمْ آلَ كامِلٍ
تَغَيَّرْتُمُ عَنْ عَهْدِكُمْ آلَ كامِلٍ / فَلِلْيَوْمِ مِنْكُمْ غَيْرُ ما أَسْلَفَ الأَمْسُ
نَبا السَّيْفُ مِنْكُمْ فِي يَدِي وَهْوَ قاطِعٌ / كَما أَظْلَمَتْ فِي ناظِرِي مِنْكُمُ الشَّمْسُ
وَأَوْحَشْتُمُ مِنِّي مكَانَ اصْطِفائِكُمْ / كَأَنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَوَدَّةُ والأُنْسُ
غَرَسْتُمُ ثَناءً لَمْ تَجُدْهُ سَحابُكُمْ / بِرَيٍّ وَهَلْ يَنْمِي مَعَ الْعَطَشِ الغَرْسُ
مَواعِدُ مرَضى كُلَّما قُلْتُ قَدْ بَرا / لَكُمْ مَوْعِدٌ بِالْبَذْلِ عاوَدَهُ النُّكْسُ
وَإِنِّي لَذُو شُحٍّ بِكُمْ عَنْ تَقَلُّبٍ / إلى خُلُقٍ فِيهِ لأَعْراضِكُمْ وَكْسُ
وَأَنْتُمْ بَنُو الْجُودِ الَّذِي ابْتَسَمَتْ بِهِ / مِنَ الزَّمَنِ الْمُرْبَدِّ أَيّامُهُ الْعُبْسُ
سَماحاً فَإِنْ تَدْعُو كِفاحاً فَأَنْتُمُ الْ / فَوارِسُ لا مِيلٌ هُناكَ وَلا نُكْسُ
فَما بالُ سُوقِي لَيْسَ تَنْفُقُ عِنْدَكُمْ / وَحَظُّ ثَنائِي مِنْكُمُ الثَّمَنُ البَخْسُ
أَيَرْتَجِعُ الْمَعْرُوفَ مَنْ كانَ واهِباً / وَيَسْلُبُ ثَوْبَ الْمَنِّ مَنْ لَمْ يَزَلْ يَكْسُو
أُساهِلُ إِغْضاءً وَفِيكُمْ تَصَعُّبٌ / وَأَرْطَبُ إِجْمالاً وَفِي عُودِكُمْ يُبْسُ
وَلَيْسَ بِعَدْلٍ أَنْ أَلِينَ وَتَخْشُنُوا / وَلَيْسَ بِحَقٍّ أَنْ أَرِقَّ وَأَنْ تَقْسُوا
عَلَيْكُمْ سَلامٌ لَمْ أَقُلْ ما يُرِيبُكُمْ / وَلكِنَّهُ عَتْبٌ تَجِيشُ بِهِ النَّفْسُ
حَبَسْتُ الْقَوافِي قَبْلَ إِغْضابِ رَبِّها / وَما لِلْقَوافِي بَعْدَ إِغْضابِها حَبْسُ
إِذا الْعَرَبُ الْعَرْباءُ لَمْ تَرْعَ ذِمَّةً / فَغَيْرُ مَلُومٍ بَعْدَها الرُّومُ وَالْفُرْسُ