القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 4
أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ
أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ / وَقد نَزَحَتْ بِيدٌ بهمْ وبسابِسُ
وَما رحلوا إلّا وَحَشْو حُدوجهمْ / شموسٌ لرُوّادِ الهوى ومقابِسُ
كأنّ قطينَ الحيِّ لمّا تحمّلوا / جميعاً ضُحىً جُنحٌ من اللّيل دامسُ
أو الصَّخرُ من أعلامِ ثَهْلانَ زائلاً / أو الدَّوْحُ دوحُ الغابة المُتكاوسُ
فجادَ ديارَ العامريّةِ وابلٌ / وعادَ ديارَ العامريّةِ راجِسُ
ولا دَرَستْ تلك الرّسومَ مُلِمّةٌ / ولا رَمَسَتْ تلكَ الطّلولَ الروّامسُ
فَقد طالَما قضَّيتُ مأْرَبَةَ الصِّبا / بهنَّ ونُدماني الظّباءُ الأوانسُ
وبيضٍ لبسنَ الحسنَ عن كلٍِّ مَلْبَسٍ / فَزانَ لَنا ما لا تزين الملابسُ
يُعِرْن الصِّبا مَنْ لم يكن هَمُّهُ الصِّبا / فيطمع فيه كلُّ من هو آيسُ
وَساقَطن عَذباً من حديثٍ كَأنّهُ / نسيمُ رياضٍ آخرَ اللّيل ناعسُ
وَلَمّا اِلتَقينا وَالرّقيبُ على الهوى / يُخالِسنا من لحظِهِ ونخالسُ
أريْنَ وجوهاً للجمال كأنّها / نُصولٌ جَلَتْها للقُيونِ المداوسُ
فهنّ كمالاً ما لهنَّ صواحبٌ / وهنّ عَفافاً ما لهنَّ حوارسُ
حَلفتُ بِمَن طافَ الحجيجُ ببيتِهِ / ومن هو للرّكنِ اليمانِيِّ لامسُ
وأيدي المطايا يبتدرْن مغَمِّساً / وهنّ خميصاتُ البطون خوامِسُ
طواها السُّرى طيَّ الحريرِ على البِلى / فهنَّ قِسِيٌّ ما لهنّ معاجِسُ
ومَنْ أمَّ جَمْعاً والمطيُّ لواغبٌ / تماطل مِضْماضَ الكَرى وتماكسُ
وَما هَرقوا عند الجمارِ على مِنىً / من الدمِ منه مُستَبِلٌّ وجامِسُ
لقد ولدتْ منّي النساءُ مُشيّعاً / له الرَّوْعُ مَغْنىً والحروبُ مجالسُ
وَقَد جرّبوا أنّي إذا اِحتَدم الوغى / لأَثْوَابِها دون الكتيبة لابسُ
بِضَربٍ كَما اِختارَتْ شِفارُ مَناصِلٍ / وطعنٍ كما شاء الكَمِيُّ المداعسُ
تطامَنَ عنِّي كلُّ ذي خُنْزوانَةٍ / وغَمّض دوني الأبلجُ المتشاوسُ
فلم يُرَ لِي لمّا سمقتُ مُطاوِلٌ / ولم يبقَ لِي لمّا سبقتُ منافِسُ
وَذلّلتُها هَوجاءَ سامية القرا / وما كلُّ روّاضٍ تطيعُ الشوامِسُ
فَقُل للّذي يَبغي الفَخارَ وَدونَهُ / مَفاوزُ لا تَسطيعهنَّ العَرامِسُ
قَعدتَ عنِ الحُسنى وغيرُك قائمٌ / وقمتَ إلى السوأى وغيرُك جالسُ
وَرُمتَ الّذي لَم تسعَ يوماً بطُرْقِهِ / ونَيْلَ الجَنَى عفواً وما أنتَ غارسُ
وإنّي ببرْحِ الأمر في القوِم ناهضٌ / وأنتَ عن الأمر المُبرِّحِ خانِسُ
ولِي النظَرُ السّامي إلى كلّ ذِرْوَةٍ / فكيف تساميني العيونُ النّواكسُ
تَرومونَ أَن تعلوا وأنتمْ أسافلٌ / وأن تُشرقوا فينا وأنتم حنادسُ
نَهسْتُمْ لَعَمْرِي مَرْوَتي جهلةً بها / فَيا للنُّهى ماذا اِستَفادَ النّواهسُ
وَكَيفَ عَجَمْتُمْ هاتماً كلَّ عاجمٍ / ومارستُمُ مَن كَلَّ عنه الممارسُ
فَما لعجاجِي منكُمُ اليومَ تابعٌ / وَلا لعُبابي منكُمُ اليومَ قامسُ
فَإِنْ أَنتُمُ أقذيتُمُ صفوَ عيشنا / فَقَد رَغِمَتْ آنافكمْ والمعاطسُ
وَإنْ جرّ دهرٌ نحوكمْ بعضَ سعدِهِ / فَما أنتُمُ في الدّهرِ إلّا المناحسُ
وَمَن ذا الّذي لَولاي آوى سُروحَكمْ / وأنتمْ لآسادِ الخطوب فرائسُ
وما البِيضُ بيضُ الهند لولا أكفُّها / وما الخيلُ يومَ الرَّوْع إلّا الفوارسُ
وَإنْ أنتَ لم تحرسْكَ نفسُك نَجْدَةً / فليس بحامٍ عن جنابك حارسُ
وما لكَ مِن كلّ الذين تراهُمُ / وَإنْ غضبوا إلّا الطُّلولُ الدّوارسُ
أَيا حادِيَ الأظعانِ لمْ لا تُعرِّسُ
أَيا حادِيَ الأظعانِ لمْ لا تُعرِّسُ / لعلّك أنْ تحظى بقربك أنفسُ
أَنِخْ وَاِنضُ أَحلاساً أَكَلنْ جلودَها / فَصِرنَ جُلوداً طالَما أنتَ مُحلِسُ
فَفي الحَزْنِ مُخْضَرٌّ منَ الرَّوض يانِعٌ / وعَذبُ زُلالٍ بات يصفو ويَسْلَسُ
تُدَرِّجُهُ أيدي الشّمال كأنّه / إذا أبصرَتْهُ العين نَصْلٌ مضرَّسُ
وَإِنْ لَم تردْ إلّا اللّوى فَعَلى اللّوى / سلامٌ ففيه موقفٌ ومُعَرَّسُ
وقومٌ لهمْ في كلّ علياءَ منزلٌ / وعزٌّ عَلى كلّ القبائل أقعسُ
كرامٌ تضيءُ المشكلاتُ وجوهَهمْ / كما شفّ في تَمٍّ عن البدر طِرْمِسُ
وَما فيهِمُ لِلهُونِ مَرعىً ومَجْثَمٌ / ولا منهُمُ للذّلِّ خدٌّ ومَعْطِسُ
خَليليَّ قولا ما أُسرُّ إِلَيكُما / وَقَد لَحَظَتْنِي عينُهُ المتفرِّسُ
عَلى حينِ زايَلنا الأحبّةَ بَغتَةً / وَكُلُّ جليدٍ يومَ ذلك مبْلِسُ
صَموتٌ عَنِ النَّجوى فَإِنْ سِيلَ ما بِهِ / فَلا قَولَ إلّا زَفرَةٌ وتنفّسُ
تُزعزعه أيدي النّوى وهو لابثٌ / وتُنطقُهُ شكوى الهوى وهو أخرسُ
وَمِمّا شَجاني أنّني يومَ بَينِهم / رَجَعت ورَأسي مِن أذى البين مُخلِسُ
وَقَد كنتُ أخفيتُ الصّبابةَ منهُمُ / فَنمّ عليها دَمعِيَ المُتَبَجِّسُ
عَشيّةَ أُخفِي في الرّداءِ مَسيلَهُ / لِيَحسبَ صَحبي أنّنِي مُتعطِّسُ
وَلَيلةَ بِتنا بِالثنيّةِ سُهَّداً / وَما حَشْوها إلّا ظَلامٌ وحِنْدِسُ
وَقَد زارَنا بَعَد الهدوِّ تَوصُّلاً / إِلى الزّادِ غرْثانُ العشيّاتِ أطْلَسُ
شَديدُ الطَّوى عاري الجناجِنِ ما بهِ / من الطُّعْم إلّا ما يُظنُّ ويُحْدَسُ
أَتانِيَ مُغبرَّ السَّراةِ كأنّه / مِنَ الأرضِ لَولا أَنّه يتلمّسُ
تَضاءل في قُطْرَيه يَكتم شخصَه / وأطْرَقَ حتّى قلتُ ما يتنفّسُ
وَضَمَّ إِليهِ حِسَّهُ مُتَوجّساً / وَما عِندهُ في الكيد إلّا التوجّسُ
يُخادِعنِي من كيسِهِ عن مطيّتِي / ولم يدرِ أنّي منه أدهى وأكيَسُ
وَأقْعى إِزاءَ الرّحلِ يَطلب غِرَّةً / ويُلقِي إليه الحرصُ أنْ سوف أنعسُ
فقلتُ له لمّا توالى خداعُهُ / تَعَزَّ فما عندي لنابك مَنْهَسُ
وَما كُنتُ أَحميك القِرى لو أردتَهُ / برفقٍ ولكن دار منك التَّغَطْرُسُ
فلمّا رأى صبري عليه وأنّنِي / أضنُّ على باغي خداعي وأنفسُ
عَوى ثمَّ وَلّى يَستَجير بِشدّةٍ / ويطلبُ بَهْماً نام عنها المُحَبِّسُ
وَكَم خُطّةٍ جاوزتُها مُتَمهّلاً / وعرضِيَ من لومِ العشيرة أملَسُ
وَمَكْرُمةٍ أَعطيتُها متطلّقاً / وقد ضنّ بالبذل الخسيس المُعبِّسُ
وَطُرقٍ إِلى كَسب المَكارمِ وَالعُلا / وبذلِ اللُّها أنهجتُها وهي دُرَّسُ
وَمَولىً يداجينِي وفي لحظاتهِ / شراراتُ أحقادٍ لمن يتقبّسُ
يرمّسُ ضِغْناً في سويداءِ قلبِهِ / ليُخفِيَهُ لو كان للضِّغْنِ مَرْمَسُ
وَيعجبُ أنّي في الفَضائلِ فُتُّهُ / ولمْ لا يفوتُ المصبحين المُغَلِّسُ
كَأنّ وإيّاه مُعَّنىً بمُدْنَفٍ / يَبلُّ قليلاً ثم يأْبى فينكُسُ
وَمُشكلةٌ أَخلاقُهُ وخصالُهُ / كَما شِئتَ لمّاعاً يضيءُ ويُبْلِسُ
فَلا أَنا عَمّا يُثمرُ الوصلُ أنتهِي / ولا هو عن شأوِ القطيعة يحبسُ
أَجيرَتَنا لا جمَع اللَّه شَملَنا
أَجيرَتَنا لا جمَع اللَّه شَملَنا / فَما أَنتُمُ إلّا الذّئابُ الأطالسُ
وَما أنتُمُ إلّا سَرابٌ بقِيعَةٍ / تُغرُّ بِرُؤياه الظِّماءُ الخوامسُ
وَما أنتُمُ فيما رَجاكمْ وَما دَرى / لِمَنفَعةٍ إلّا الطُّلولُ الدَّوارسُ
بَذلتُ لَكُمْ منّي الوِدَادَ تكرّماً / وَما فيكُمُ إلّا الّذي هو شامسُ
وَلانَ لَكُمْ صَعبي وأَغصانُ دوحتي / وأغصانُكمْ لِي كلَّ يومٍ يوابِسُ
مَتى اِمتَلأتْ أَبصارُكمْ مِن فَضيلتي / فَفيهنّ عُوّارٌ بها ونواخسُ
وَإِنْ تُنبئوا عنّي بأدنى مسرّةٍ / فَلَيسَ لَكُمْ إلّا الوجوه العوابسُ
وَهَل حَسَدُ الأقوامِ طاروا إلى العُلا / وَأَنتمْ بِطاءُ الخَطْو إلّا وَساوسُ
فَلا وَرَدتْ ماءً زُلالاً مشافرٌ / وَلا حُبِيتْ مِنكمْ بخيرٍ معاطسُ
وَلا كنتُمُ إلّا كَما تَكرهونَهُ / وَلا اِعتادَكمْ نوءٌ من الرّزق راجسُ
شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي
شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي / وقد ملأتْ منه الطّوالعُ راسي
ولا تطلبي عندي الصَّبابةَ بعدها / سَفاهاً فإنّي للصَّبابةِ ناسِ
فَلم تُطْفَ إلّا بِالمَشيب عَرامَتي / وَلَم يُمْحَ إلّا بِالمَشيب شِماسي
وَمِن غَير أَحواضِ البَطالةِ مشربي / وَفي غَيرِ أَسبابِ الغرامِ مِكاسي
وما لِيَ تَعريجٌ إلى ريمِ رملةٍ / ولا لِيَ إلمامٌ بظبْي كِناسِ
لَقَد كانَ قَلبي كالقلوب على الهَوى / فمُذْ زارَ هَذا الشّيب صُيِّرَ قاسِ
فَلا لَهْوَ مُذْ لاحَ المَشيبُ بمَفْرَقي / وصار قناعاً في العيون لراسي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025