القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 7
سَلِ الرَّكْبَ يا ذَوّادُ عنْ آلِ جَسّاسِ
سَلِ الرَّكْبَ يا ذَوّادُ عنْ آلِ جَسّاسِ / هلِ ارْتَبَعوا بعْدَ النُقَيْبِ بأوْطاسِ
فإني أرى النّيرانَ تَهْفو فُروعُها / على عَذَبِ الوادي بمَيْثاءَ مِيعاسِ
تنَوَّرْ سَناها منْ بَعيدٍ ولا تُرَعْ / فليس على مَنْ آنَسَ النّارَ منْ باسِ
ومنْ مُوقِديها غادَةٌ دونَها الظُّبا / تَلوحُ بأيْدي غِلْمَةٍ غيرِ أنْكاسِ
وكُلُّ رُدَيْنيٍّ كأنّ سِنانَهُ / يَعُطُّ رِداءَ الليْلِ عنهُمْ بنِبْراسِ
مُهَفْهَفَةٌ غَرْثَى الوِشاحَيْنِ دونَها / تَحَرُّشُ عُذّالٍ ورِقْبَةُ حُرّاسِ
يضيءُ لها وَجْهٌ يرِقُّ أديمُهُ / فما ضَرّها لو رَقَّ لي قَلْبُها القاسي
وفي المِرْطِ دِعْصٌ رشَّهُ الطَّلُّ أُزِّرَتْ / بهِ تحتَ غُصْنٍ فوقَهُ البَدْرُ ميّاسِ
سمَوْتُ لَها والليلُ حارَتْ نُجومُه / على أُفُقٍ عارٍ بظِلِّ الدُّجى كاسِ
فهبَّتْ كما ارْتاعَ الغَزالُ وأوْجَسَتْ / مِن ابْنِ أبيها خِيفَةً أيَّ إيجاسِ
تُشيرُ إِلى مُهْري حِذارَ صَهيلِهِ / وتَسْتَكْتِمُ الأرْضَ الخُطا خَشْيَةَ النّاسِ
فقلْتُ لها لا تَفْرَقي وتشبّثي / بنهّاسِ أقْرانٍ ومنّاعِ أخْياسِ
تَرُدُّ يَدَيْهِ عنْ وِشاحِكِ عِفّةٌ / وعِرْضٌ صَقيلٌ لا يُزَنُّ بأدْناسِ
وطوَّقْتُها يُمْنى يَديَّ وصارِمي / بيُسْرايَ فارْتاحَتْ قَليلاً لإيناسي
وذُقْتُ عَفا عَنّا الإلهُ وعَنكُمُ / جَني ريقَةٍ تُلهي أخاكُمْ عنِ الكاسِ
فلمّا اسْتَطارَ الفَجْرُ مالَ بعِطْفِها / وداعي كما هزَّ الصَّبا قُضُبَ الآسى
وكَمْ عَبْرَةٍ بلَّتْ وِشاحاً ومِحْمَلاً / بِها زَفْرَةٌ أدْمَتْ مَسالِكَ أنْفاسي
ولاحَتْ تَباشيرُ الصّباحِ كأنّها / سَنا المُقْتَدي باللهِ في آلِ عَبّاسِ
حَمى بَيضَةَ الإسلامِ فاسْتَحْكَمَتْ بهِ / عُراهُ وقد شُدَّتْ لَديهِ بأمْراسِ
يَلوذُ الرّعايا آمِنينَ بعِزِّهِ / لِياذَ عِتاقِ الطّيْرِ بالجَبلِ الرّاسي
ويُلْحِفُهُمْ ظِلاً منَ العَدْلِ وارِفاً / ويَرْعاهُمُ بالنّائِلِ الغَمْرِ والباسِ
إليكَ أميرَ المؤمِنينَ رَمَتْ بِنا / عُلاً تَنْتَهي أعْراقُهُنَّ إِلى الياسِ
ولما اسْتَقَلّتْ بي إِلى العِزِّ هِمّتي / نَفَضْتُ بوادِيكَ المُقَدَّسِ أحْلاسي
فأقْلَعَتِ الأيّامُ عني ورُبّما / أطَلَّتْ بأنْيابٍ عليَّ وأضْراسِ
ولولاكَ لمْ أسْتَوْهِبِ العِيسَ هَبَّةً / على طُرُقٍ تُغْوي الأدِلاّءَ أدراسِ
طَوَيْتُ إِلى ناديكَ كُلَّ مُبَخَّلٍ / أبَتْ شَوْلُهُ أن تُسْتَدَرَّ بإبْساسِ
وكُنتُ أرَجّي الناسَ قبلَ لِقائِكُمْ / فها أنا بِعْتُ الزِّبْرِقانَ بشَمّاسِ
سَلِ الدّهْرَ عنّي أيَّ خَطْبٍ أمارِسِ
سَلِ الدّهْرَ عنّي أيَّ خَطْبٍ أمارِسِ / وعنْ ضَحِكي في وَجْهِهِ وهْوَ عابِسُ
فَما لبَنيهِ يَشتَكونَ بَناتِهِ / وهَلْ يُبْتَلى بالبَلْهِ إلا الأكايسُ
سأحمِلُ أعْباءَ الخُطوبِ فَطالَما / تَماشَتْ على الأيْنِ الجِمالُ القَناعِسُ
وأنْتظِرُ العُقْبى وإنْ بَعُدَ المَدى / وأرْقُبُ ضَوْءَ الفَجْرِ والليلُ دامِسُ
فَللهِ دَرّي حينَ تُوقِظُ هِمّتي / مُساوَرَةُ الأشْجانِ والنّجْمُ ناعِسُ
وصَحْبي وَجيهِيٌّ ورُمْحٌ وصارِمٌ / ودِرْعٌ وصَبْري والخَفاجِي سادِسُ
وإني لأقْري النّائِباتِ عَزائِماً / تَروضُ إباءَ الدّهْرِ والدّهْرُ شامِسُ
وأحْقِرُ دُنيا تَسْتَرقُّ لَها الطُّلى / مَطامِعُ لحَظي نَحْوَها متَشاوِسُ
تَجافَيْتُ عَنْها وهْيَ خَوْدٌ غَريرةٌ / فهَلْ أبْتَغيها وهْيَ شَمْطاءُ عانِسُ
وفيَّ عُرَيْقٌ منْ قُرَيشٍ تعطَّفَتْ / عليّ بهِ أعياصُها والعَنابِسُ
أُغالي بعِرْضي في الخَصاصَةِ والمُنى / تُراوِدُني عَنْ بَيْعِهِ وأُماكِسُ
وأصْدَى إذا ما أعْقَبَ الرِّيُ ذِلّةً / وأزْجُرُ عِيسِي وهْيَ هِيمٌ خَوامسُ
وَلي مُقلةٌ وحْشيّةٌ لا تَرُوقُها / نَفائِسُ تَحْويها نُفوسٌ خَسائِسُ
وقد صَرّتِ الخَضْراءُ أخْلافَ مُزْنِها / وليسَ على الغَبْراءِ رَطْبٌ ويابِسُ
وخِرْقٍ إِلى فَرْعَيْ خُزَيْمَةَ يَنْتَمي / ويَعلمُ أنّ الجُودَ للعِرْضِ حارِسُ
لَحاني على تَرْكِ الغِنى ومُعَرَّسي / جَديبٌ وجاري ضارِعُ الخَدِّ بائِسُ
فقُلْتُ لهُ إن العُلا مِنْ مَآرِبي / وما ليَ عَنْها غَيرَ عُدْميَ حابِسُ
وإني بطَرْفٍ صيغَ للعِزِّ طامِحٌ / إليها وأنْفٍ أُودِعَ الكِبْرَ عاطِسُ
فشَدَّ بعَبْدِ اللهِ أَزْري وأعْصَمَتْ / يَميني بمَنْ باهَى بهِ العُرْب فارِسُ
بأرْوَعَ منْ آلائِهِ البَحْرُ مُطْرِقٌ / حَياءً ومِنْ لأْلائِهِ البَدْرُ قابِسُ
حَوى خَرَزاتِ المُلْكِ بالبَأسِ والندىً / وغُصْنُ الصِّبا لَدْنُ المَهَرّةِ مائِسُ
وأجْدادُهُ ممّنْ رَعاهُنَّ سِتّةٌ / تَطيبُ بِهمْ أعْراقُهُ والمَغارِسُ
فصارُوا بهِ كالسَّبْعَةِ الشُّهْبِ ما لَهُمْ / مُسامٍ كما لَمْ يَدْنُ منهُنَّ لامِسُ
وأعْلى مَنارَ العِلْمِ حينَ أظَلّنا / زَمانٌ لأشْلاءِ الأفاضِلِ ناهِسُ
وقد كانَ كالرَّبْعِ الذي خَفَّ أهْلُهُ / لهُ أثَرٌ ألْوى به الدَّهْرُ دارِسُ
إذا رَكِبَ اخْتالَتْ بهِ الخَيْلُ أو مَشى / لَوَتْ مِنْ هَواديها إليهِ المَجالِسُ
وإنْ طَرَقَ الأعْداءَ أقْمرَ لَيْلُهُمْ / بهِ وأَديمُ الأرْضِ بالدَّمِ وارِسُ
حَباهُ أميرُ المؤْمِنينَ بِصارِمٍ / كَناظِرَتَيْهِ دُونَهُ القِرْنُ ناكِسُ
وطِرْفٍ إذا الآجالُ قَفَّيْتَها بهِ / فهُنَّ لآجالٍ قُضينَ فَرائِسُ
ومُرْضِعَةٍ ما لَمْ تَلِدْهُ فإنْ بَكى / تبَسَّمَ في وَجْهِ الصّباحِ الحَنادِسُ
إِلى خِلَعٍ تَحكي رِياضاً أنيقَةً / بكَفَّيْهِ تَسْقيها الغَمامُ الرّواجِسُ
وكيفَ يُبالي بالمَلابِسِ ساحِبٌ / ذُيولَ المَعالي وهْوَ للمَجْدِ لابِسُ
وأحْسَنُ ما يُكْسى الكِرامُ قَصائِدٌ / أوابِدُ مَعْناها بِوادِيكَ آنِسُ
تُزَفُّ إِلى نادِيكَ مُلْساً مُتونُها / وتُهدَى إِلى أكْفائِهِنَّ العَرائِسُ
وتَدْفَعُ عنكَ الكاشِحينَ كأنّما / مَناطُ قَوافيها الرِّماحُ المَداعِسُ
وتُبعَثُ أرْسالاً عِجالاً إليهمُ / كما تابَعَ الطّعْنَ الكَمِيُّ المخالِسُ
ولَولاكَ ما أوْهى قُوى الفِكْرِ مادحٌ / ولا افْترَّ عنْ بَيتٍ منَ الشِّعْرِ هاجِسُ
رَعَيْتَ ذِمامَ الدّينِ بالعَدْلِ بَعدَما / أُضيعَ ولَمْ يَحْمِ الرّعيّةَ سائِسُ
فظلَّ يمرُّ السّخْلُ بالذِّئب آمِناً / ولا ترهَبُ الأُسْدَ الظِّباءُ الكَوانِسُ
وعرَّضْتَ مَنْ عاداكَ للهُلْكِ فانْتَهى / عنِ المُلْكِ حتى قَلَّ فيهِ المُنافِسُ
وأرْهَفْتَ منْ غَرْبي وما كانَ نابِياً / كَما سَنّتْ البيضَ الرِّقاقَ المَداوِسُ
وجابَتْ إلَيْكَ البيدَ هُوجٌ عَرامِسٌ / عليهنَّ صِيدٌ مِنْ قُرَيشٍ أَحامِسُ
فما أنتَ مّنْ يَبْخَسُ الشِّعْرَ حقّهُ / ولا أنا ممّا يَضْمَنُ النُّجْحَ آيِسُ
دَعَتْ أُمُّ عَمْروٍ وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ
دَعَتْ أُمُّ عَمْروٍ وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ / تُؤَنِّبُني وَالصُّبْحُ لَمْ يَتَنَفَّسِ
وَتَعْجَبُ مِنْ بَذْلِي لِكُلِّ رَغيبَةٍ / وَجُودِي بِمَا أَحْويهِ مِنْ كُلِّ مُنْفِسِ
وَتَعْلَمُ أَنِّي مِنْ بَقِيَّةِ مَعْشَرٍ / نَماهُمْ إِلى العَلْياءِ أِكرَمُ مَغْرَسِ
هُمُ مَلَكُوا الأَعْناقَ بِالبَأْسِ وَالندى / وَعِزٍّ مُعاوِيِّ المَباءَةِ أَقْعَسِ
وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ سَراتُها / على نَمَطَيْ بَيْضاءَ مِنْ سِرِّ فَقْعَسِ
فَقُلْتُ لَها كُفِّي وَغاكِ فَأَعْرَضَتْ / وَفي خَدِّها وَرْدٌ يُطِلُّ بِنَرْجِسِ
أَبُخْلاً وَبَيْتِي مِنْ أُمَيَّةَ في الذُّرا / وَعِرْقِي بِغَيْرِ المَجْدِ لَمْ يَتَلَبَّسِ
وَما أَنَا مِمَّنْ يَأْلَفُ الضِّحْكَ في الغِنى / وَإِنْ نَالَ مِني الفَقْرُ لَمُ أَتَعَبَّسِ
فَفي العُسْرِ أَحْياناً وفي اليُسْرِ تَارَة / يَعيشُ الفَتى وَالغُصْنُ يَعْرَى وَيَكتَسي
قَنِعْتُ وَرَيْعانُ الشَّبابِ بِمائِهِ
قَنِعْتُ وَرَيْعانُ الشَّبابِ بِمائِهِ / وَلَمْ يَتَبَسَّمْ وافِدٌ الشَّيْبِ في الرَّاسِ
وَأَعْرَضْتُ عَنْ دُنيا تَوَلَّى نَعيمُها / فَما بِيَدِ السّاقي سِوَى فَضْلَةِ الكاسِ
وَلا عِزَّ حَتَّى يَضْرِبَ المَرْءُ جَأْشَهُ / عَلى اليَأْسِ فَانْفُضْ رَاحَتَيْكَ مِن النَّاسِ
دَعاني إِلى الصَهباءِ وَاللَيلُ عاقِدٌ
دَعاني إِلى الصَهباءِ وَاللَيلُ عاقِدٌ / نواصيهِ ظَبيٌ في فُؤادي كِناسُهُ
وَبِتُّ لَقىً مِن عَتبِهِ وَمُدامِهِ / وَريقَتِهِ وَاللَيلُ ضافٍ لِباسُهُ
فأَسكَرَني وَالنَّجمُ مُرخٍ نِطاقَهُ / جَنى الرِّيقِ لا ما أُرعِفَتْ مِنهُ كاسُهُ
تَجافَيتُ عَن عِزٍّ يُنالُ بِذِلَّةٍ
تَجافَيتُ عَن عِزٍّ يُنالُ بِذِلَّةٍ / وَرَوَّحتِ نَفسي حينَ عوَّدتُها الياسا
وَلي هِمَّةٌ تَستَصغِرُ الدَّهرَ وَالوَرى / فَأَلئِم بِهِ دَهراً وَأَخسِر بِهِم ناسا
وَقَفنا بِحَيثُ العَدلُ مَدَّ رِواقَهُ
وَقَفنا بِحَيثُ العَدلُ مَدَّ رِواقَهُ / وَخَيَّمَ في أَرجائِهِ الجودُ وَالباسُ
وَفَوقَ السَّريرِ ابنُ المُلوكِ مُحَمَّدٌ / تَخِرُّ لَهُ مِن فَرطِ هَيبَتِهِ النَّاسُ
فَخامَرَني ما خانَني قَدَمي لَهُ / وَإِن رَدَّ عَنّي نُفرَةَ الجأشِ إِيناسُ
وَذاكَ مَقامٌ لا نوفِّيهِ حَقَّهُ / إِذا لَم يَنُب فيهِ عَنِ القدَمِ الرَّاسُ
لَئِن عَثَرَتْ رِجلي فَلَيسَ لِمقْوَلي / عِثارٌ وَكَم زَلَّت أَفاضِلُ أَكياسُ
فَأَنتَ الَّذي أَوطأْتَنِي قِمَّةَ السُّرى / فَما ليَ غَيرَ الأَنجُمِ الزُّهرُ جُلّاسُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025