القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 5
هنيئاً لأهل الشرق من حضرة القدسِ
هنيئاً لأهل الشرق من حضرة القدسِ / بشمسٍ جلت أنوارُها ظلمةَ الرَّمس
وجلّت عن التشبيه فهي فريدة / فليست بفصل في الحدودِ ولا جنس
ويدرك منها في الكمال وجودُنا / كما يدرك الخفّاشُ من باهر الشمس
فللَّه من نورٍ أتته رسالةٌ / تصانُ عن التخمين والظنِّ والحدس
أتانا بها والقلبُ ظمآن تائه / إلى المنظر الأعلى إلى حضرة القدس
فجاء ولم يحفل بيوت كثيرة / فخاطبها من حضرة النعل والكرسي
أنا البعلُ والعرس الكريم رسالتي / فبورك من بعلٍ وبورك من عِرس
غرستُ لكم غصن الأمانة يانعاً / وإني لجانٍ بعده ثمر الغرس
تولعت بالتبليغ لما تبينتُ / أمور ترقيني عن الانس والإنس
ورحتُ وقد أبدت بُروقي وميضَها / وجزتُ بحار الغيب في مركب الحس
ونمتُ وما نامت جفوني غدية / وتهتُ بلا تيهٍ عن الجن والإنسِ
فيا نفس بذا الحق لاح وجودُه / فإياكِ والإنكار يا نفس يا نفسي
فعني فتش في تلقان في أنا / أنا في أنا إني أنا في أنا نفسي
أقول وروح القدسِ ينفث في النفسِ
أقول وروح القدسِ ينفث في النفسِ / بأنَّ وجودَ الحق في العدد الخمسِ
أيا كعبةَ الأشهادِ يا حرمَ الأنسِ / ويا زمزمَ الآمالِ زُمَّ على النَّفسِ
سرى البيت نحو البيتِ يبغي وصاله / وطهر بالتحقيق من دَنَس اللبسِ
فيا حسرتي يوماً ببطن محسر / وقد دلّني الوادي على سَقَر الرَّجْسِ
تجرّعتُ بالجرعاء كأس نامةٍ / على مشهدٍ قد كان مِنيَ بالأمس
وما خفت بالخَيفِ ارتحالي وإنما / أخاف على ذي النفس من ظلمة الرَّمسِ
لمزدَلفِ الحجاجِ أعلمت ناقتي / لأنعمَ بالزُّلفى وألحقَ بالجنسِ
جمعتُ بجمعٍ بين عيني وشاهدي / بوترين لم أشهد به رتبةَ النفس
خلعتُ الأماني بعدما كنتُ في منى / وطوّفتها فانظره بالطرد والعكسِ
ففي الجمرات الغرّ في رَونَق الضحى / حصبتُ عدوّ الجهلِ فارتدّ في نكس
ركنتُ إلى الركن اليماني لأن في اس / تلام اليماني اليمن في جنةِ القدس
صفيتُ على حكم الصفا عن حقيقتي / فما أنا من عُربٍ فصاحٍ ولا فُرس
أقمت أناجي بالمقامِ مهيمناً / تعالى عن التحديد بالفصل والجنسِ
فشاهدته في بيعة الحجر الذي / تسوَّد من نكثِ العهود لذي اللمس
وبالحجر حجرت الوجودَ وكونه / عليَّ فلا يغدو الزمانُ ولا يمسي
وفي رمضان قال لي تعرف الذي / تشاهده بين المهابةِ والأنس
فلما قضيتُ الحج أعلنتُ مُنشداً / بسيري بين الجهر للذات والهمس
سفينة إحساسي ركبت فلم تزل / تسيرها أرواحُ أفكاره الخرس
فلما عدت بحر الوجودِ وعانيت / بسيف النهي من جلعن رتبة الأنس
دعاني به عبدي فلبيت طائعاً / تأمل فهذا القطف فوق جني الغرس
فعانيت موجوداً بلا عينِ مبصر / وسرَّح عيني فانطلقتُ من الحبس
فكنت كموسى حين قال لربّه / أريد أرى ذاتاً تعالتْ عن الحسِّ
فدكَّ الجبالَ الراسياتِ جلاله / وأصعقَ موسى فاختفى العرشُ في الكرسي
وكنتُ كخفَّاشٍ أراد تمتعاً / بشمسِ الضحى فنهدّ من لمحةِ الشمس
فلا ذاتُه أبقى ولا أدركَ المنى / وغودر في الأمواتِ جسماً بلا نفس
ولكنني أدعي على القرب والنوى / بلا كيف بالبعل الكريم وبالعرس
خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله
خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله / سواي من الرحمن ذي العرشِ والكرسي
وأشهدتُ من علمِ الغيوبِ عجائباً / تصانُ عن التذكارِ في عالم الحسِّ
فيا عجباً إني أروحُ وأغتدي / غريباً وحيداً في الوجود بلا جنسِ
لقد أنكر الأقوامُ قولي وشنَّعوا / عليَّ بعلمٍ لا ألومُ به نفسي
فلا هم مع الأحياء في نور ما أرى / ولا هم مع الأموات في ظلمة الرمسِ
فسبحان من أحيى الفؤاد بنورِه / وأفقدهم نور الهدايةِ بالطَّمسِ
علومٌ لنا في عالم الكونِ قد سَرَت / من المغربِ الأقصى إلى مطلع الشمس
تحلَّى بها من كان عقلاً مجرَّداً / عن الفكرِ والتخمين والوهم والحدس
وأصبحتْ في بيضاءَ مثلي نقيةً / إماماً وإن الناسَ منها لفي لَبسِ
نمشّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا
نمشّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا / لأنَّ لها جوداً على نشأةِ النفسِ
لما جاء في الأنباء عن خيرِ مُرسَلٍ / بأصدقِ قيل جاء من حضرةِ القدُسِ
وضعفه النقادُ من أجلِ واحدٍ / رواه عن الأثبات عن عالم الإنس
وكم صحَّ من أمثاله فهو واحد / من النوع إن شئتم وإلا من الجنس
وما فيه إن أنصفتَ في القول مُثَبتٌ / له عندنا ويل تحققُ من لبس
وكيف يكون اللبس والأمر ظاهرٌ / يلوح لذي عينين من حَضرةِ الأنس
لقد كان خيرُ الناسِ يفعل مثلَ ما / بأعرافها والبيعُ بالثمنِ البخسِ
لقد صُغتُ معناه بأدنى عبارةٍ / وألطفِها للعقلِ بالفكرِ والحسِّ
سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا
سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا / بنا فهم الأفراد يدعون بالخرسِ
سروراً يتكوين وعزاً بجَلوة / ليستوحشن الأقوام في حالة الأنسِ
سموا بل علوا إلا قليلاً لأنهم / تعالوا عن التنزيه في حضرةِ القُدس
سلامٌ على قوم تباهوا بربِّهم / على كلِّ موجودٍ من الجنِّ والإنس
سروا وظلامُ الليلِ يَستر سيرهم / إلى أن علوا فوق الإشارة بالكرسي
سرتْ همة مني على خيرِ مركبٍ / من الطبع من عقلٍ نزيهٍ ومن حسِّ
سرى نحوه سرِّي ليدري حديثه / على هيكلٍ قد بيع بالثمنِ البخسِ
سباها وأسلاها وجود منزه / عن الحدِّ بالفصل المقوّمِ والجنسِ
سناه مزيلُ ظلمةِ العرشِ والعمى / وما كان من أين يقالُ ومن جنسِ
سلت بوجودِ القيد عن نيل مُطلقٍ / عن الحبسِ بالتقييد باليومِ والأمس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025