المجموع : 4
تَمَلَّيتُهُ يالابِسَ العِزِّ مَلبَسا
تَمَلَّيتُهُ يالابِسَ العِزِّ مَلبَسا / وَهَنَّأتُهُ ياغارِسَ الجودِ مَغرَسا
قَدِمتَ قُدومَ الغَيثِ لِلأَرضِ إِنَّها / بِهِ أَشرَقَت حُسناً وَطابَت تَنَفُّسا
عَلَوتَ بَني الأَيّامِ إِذ كُنتَ فيهِمُ / إِذا ذُكِروا أَسمى وَأَسنى وَأَرأُسا
زَعيمُ بَني اللَمطِيِّ في البَأسِ وَالنَدى / مُكَرَّمُها المَأمولِ في الدَهرِ إِن قَسا
غَمامٌ هَمى بَحرٌ طَمى قَمَرٌ أَضا / حُسامٌ مَضى لَيثٌ قَسا جَبَلٌ رَسا
وَحاشاهُ إِنّي غالِطٌ حينَ قِستُهُ / وَذاكَ قِياسٌ تَركُهُ كانَ أَقيَسا
إِذا فَعَلَ الأَقوامُ نَوعاً مِنَ النَدى / تَنَوَّعَ فيهِ جودُهُ وَتَجَنَّسا
وَإِن بَدَأَ النُعمى تَلاها بِمِثلِها / فَتَزدادُ حُسناً كَالقَريضِ مُجَنَّسا
تَحُلُّ بِهِ الشُمُّ العَرانينُ في العُلا / فَتَلقاهُمُ مِن هَيبَةٍ مِنهُ نُكَّسا
بِهِ أَصبَحَت تَيمٌ إِذا هِيَ فاخَرَت / أَعَزَّ قَبيلٍ في الأَنامِ وَأَنفَسا
أُجِلُّ الوَرى قَدراً وَأَكرَمُ شيمَةٍ / وَأَكثَرُ مَعروفاً وَأَكبَرُ أَنفُسا
إِذا بَخَسَ الجُهّالُ قَدرَ فَضيلَةٍ / فَلَيسوا بِها بِالجاهِلينَ فَيُبخَسا
هُمُ القَومُ يَلقونَ الخُطوبَ إِذا عَرَت / بِكُلِّ كَمِيٍّ في الخُطوبِ تَمَرَّسا
إِذا أوقِدَت لِلحَربِ نارٌ أَوِ القِرى / تَوَهَّمتَهُ مِن عِشقِها مُتَمَجِّسا
يَبينُ لَهُ الأَمرُ الخَفِيُّ فِراسَةً / وَيَعنو لَهُ الطَرفُ العَصِيُّ تَفُرُّسا
إِذا صالَ أَضحى أَفرَسُ القَومِ أَميَلاً / وَإِن قالَ أَضحى أَفصَحُ القَومِ أَخرَسا
أَمَولايَ لازالَت مَعاليكَ غَضَّةً / وَأَغصانُها رَيّانَةٌ مِنكَ مُيَّسا
سَما بِكَ مَجدَ الدينِ مَجدٌ وَمُحتِدٌ / وَعِرضٌ نَهاهُ الدينُ أَن يَتَدَنَّسا
لَقَد شَرُفَت مِنهُ الصَعيدُ وِلايَةً / فَأَصبَحَ واديهِ بِهِ قَد تَقَدَّسا
بِلادٌ بِلُقياكَ اِستَقامَت نُجومُها / فَصِرنَ سُعوداً بَعدَما كُنَّ نُحَّسا
سَتَندى وَقَد وافى وَفاكَ رُبوعَها / وَإِن عُهِدَت مُغبَرَّةَ الجَوِّ يُبَّسا
وَرُبَّ قَوافٍ قَد طَوَيتُ بُرودَها / فَلَم أَرضَ أَن تَغدو لِغَيرِكَ مَلبَسا
أَقَمنَ حَبيساتٍ كَحَبسِكَ مَن جَنى / عَلى أَنَّها لَم تَجنِ يَوماً فَتُحبَسا
فَها هِيَ كَالوَحشِيِّ مِن طولِ حَبسِها / عَساها بِبِرٍّ مِنكَ أَن تَتَأَنَّسا
وَإِن قَصَّرَت عَن بَعضِ ماتَستَحِقُّهُ / فَمِثلِكَ مَن أَولى الجَميلَ لِمَن أَسا
كَذا المَنهَلِ المَورودِ في مُستَقَرِّهِ / إِذا عَدِمَ الوُرّادَ لَن يَتَنَجَّسا
سَيُرضيكَ مِنها مايَزيدُ عَلى الرِضا / وَيَستَعبِدُ اِبنَ العَبدِ وَالمُتَلَمِّسا
وَهَبنِيَ أُعطيتُ البَلاغَةَ كُلَّها / فَما قَدرُ مَدحي في عُلاكَ وَما عَسى
أَمُؤنِسَ قَلبي كَيفَ أَوحَشتَ ناظِري
أَمُؤنِسَ قَلبي كَيفَ أَوحَشتَ ناظِري / وَجامِعَ شَملي كَيفَ أَخلَيتَ مَجلِسي
وَيا ساكِناً قَلبي وَما فيهِ غَيرُهُ / فَدَيتُكَ ما اِستَوحَشتُ مِنهُ لِمُؤنِسِ
وَبِاللَهِ يا أَغنى الوَرى مِن مَلاحَةٍ / تَصَدَّق عَلى صَبٍّ مِنَ الصَبرِ مُفلِسِ
بِما بَينَنا مِن خَلوَةٍ لَم يُبَح بِها / وَما بَينَنا مِن حُرمَةٍ لَم تُدَنَّسِ
أَنِلني الرِضا حَتّى أُغيظَ بِهِ العِدى / وَتَذهَبَ عَنّي خيفَتي وَتَوَجُّسي
رِضاكَ الَّذي إِن نِلتُهُ نِلتُ رِفعَةً / وَأَلبَسَني في الناسِ أَشرَفَ مَلبَسِ
رَعى اللاهُ جيراناً إِذا عَنَّ ذِكرُهُم / يَغارُ الحَيا مِن مَدمَعي المُتَبَجِّسِ
وَيا حَبَّذا الدارُ الَّتي كُنتُ مُدَّةً / أَميلُ إِلى ظَبيٍ بِها مُتَأَنِّسِ
إِذا نَحنُ زُرناها وَجَدنا نَسيمَها / يَفوحُ بِها كَالعَنبَرِ المُتَنَفِّسِ
وَنَمشي حُفاةً في ثَراها تَأَدُّباً / نَرى أَنَّنا نَمشي بِوادٍ مُقَدَّسِ
قَصَدتُكُمُ أَرجو انتِصاراً عَلى العِدى
قَصَدتُكُمُ أَرجو انتِصاراً عَلى العِدى / حَسِبتُكُمُ ناساً فَما كُنتُمُ ناسا
فَلَم تَمنَعوا جاراً وَلَم تَنفَعوا أَخاً / وَلَم تَدفَعوا ضَيماً وَلَم تَرفَعوا راسا
سَلوا الرَكبَ إِن وافى مِنَ الغَورِ نَحوَكُم
سَلوا الرَكبَ إِن وافى مِنَ الغَورِ نَحوَكُم / يُخَبِّركُمُ عَن لَوعَتي وَرَسيسي
حَديثاً بِهِ أَبقَيتُ في الرَكبِ نَشوَةً / وَقَد أَسكَرَتهُم خَمرَتي وَكُؤوسي
فَلا تَبعَثوا لي في النَسيمِ تَحِيَّةً / فَيَرتابُ مِن طيبِ النَسيمِ جَليسي
فَلي عَن يَمينِ الغَورِ دارٌ عَهَدتُني / أَميلُ لِأَقمارٍ بِها وَشُموسِ
عَلى مِثلِها يَبكي المُحِبُّ صَبابَةً / فَيا مُقلَتي لا عِطرَ بَعدَ عَروسِ
وَإِنّي لَتَعروني مَعَ اللَيلِ لَوعَةٌ / فُؤادِيَ مِنها في لَظاً وَوَطيسِ
تَلوحُ نُجومٌ لا أَراها أَحِبَّتي / وَيَطلَعُ بَدرٌ لا أَراهُ أَنيسي
حَلَفتُ لَكُم يَومَ النَوى وَحَلَفتُمُ / بِكُلِّ يَمينٍ لِلمُحِبِّ غَموسِ
وَكُنتُم وَعَدتُم في الخَميسِ بِزَورَةٍ / وَكَم مِن خَميسٍ قَد مَضى وَخَميسِ
وَإِنّي لَأَرضى كُلَّ ما تَرتَضونَهُ / فَإِن يُرضِكُم بُؤسي رَضيتُ بِبوسي
عَلى أَنَّ لي نَفساً عَلَيَّ عَزيزَةً / وَفي الناسِ عُشّاقٌ بِغَيرِ نُفوسِ