لمية ربع بالصريمة دارس
لمية ربع بالصريمة دارس / الحت بمرّاها عليه الطوامس
خليليَّ ما بعد الكثيب معرس / ولا دون ذاك الحيّ حيّ مؤانس
نشدتكما هل بالظعينة مطمع / فيرتاح ملتاع ويطمع آيس
وعهدي بذاك الحيّ تعطو ظباؤه / كما مرحت بين الرياض الطواوس
معاهد إيناس لبسنا بها الصبا / قشيباً وأيام الشباب أوانس
مغان أعارتهن صنعاء صنعها / وأهدت اليهن التصاوير فارس
كان هديل الطير في وكناتِها / مزامير يتلوها عليك الشمامس
شروني على علم بأبخس قيمة / وللحبّ نقد للمحبين باخِس
فيا ديمة للعمر ما بالها انجلت / وما اخضرّ منها للأماني يابس
تقلّبني الأوهام يمنى ويسرة / وربَّ صحيح أسقمته الهواجس
ولا وجد إلا من رقيب كأنّه / قران تلاقيه النجوم النواحس
وفي الكلّة الصفراء ذات أسرّة / إذا ضحِكت لم يبق في الأرض عابس
ينافسني فيها حميم وصاحب / وفي مثل ليلى لا يلام المنافس
كعاب تفوت اللمس ليناً ورقّة / وأن من الروح البسيط الملامِس
ذكرتكم والدمع أكثره دم / وفي القلب من تلك اللواعج قابِس
فحركت من نبض الهوى كلّ ساكن / كما حرّكت نبض الحروب الأحامس
على أنني لا أنثني عن ثنائكم / ولو زج بي في مقلة الموت راجس
وماذا يضر البيد أن تحمد الحيا / إذا سار عنها والتلاع فرادس
وكم طاف بي في لجّة الليل طيفكم / ودر نجوم الافق طافٍ وراكس
تطرّز أنفاسي الطروس بذكركم / كما طرَّزت وجه الصَعيد البواجِس
وما أنا ممن يودع الكتب سرّكم / ولا سرَّ فيما أودعته القراطس
ولا خير في عضّ البنان ندامة / إذا خلست ما في يديك الخوالس
إذا بان من تهوى فيومك مظلم / وإن زار من تهوى فليلك شامس
ودون الذي أمّلت يا أم سالم / صدور المذاكي والرِماح النوادس
مزحتِ بأطراف الهوى مزح عابث / وفي المزح ما تندق منه المعاطس
أسير على ظهر النَوى متوركاً / فتحسب شخصي راجلا وهو فارس
تقاذفني الأمصار حتى كأنني / صوائب نبلٍ والبلاد رواجس
أعلّل نفسي بالأماني طامعاً / وأكثر أطماع النفوس وساوس
وكم حاجة أقدمت فيها مشمّرا / فأخر عنها الطالع المتقاعس
هو الغرض الأدنى لو الجد مسعد / وهل ينفع الأقدام والجد ناعس
وفي عقلات الحيّ من ذلك الحمى / عقائل أدنى سجفهنَّ الأشاوس
فمن بابن جنس واحد أستعينه / وأبعد من تدعوه من لا يجانس
بكيت عليكم والنَوى مطمئنّة / وما فرقت شعب الفريق العرامس
سلوا النظرة الأولى التي مذ قدحتها / على القلب كم شبّت عليها مقابس
وكم دلجة أردفتها إثر دلجة / وقد كثرت للجنِّ حولي هساهس
نطالب أخفاف القلاص بزورة / فيمطلنا بالوعد دهر مماكس
نرى عكس ما نهوى كأنّ حظوظنا / مرايا لأعراض الشعاع عواكس
وألقت عصاها الشد قميّة بعدما / ونى جانباها واشتكتنا البسابس
تحاول من سعد السعود محمد / رياضاً لها الصوب الإلهي غارس
منبّه أحداق الغنى لمعاشر / عيون حظوظ الدهر عنهم نواعس
تساوى الورى في اللؤم وامتاز كنهه / وبالفضل تمتاز النفوس النفائس
تموت به الحساد غيظاً وحسرة / وفي الورد ما لا تشتهيه الخنافس
يناقش عن ذات المعالي وغيره / يناقش عن ديناره وينافس
إذا لبست نفس سوى المجد والعلى / فللنار ما ضمته تلك الملابس
ومستودع للَه في جنباته / ودائع لم يفطن لها أرسطالس
فتىً كم خبايا في زوايا علومه / يتلمذه غرس بها وقراطس
تدلّت إلى كفيه من كلّ حكمة / غرائس لم يقطف جناهن لامس
له الرأي يقتاد الرواسي بسره / وفي الرأي ما لا تدّعيه الفوارس
من القوم لا يخطي الغوامض حدسهم / وكم شق عن جيب من الغيب حادس
هم القوم لا برق المروءة خلّب / لديهم ولا رسم الفتوة دارس
وأبلج مغشي الرواق إذا سرت / سراياه سدّت للهواء منافس
ينجّم للدنيا بحر سنانه / فتجري بما شاء الجواري الكوانس
ولم يبق صعب لم يسسه بنانه / لكل أبيّ جامح الطبع سائس
تهز مثاني عطفه أريحية / بها كل أنف للأماني عاطس
وترقص أعطاف الندى طرباً به / كما تتهادى بالخلي العرائس
يقاس به معن وعمرو سفاهة / وفي أكثر الأشياء يخطي المقايس
له القلم الماحي الملوك كأنه / أبو اشبل عنّت لديه فرائس
ومخترط ذو مضحك متلألىء / وجوه المنايا فيه غير عوابس
أذنت لرايات الأعادي بنكسها / فعادت بحمد اللَه وهي ناكس
ولولا الحداد البيض ما أبيض مطلب / لقد عرفت داء الظلام النبارس
معاطس من كبّار قوم جدعتها / وكانت على العيوق تلك المعاطس
كرمتم وأسأرتم لغيركم القذى / إذا الأرض طابت طاب فيها المغارس
حرام على من دونكم نيل وصلها / وللشمس وجه لا تراه الحنادس