المجموع : 3
أيا مالكاً لم يبدُ للعين حسنُهُ
أيا مالكاً لم يبدُ للعين حسنُهُ / سوى ملك قد حلَّ من عالم القدسِ
لك الخير خذها كالأنامل خمسةً / تعوِّذ مرآك المكمّلَ بالخمسِ
فمن أبصرتْ عيناك مرآه فليقلْ / أعوذ برب النّاس أو آية الكرسي
أدرْها ثلاثاً من لحاظك واحبسِ
أدرْها ثلاثاً من لحاظك واحبسِ / فقد غالَ منها السكرُ أبناء مجلسِ
إذا ما نهاني الشيبُ عن أكؤس الطلا / تُديرُ عليَّ الخمرَ منها بأكؤسِ
عذيريَ من لحظ ضعيف وقد غدا / يحكَّم منافي جسوم وأنفسِ
وروض شباب ماس غصن قوامه / وفتّح فيه اللحظ أزهار نرجسِ
وما زال وردُ الخدِ وهو مضعّفٌ / يعير أقاحَ الثغر طيبَ تنفُّسِ
وكم جال طِرْفُ الطَّرف في روض حسنه / يقيده فيه العِذارُ بسندسِ
أما وليالي الوصل في روضة الصِّبا / ومألف أحبابي وعهد تأنّسي
لئن نسيتْ تلك العهودَ أحبَّتي / فقلبيَ عهدَ العامريّة ما نسي
وحاشا لنفسي بعدما افترَّ فَوْدُها / من الشَّيب عن صبح به متنفسِ
وألبسها ثوب الوقار خليفةٌ / به لبس الإسلام أشرفَ ملبَسِ
وجدّد للفتح المبين مواسماً / أقام بها الإيمان أفراح معرسِ
وأورثه العلياءَ كلُّ خليفةٍ / نماه إلى الأنصار كلُّ مقدَّسِ
فيا زاجر الأظعان وهي ضوامرٌ / بغير الفلا والوحش لم تتأنَّسِ
إذا جئت من دار الغني بربه / مناخَ العلا والعزّ فَاعقِلْ وعرِّسِ
فإن شئت من بحر السماحة فاغترفْ / وإن شئت من نصر الهداية فاقبِسِ
أَمَوْلاَي إن السعد منك لآيةٌ / أنارتْ بها الأكوانَ جذوةُ مقبسِ
إذا شئت أن ترمي القصيَّ من المنى / تدورُ لكَ الأفاكُ مرفوعة القِسِ
فترمي بسهم من سعودك صائبٍ / سديدٍ لأغراض الأماني مقرطسِ
أهنّيك بالإبلال ممن شفاؤه / شفاؤك فاشكر من تلافي وقدَس
ودعني أرِدْ يُمناك فهي غمامةٌ / تُبخّلُ صوب العارضِ المتبجِّسِ
أقبِّلُ منها راحةً إِثر راحةٍ / أتتك بها الركبانُ من بيت مقدسِ
ومن نَسَبَ الفتح المبين ولادة / إليه بغير الفخر لم يتأسَّسِ
فيا أيُّها المولى الذي بكماله / خلائف هذا العصر في الفخر تأتسي
لآمنتَ موسى من عوادي سميّه / ولولاكّ لم يبرح بخيفة موجِسِ
بعثت بميمون النقيبة في اسمه / خلودٌ لعزِّ ثابت متأسِّس
فجاءك بالمال العريض هديةً / بها الدينُ أثوابَ المسرّة يكتسي
وشفّعها بالصافنات كأنها / وقد راق مرآها جآذرُ مَكْنِسِ
تنصُّ من الإشراف جيدَ غزالةٍ / وترنو من الإيجاس عن لحظ أشوسِ
لك الخير موسى مثلُ موسى كلاهما / بغير شعار الود لم يتلبّسِ
فلا زلتَ في ظل النعيم وكلُّ من / يعاديك لا ينفكُّ يشقى بأبؤسِ
عليك سلامٌ مثلُ حمدك عاطرٌ / تنفس وجهُ الصبح عنه بمعطسِ
أَتَوْني بنوَّار يروق نَضَارةً
أَتَوْني بنوَّار يروق نَضَارةً / كخدّ الذي أهوى وطيب تنفُّسِهْ
وجاءوا به من شاهقٍ متمنع / تمنُّعَ ذاك الظبي في ظلّ مكنِسِهْ
رعى الله مني عاشقاً متقنعاً / بزهر حكى في الحسن خدَّ مؤنِّسِهْ
وإنْ هبَّ خفّاقُ النسيم بنفحة / حكتْ عَرْفَهُ طيباً قضى بتأنُّسِهْ