لقد غمز الدهرُ العَسُوفُ بِصَرْفِهِ
لقد غمز الدهرُ العَسُوفُ بِصَرْفِهِ / قناتي وَصَرْفُ الدهر أَعْنَفُ غامزِ
رماني بسهمِ الثُّكْلِ رَمْيَ معاندٍ / فلم أَحتجزْ لمَّا رماني بحاجز
إذا الدهرُ للآمال أَبرزَ كَيْدَهُ / فقل لبني الآمالِ هل من مبارز
على بابِ قنسرين قبرُ عزيزةٍ / على أَبوابها من أَعزِّ العزائز
على مفرقِ الطُرْقِ الثلاثةِ قَبْرُهَا / لدى النَّشزِ من تلك الإِكامِ النّواشز
بمركزِ أجداثٍ كأنّ شخوصَها / شخوصُ خيامٍ دانياتِ المراكز
سلامٌ على قبرٍ حواكِ فقد حوى / عزائزَ ما زالت نجومَ العزائز
ولا جازَهُ صَوْبُ الحيا أو تُجيزَه / أكفُّ الحيا منها بأسنى الجوائز
أُلامُ على أن تُنْجِزَ العين وَعْدَها / وما عُذْرُ عينٍ وَعْدُها غيرُ ناجز
ويأمرني بالصبر أهلي وكلُّهم / عليكِ أخو قلبٍ عن الصبرِ عاجز
كأنَّ على أكبادِهِمْ وقلوبهملا / شفارَ القَواري أو أَشافي الخوارز
فنينا من الأحزانِ إلا نَحائزاً / وليس بمأمونِ فناءُ النحائز
يرى الأنْسَ إِلاَّ بالمقابرِ وحشةً / ويعتدُّ أَن الفوزَ سُكْنَى المفاوِز
مضيتِ بأثوابِ الصَّبا وتركتِني / تُهَزْهِزني للشَّيبِ أيدي الهزاهز
وكان سروري أن أكونَ مقدَّماً / وتبقَيْ إلى أن تُحْسَبي في العجائز
كذا كان قِدْحي فائزاً حين كنتِ لي / فأصبح قدحي خائباً غيرَ فائز