المجموع : 5
خذ العفو واصفح عن أخٍ بعض عيبه
خذ العفو واصفح عن أخٍ بعض عيبه / إذا ما بدا وارفق بمن أنت غامزُ
فإن هو أدى بعض حقك فارضه / فليس بمغبونٍ أخٌ متجاوز
ولا تحتقر للدهر كنزاً تُعدُّهُ / فقد يكنِزُ المنزورَ للدهر كانز
طلبتَ فأعياك الكريمُ غرائزاً / وأيُّ سليمٍ حين تُبْلَى الغرائز
تملَّيتَ في النيروز عيشَ المُنَوْرِزِ
تملَّيتَ في النيروز عيشَ المُنَوْرِزِ / وعُمِّرت إعمارَ السعيد المعزَّزِ
ولا زلتَ سبّاقاً إلى كلِّ غايةٍ / من الجود والإفضال سبقَ المبرز
وأعلاك من أعطاك مجداً وسؤدداً / على كل عِلْج ظاهر البغي مُنْبَز
وذلت لك الأعداء ذلاً ترى له / لذكراك غيظَاً ظاهراتِ التميُّز
هديَّةَ ذي ذخر جزيلٍ موفَّرٍ / ومال قليل عن هداياه مُعْوِز
يرى بك أسبابَ الغنى مستتبّةً / ويأوي إلى ضنِكِ من العيش مجهِز
له حاجة قد حال دون لقائها / عوائقُ موصولٍ من المَطْل مبرَز
ولليَأسُ خيرٌ في الأمور مغبّةً / وأروَحُ من وعد امرئٍ غير منجِزِ
وإني لَذو شكر وإنْ لم أفزْ به / لديك وضيقٍ عن تأتّيك معجِز
فلا ترضيَنْ في مُحرِزٍ بدنيّةٍ / فلستَ بمعتاضٍ ولياً بمحرِز
وتالٍ تلا يوماً فأُنسِيَ آيةً
وتالٍ تلا يوماً فأُنسِيَ آيةً / فأعيتْ عليه حينَ رامَ انتهازَها
فكرَّ على ما قبلها متدبّراً / فثاب له ذِكْرٌ فأمضى مجازها
فشبهتُهُ بابن السبيل تعرضتْ / له وَهْدة فاستصعبتْ حين رازها
تقهقر عنها قِيسَ عشرينَ خطوةً / وجاش إليها جيشةً فأجازها
يسائلني فرخُ الزنا فيمَ عِمتي
يسائلني فرخُ الزنا فيمَ عِمتي / أمن سَقم أم زينةٍ للأوانِس
فقلت له لا من سقام لبستُها / ولا زينةٍ للعاهرات النَجائس
ولكنني مذ كنتُ طفلاً ويافعاً / ومقتبلاً أغْرَى بِبُغض القلانس
ولا أشتهي لبس الدَّراريع والقَبا / ولا ذاك مما أرتضِي في الملابس
وأنت امرؤ ترضى بها وبلبسها / وقلبك مشعُوفٌ بحب البرانِس
فكم برنس لم يألُ خنقاً لحلقِه / وتحبيسه في مُظلمات المحابس
وتقبيلَه لما حللتَ عقالَهُ / وعَلَّيتَ فودَيه بأصفرَ وارِس
وعلَّيْته لما حللت عقالَهُ / بأصفرَ من أقذار بطنك وارس
فإن أكُ معتمّاً بثوب طهارةٍ / فإنك معتم بخزي المجالس
إذا المرء لم يُظهر لطالب رِفده
إذا المرء لم يُظهر لطالب رِفده / عُبوساً ولا بشراً فكن منه يائسا
فإنَّ الذي يبدو العبوسُ بوجهه / بخيلٌ نوى جواداً فلاقاك عابسا
وهاتيك حالُ الباخلين إذا نووا / سَدىً أو ندىً أبدَوا وجوهاً عوابسا
وأما الذي يُبدي لك البشرَ فامرؤٌ / جوادٌ إذا أعطاك لم يُعط نافسا
ومن شيمة الأجواد بَسطُ وجوههم / إذا سُئلوا لا ينفَسونَ النفائسا
وأما الذي بين اللقاءين وجهُهُ / فذاك الذي أبدى لك المنع يابسا
وذاك الذي ألقاك عن ظهر باله / هواناً فلم يُخطرك بالبال هاجسا