المجموع : 12
دَجاجُ أَبي عُثمانَ أَبعَدُ مَنظَراً
دَجاجُ أَبي عُثمانَ أَبعَدُ مَنظَراً / وَأَطوَلُ أَعماراً مِنَ الشَمسِ وَالقَمَر
فَإِن لَم نَمُت حَتّى نَفوزَ بِأَكلِها / حييتُ بِإِذنِ اللَهِ ما أَورَقَ الشَجَر
تَنَكَّب بُنَيّاتِ الطَريقِ وَجَورَها
تَنَكَّب بُنَيّاتِ الطَريقِ وَجَورَها / فَإِنَّكَ في الدُنيا غَريبٌ مُسافِرُ
فَإِن تَكُ حُمّى الغِبِّ شَفَّكَ وِردُها
فَإِن تَكُ حُمّى الغِبِّ شَفَّكَ وِردُها / فَعُقباكَ مِنها أَن يَطولَ لَكَ العُمرُ
وَقَيناكَ لَو يُعطى الهَوى فيكَ وَالمُنى / لَكانَت بِنا الشَكوى وَكانَ لَكَ الأَجرُ
هَواكَ وَلا تكذب عَلَيكَ أَميرُ
هَواكَ وَلا تكذب عَلَيكَ أَميرُ / وَأَنتَ رَهينٌ في يَدَيهِ أَسيرُ
يَسومُكَ عِصياناً وَأَنتَ تُطيعُهُ / وَطاعَتُهُ عارٌ عَلَيكَ كَثيرُ
إِذا كانَ شُكري نِعمَةَ اللَهِ نِعمَةً
إِذا كانَ شُكري نِعمَةَ اللَهِ نِعمَةً / عَلَيَّ لَهُ في مِثلِها يَجِبُ الشُكرُ
فَكَيفَ بلوغُ الشُكرِ إِلّا بِفَضلِهِ / وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِتَّصَلَ العُمرُ
إِذا مُسَّ بِالسَرّاءِ عَمَّ سُرورُها / وَإِن مُسَّ بِالضَرّاءِ أَعقَبَها الأَجرُ
وَما مِنهُما إِلا لَهُ فيهِ نِعمَةٌ / تَضيقُ بِها الأَوهامُ وَالبرُّ وَالبَحرُ
أَراني إِذا ما اِزدَدتُ مالاً وَثَروَةً
أَراني إِذا ما اِزدَدتُ مالاً وَثَروَةً / وَخَيراً إِلى خَير تَزَيَّدتُ في الشَرِّ
فَكَيفَ بِشُكرِ اللَهِ إِن كُنتُ إِنَّما / أَقومُ مَقامَ الشُكرِ لِلَهِ بِالكُفرِ
بِأَيِّ اِعتِذارٍ أَو بِأَيَّةِ حُجَّةٍ / يَقولُ الَّذي يَدري مِنَ الأَمرِ ما أَدري
إِذا كانَ وَجهُ العُذرِ لَيسَ بِبَيِّنٍ / فَإِنَّ اِطِّراحَ العُذرِ خَيرٌ مِنَ العُذرِ
وَكُنتَ أَخي أَيّامَ عودُكَ يابِس
وَكُنتَ أَخي أَيّامَ عودُكَ يابِس / فَلَمّا اِكتَسى وَاِخضَرَّ صِرتَ مَع الدَهرِ
لَعَمرُكَ لَو ذَوَّقتَني ثَمرَ الغِنى / أَذَقتُكَ ما يُرضيكَ مِن ثَمَرِ الشُكرِ
فَلَو نِلتُ ما يُغني بِكَ اليَوم أَو غَداً / أَنَلتُكَ ما يَبقى إِلى آخرِ الدَهرِ
أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ يُرجى لَهُ الغِنى / وَأَنَّ الغِنى يُخشى عَلَيهِ مِنَ الكُفرِ
شُغِلنا بِكَسبِ العِلمِ عَن مَكسَبِ الغِنى
شُغِلنا بِكَسبِ العِلمِ عَن مَكسَبِ الغِنى / كَشُغلِهِمُ عَن مَكسَبِ العِلمِ بِالوَفرِ
فَصارَ لَهُم حَظٌّ مِنَ الجَهلِ وَالغِنى / وَصارَ لَنا حَظٌّ مِنَ العِلمِ وَالفَقرِ
وَلَو أَنَّ دارَ الشَيبِ قَرَّت بِصاحِب
وَلَو أَنَّ دارَ الشَيبِ قَرَّت بِصاحِب / عَلى ضيقِها لَم نَبغِ داراً بِدارِهِ
وَلَكِنَّ هَذا الشَيبَ لِلمَوتِ رائِدٌ / يُخَبِّرُنا عَنهُ بِقُربِ مَزارِهِ
لَعَمرُكَ ما يَدري الفَتى كَيفَ يَتَّقي
لَعَمرُكَ ما يَدري الفَتى كَيفَ يَتَّقي / نَوائِبَ هَذا الدَهرِ أَم كَيفَ يحذرُ
يَرى الشَيءَ مِمّا يَتَّقي فَيَخافُهُ / وَما لا يَرى مِمّا يَقي اللَهُ أَكبَرُ
أَراني مَعَ الأَحياءِ حَيّاً وَأَكثَري / عَلى الدَهرِ مَيتٌ قَد تَخَوَّنَهُ الدَهرُ
فَما لَم يَمُت مِنّي لِما ماتَ مَيِّتٌ / وَبَعضٌ لِبَعضٍ قَبلَ قَبرِ البِلى قَبرُ
فَيا رَبِّ قَد أَحسَنتَ بَدءاً وَعودَةً / إِلَيَّ فَلَم يَنهَض بِإِحسانِكَ الشُكرُ
فَمَن كانَ ذا عُذرٍ لَدَيكَ وَحُجَّةٍ / فَعُذرِيَ إِقراري بِأَن لَيسَ لي عُذرُ
لَبِستُ صُروفَ الدَهرِ كَهلاً وَناشِئاً
لَبِستُ صُروفَ الدَهرِ كَهلاً وَناشِئاً / وَجَرَّبتُ حالَيهِ عَلى العُسرِ وَاليُسرِ
فَلَم أَرَ بَعدَ الدينِ خَيراً مِنَ الغِنى / وَلَم أَرَ بَعدَ الكُفرِ شَرّاً مِنَ الفَقرِ
تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم
تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم / عِمادٌ إِذا اِستَنجَدتَهُم وَظُهورُ
فَما بِكَثير أَلفُ خِلٍّ وَصاحِب / وَإِنَّ عَدُوّاً واحِداً لَكَثيرُ