القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الباقي العُمَري الكل
المجموع : 23
بنا من بنات الماء للكوفة الغرَّا
بنا من بنات الماء للكوفة الغرَّا / سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى
تمد جناحا من قوادمه الصبا / تروم بأكناف الغري لها وكرا
كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى / تجملها بالصبر لاعجها أعرى
جرت فجري كل إلى خير موقف / يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى
وكم غمرة خضنا إليه وإنما / يخوض عباب البحر من يطلب الدرَّا
نؤمَّ ضريحا ما الضراح وإن علا / بأرفع منه ولا ساكنه قدرا
حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى / علي الذرى بل زوج فاطمة الزهرا
مقام علي كرَّم الله وجهه / مقام علي رد عين العلا حسرى
أثير مع الأفلاك خالف دوره / فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا
أحطنا به وهو المحيط حقيقة / بنا فتعالى أن نحيط به خبرا
تطوف من الأملاك طائفة به / فتسجد في محراب جامعه شكرا
وحزب من العالين يهتف بالثنا / عليه بوحي كدت أسمعه جهرا
جدير بأن يأوى الحجيج لبابه / ويلمس من أركانه كعبته الجدرا
حرى بتقسيم الفيوض وما سوى / أبى الحسنين الاحسنين بها أحرى
ثرى منه بالدنيا الثراء لمترت / وللمذنب الجاني الشفاعة في الاخرى
بأهداب أجفان وأحداق أعين / وحرَّ وجوه عفرتها يد الغبرا
أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر / أجل سيوف الله أشهرها ذكرا
فوالله ما ندري وقد سطع السنا / جلونا قرابا أم جلينا له قبرا
سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا
سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا / لزورة من تمحو زيارته الوزرا
وسارت وقد أرخى علينا الدجاسترا / بنا من بنات الماء للكوفة الغرَّا
سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى /
تخيرتها دون السفائن مركبا / وأعددتها للسير شرقا ومغربا
فكانت كمثل الطيران رمت مطلبا / تمد جناحها من قوادمه الصبا
تروم باكناف الغري لها وكرا /
وكانت تحلى قبل هذا تجملا / وقد غذيت فيما أمرَّ الذي حلا
أظن على فقد الشهيد بكربلا / كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى
تجملها بالصبر لا عجها أعرى /
إلى موقف سرنا بغير توقف / يزيد بكائي عنده بتلهف
ولما تجارينا بفلك ومدنف / جرت فجرى كل إلى خير موقف
يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى /
ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمي / إلى درة الفخر التي لن تقوَّما
فخضنا إليه البحر والبحر قد طما / وكم غمرة خضنا إليه وإنما
يخوض عباب البحر من يطلب الدرا /
إلى مرقد يعلو السماكين منزلا / وقد نال ما نال الضراح من العلا
نسير ولا نلوى عن السير معدلا / نؤم ضريحا ما الضراح وإن علا
بأرفع منه ولا ساكنه قدرا /
فزوج ابنة المختار كان غضنفرا / علا وارتضته الطهر من سائر الورى
أتعرف من هذا الذي طال مفخرا / حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى
علي الذرى بل زوج فاطمة الزهرا /
عيون الورى إن لاحظت منه كنهه / ترد عن التشبيه حسرى فينتهوا
وان مقاما لا ترى العين شبهه / مقام علي كرَّم الله وجهه
مقام علي ردَّ عين العلا حسرى /
لقد صير الغبراء خضراء قبره / وأشرق فيها في الحقيقة بدره
وقد وافق الاعجاز لله درَّه / أثير مع الأفلاك خالف دوره
فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا /
أحاط بنا علما فليت سليقة / تفيد علوما عن علاه دقيقة
مجازا وقد جزنا إليه طريقة / أحطنا به وهو المحيط حقيقة
بنا فتعالى ان نحيط به خبرا /
فطف في مقام حلَّ فيه ولبه / تر العالم الأعلى حفيفا بتربه
فكالمسجد الاقصى وأي تشبه / تطوف من الاملاك طائفة به
فتسجد في محراب جامعه شكرا /
فأثنى عليه من علا مثل من دنا / وكل بما أثنى أجاد وأحسنا
فحزب من الدانين إذ ذاك أعلنا / وحزب من العالين يهتف بالثنا
عليه بوحي كدت أسمعه جهرا /
حججنا إلى بيت علا بجنابه / عشية أوينا إلى باب غابه
ومن قد سمت أرتكان كعبتنا به / جدير بأن يأوى الحجيج لبابه
ويلمس من أركان كعبته الجدرا /
فيوض علوم الله من قدم حوى / فقسم منها ما أفاد وما احتوى
ومن قبل ما يثوي ومن بعد ما ثوى / حري بتقسيم الفيوض وما سوى
أبي الحسنين الاحسنين بها أحرى /
ظللنا وكم جان لديه ومذنب / وذي حاجة منا وصاحب مطلب
نقبل الاجفان تهمى بصيب / ثرى منه في الدنيا الثراء لمترب
وللمذنب الجاني الشفاعة في الاخرى /
خدمنا أمير المؤمنين بموطن / نعفر فيه الوجه قصد تيمن
ويخدم قبر المرتضى كل مؤمن / بأهداف أجفان وأحداق أعين
وحرَّ وجوه عفرتها يد الغبرا /
أزلنا غبارا كان في قبر حيدر / فلاح كغمد المشرفيِّ المشهر
ولا غرو في ذاك المكان المطهر / أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر
أجرَّ سيوف الله أشهرها ذكرا /
تبدَّى سني أنواره وتبينا / غداة جلونا قبره فتزينا
فحير أفهاما وأبره أعينا / فوالله ما ندري وقد سطع السنا
جلونا قرابا أم جلينا له قبرا /
قضى نحبه في كربلاء ابن حاشر
قضى نحبه في كربلاء ابن حاشر / ولن ينقضي نحبي عليه إلى الحشر
قضى نحبه في نينوى وبها ثوى / فعطر منها الكائنات ثرى القبر
قضى نحبه في الطفِّ من فوقه طفا / نجيع كسا الآفاق بالحلل الحمر
قضى نحبه في حائر فتحيرت / دموع بكا الدنيا على وجنه الدهر
قضى نحبه من راح للحرب خائضا / ببحر دم فانصبَّ بحر على بحر
قضى نحبه والبيض تكتب أحرفا / بها نطقت في الطعن ألسنة السمر
قضى نحبه من للقضا كان سيفه / فراح على افرنده دمه يجري
قضى نحبه الذبح العظيم بشفرة / بها الموت يوم الحشر يبطح للنحر
قضى نحبه والشمس فوق جبينه / تحرر بالأنوار سورة والفجر
قضى نحبه والكون يدمي بنائه / ويخدش منه الوجه بالسن والظفر
قضى نحبه والنائحات عليه من / رعابيب فهر تلدم الصدر بالفهر
قضى نحبه والحور محدقة به / كما أحدقت في بدرها هالة البدر
قضى نحبه والدين أصبح بعده / إلى الله يشكو ما عراه من الضرِّ
قضى نحبه طود به طار نعشه / إلى الملأ الاعلى بأجنحة النسر
قضى نحبه من للقوارير قد وقى / وما قد وقتها آل صخر عن الكسر
قضى نحبه من يتبع الضيم بالظما / ويجرع في الهيجاء مرًّا على مرٍّ
قضى نحبه روح الوجود وسرَّه / ومرقده في كربلا موضع السرِّ
قضى نحبه والامر لله عالم / بما يقتضيه الحكم من عالم الامر
قضى نحبه ريحانة المصطفى التي / تفوح ليوم النشر طيبة النشر
قضى نحبه ابن الانزع البطل الذي / أذاق الردى عمرا وأعرض عن عمرو
قضى نحبه ابن الطهر سيدة النسا / سليلة فخر الكائنات أبى الغرِّ
قضى نحبه الوتر الحسين فمن قضى / بمأتمه نحبا قضى واجب الوتر
قضى نحبه الفرد الذي هو خامس / لأهل كسا منه اكتسى الفخر بالفخر
قضى نحبه والثغر يفترَّ باسما / بوجه المنايا وهي فاغرة الثغر
قضى نحبه من فرَّ من بعد كرِّه / إلى الله فاسترضاه بالكرَّ والفرَّ
قضى نحبه ابن الصنو شبير من غدا / أبوه حريا في أخي اشدد به أزري
قضى نحبه في جنة الخلد ثاويا / ومتكئا فيها على رفرف خضر
قضى نحبه في عبقري من الرضا / مسجى ومدفونا ببحبوحة البشر
قضى نحبه والناديات عليه لي / جلبن الاسى من حيث أدري ولا أدري
قضى نحبه أزكى السلام عليه ما / تكرر في أنداء مأتمه شعري
وليلة حاولنا زيارة حيدر
وليلة حاولنا زيارة حيدر / وبدر دجاها مختف تحت أستار
بادلا جنا ضلَّ الطريق دليلنا / ومن ضلَّ يستهدي بشعلة أنوار
فلما تجلت قبة المرتضى لنا / وجدنا الهدى منها على النور لا النار
كميت يراعي في رثاء بني الزهرا
كميت يراعي في رثاء بني الزهرا / إذا ما جرى أجرى من الأعين البحرا
لئن بكت الخنساء صخرا فإنه / عليهمن كم استبكي غداة بكى صخرا
إذا رامت الأقلام تحرير ما جرى
إذا رامت الأقلام تحرير ما جرى / على آل طه في قرارة حائر
تمنت عيون العين لو بسوادها / أمدَّت بلا جزر مداد المحابر
لقد جدد السلطان ما أخلق الدهرا
لقد جدد السلطان ما أخلق الدهرا / فلم يبله كرَّ الجديدين ما كرا
وقد صحب الأيام من طيبه شذى / وطي الليالي طالما اكتسب النشرا
فطبق أقطار العراق بعرفه / وبث على الزوراء من طيبه عطرا
إلى الله تبرا أننا ما بغيره / وحق الذي طابت به طيبة عطرا
ازار به العرش المجيد مؤزر / وقائمة الكرسي شدت به أزرا
بأيدي الكرام الكاتبين محرَّر / جليا فعلم اللوح من سطره يقرا
أديم السماء أعطاه حجة مجده / فوقع قرص الشمس في صكه مهرا
وصح لظل الله أسنى براءة / ومن قلم الباري عليها بدا طغرا
فوا ضيعة الاسلام لو لم يكن له / قرار على علياه جدده قصرا
ويا لأمير المؤمنين مبرة / بها من أبى الزهراء قد أحرز الفخرا
هنيئا له في هذه الخدمة العظمى / وطوبى له في هذه النعمة الكبرى
بخدمة بيت الله قد أحرز المنى / وخدمة قبر المصطفى فاز بالبشرى
فما من مليك قبله قد توفقت / له خدمة في اثرها خدمة تترى
لقد ثمن السبع الطباق صنيعه / قديما وفي ذا العام قد زادها أخرى
مجدد هذا الدين مهدي عصره / بصولته قد مهد السهل والوعرا
مآثره في الخافقين تواترت / فشنفت الاسماع أصدافها درَّا
فلله آثار عطارد سعدها / على جبهة الافلاك حررها سطرا
مزاياه محي الدين ورَّى بذكرها / وأورد منها ما به ملأ الجفرا
بأشكال تأسيس العناية هندست / قواعده في كل زاوية قطرا
حمت بيضة الاسلام أحضان رفقه / فلم تخش ما دامت باحضانه كسرا
فكسرى أنو شروان في جنب عدله / يرى عدله في عين انصافه جورا
مليك لمن عاداه ألغى ببطشه / وأغلى لمن والاه من عره قدرا
لقد أذعنت كل الملوك لأمره / جلالا فلم ترهقه من أمره عسرا
إذا عرضت من فادح الدهر لجة / نصبنا عليها من مهابته جسرا
بنثر الاعادي من صفوف نظامه / يعلمنا قانونه النظم والنثرا
تلا حزبه آيات سورة فتحه / فلم يحو حزب قط من جزئه عشرا
وفي دوره الأعلى تسلسل نظمه / ومنه السواري قد تعلمت السيرا
أرانا بداجي الكفر صارم عزمه / غداة غزا أهليه من غربه فجرا
الهي بستر العرش بالحجب التي / على سبحات الوجه اسبلتها سترا
بكر رداء الكبرياء وبرده / بأسرار غيب لا نحيط بها خبرا
بما قد تغشت سدرة المنتهى به / وهل غير الستر قد غشي السدرا
بكشفك حجب النور عن وجهك الذي / رآه فؤاد المصطفى ليلة الاسرا
بلى بل بعين الرأس شاهده دجا / وقرَّ به عينا وقرَّ به جهرا
بفضل يد في بردها حسن قلبه / على متنه في وضعها شرحت صدرا
الهي بروحانية الروضة التي / تبوأ منها أحمد المجتبى قبرا
بمن شاهدت شمس الرسالة عينهم / إليه بمن أعيانهم شهدت بدرا
أدم ظلك الممدود جلباب عدله / على من أظلت في مطارفها الخضرا
وكهف الورى النشورطي رواقه / على من أقلت في مناكبها الغبرا
وغيث الندى الهامي المريع الذي على / جميع البرايا سيب أنعامه أجرى
وبدر العلا السامي الذي دون شأوه / سواري نجوم الافق قد وقفت حسرى
تفضل تكرم احفظ انصر جيوشه / وأبده بل أيده بالدولة الغرا
بعينك صن واحرس سلالته التي / لحفظ حمى الاسلام أعددتها ذخرا
مدى الدهر ما الفوري نادى مهنئا / لقد جدد السلطان ما أخلق الدهرا
وعفراء سكرى المقلتين كأنما
وعفراء سكرى المقلتين كأنما / سقتها الندامى من سلافة أشعاري
تمر مع الاتراب بالخيف من منى / مرور المعاني في مفاوز أفكاري
وما خطرت إلا تذكرت في الوغى / بهام خطير القدر ميلة خطاري
ومن ضيمها كادت تبيح طمرَّتي / من الضيم ما أخفيته تحت اطماري
فرحت إليها أشتكي مضض النوى / كما شكت الاقلام مني إلى الباري
وجاراتها راحت مؤنبة لها / على ما جرى بالسفح من دمعي الجاري
يعفين آثار الخطى بذوائب / كما قد عفت من منزل الذل آثاري
يسامرني طول الدجا من غرامها / سمير أناغي في معانيه سماري
على قربها منى إذا هي أسفرت / يباعد منها الحسن ما بين أسفاري
لنفثة سحري ينتمين لحاطها / وألفاظ تعزى لرقة أسحاري
على غيرنا سدنا بأفخر سيرة
على غيرنا سدنا بأفخر سيرة / أجزنا من دهرها كل جيرة
ومن رفعة عزت منالا وغيرة / إذا كان منا سيد في عشيرة
تراءت نجوما وهو بدر سماها /
يجيب من الداعي إذا استصرخ الندا / ويغمر منه الكف عافيه بالندى
يحلق إن سامى ويلحق إن عدا / وفي مرتقى العليا وفي ملتقى العدا
علادها وإن ضاق الخناق حماها /
لنا همم لا يحسن الدهر فسخها / وآثار مجد ليس يسطيع نسخها
بزاة علا ما قوَّم الكون فرخها / وما اختبرت إلا وأصبح شيخها
وللرشد من بعد الضلال هداها /
فكم سنة غراء للمجد سنها / وكم غارة شعواء للحرب شنها
نمته سراة يجتدي البحر منها / وما اعتبرت إلا وكان أسنها
حظائر قدس طال فيها قيامنا / أقام بها البيت العتيق دعامنا
أينكر بين المأزمين مقامنا / وما ضربت في الابرقين خيامنا
وأضحى مقيل المجد غير خباها /
إلى بيتنا حجت حجا حج عصرنا / وعجت فلبتها غطاريف نصرنا
فما استلمت أيدي العلا غير جدرنا / وما رفعت أستار كعبة فخرنا
وأصبح مأوى الطالبين سواها /
مقامك محموداً غدا يا أبا الثنا
مقامك محموداً غدا يا أبا الثنا / وبالعلم والآداب أضحى معمرا
فما هو إلا الكنز من حكمة حوى / وقد رصدته أعين العين جوهرا
وقبرك أضحى مسك دارين حاسدا / ثرى لحده حيث أغتدى لك عنصرا
وما كنت أدري قبل موتك أن أرى / عطارد مجد في التراب معفرا
لقد أتحفوا معروف منك بعارف / إلى كل قطر سرَّ عرفانه سرى
وقد طبت حيا مثل ما طبت ميتا / فدم واردا من حوض جدك كوثرا
ولا زلت ترقى فوق كرسي عزة / لروح المعاني في الجنان مفسرا
عليك من الرضوان أطيب نفحة / إلى النشر يبقى الكرخ فيها معطرا
من الله في أعلى الفراديس أرخوا / مقامك محمود بحكم تقرَّرا
لقد شمت خالا فوق عرنين أغيد
لقد شمت خالا فوق عرنين أغيد / وقد حف بالنور الانيق وبالنور
فخلت بلالا طاب مثواه جاثيا / بجنات عدن فوق ربوة كافور
حديقة أشكال الورود تنعمت
حديقة أشكال الورود تنعمت / بنضرة مجلاها سوانح افكاري
بمرآة وجه الحب لي قد تشخصت
بمرآة وجه الحب لي قد تشخصت / هياكل افراد الوجود بأسرها
فقرَّت بها عيني وأصبحت شاخصا / إليها وقد عز التفاني لغيرها
وفيها تراآى ما سواه لناظر / فلم أر منه ما انطوى تحت سترها
تجلت بها حيث انجلت كل ذرة / فذكرت الارواح عالم ذرها
وكم من هيولاها بدت لي صورة / جعلت عقال العقل طوقا لنحرها
فحيرت الالباب منها لبابة / قد اتخذت لبي لفافا لقشرها
ومعذرة مذ لاح خط عذاره
ومعذرة مذ لاح خط عذاره / عن حبه قلب المحب تعذرا
أني وعن عنوان صفحة خدَّه / عرض العوارض قد أزال الجوهرا
حديقة اشكال الورود تنعمت
حديقة اشكال الورود تنعمت / بنضرة مجلاها سوانح افكاري
وعطر فكري نشرها فكأنني / غمست يدي فكري بجونة عطار
مطول خط التلغراف لقد حوى
مطول خط التلغراف لقد حوى / سنا خبر عن كشف اسراره جهرا
بديع بيان عن معان دقيقه / بمختصر التلخيص يلفظها فورا
قضى نحبه هادي السبيل إلى الذي
قضى نحبه هادي السبيل إلى الذي / بد المهتدي يحظى بأسنى المفاخر
مساعيه بالخيرات لم تحص كثرة / وآثاره أكرم بها من مآثر
وتاجر في كسب المبرَّات عمره / فكان لعمر الله أربح تاجر
وفي نجف قد صار جارا لعيلم / من العلم بالفيض الربوبي زاخر
وفي صدف من لحده قلت أرخوا / لقد جل مثوى الميرزا هادي الجواهري
سميرُ العلى يحيى أبو الفضل والندى
سميرُ العلى يحيى أبو الفضل والندى / مكارمهُ في الناس جلَّت عن الحصرِ
تعاطى اكتسابَ الحمدِ في طلب الثنا / عليه فكلّت عنه ألسنة الشكرِ
وأحيا ربيعَ الشعرِ في روض فضلهِ / ليبقي له ذكراً إلى أمد الدهرِ
فبادرَ كلٌّ من أفاضلِ عصرهِ / يجيدُ عليه المدحَ بالنظمِ والنثر
وفارت عيونُ الشعرِ منهم بوصفه / وانيَ فيما بينهم زائدٌ فوري
لقد جاء منشورُ السعادةِ ينشُرُ
لقد جاء منشورُ السعادةِ ينشُرُ / بمنطوقهِ عن منطوى المجدِ يخبرُ
ودبّجتِ الخضراءَ في كل زهرة / بمختلَفِ الألوانِ جاء معطّرُ
فسَرّ قلوبَ الخاص والعام أجمعا / وجاء بتفويضِ الأمورِ محررُ
إلى الملكِ النعمانِ نجلٍ لثابت / سليلِ وزير كان في الناسُ منذرُ
رشيدٌ ومأمونٌ وأمينٌ ومهتدي / وهادٍ ومنصور اللواءِ مظفرُ
ومعتصمٌ باللَهِ عصمةَ واثق / وفي محتدِ العلياءِ فهو مصدرُ
شجاعٌ حزيمُ الرأي دراك غورهِ / له النظم كالمنثور والدرّ ينثرُ
ترى سيفَه يوم الوغى يقطع العدى / وكفٌ له بالوكف كالغيثِ يمطرُ
فلا زلتَ يا تاجَ الملوكَ ميسّرا / لجيب المعالي بالسرور مزررُ
فبشرى ليحيى نجلِ يمنٍ وأسعد / هما نيّران فيهما العينُ تبصرُ
بحكم جديدٍ جاء في السعد مقبلُ / بتكميلِ أفراحِ الأنامِ مبشر
فجرّبه صح الأمانِ مؤرخا / وقر عيونَ العام صح مقرّر
لساني إلى الكوفي يعزى وإنه
لساني إلى الكوفي يعزى وإنه / لبيدُ بليدٍ عنده ومحيّرُ
فما الجود إلا عاري الجسم عاطل / وللمكرمات الشعر ثوبٌ مدنر
وإن جميعَ المالِ حاشاكَ فانيا / ولم يبقَ إلا الحمد ثوبٌ معطّر
ليهنك بالحكم الجديد مقرر / وفي كل عام يأتي وهو مكرر
ويهنك عيد سعده يذبح العدى / وحكم يضحى الحاسدين وينحر
ودمت لكسري يا أبا الفتح جابرا / فبيت الندى من عهد جعفر مقطر
فكل مديح غير مدحك باطل / ومدحك حقٌّ ليس فيه تنكرُ
وما خط في لوحٍ يراع ولا تلا / لسان بأوفى من ثناك وأوفر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025