المجموع : 23
بنا من بنات الماء للكوفة الغرَّا
بنا من بنات الماء للكوفة الغرَّا / سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى
تمد جناحا من قوادمه الصبا / تروم بأكناف الغري لها وكرا
كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى / تجملها بالصبر لاعجها أعرى
جرت فجري كل إلى خير موقف / يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى
وكم غمرة خضنا إليه وإنما / يخوض عباب البحر من يطلب الدرَّا
نؤمَّ ضريحا ما الضراح وإن علا / بأرفع منه ولا ساكنه قدرا
حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى / علي الذرى بل زوج فاطمة الزهرا
مقام علي كرَّم الله وجهه / مقام علي رد عين العلا حسرى
أثير مع الأفلاك خالف دوره / فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا
أحطنا به وهو المحيط حقيقة / بنا فتعالى أن نحيط به خبرا
تطوف من الأملاك طائفة به / فتسجد في محراب جامعه شكرا
وحزب من العالين يهتف بالثنا / عليه بوحي كدت أسمعه جهرا
جدير بأن يأوى الحجيج لبابه / ويلمس من أركانه كعبته الجدرا
حرى بتقسيم الفيوض وما سوى / أبى الحسنين الاحسنين بها أحرى
ثرى منه بالدنيا الثراء لمترت / وللمذنب الجاني الشفاعة في الاخرى
بأهداب أجفان وأحداق أعين / وحرَّ وجوه عفرتها يد الغبرا
أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر / أجل سيوف الله أشهرها ذكرا
فوالله ما ندري وقد سطع السنا / جلونا قرابا أم جلينا له قبرا
سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا
سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا / لزورة من تمحو زيارته الوزرا
وسارت وقد أرخى علينا الدجاسترا / بنا من بنات الماء للكوفة الغرَّا
سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى /
تخيرتها دون السفائن مركبا / وأعددتها للسير شرقا ومغربا
فكانت كمثل الطيران رمت مطلبا / تمد جناحها من قوادمه الصبا
تروم باكناف الغري لها وكرا /
وكانت تحلى قبل هذا تجملا / وقد غذيت فيما أمرَّ الذي حلا
أظن على فقد الشهيد بكربلا / كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى
تجملها بالصبر لا عجها أعرى /
إلى موقف سرنا بغير توقف / يزيد بكائي عنده بتلهف
ولما تجارينا بفلك ومدنف / جرت فجرى كل إلى خير موقف
يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى /
ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمي / إلى درة الفخر التي لن تقوَّما
فخضنا إليه البحر والبحر قد طما / وكم غمرة خضنا إليه وإنما
يخوض عباب البحر من يطلب الدرا /
إلى مرقد يعلو السماكين منزلا / وقد نال ما نال الضراح من العلا
نسير ولا نلوى عن السير معدلا / نؤم ضريحا ما الضراح وإن علا
بأرفع منه ولا ساكنه قدرا /
فزوج ابنة المختار كان غضنفرا / علا وارتضته الطهر من سائر الورى
أتعرف من هذا الذي طال مفخرا / حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى
علي الذرى بل زوج فاطمة الزهرا /
عيون الورى إن لاحظت منه كنهه / ترد عن التشبيه حسرى فينتهوا
وان مقاما لا ترى العين شبهه / مقام علي كرَّم الله وجهه
مقام علي ردَّ عين العلا حسرى /
لقد صير الغبراء خضراء قبره / وأشرق فيها في الحقيقة بدره
وقد وافق الاعجاز لله درَّه / أثير مع الأفلاك خالف دوره
فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا /
أحاط بنا علما فليت سليقة / تفيد علوما عن علاه دقيقة
مجازا وقد جزنا إليه طريقة / أحطنا به وهو المحيط حقيقة
بنا فتعالى ان نحيط به خبرا /
فطف في مقام حلَّ فيه ولبه / تر العالم الأعلى حفيفا بتربه
فكالمسجد الاقصى وأي تشبه / تطوف من الاملاك طائفة به
فتسجد في محراب جامعه شكرا /
فأثنى عليه من علا مثل من دنا / وكل بما أثنى أجاد وأحسنا
فحزب من الدانين إذ ذاك أعلنا / وحزب من العالين يهتف بالثنا
عليه بوحي كدت أسمعه جهرا /
حججنا إلى بيت علا بجنابه / عشية أوينا إلى باب غابه
ومن قد سمت أرتكان كعبتنا به / جدير بأن يأوى الحجيج لبابه
ويلمس من أركان كعبته الجدرا /
فيوض علوم الله من قدم حوى / فقسم منها ما أفاد وما احتوى
ومن قبل ما يثوي ومن بعد ما ثوى / حري بتقسيم الفيوض وما سوى
أبي الحسنين الاحسنين بها أحرى /
ظللنا وكم جان لديه ومذنب / وذي حاجة منا وصاحب مطلب
نقبل الاجفان تهمى بصيب / ثرى منه في الدنيا الثراء لمترب
وللمذنب الجاني الشفاعة في الاخرى /
خدمنا أمير المؤمنين بموطن / نعفر فيه الوجه قصد تيمن
ويخدم قبر المرتضى كل مؤمن / بأهداف أجفان وأحداق أعين
وحرَّ وجوه عفرتها يد الغبرا /
أزلنا غبارا كان في قبر حيدر / فلاح كغمد المشرفيِّ المشهر
ولا غرو في ذاك المكان المطهر / أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر
أجرَّ سيوف الله أشهرها ذكرا /
تبدَّى سني أنواره وتبينا / غداة جلونا قبره فتزينا
فحير أفهاما وأبره أعينا / فوالله ما ندري وقد سطع السنا
جلونا قرابا أم جلينا له قبرا /
قضى نحبه في كربلاء ابن حاشر
قضى نحبه في كربلاء ابن حاشر / ولن ينقضي نحبي عليه إلى الحشر
قضى نحبه في نينوى وبها ثوى / فعطر منها الكائنات ثرى القبر
قضى نحبه في الطفِّ من فوقه طفا / نجيع كسا الآفاق بالحلل الحمر
قضى نحبه في حائر فتحيرت / دموع بكا الدنيا على وجنه الدهر
قضى نحبه من راح للحرب خائضا / ببحر دم فانصبَّ بحر على بحر
قضى نحبه والبيض تكتب أحرفا / بها نطقت في الطعن ألسنة السمر
قضى نحبه من للقضا كان سيفه / فراح على افرنده دمه يجري
قضى نحبه الذبح العظيم بشفرة / بها الموت يوم الحشر يبطح للنحر
قضى نحبه والشمس فوق جبينه / تحرر بالأنوار سورة والفجر
قضى نحبه والكون يدمي بنائه / ويخدش منه الوجه بالسن والظفر
قضى نحبه والنائحات عليه من / رعابيب فهر تلدم الصدر بالفهر
قضى نحبه والحور محدقة به / كما أحدقت في بدرها هالة البدر
قضى نحبه والدين أصبح بعده / إلى الله يشكو ما عراه من الضرِّ
قضى نحبه طود به طار نعشه / إلى الملأ الاعلى بأجنحة النسر
قضى نحبه من للقوارير قد وقى / وما قد وقتها آل صخر عن الكسر
قضى نحبه من يتبع الضيم بالظما / ويجرع في الهيجاء مرًّا على مرٍّ
قضى نحبه روح الوجود وسرَّه / ومرقده في كربلا موضع السرِّ
قضى نحبه والامر لله عالم / بما يقتضيه الحكم من عالم الامر
قضى نحبه ريحانة المصطفى التي / تفوح ليوم النشر طيبة النشر
قضى نحبه ابن الانزع البطل الذي / أذاق الردى عمرا وأعرض عن عمرو
قضى نحبه ابن الطهر سيدة النسا / سليلة فخر الكائنات أبى الغرِّ
قضى نحبه الوتر الحسين فمن قضى / بمأتمه نحبا قضى واجب الوتر
قضى نحبه الفرد الذي هو خامس / لأهل كسا منه اكتسى الفخر بالفخر
قضى نحبه والثغر يفترَّ باسما / بوجه المنايا وهي فاغرة الثغر
قضى نحبه من فرَّ من بعد كرِّه / إلى الله فاسترضاه بالكرَّ والفرَّ
قضى نحبه ابن الصنو شبير من غدا / أبوه حريا في أخي اشدد به أزري
قضى نحبه في جنة الخلد ثاويا / ومتكئا فيها على رفرف خضر
قضى نحبه في عبقري من الرضا / مسجى ومدفونا ببحبوحة البشر
قضى نحبه والناديات عليه لي / جلبن الاسى من حيث أدري ولا أدري
قضى نحبه أزكى السلام عليه ما / تكرر في أنداء مأتمه شعري
وليلة حاولنا زيارة حيدر
وليلة حاولنا زيارة حيدر / وبدر دجاها مختف تحت أستار
بادلا جنا ضلَّ الطريق دليلنا / ومن ضلَّ يستهدي بشعلة أنوار
فلما تجلت قبة المرتضى لنا / وجدنا الهدى منها على النور لا النار
كميت يراعي في رثاء بني الزهرا
كميت يراعي في رثاء بني الزهرا / إذا ما جرى أجرى من الأعين البحرا
لئن بكت الخنساء صخرا فإنه / عليهمن كم استبكي غداة بكى صخرا
إذا رامت الأقلام تحرير ما جرى
إذا رامت الأقلام تحرير ما جرى / على آل طه في قرارة حائر
تمنت عيون العين لو بسوادها / أمدَّت بلا جزر مداد المحابر
لقد جدد السلطان ما أخلق الدهرا
لقد جدد السلطان ما أخلق الدهرا / فلم يبله كرَّ الجديدين ما كرا
وقد صحب الأيام من طيبه شذى / وطي الليالي طالما اكتسب النشرا
فطبق أقطار العراق بعرفه / وبث على الزوراء من طيبه عطرا
إلى الله تبرا أننا ما بغيره / وحق الذي طابت به طيبة عطرا
ازار به العرش المجيد مؤزر / وقائمة الكرسي شدت به أزرا
بأيدي الكرام الكاتبين محرَّر / جليا فعلم اللوح من سطره يقرا
أديم السماء أعطاه حجة مجده / فوقع قرص الشمس في صكه مهرا
وصح لظل الله أسنى براءة / ومن قلم الباري عليها بدا طغرا
فوا ضيعة الاسلام لو لم يكن له / قرار على علياه جدده قصرا
ويا لأمير المؤمنين مبرة / بها من أبى الزهراء قد أحرز الفخرا
هنيئا له في هذه الخدمة العظمى / وطوبى له في هذه النعمة الكبرى
بخدمة بيت الله قد أحرز المنى / وخدمة قبر المصطفى فاز بالبشرى
فما من مليك قبله قد توفقت / له خدمة في اثرها خدمة تترى
لقد ثمن السبع الطباق صنيعه / قديما وفي ذا العام قد زادها أخرى
مجدد هذا الدين مهدي عصره / بصولته قد مهد السهل والوعرا
مآثره في الخافقين تواترت / فشنفت الاسماع أصدافها درَّا
فلله آثار عطارد سعدها / على جبهة الافلاك حررها سطرا
مزاياه محي الدين ورَّى بذكرها / وأورد منها ما به ملأ الجفرا
بأشكال تأسيس العناية هندست / قواعده في كل زاوية قطرا
حمت بيضة الاسلام أحضان رفقه / فلم تخش ما دامت باحضانه كسرا
فكسرى أنو شروان في جنب عدله / يرى عدله في عين انصافه جورا
مليك لمن عاداه ألغى ببطشه / وأغلى لمن والاه من عره قدرا
لقد أذعنت كل الملوك لأمره / جلالا فلم ترهقه من أمره عسرا
إذا عرضت من فادح الدهر لجة / نصبنا عليها من مهابته جسرا
بنثر الاعادي من صفوف نظامه / يعلمنا قانونه النظم والنثرا
تلا حزبه آيات سورة فتحه / فلم يحو حزب قط من جزئه عشرا
وفي دوره الأعلى تسلسل نظمه / ومنه السواري قد تعلمت السيرا
أرانا بداجي الكفر صارم عزمه / غداة غزا أهليه من غربه فجرا
الهي بستر العرش بالحجب التي / على سبحات الوجه اسبلتها سترا
بكر رداء الكبرياء وبرده / بأسرار غيب لا نحيط بها خبرا
بما قد تغشت سدرة المنتهى به / وهل غير الستر قد غشي السدرا
بكشفك حجب النور عن وجهك الذي / رآه فؤاد المصطفى ليلة الاسرا
بلى بل بعين الرأس شاهده دجا / وقرَّ به عينا وقرَّ به جهرا
بفضل يد في بردها حسن قلبه / على متنه في وضعها شرحت صدرا
الهي بروحانية الروضة التي / تبوأ منها أحمد المجتبى قبرا
بمن شاهدت شمس الرسالة عينهم / إليه بمن أعيانهم شهدت بدرا
أدم ظلك الممدود جلباب عدله / على من أظلت في مطارفها الخضرا
وكهف الورى النشورطي رواقه / على من أقلت في مناكبها الغبرا
وغيث الندى الهامي المريع الذي على / جميع البرايا سيب أنعامه أجرى
وبدر العلا السامي الذي دون شأوه / سواري نجوم الافق قد وقفت حسرى
تفضل تكرم احفظ انصر جيوشه / وأبده بل أيده بالدولة الغرا
بعينك صن واحرس سلالته التي / لحفظ حمى الاسلام أعددتها ذخرا
مدى الدهر ما الفوري نادى مهنئا / لقد جدد السلطان ما أخلق الدهرا
وعفراء سكرى المقلتين كأنما
وعفراء سكرى المقلتين كأنما / سقتها الندامى من سلافة أشعاري
تمر مع الاتراب بالخيف من منى / مرور المعاني في مفاوز أفكاري
وما خطرت إلا تذكرت في الوغى / بهام خطير القدر ميلة خطاري
ومن ضيمها كادت تبيح طمرَّتي / من الضيم ما أخفيته تحت اطماري
فرحت إليها أشتكي مضض النوى / كما شكت الاقلام مني إلى الباري
وجاراتها راحت مؤنبة لها / على ما جرى بالسفح من دمعي الجاري
يعفين آثار الخطى بذوائب / كما قد عفت من منزل الذل آثاري
يسامرني طول الدجا من غرامها / سمير أناغي في معانيه سماري
على قربها منى إذا هي أسفرت / يباعد منها الحسن ما بين أسفاري
لنفثة سحري ينتمين لحاطها / وألفاظ تعزى لرقة أسحاري
على غيرنا سدنا بأفخر سيرة
على غيرنا سدنا بأفخر سيرة / أجزنا من دهرها كل جيرة
ومن رفعة عزت منالا وغيرة / إذا كان منا سيد في عشيرة
تراءت نجوما وهو بدر سماها /
يجيب من الداعي إذا استصرخ الندا / ويغمر منه الكف عافيه بالندى
يحلق إن سامى ويلحق إن عدا / وفي مرتقى العليا وفي ملتقى العدا
علادها وإن ضاق الخناق حماها /
لنا همم لا يحسن الدهر فسخها / وآثار مجد ليس يسطيع نسخها
بزاة علا ما قوَّم الكون فرخها / وما اختبرت إلا وأصبح شيخها
وللرشد من بعد الضلال هداها /
فكم سنة غراء للمجد سنها / وكم غارة شعواء للحرب شنها
نمته سراة يجتدي البحر منها / وما اعتبرت إلا وكان أسنها
حظائر قدس طال فيها قيامنا / أقام بها البيت العتيق دعامنا
أينكر بين المأزمين مقامنا / وما ضربت في الابرقين خيامنا
وأضحى مقيل المجد غير خباها /
إلى بيتنا حجت حجا حج عصرنا / وعجت فلبتها غطاريف نصرنا
فما استلمت أيدي العلا غير جدرنا / وما رفعت أستار كعبة فخرنا
وأصبح مأوى الطالبين سواها /
مقامك محموداً غدا يا أبا الثنا
مقامك محموداً غدا يا أبا الثنا / وبالعلم والآداب أضحى معمرا
فما هو إلا الكنز من حكمة حوى / وقد رصدته أعين العين جوهرا
وقبرك أضحى مسك دارين حاسدا / ثرى لحده حيث أغتدى لك عنصرا
وما كنت أدري قبل موتك أن أرى / عطارد مجد في التراب معفرا
لقد أتحفوا معروف منك بعارف / إلى كل قطر سرَّ عرفانه سرى
وقد طبت حيا مثل ما طبت ميتا / فدم واردا من حوض جدك كوثرا
ولا زلت ترقى فوق كرسي عزة / لروح المعاني في الجنان مفسرا
عليك من الرضوان أطيب نفحة / إلى النشر يبقى الكرخ فيها معطرا
من الله في أعلى الفراديس أرخوا / مقامك محمود بحكم تقرَّرا
لقد شمت خالا فوق عرنين أغيد
لقد شمت خالا فوق عرنين أغيد / وقد حف بالنور الانيق وبالنور
فخلت بلالا طاب مثواه جاثيا / بجنات عدن فوق ربوة كافور
حديقة أشكال الورود تنعمت
حديقة أشكال الورود تنعمت / بنضرة مجلاها سوانح افكاري
بمرآة وجه الحب لي قد تشخصت
بمرآة وجه الحب لي قد تشخصت / هياكل افراد الوجود بأسرها
فقرَّت بها عيني وأصبحت شاخصا / إليها وقد عز التفاني لغيرها
وفيها تراآى ما سواه لناظر / فلم أر منه ما انطوى تحت سترها
تجلت بها حيث انجلت كل ذرة / فذكرت الارواح عالم ذرها
وكم من هيولاها بدت لي صورة / جعلت عقال العقل طوقا لنحرها
فحيرت الالباب منها لبابة / قد اتخذت لبي لفافا لقشرها
ومعذرة مذ لاح خط عذاره
ومعذرة مذ لاح خط عذاره / عن حبه قلب المحب تعذرا
أني وعن عنوان صفحة خدَّه / عرض العوارض قد أزال الجوهرا
حديقة اشكال الورود تنعمت
حديقة اشكال الورود تنعمت / بنضرة مجلاها سوانح افكاري
وعطر فكري نشرها فكأنني / غمست يدي فكري بجونة عطار
مطول خط التلغراف لقد حوى
مطول خط التلغراف لقد حوى / سنا خبر عن كشف اسراره جهرا
بديع بيان عن معان دقيقه / بمختصر التلخيص يلفظها فورا
قضى نحبه هادي السبيل إلى الذي
قضى نحبه هادي السبيل إلى الذي / بد المهتدي يحظى بأسنى المفاخر
مساعيه بالخيرات لم تحص كثرة / وآثاره أكرم بها من مآثر
وتاجر في كسب المبرَّات عمره / فكان لعمر الله أربح تاجر
وفي نجف قد صار جارا لعيلم / من العلم بالفيض الربوبي زاخر
وفي صدف من لحده قلت أرخوا / لقد جل مثوى الميرزا هادي الجواهري
سميرُ العلى يحيى أبو الفضل والندى
سميرُ العلى يحيى أبو الفضل والندى / مكارمهُ في الناس جلَّت عن الحصرِ
تعاطى اكتسابَ الحمدِ في طلب الثنا / عليه فكلّت عنه ألسنة الشكرِ
وأحيا ربيعَ الشعرِ في روض فضلهِ / ليبقي له ذكراً إلى أمد الدهرِ
فبادرَ كلٌّ من أفاضلِ عصرهِ / يجيدُ عليه المدحَ بالنظمِ والنثر
وفارت عيونُ الشعرِ منهم بوصفه / وانيَ فيما بينهم زائدٌ فوري
لقد جاء منشورُ السعادةِ ينشُرُ
لقد جاء منشورُ السعادةِ ينشُرُ / بمنطوقهِ عن منطوى المجدِ يخبرُ
ودبّجتِ الخضراءَ في كل زهرة / بمختلَفِ الألوانِ جاء معطّرُ
فسَرّ قلوبَ الخاص والعام أجمعا / وجاء بتفويضِ الأمورِ محررُ
إلى الملكِ النعمانِ نجلٍ لثابت / سليلِ وزير كان في الناسُ منذرُ
رشيدٌ ومأمونٌ وأمينٌ ومهتدي / وهادٍ ومنصور اللواءِ مظفرُ
ومعتصمٌ باللَهِ عصمةَ واثق / وفي محتدِ العلياءِ فهو مصدرُ
شجاعٌ حزيمُ الرأي دراك غورهِ / له النظم كالمنثور والدرّ ينثرُ
ترى سيفَه يوم الوغى يقطع العدى / وكفٌ له بالوكف كالغيثِ يمطرُ
فلا زلتَ يا تاجَ الملوكَ ميسّرا / لجيب المعالي بالسرور مزررُ
فبشرى ليحيى نجلِ يمنٍ وأسعد / هما نيّران فيهما العينُ تبصرُ
بحكم جديدٍ جاء في السعد مقبلُ / بتكميلِ أفراحِ الأنامِ مبشر
فجرّبه صح الأمانِ مؤرخا / وقر عيونَ العام صح مقرّر
لساني إلى الكوفي يعزى وإنه
لساني إلى الكوفي يعزى وإنه / لبيدُ بليدٍ عنده ومحيّرُ
فما الجود إلا عاري الجسم عاطل / وللمكرمات الشعر ثوبٌ مدنر
وإن جميعَ المالِ حاشاكَ فانيا / ولم يبقَ إلا الحمد ثوبٌ معطّر
ليهنك بالحكم الجديد مقرر / وفي كل عام يأتي وهو مكرر
ويهنك عيد سعده يذبح العدى / وحكم يضحى الحاسدين وينحر
ودمت لكسري يا أبا الفتح جابرا / فبيت الندى من عهد جعفر مقطر
فكل مديح غير مدحك باطل / ومدحك حقٌّ ليس فيه تنكرُ
وما خط في لوحٍ يراع ولا تلا / لسان بأوفى من ثناك وأوفر