المجموع : 15
فَلِلَّهِ قومٌ غادَروا ابن حُمَيِّرٍ
فَلِلَّهِ قومٌ غادَروا ابن حُمَيِّرٍ / قتيلاً صريعاً للسُّيوفِ البَواترِ
لقد غادروا حزماً وعزوماً ونائلاً / وصبراً على اليومِ العبوسِ القماطرِ
إذا هابَ وِرْدَ ابلموتِ كلُّ غَضَنْفَرٍ / عَظيمِ الحَوايا لُبُّهُ غَيْرُ حاضرِ
مَضى قُدُماً حتى يُلاقيَ وِرْدَهُ / وجادَ بسَيْبٍ في السنينِ الكواشرِ
أَقْسَمْتُ أَرْثي بَعْدَ تَوْبَةَ هالكاً
أَقْسَمْتُ أَرْثي بَعْدَ تَوْبَةَ هالكاً / وأَحْفِلُ مَنْ دارَتْ عَلَيْهِ الدَّوائِرُ
لَعَمْرُكَ ما بالمَوْتِ عارٌ على الفَتى / إذا لَمْ تُصِبْهُ في الحياةِ المَعايرُ
ومَا أَحَدٌ حيٌّ وإنْ عاشَ سالِماً / بأخْلَدَ ممَّنْ غَيَّبتْهُ المقابِرُ
ومَنْ كان مِمّا يُحْدِثُ الدَّهْرُ جازِعاً / فلا بُدَّ يَوْماً أنْ يُرى وهو صابِرُ
ولَيْسَ لذِي عَيشٍ عنِ المَوْتِ مَقْصَرٌ / ولَيْسَ عَلى الأيّامِ والدهرُ غابِرُ
ولا الحيُّ ممّا يُحْدِثُ الدَّهْرُ مُعتَبٌ / ولا المَيْتُ إنْ لَمْ يَصْبِرِ الحيُّ ناشِرُ
وكلُّ شبابٍ أو جَدِيدٍ إلى بِلىً / وكُلُّ امرِىءٍ يَوْماً إلى اللّهِ صائِرُ
وكُلُّ قَرينَيْ إِلفَةٍ لِتَفَرُّقٍ / شَتاتاً وإنْ ضَنَّا وطالَ التَّعاشُرُ
فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ حيّاً ومَيِّتاً / أَخا الحَربِ إِنْ دارَتْ عَلَيْكَ الدَّوائِرُ
فآليْتُ لا أَنْفَكُّ أَبْكِيكَ ما دَعَتْ / على فَنَنٍ وَرْقاءُ أَوْ طار طائِرُ
قَتِيلُ بَنِي عَوْفٍ فيا لَهْفَتا لَهُ / وما كُنْتُ إِيَّاهُمْ عَلَيْهِ أُحاذِرُ
ولكِنَّما أَخْشى عَلَيْهِ قَبِيلَةً / لَها بدُرُوبِ الرُّومِ بَادٍ وحاضِرُ
هَراقَتْ بَنو عَوْفٍ دَماً غَيْرَ واحِدٍ
هَراقَتْ بَنو عَوْفٍ دَماً غَيْرَ واحِدٍ / لَهُ نَبأ نَجْدِيُّهُ سَيَغُورُ
تَداعَتْ لَهُ أفْناءُ عَوْفٍ ولَمْ يَكُنْ / لَهُ يومَ هَضْبِ الرَّدْهَتَيْنِ نَصِيرُ
فَقُلْ لِبَني عَوْفٍ ستَلْقَونَ غارَةً / إذا ما خَبَتْ قُمْنا لها فَتَثُورُ
لَعَمْرُكَ ما الهِجْرانُ أنْ تَشْحَطَ النّوى
لَعَمْرُكَ ما الهِجْرانُ أنْ تَشْحَطَ النّوى / ولكِنَّما الهِجْرانُ ما غيَّبَ القَبْرُ
أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ
أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ / بسَحٍّ كَفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ
لِتَبْكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ / بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ
سَمِعْنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ / ولا يَبْعَثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِ
كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْ / بِنَجْدٍ ولَمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِ
ولَمْ يَرِدِ الماءَ السِّدامَ إذا بَدا / سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوَّرِ
ولَمْ يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأ / الجِفانَ سَدِيفاً يَوْمَ نَكْباءَ صَرْصَرِ
ولَمْ يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها / بسُرَّةَ بَيْنَ الأَشْمَساتِ فأَيْصُرِ
وصَحْراءَ مَوْماةٍ يَحارُ بها القَطا / قَطَعْتَ عَلى هَوْلِ الجِنانِ بِمِنْسَرِ
يَقُودُونَ قُبّاً كالسَّراحِينِ لاحَها / سُراهُمْ وسَيْرُ الرّاكِبِ المُتَهَجِّرِ
فَلَمَّا بَدَتْ أَرْضُ العَدُوِّ سَقَيْتَها / مُجاجَ بَقِيّاتِ المَزادِ المُقَيَّرِ
ولَمّا أَهابُوا بالنِّهابِ حَوَيْتَها / بخاظِي البَضِيعِ كَرُّهُ غَيْرُ أَعْسَرِ
مُمَرٍّ كَكَرِّ الأنْدَرِيّ مُثابِرٍ / إذا ما وَنَيْنَ مُهَلِبِ الشَدِّ مُحْضِرِ
فألْوَتْ بأعْناقٍ طِوالٍ وَراعَها / صَلاصِلُ بِيضٍ سابغٍ وسَنَوَّرِ
أَلَمْ تَرَ أنَّ العَبْدَ يَقْتُلُ رَبَّهُ / فَيَظْهَرُ جَدُّ العبدِ مِنْ غَيْرِ مَظْهَرِ
قَتَلْتُمْ فَتىً لا يُسْقِطُ الرَّوْعُ رُمْحَهُ / إذا الخَيْلُ جالَتْ في قناً مُتَكَسِّرِ
فَيا تَوْبَ للهَيْجا ويا تَوْبَ للنَّدى / ويا تَوْبَ لِلْمُسْتَنْبحِ المُتَنَوِّرِ
أَلا رُبَّ مَكْرُوبٍ أَجَبْتَ ونائِلٍ / بَذَلْتَ ومَعْرُوفٍ لَدَيْكَ ومُنْكَرِ
فأحْرَزْتَ مِنْهُ ما أَرَدْتَ بقُدْرَةٍ / وسَطْوَةِ جبّارٍ وإقدامِ قَسْوَرِ
نَظَرْتُ ورُكْنٌ مِنْ ذِقانَيْنِ دُونَهُ
نَظَرْتُ ورُكْنٌ مِنْ ذِقانَيْنِ دُونَهُ / مَفاوِزُ حَوْضَى أيّ نَظْرَةِ ناظِرِ
لأونَس إن لَمْ يَقصُرِ الطّرفُ عَنْهُمُ / فَلمْ تَقْصُرِ الأخْبارُ والطَّرفُ قاصرِي
فَوارِسُ أَجْلَى شَأْوُها عَنْ عَقِيرَةٍ / لِعاقرِها فيها عَقِيرَةُ عاقِرِ
فآنَسْتُ خَيْلاً بالرُّقَيِّ مُغِيرَةً / سَوابِقُها مِثْلُ القَطا المُتَواتِرِ
قَتِيلُ بَنِي عَوْفٍ وأَيْصُرُ دُونَهُ / قَتِيلُ بَني عَوْفٍ قَتِيلُ يُحاِيرِ
تَوارَدَهُ أسْيافُهُمْ فكَأَنَّما / تصادَرْنَ عَنْ أَقطاعِ أَبْيضَ باتِرِ
مِنَ الهِنْدُوانِيّاتِ في كلِّ قِطْعَةٍ / دَمٌ زَلَّ عَنْ أَثْرٍ مِنَ السَّيْفِ ظَاهِرِ
أَتَتْهُ المَنايا بَيْنَ زَعْفٍ حَصِينَةٍ / وأسْمَرَ خطّيٍّ وخَوْصاءَ ضَامِرِ
عَلى كلِّ جَرداءَ السَّراةِ وسابحٍ / دَرَأْنَ بِشُبَّاكِ الحديدِ زَوافِرِ
عَوابِسَ تَعْدُو الثّعْلَبِيَّةَ ضُمَّراً / وَهُنَّ شَواحٍ بالشّكِيمِ الشَّواجِرِ
فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوبُ إنّما / لِقاءُ المنايا دارِعاً مِثْلُ حاسِرِ
فإلاّ تَكُ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ / ستَلْقَوْنَ يَوْماً وِرْدُهُ غَيْرُ صادِرِ
وإنَّ السَّلِيلَ إذْ يُباوِي قَتِيلَكُمْ / كَمَرْحُومَةٍ مِن عَرْكِها غَيْرِ طاهِرِ
فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ / فَتىً ما قَتَلْتُمْ آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ
فَتىً لا تَخَطَّاهُ الرِّفاقُ ولا يَرى / لِقدْرٍ عيالاً دُونَ جارٍ مُجاوِرِ
ولاَ تأخُذُ الكُومُ الجِلادُ رِماحَها / لِتَوْبَةَ في نَحْسِ الشّتاءِ الصَّنابِرِ
إذا ما رأَتْهُ قائِماً بِسِلاحِهِ / تَقَتْهُ الخِفافُ بالثِّقالِ البَهازِرِ
إذا لَمْ يَجُدْ منها برسْلٍ فَقَصْرُهُ / ذُرى المُرْهَفاتِ والقِلاصِ التَّواجِرِ
قَرى سَيْفَه منها مُشاشاً وضَيْفَه / سَنامَ المَهارِيسِ السِّباطِ المشافِرِ
وتَوْبَةُ أحْيا مِنْ فَتاةٍ حَيِيَّةٍ / وأَجْرأُ مِنْ لَيْثٍ بخَفّانَ خادِرِ
فَتى لا تَراهُ النّابُ إلفاً لسَقْبِها / إذا اخْتَلَجتْ بالناسِ إحْدى الكَبائرِ
ونِعْمَ الفَتى إنْ كانَ تَوْبَةُ فاجِراً / وفوق الفتى إن كان ليس بفاجِرِ
فَتىً يَنْهَلُ الحاجاتِ ثُمَّ يَعُلُّها / فيُطلِعُها عَنْهُ ثَنايا المَصادِرِ
كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يُنِخْ / قَلائصَ يَفْحَصْنَ الحصا بالكَراكِرِ
ولَمْ يَبْنِ أَبْراداً عِتاقاً لِفِتيةٍ / كِرامٍ وَيَرْحَلْ قَبْلَ فَيْءِ الهواجِرِ
وَلَمْ يَتَجَلَّ الصُّبْحُ عَنْهُ وَبَطْنُهُ / لَطِيفٌ كطَيِّ السِّبِّ لَيْسَ بِحادِرِ
فَتىً كان لِلْمَوْلى سَناءً ورِفْعَةً / وللطّارقِ السَّاري قِرىً غيْرَ باسِرِ
ولَمْ يُدْعَ يَوْماً لِلْحِفاظِ وللنَّدى / ولِلْحَرْبِ يَرْمي نارَها بالشرائِرِ
وللبازِلِ الكَوْماءِ يَرْغُو حُوارُها / وللخيلِ تَعْدُو بالكُماةِ المَساعِرِ
كأَنَّكَ لَمْ تَقْطَعْ فَلاةً ولَمْ تُنِخْ / قِلاصاً لَدى فَأْوٍ مِنَ الأَرضِ غائرِ
وتُصْبِحْ بمَوْماةٍ كأنَّ صَرِيفَهَا / صَريفُ خَطاطِيفِ الصَّرى في المَحاوِرِ
طَوَتْ نَفْعَها عنّا كِلابٌ وآسَدَتْ / بِنا أَجْهَلِيها بَيْنَ غاوٍ وشاعرِ
وَقَدْ كانَ حَقّاً أَنْ تَقُولَ سَراتُهم / لَعاً لأخِينا عالياً غَيْرَ عاثِرِ
ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ يَحارُ بِها القَطا / تَخَطَّيْتَها بالنّاعِجاتِ الضوامِرِ
فَتَاللّهِ تَبْنِي بَيْتَها أُمُّ عاصِمٍ / عَلى مِثْلِهِ أُخْرى اللّيالي الغوابِرِ
فليسَ شِهابُ الحَرْبِ تَوْبَةُ بَعْدَها / بِغازٍ وَلا غادٍ بِرَكْبِ مسافِرِ
وَقَدْ كانَ طَلاَّعَ النّجادِ وبَيِّنَ اللّ / سانِ ومِدْلاجَ السُّرى غَيْرَ فاتِرِ
وقَدْ كانَ قَبْلَ الحادِثاتِ إذا انْتَحَى / وَسائقَ أَو مَعْبُوطةً لَمْ يُغادِرِ
وكُنْتَ إذا مَوْلاكَ خافَ ظُلامَةً / دَعاكَ ولَمْ يَهْتِفْ سِواكَ بناصِرِ
دَعاكَ إلى مَكْرُوهَةٍ فَأجَبْتَهُ / عَلى الهَوْلِ منّا والحُتُوفِ الحَواضِرِ
فإنْ يكُ عبدُ اللّهِ آسَى ابْنَ أمِّهِ / وآبَ بأسلابِ الكميّ المُغاوِرِ
وكان كذاتِ البَوِّ تَضْرِبُ عِنْدَهُ / سِباعاً وقد أَلْقَيْنَهُ في الجراجِرِ
فإنّك قَدْ فارَقْتَهُ لَكَ عاذِراً / وأنّى لحيٍّ عُذْرُ من في المقابِرِ
فأقسمتُ أَبكي بَعْدَ توبَةَ هالكاً / وأحْفِلُ من نالَتْ صُرُوفُ المقادِرِ
على مِثْلِ همّامٍ ولابْنِ مُطَرِّفٍ / لِتَبْكِ البواكي أو لبِشْرِ بْنِ عامِرِ
غُلامانِ كانا اسْتَوْرَدا كُلَّ سَوْرَةٍ / مِنَ المَجْدِ ثُمَّ اسْتَوْثَقا في المصادِرِ
رِبيعَيْ حَياً كانا يَفيضُ نَداهُما / عَلى كُلِّ مغمورٍ نَداهُ وغامِرِ
كأَنَّ سَنا نارَيْهِما كُلَّ شَتْوَةٍ / سَنا البَرْقِ يَبْدُو للعُيُونِ النواظِرِ
فَتىً فيه فتيانيَّةٌ أريحيَّةٌ / بقيَّة أعرابيَّةٍ مِنْ مُهاجِرِ
أَتَتْكَ العَذارى مِنْ خَفاجَةَ نِسْوَةٌ / بِماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحادِرِ
رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ فَلا تَرى
رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ فَلا تَرى / لَها شَبَهاً إلاّ النّعامَ المُنَفّرا
وقائِلةٍ والنعشُ قد فاتَ خطْوَها
وقائِلةٍ والنعشُ قد فاتَ خطْوَها / لِتُدْرِكَه يا لَهْفَ نفسي على صخرِ
ألا ثكِلَتْ أُمُّ الذينَ غَدَوا بِهِ / إلى القَبْرِ ماذا يحملون إلى القبرِ
حمامة بطن الواديين ترنمي
حمامة بطن الواديين ترنمي / سَقاكِ من الغُرِّ الغَوادي مَطيرُها
وكنتُ إذا ما جئتُ ليلى تبرْقَعَتْ / فقَدْ رابني منها الغداةَ سفورُها
لِتَبْكِ العذارى مِن خَفاجَةَ نِسوةٌ
لِتَبْكِ العذارى مِن خَفاجَةَ نِسوةٌ / بماءِ شُؤونِ العَبْرةِ المُتَحدِّرِ
كأنَّ فتى الفتيانِ تَوبَةَ لَمْ يُنِخْ / قلائصَ يَفْحَصْنَ الحَصى بالكراكرِ
فإنْ تكُنِ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ / فتىً ما قَتلُتمْ آلَ عوفِ بنِ عامرِ
فتىً كان أحيا من فتاةٍ حييةٍ / وأجرأَ من ليثٍ بخَفّانَ خادِرِ
نَأتكَ بليل دارُها ما تزورُها
نَأتكَ بليل دارُها ما تزورُها / وشَطَّتْ نَواها واسْتَمَرَّ مَريرُها
نظرتُ ودُوني من عمايَةَ مَنْكِبٌ
نظرتُ ودُوني من عمايَةَ مَنْكِبٌ / وبطنُ الرَّكاءِ أيُّ نظرةِ ناظِرِ
أَيَذْهَبُ رَيْعانُ الشَّبابِ ولَمْ أَزُرْ
أَيَذْهَبُ رَيْعانُ الشَّبابِ ولَمْ أَزُرْ / غرائرَ من همدانَ بيضاً نُحورُها
يَقُولُ رجالٌ لا يضرُّكَ نَأْيُها
يَقُولُ رجالٌ لا يضرُّكَ نَأْيُها / بَلى كلُّ ما شَفَّ النفوسَ يضيرُها
أليسَ يَضرُّ العينَ أنْ تُكثِرَ البُكا / ويُمنَعَ منها نَومُها وسُرورُها
لكلِّ لقاءٍ نَلْتَقيهِ بَشاشةُ / وإنْ كانَ حَولاً كلَّ يومٍ نزورُها
خَليليَّ رُوحا راشدَيْنِ فقد نأَتْ / بعيداً وَهَلْ في القُربِ شيءٌ يَضيرُها
يَقُرُّ بِعَيني أنْ أَرى العِينَ تَعْتَلي / بنا نحوَ ليلى وهْيَ تَجْرِي صقُورُها
وما لحِقَتْ حتَّى تَقَلَّلَ عرْضُها / وسامحَ مِنْ بَعْدِ المُرامِ عسيرُها
وأُشرِفُ بالأرضِ اليَفاعِ لعلَّني / أرى نارَ ليلى أوْ يَراني بَصيرُها
فنادَيتُ ليلى والحُمولُ كأنّها / مَواقيرُ نخلٍ زَغْزَعَتْها دَبورها
فقالت أَرى أنْ لا تُفيدَكَ صُحْبَتي / لهيبةِ أعداءٍ تَلَظَّى صُدورُها
فمَدَّتْ ليَ الأسبابَ حتَّى بَلغْتُها / برِفْقي وقد كادَ ارْتِفاقي يَضيرُها
وإنّي إذا ما زُرتُها قلتُ يا اسْلَمي / وما كانَ قَولي اسْلمي ما يَضيرُها
فنعم فتى الدنيا لئنْ كانَ فاجراً
فنعم فتى الدنيا لئنْ كانَ فاجراً / وفوق الفتى إن كان ليسَ بفاجِرِ