المجموع : 8
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ أَخنَت صُروفُه
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ أَخنَت صُروفُه / عَلى عَمروٍ السَهميّ تُجبى لَهُ مِصرُ
فَلَم يُغنِ عَنهُ حَزمُه وَاِحتيالُه / وَلا جَمعُهُ لَمذا أُتيحَ له الدهرُ
وَأَمسى مُقيماً بِالعَراء وَضللت / مَكايدُه عَنهُ وَأَموالُه الدَثرُ
أَلَم تَرَني وَالحَمدُ لِلَّه أَنَّني
أَلَم تَرَني وَالحَمدُ لِلَّه أَنَّني / بَرِئتُ وَداواني بِمَعروفِه بِشرُ
رَعى ما رَعى مَروانُ مِنّيَ قَبلَهُ / فَصحَّت لَهُ مِنّي النَصيحَةُ وَالشُكرُ
فَفي كُلِّ عامٍ عاشَهُ الدهرَ صالِحاً / عليَّ لِرَبِّ العالَمينَ له نَذرُ
إِذا ما أَبو مَروانَ خَلّي مَكانَهُ / فَلا تَهنأِ الدُنيا وَلا يُرسَلِ القَطرُ
وَلا يَهنىء الناسَ الوِلادَةُ بينَهُم / وَلا يَبقَ فَوقَ الأَرضِ مِن أَهلِها شَفرُ
فَلَيسَ البُحورُ بِالَّتي تُخبِرونَني / وَلَكِن أَبو مَروانَ بِشرٌ هُوَ البَحرُ
جُمَليَّةٌ أَو عَيهَلٌ شَدقَميَّةٌ
جُمَليَّةٌ أَو عَيهَلٌ شَدقَميَّةٌ / بِها مِن نُدوبِ النِسعِ وَالكورِ عاذِرُ
تُقَلِّبُ للاصغاءِ رَأَساً كَأَنَّها
تُقَلِّبُ للاصغاءِ رَأَساً كَأَنَّها / يَتيمَةُ جَوزٍ أَغبَرتها المَكاسِرُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَعطى فَخَصَّنا
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَعطى فَخَصَّنا / بِأَبيضَ قَرمٍ مِن أميَّةَ أَزهَرا
طَلوعِ ثَنايا المَجدِ سامٍ بِطَرفِه / إِذا سُئِلَ المَعروفَ لَيسَ بأوغَرا
فَلَولا أَبو مَروانَ بِشرٌ لَقَد غَدَت / رِكابيَ في فَيفٍ مِن الأَرضِ أَغبَرا
سِراعاً إِلى عَبدِ العَزيزِ دَوائِباً / تَخلَّلُ زَيتوناً بِمِصرَ وَعَرعَرا
وَحارَبتُ في الاسلامِ بَكرض بنَ وائِلٍ / كَحَربِ كُلَيبٍ أَو أَمَرَّ وَأَمقَرا
إِذا قادتِ الاسلامَ بكرُ بنُ وائِلٍ / فَهَب ذاكَ ديناً قَد تَغَيَّرَ مُهتِرا
بأيِّ بَلاءٍ أَم بأيِّ نَصيحَةٍ / تُقَدِّمُ حَجّاراً أَمامي ابنَ أَبجَرا
وَما زِلتُ مذ فارقتُ عُثمانَ صادياً / وَمَروانَ مُلتاحاً عَن الماءِ أَزورا
أَلا لَيتَني قُدِّمتُ وَاللَهِ قَبلَهُم / وأن أَخي مَروانَ كانَ المُؤَخَّرا
بِهم جُمِعَ الشَملُ الشَتيتُ وَأَصلَحَ الا / لَهُ وداوى الصَدعَ حَتّى تَجَبَّرا
قَضى اللَهُ لا ينفكُّ منهم خَليفَةٌ / كَريمٌ يسوسُ الناسَ يَركَبُ منبَرا
عَطاؤكُمُ لِلضارِبينَ رِقابُكُم
عَطاؤكُمُ لِلضارِبينَ رِقابُكُم / وَنُدعى إِذا ما كانَ حَزُّ الكَراكِرِ
أَنَحنُ أَخوكم في المَضيقِ وَسَهمُنا / إِذا ما قَسَمتُم في الخِطاءِ الأَصاغِرِ
وَثَديكُمُ الأَدنى إِذا ما سَأَلتُمُ / وَنُلقى بِثَدىٍ حينَ نَسألُ باسِرِ
وان كانَ فينا الذَنبُ في الناسِ مِثلُهُ / أُخِذنا بِهِ مِن قَبلِ ناهٍ وَآمِرِ
وان جاءَكُم مِنّا غَريبٌ بأَرضِكُم / لَويتم لَهُ يَوماً جُنوبَ المَناخِرِ
فَهَل يَفعَلُ الأَعداءُ إِلّا كَفِعلِكُم / هَوانَ السَراةِ واِبتِغاءَ العَواثِرِ
وَغَيَّرَ نَفسي عَنكُم ما فَعَلتُمُ / وَذِكرُ هَوانٍ مِنكمُ مُتَظاهِرِ
جَفاؤكمُ مَن عالجَ الحَربَ عَنكمُ / وَاعداؤكم مِن بين جابٍ وَعاشِرِ
فَلا تَسأَلوني عَن هَوايَ وَودِّكُم / وَقل في فُؤادٍ قَد تَوجَّهَ نافِرِ
أَجِدّي إِلى مَروانَ عَدواً فَقلِصّي
أَجِدّي إِلى مَروانَ عَدواً فَقلِصّي / والّا فَرَوحي واِغتَدي لابنِ عامِرِ
إِلى نَفَرٍ حَولَ النَبيِّ بُيوتُهم / مَكاريمُ لِلعافي رِقاقُ المآزِرِ
لَهُم سَورةٌ في المَجدِ قَد عُلِمَت لهم / تُذَبذِبُ باعَ المتعَبِ المُتَقاصِرِ
لَهُم عامِرُ البَطحاءِ مِن بَطنِ مَكَّةٍ / وَرومَةَ تَسقى بالجِمال القَياسِرِ
وَسابِغَةٍ تَغشى البِنانَ كَأَنَّها
وَسابِغَةٍ تَغشى البِنانَ كَأَنَّها / أَضاةٌ بضَحضاحٍ مِن الماءِ ظاهرِ