القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 12
لذاتي بذاتي لا لكم أنا ظاهرُ
لذاتي بذاتي لا لكم أنا ظاهرُ / وما هذه الأكوان إلا مظاهرُ
تقيدت والإطلاق وصفي لأنني / على كل شيء حين لا حين قادر
ومرتبة التقييد أظهرت رحمة / ومرتبة الإطلق إني ساتر
وتلك بمخلوق وهذي بخالق / تسمّت وفي التحقيق أين التغاير
وأحببت بالتكليف إظهار حكمة ال / ظهور وحكمي ما أنا فيه جائر
وصوتي لأفعالي عن العبث اقتضى / خطابي ومن لم يمتثل فهو كافر
جسوم وأعراض تلوح وتختفي / وما هي للمحبوب إلا ستائر
وخلف حجاب الكون ما أنت طالب / ومن لفظة المقهور يلزم قاهر
تأمل حروف الكائنات فإنها / تشير إلى معنى به أنت حائر
وبرق الحمى هذا الوجود وميضه / ولكن بما تجنيه تعمى البصائر
فيا ظاهراً في خلقه وهو باطن / ويا باطناً في أمره وهو ظاهر
تجليت لي في كل شيء ولم أكن / سواك فمنظور كما أنت ناظر
وللقلب مني قد ظهرت بكل ما / ظهرت ولم تنكرك مني الخواطر
بكل مليح بل بكل مليحة / تراءيت حتى حققتك الضمائر
وما مذهبي حب المظاهر إنما / أحب الذي دانت عليه المظاهر
أما ومقام البيت والحجر الذي / عهدناه قد دارت عليه الخناصر
لأنت المنى والقصد يا غاية المنى / وإن لامني فيك القنا والبواتر
وما ملت يوما عنك للغير سلوة / وكيف ويا نوري معي أنت حاضر
وأنت رفيقي لا رفيق سواك لي / وإن أنا عن إيفاء حقك قاصر
أحبك لا بي بل بك الحب منة / علي كما أني بك الآن شاكر
يقول عذولي لا تخاطر بقربه / وهل يدرك المأمول إلا المخاطر
وإني لأدري أن طرق وصاله / تدور على الأقوام فيها الدوائر
ولكن له سلمت نفسي فإن يرد / هداها وإن يضلل فما هو جائر
وماذا عسى نفسي تعادل في الورى / فمن أجلها عن مالكي أنا نافر
فررت به مني إليه لأنني / تحققت أن لا غير والأمر ظاهر
فكان اضطراراً كون قلبي موحداً / له وبه لا بي أنا اليوم ذاكر
أهيم بأنفاس النسيم وإنني / بطيب الحمى لا بالنسائم عاطر
وأُظهر أني قد ظفرت بعلمهم / وقلبي بذات الخال لا العلم ظافر
ودونك شرعي إن هويت طريقتي / فإني مدى عمري إلى الحب سائر
وكن هكذا مثلي فقيراً من السوى / ومن نفسه تأتيك منك الذخائر
وغب عنك وامحو نقطة الغين ثابتاً / وغص في بحار الجمع تبد الجواهر
ولا تك من قوم أماتت ذنوبهم / نفوساً لها الأجسام منهم مقابر
فإن طريق الحق سهلٌ سلوكُه / وأوضح منه ليس يدرك ناظر
وليس بذكر أو بفكر تناله / سوى بالصفا والمحو عما يغاير
وهذا حجاب النفس يصعب خرقُهُ / وعقلك منه وهو للحق ساتر
فمت في الهوى تحيى وأغمض عن السوى / تقر بذاك الوجه منك النواظر
طلبت مقاماً بذل روحك شرطه / وأنت على ما أنت ناه وآمر
وما هكذا شرط الهوى إن ترد فرد / فناء الفنا وانس الذي أنت ذاكر
ووطِّن على الإنكار نفسك والأذى / فمَن عسلاً يجني على النحل صابر
وقد كثرت فيه العواذل غيرة / وقلَّ لطلاب الحقيقة ناصر
فإن شئت فاقدم هكذا الشرط بيننا / وإلا فلا تقدم لأنك آخر
عيون العلا نحو السعيد نواظرُ
عيون العلا نحو السعيد نواظرُ / ومنصبه في حضرة العز فاخرُ
وللكون معنى دق عن فهم عارف / تشير إليه الباطنات الظواهر
ومعنى لمعنى ليس معنى وماله / سوى الكون معنى وهو للعقل باهر
يناديك يا مدهوش لو كنت سامعاً / فتلهيك عن ذاك النداء الخواطر
وكنت بعيداً ثم جئت فلم تكن / لأنك عن معنى القصور لقاصر
ومن تحت تحت التحت عندي إشارة / إلى فوق فوق الفوق والغير حائر
إذا قلت حرفاً جاء معنى لها وإن / سكت بموج البحر تبدو الجواهر
حروف المباني والمعاني تنزهت
حروف المباني والمعاني تنزهت / مقاصدها فهي التي لم تكن تقرا
فإن رمت يا أولي سواك محققاً / عليك بك افهم منصفاً أنك الأحرى
وفوق مقام القصد للكل مقصد / إليك أتى باعاً إذا جئته شبرا
تحقق بآثار الأواني مجانباً / بروق المعاني فالعظيم بنا أحرى
عليك سلام الله يا طالب الهدى / مدى الدهر ما مالت غصون الحمى سكرى
دوائرُ أوهامٍ بها شغل الفكرُ
دوائرُ أوهامٍ بها شغل الفكرُ / فظاهرها خلقٌ وباطنها أمرُ
فتوحات محي الدين عنها عبارة / أتتنا منَ البكري مشرقة بكر
فهمنا بها لما فهمنا خطابها / وفي قولنا قد بان من بحرها الدر
وذلك علم العين بالغين نقطة / هي الكاس والسر الإلهي هو الخمر
وما العين إلا الغين بالذات باطناً / كما ظاهراً بالوصف ثنّاهما الذكر
مقام أولي التحقيق كالشمس رفعة / ومرتبة الإفصاح عنه هي البدر
ولم ينتقل شيء إلى البدر في السما / من الشمس بل طي الضياء له نشر
فغيرية الأعيان خلق لأنها / بظاهرها الفاني الكثير هي المكر
وباطنها الباقي الذي هو واحد / هدىً حيث لا زيد هناك ولا عمرو
وما ثمَّ إلا الوهم قوة حضرة / إلهية عنها بدا السر والجهر
تجلت كما شاءت وشاءت كما درت / وتدري كما يعطيه في نفسه الأمر
فكنهاً على غيب ولا كنه ترتجي / لها فسواها موجها وهي البحر
وما حل في الأمواج بحر ولا به / قد اتحدت بل تلك عنه لها البر
ولا هي حلت فيه إذ لم يكن لها / وجود سواه وهي منه لها قدر
هو الحق والأكوان قاموا به له / كما صور التخييل يحفظها الفكر
نعم لقلوب العاشقين سرائرُ
نعم لقلوب العاشقين سرائرُ / من الغيب قد ضمت عليها الضمائرُ
يحركها صوت السماع بوقعه / فتظهر منها للعيان الأشائر
هو الدف والطنبور والوتر الذي / يسير به للوتر في الكون سائر
أعد ما بدا يا منشد القوم عندنا / بصوتك واطربنا فيرشد حائر
وتفتح أغلاق المعارف واللقا / تدق له بين القلوب البشائر
كشفت حجاب الكون عنا بذكر من / عليه من الأغيار مدت غدائر
وأظهرت سراً طالما قد كتمته / وبالغير في أرض القريحة غائر
وأذكرت عهداً مِن ألستُ بربكم / به شخصت منا إليه البصائر
وقد حَيْعَلَ المزمار بالوجد بيننا / وضجَّت بتأذين الغناء المنابر
ألا أيها الناي الرخيم كشفت عن / سرائر شوقي يوم تبلى السرائر
وأشبهتني في نفخ روحي وقد بدت / لقلبي هنا من سر قلبي ذخائر
عليل الهوى أضحى يعلله الهوى / وقد جبرت بالكسر منه الجبائر
يموت ويحيى كلما لمعت له / بروق الحمى النجديْ وغرد طائر
وإن نفحت ريح الصبا في دياره / بها هو نقع كله وهو ثائر
سمعت كلاماً قد أتاني به الصبا / عن المطلع الشرقيْ له أنا دائر
فهمت بوجدي إذ فهمت رموزه / فها أنا للبرق اللموع أساير
وما كل أذن طارقات الهوى تعي / ولا كل طرف فيه تجلى الحرائر
تغار سليمى إن رأى غيرها امرؤٌ / كما قد عهدناها تغار الضرائر
صدقتك هذا الركب طال به السرى / وجار علي بالمحبة جائر
ولولا التسلي بالتجلي لأحجمت / دوائر أفلاك الوجود الدوائر
على مثل هذا الوجه تلتهب الحشى / ومن حسنه فينا تشق المرائر
وما ذاك إلا وجه سلمى فإنه / يغاير للأشيا وليس يغاير
بدا فأزيلت عنه أستار غيره / وقد غفرت للمذنبين الكبائر
وكنا وما كنا وكان ولم يكن / وما ثم إلا قدسه والحظائر
وجود ولا أعني الوجود الذي بدت / من الكون أشباه له ونظائر
ولكن وجود مطلق عن تقيُّدٍ / بإطلاقه والكل منه شعائر
وكل وجود مطلق أو مقيد / بعقل وحس فهو عنه ستائر
إذا لاح غبنا فيه عنا جميعنا / وإن غاب نحن السائبات البحائر
هو الكون ثوب والسداءُ هو الأمرُ
هو الكون ثوب والسداءُ هو الأمرُ / ولحمته الخلق اقتضى نهيه الأمرُ
وحائكه الأسماء أسماء ربنا / تعالى بمكّوك الوجود به الضفر
وما غزله إلا من العدم الذي / تقدر في العلم القديم له القدر
ملونة أطرافه في حباكها / فبيض وسود تلك والخضر والحمر
ولا بس ذاك الثوب حائكه على / نهاية تنزيه وهذا هو الستر
فيخلعه طوراً ويلبس تارة / كلمعة برقٍ ما له أبداً حصر
تنزُّلُ حقٍّ في غيابة ذاته / إلى فعله بالعلم سرٌّ هو الجهر
ألا هكذا الآفاق فانظر جميعها / ونفسك لا يغررك زيد ولا عمرو
وحقق وجود الحق في الكون وحده / ولا كون لا شفع هناك ولا وتر
ولكنها الأقدار منه تقدرت / فلا تلغها واعرف فإلغاؤها كفر
ودع عنك أقواما عليها تزندقوا / يقولون بالتوحيد توحيدهم نكر
فينفون لا بالحس والذوق كل ما / يرون من الأكوان عندهم المكر
يقولون غير الله ما في قلوبنا / بزور وبهتان وكذب هو الوزر
يريدون إسقاط التكاليف بالفنا / فنا الوهم والدعوى وما عندهم خبر
ولو صدقوا ماتوا وزالت نفوسهم / ولم يبق فيهم قائل وله فكر
بلى يدَّعون الموت والحال كاذب / وما الصحو عند الناس يخفى ولا السكر
وهيهات أين الفتح والكشف والهدى / وأين علوم الله يقذفها البحر
وهم يزعمون اللب ما اعتقدوه من / ضلالاتهم والناس عندهم القشر
وأقوال محيي الدين بالجهل غيروا / وقد ألحدوا فيها وهم كلهم غُمْر
وأقوالنا أيضاً يظنون أنها / يوافقهم من لفظها النظم والنثر
ومنهم بريءٌ إنني وإن انتموا / إلي على كره لدي ولي زجر
عوامٌّ ولا علم لديهم يردُّهم / ولا عقل ينهاهم وليس لهم عذر
حججت إلى البيت المقدس حجةً
حججت إلى البيت المقدس حجةً /
وللحب فيه قد سلكت محجةً /
وكنت إذا ما رجني العشق رجةً /
عقلت بمن أهواه عشرين حجةً / ولم أدر من أهوى ولم أعرف الصبرا
ألا إنها سلمى دعيت لفقهها /
ممنعة لم أستطع درك كنهها /
وما العقل راج أن يفوز بشبهها /
ولا نظرت عيني إلى حسن وجهها / ولا سمعت أذناي قط له ذكرا
تجلت جهاراً والبرية في عمى /
سوى من بها ذاق الفنا فتنعما /
وما زلت أسعى في رضاها مصمما /
إلى أنا تراءى البرق من جانب الحمى / فنعَّمني يوماً وعذَّبني دهرا
لقد قيل لي ما الفرق عند أولي الذكرِ
لقد قيل لي ما الفرق عند أولي الذكرِ / فبسمله الإسلام بسملة الكفرِ
فقلت تعالى الله ربي عن الذي / أضل به كل النصارى مدى الدهر
فبسملة الإسلام أسماء ربنا / تبارك في القرآن جاءت عن الطهر
محمد المبعوث للخلق رحمة / بوحي هو القرآن للحمد والشكر
وبسملة الكفر التي قيل أنها / بها جاء عيسى ضمن إنجيله الزهر
وما صدق الراوي لها وهو كافر / وأخبار أهل الكفر باطلة الخُبْر
وإني على تسليم زعم رواتها / سأبدي لكم معنى عبارتها العبري
يقولون عيسى قال باسم الأب الذي / تولد عيسى منه بالنفخ في البكر
نعم هو روح الله بالبشر السوي / أتى وهو جبريل المؤيد بالبشر
وجبريل كانت في السموات صورة / له عظمت فوق السماكين والنسر
وتلك له قد صورت عن حقيقة / لأول مخلوق هو الروح فاستقر
ألا فافهموا مخلوقة قد تثلثت / وكانت هنا من قبل واحدة الأمر
هي الروح جبريل وفي صورة امرئٍ / سويٍّ كما قد جاء في محكم الذكر
بآيةِ أرسلنا إليها فروحنا / وجبريل والشخص الممثل كالبدر
ثلاثة أشباحٍ وهم واحدٌ بدا / من العدم المقدور يعظم في القدر
فما الأب إلا الروح وهو أبو الورى / جميعاً لمن يدري كلامي كما أدري
وما الإبن إلا صورة قد تمثلت / هي البشر الآتي وجبريل ذو الفخر
يؤيد هذا قوله جئت من أبي / إليكم أبوه الروح منه أتى يبري
وقد فهمت منه النصارى بأنه / هو الله جل الله عن موجب الحصر
وحاشى رسول الله وهو ابن مريم / يقول كلام الكفر والشرك والوزر
وهذا بعيد أن عيسى بن مريم / يظن بأن الله يدرك بالحجر
وحاشاه من تشبيه ربي عنده / ومن نسبة التجسيم في السر والجهر
وإن لمخلوق عليه تسلّطاً / بعقل فإن العقل منه لفي خسر
وهيهات أن الأنبيا يجهلونه / تعالى وكل منه في قبضة الأسر
وما أنبياء الله إلا لكلهم / عقائد تنزيه تشعشع في الصدر
ولكن ذوو الطغيان والجهل والعمى / حيارى من الإنكار للحق والغدر
هم الأشقيا الضالون عن سنن الهدى / وعن شم طيب الحق من فائح العطر
أتاهم رسول الله بالحق واضحاً / فلم يفهموا ما قال من أول الأمر
وظنوا بأن الله مقصده بها / يقول وضلوا عن تنزه ذي القهر
وأغواهم الشيطان حتى تكلموا / بوسواسه المذموم من شدة المكر
وقد حسبوا كفراً لديهم مشابهاً / لإيماننا بالله في العسر واليسر
وما نور تصديق كظلمة جاحد / ولا ماء معمودية ماء ذي طهر
ولا طاهر سراً وجهراً بمشبه / لذي نجس سراً وجهراً مدى العمر
فبسملة الإسلام نور مضيئة / وبسملة الكفر اعتقاد أولي الكفر
وإن كان معناها على المشرب الذي / به جاء عيسى عندنا علمها يجري
كما نحن قلنا وهو ذوق ابن مريم / يشير به عن نفسه كاشف الستر
فإن الذي لم يعرف النفس منه لم / يكن يعرف الرب المحقق بالحزر
محمدُ ذاتيٌّ فبسملة له / أتت من مقام الذات قاصمة الظهر
بأسماء ذات الله قد صرحت لنا / وعيسى صفاتيٌّ كآدم في البر
وأسماء ربي للصفات مظاهر / بها تظهر الآثار حدث عن البحر
لآدم أنبئهم بأسمائهم أتى / وإنباء عيسى كان بالخلق والأمر
فبسملة الأسماء تلك إذا بدت / تكون بآثار المؤثر في الأثر
خذ العلم عني بالذي أنا مرشد / إليه عن الأمر الإلهي في شعري
ودع عنك إفهام العقول التي بها / لقد أولوا المنقول بالرأي والفكر
لأجل عوام الناس حيث تقاصرت / بصائرهم عن علم صاحبة القصر
فما عندهم عجز عن الغيب دائماً / كما عندنا خوفاً عليهم من النكر
يظنون أن العلم بالله مثل ما / يقولون عن زيد بعلم وعن عمرو
ونعلم نحن الرتبتين كلاهما / ونعرف ما قد غاب عن جاهل غمر
وإن لكل الأنبياء مشارباً / محققة عندي لها نفحة الزهر
فإن شئت أبدي بعض ذاك وربما / ترى في كلامي منه في النظم والنثر
وإني لمن من نال ميراث جامع / فنيت به فيه فأيقنت بالنصر
محمد المبعوث بالحق قاصماً / رقاب الأعادي بالمهندة البتر
عليه صلاة الله ثم سلامه / مدى الدهر ما غنى على عوده القمري
مع الآل والأصحاب ما العبد للغني / أتى بنظام طيب الطيِّ والنشر
صدقتم هي الأكوان تطوي وتنشرُ
صدقتم هي الأكوان تطوي وتنشرُ /
وفي صدف الأوقات للحق جوهر /
كما قال محيي الدين وهو المقرر /
لنا دولة في آخر الدهر تظهر / فتظهر مثل الشمس لا تتستر
ألا نحن قوم قد عرفنا بهولنا /
بقوتنا لا نستقل وحولنا /
تنحَّ ولا تنكر نُصِبْكَ بصولنا /
فمن كان منا أو يقول بقولنا / فبشره بالدنيا واِلأُخرى يبشر
خذوا علمكم بالله لا تتأخروا
خذوا علمكم بالله لا تتأخروا / وبالكون من كن لا من العقل تبصروا
فكن قوله الحق الذي هو كلْمةٌ / وجودية عنها الحوادث تظهر
ظهور ضياء من خروق تقدرت / لكم في جدار والضيا لا يُقدَّر
ولكنه يبدو بها وهي فعله / وما حل فيها وهو فيها يؤثر
ولا تحسبوا مني المثال ضربته / هو الله للأمثال يضرب فانظروا
ونحن أولاء العالمون بها كما / لنا قال في القرآن وهو المصور
يصور أمثالاً ونعقلها به / وما الغير إلا حائر متنكر
وأمثاله مخلوقة كبعوضة / فما فوقها يدري بها المتدبر
عليكم كتاب الله أي فالزموه كي / تكون اعتقادات لكم فيه تحصر
وقال كتاب الله قدّمه على / عليكم لينفي غيره فتدبروا
وكن فيكون الشيء يوجد نسبة / إليه بلا استقلاله حين يؤمر
ألا هكذا فافهم كلام إلهنا / فإن كلام الله يطوَى وينشر
كما كل أمر ربنا آمر به / لنا هو فينا خالق ومدبر
فنفعله في ظاهر وهو فاعل / له باطناً مثل الوجود يقدر
هو الشيء ربي شاءه وهو هالك / كما قال إلا وجهه فتبصّروا
ولا تحسبوا الأشياء منه تولدت / فليس من الحق الأباطل تصدر
وليس وجود من وجود يكون قل / هو الله واقرأ ما هو المتقرر
فربك لم يولد ولم يلد استمع / مقالته في الذكر أيان تذكر
وكن مثل ما قد كنت في علمه بلا / وجود وجود الله لا يتكرر
ولكنه لما بدا متجلياً / حسبتم لكم صار الوجود المطهر
وأنتم به التقدير من عدم له / على صولة الأسماء يخفى ويظهر
وقد قال أطواراً لنا هو خالق / مرتبة طوراً فطوراً يطوَّر
فتحيا به طرواً زماناً وتارة / نموت به والله لا يتغير
اقم عاجزاً عنه وآمن به ولا / تشبِّهه بالمعنى الذي فيه تفكر
ونزهه عن محسوس حسك دائماً / ومعقول عقل الكل فالله أكبر
ألا يا فتى كيلان حُفَّ بجحفلٍ
ألا يا فتى كيلان حُفَّ بجحفلٍ /
من الأوليا يا نسل أفضل مرسلٍ /
ويا من هو السلطان من غير مجهلٍ /
أأظما وأنت العذب في كل منهلٍ / وأظلم في الدنيا وأنت نصيري
مقامك ما بين البرية نادرٌ /
وعن عزك الإذلال للغير صادرٌ /
وقد مسني ضيم وإني مبادرٌ /
وعار على راعي الحمى وهو قادرٌ / إذا ضاع في البيدا عقال بعيري
معان بدت فينا حروف سطورها
معان بدت فينا حروف سطورها / وقد أعجزت أفهامنا عن خطورها
تلوح بنا فينا لنا ثم تختفي / فيحشرنا عنا لها نفخ صورها
إذا رام موسى العقل ينظرها أبت / ولكن له قد كملت فوق طورها
أمات عليها القوم أنفسهم هوى / وأفنوا دعاوى هم أسارى غرورها
فكانوا بها في جنة عجلت لهم / تمتعهم منهم بهم في قصورها
تبارك قلب وحيها فيه نازل / بآيات حق ناسخ لزبورها
وجل فتى يدري جمال صفاتها / على وجه ولدان الجنان وحورها
غزالة روض القلب ترنو بأعين / إلينا فتنفي الصبر خوف نفورها
تبدت بوجه نوره بهر الورى / وقد سترتني عنه خلف ستورها
ولو لم يكن ماء الحياء بوجهها / يدافع عني لاحترقت بنورها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025