المجموع : 11
أتعرفُ رَسماً بالسويّين قد دَثر
أتعرفُ رَسماً بالسويّين قد دَثر / عَفتْهُ أهاضيبُ السَّحائِب المّطرْ
وجرَّت به الأذيالَ رِيحان خِلفةً / صَباً ودَبورٌ بالعشيّاتِ والبُكَرْ
منازلُ قد كانت تكونُ بجوِّها / هَضيمُ الحشا ريّا الشَّوى سحرُها النَّظرْ
قطوفُ الخُطا خمصانةٌ بَختريّةٌ / كأنّ مُحيّاها سَنا دارةِ القمرْ
رَمتني ببعدٍ بعد قربٍ بها النّوى / فبانَت ولّما أقضِ من عبدةَ الوَطَرْ
ولمّا رأتني خشيةَ البينِ موجعاً / أُكَفكِف منّي أدمعاً فيضُها دُرَرْ
أشارت بأطرافٍ إليَّ ودمعُها / كَنَظْمِ جُمان خانه السِّلكُ فانْتَثَرْ
وقد كنتُ ممّا أحدث البينُ حاذراً / فلم يُغنِ عنّي منه خوفيَ والحذرْ
ألم يَسمعوا يومَ الغديرِ مقالَهُ
ألم يَسمعوا يومَ الغديرِ مقالَهُ / يُؤمِّرُ خيرَ الناسِ عُوداً ومعتصر
يقول ألا هذا ابن عمّي ووارثي / وأوّلُ مَنْ صلّى وأوّلُ مَنْ نَصَرْ
وليُّكمُ بَعدي فوالوا وليَّه / وكانوا لمن عادى عدوّاً لمن كَفَرْ
وصدَّقَ ما قالَ النبيُّ محمّدٌ
وصدَّقَ ما قالَ النبيُّ محمّدٌ / وكان غلاماً حين لم يبلغِ العَشرا
أليسَ عجيباً أنّ آلَ محمدٍ
أليسَ عجيباً أنّ آلَ محمدٍ / قتيلٌ وباقٍ هائمٌ وأسيرُ
تَنام الحمامُ الورقُ عند هُجوعها / ونومُهُمُ عند الرّقاد زَفيرُ
فتى أخواه المُصطفى خيرُ مُرْسَلٍ
فتى أخواه المُصطفى خيرُ مُرْسَلٍ / وخيرُ شهيدٍ ذو الجَناحين جَعْفَرُ
ولما رأيتُ الناسَ في الدين قد غَوَوْا
ولما رأيتُ الناسَ في الدين قد غَوَوْا / تجعفرتُ باسم اللهِ فيمن تَجعفروا
وناديتُ باسم اللهِ واللهُ أكبرُ / وأيقنتُ أنّ اللهَ يَعفو ويَغفِرُ
ويُثبت مهما شاءَ ربّي بأمرِهِ / ويمحو ويقضي في الأُمورِ ويَقدِرُ
ودِنتُ بدينٍ غير ما كنت داينا / به ونَهاني سيّدُ الناسِ جعفرُ
فقلتُ فهَبني قد تهوّدتُ برهةً / وإلاّ فدِيني دينُ من يَتَنَصَّرُ
وإنّي إلى الرحمن من ذاك تائبٌ / وإنّي قد أسلمتُ واللهُ أكبرُ
فلستُ بغالٍ ما حييتُ وراجعٌ / إلى ما عليه كنتُ أُخفي وأُضمرُ
ولا قائلٌ حيٌّ برَضوى محمدٌ / وإن عابَ جهّالٌ مَقالي فأكثروا
ولكنّهُ ممّا مَضى لِسبيلِهِ / على أفضلِ الحالات يُقفى ويُخبرُ
مع الطّيبين الطاهرينَ الأولى لهمْ / من المصطفى فرعٌ زَكيٌّ وعُنصرُ
أفي رسمِ دارٍ إذ وقفَت به قفِر
أفي رسمِ دارٍ إذ وقفَت به قفِر / جَرى لك دمعٌ كالجُمانِ من القَصرِ
ولكنّه أصفى عليّاً وجَعفراً
ولكنّه أصفى عليّاً وجَعفراً / وحمزةَ للهادي المبشَّرِ بالنّصرِ
هم بارزوا الأعداءَ واستوردوا الوغى / بِبدرٍ وما يومٌ بأعظمَ من بدرِ
وشارون من أولاد عمرِو بن عامرٍ / من الأَزد أهل العِزّ والعددِ والدَّثْرِ
ولا يذكروا من كانَ في الحربِ خامِلاً / بَعيدَ مَقامٍ لا يَريشُ ولا يَبري
ومن غَيُّه أغرى بآلِ محمد / وشانَ من يَغدو عليهم ومن يُغْري
ولكنّني أهوى عليّاً وجَعفراً / وحمزةَ والعبّاسَ أهلَ النَّدى الغمرِ
أناس بهم عزّتْ قريشٌ فأصبحت / بهم بعد عُسر في رخاءٍ وفي يُسرِ
ملوكٌ على شرقِ البلادِ وغربِها / أمورهمُ في البرِّ تجري وفي البحرِ
مع العزِّ بالدين الذي أنقذوا به / من النارِ لو كانت قريشٌ ذوي شُكرِ
ولكنّهم خانوا النبيَّ وأَسّسوا / أمورَهمُ في المسلمينَ على كُفْرِ
أجاءَ نبيُّ الحقِّ من آلِ هاشمٍ / لتملكَ تيمٌ دونَهم عُقدةَ الأمرِ
وتصرفُ عن أهلٍ أُتمّ أمورِها / وتملِكُها بالغَصْبِ منهم وبالقَسرِ
أفي حكمِ من هذا فنسمعُ حكمَه / لقد صار عرفُ الدينِ منهمْ إلى نُكْرِ
فقالَ له قد كان عيسى بنُ مريمٍ
فقالَ له قد كان عيسى بنُ مريمٍ / بزعمك يُحيي كلَّ مَيْتٍ ومُقْبَرِ
فماذا الذي أُعطيتَ قال محمدٍ / لمثلِ الذي أُعطيه إنْ شئتَ فانظِرِ
إلى مثلِ ما أعطي فقالوا لكفرِهم / إلا أرِنا ما قلتَ غيرَ مُعذَّرِ
فقال رسولُ الله قمْ لوصيِّه / فقامَ وقِدماً كانَ غيرَ مُقَصِّرِ
وردّاه بالمِنجابِ والله خَصّه / وقال اتبعوهُ بالدعاء المبرَّرِ
فلمّا أتى ظَهرَ البقيعِ دعا بهِ / فَرَجَّت قُبورٌ بالوَرى لم تُغَيَّرِ
فقالوا له يا وارثَ العلم أعفِنا / ومُنَّ علينا بالرّضى منك واغفِرِ
وفاطمُ قد أوصَتْ بأنْ لا يُصلِّيا
وفاطمُ قد أوصَتْ بأنْ لا يُصلِّيا / عليها وأن لا يَدنوا من رَجا القبرِ
عليّاً ومِقداداً وأن يخرجوا بِها / رويداً بِلَيْلٍ في سكوتٍ وفي سَترِ
وليلةَ كادَ المشركون محمداً
وليلةَ كادَ المشركون محمداً / شَرى نفسَه للهِ إذ بِتَّ لا تَشري
فباتَ مَبيتاً لم يكن لِيبيتَه / ضعيفُ عمودِ القلبِ منتفخُ السِّحرِ