المجموع : 4
لِمَنْ شَجَرٌ قَدْ أثْقَلَتْها ثِمارُها
لِمَنْ شَجَرٌ قَدْ أثْقَلَتْها ثِمارُها / سَفائِنُ بَرٍّ وَالسَّرابُ بِحارُها
حُرُوفٌ إِذْا اسْتَقْرَأْتَها فِي انْفِرادِها / سُطُورٌ إِذْا اسْتَوْلى عَلَيْها قِطارُها
حَنايا إِذْا السَّاري السَّريُّ ارْتَمى بها / فَهُنَّ سِهامٌ يَسْتَطيرُ شَرارها
تَوالَتْ كَمَوْجِ الْبَحْر مُزْبِدَةَ البُرى / عَلَيْها قِبابٌ بِالدُّموعِ احْمِرارُها
وَفِي الْكِلَّةِ الْحَمْراءِ بَيْضاءُ طَفْلَةٌ / بِزُرْقِ عُيُونِ السُّمْرِ يُحْمى أحْوِرارُها
أَثارَ لَها نَقْعُ الجِيادِ سُرادِقاً / بِهِ دونَ سِتْرِ الخِدْرِ عَنَّا اسْتِتارُها
لَها طَلْعَةٌ مِنْ شَعْرِها وَجَبيِنها / تَعانَقَ فِيها لَيْلُها وَنَهارُها
لَها مِن مَهاةِ الرَّمْلِ جِيدٌ مُقْلَةٌ / وَلَيْسَ لَها اسْتِيحاشُها وَنِفارُها
ومَا سَكَنَتْ وادِي الْعَقِيقِ وَلا الْغَضَى / وَلكِنْ بِعَيْني أَوْ بِقَلْبيَ دارُها
إِذْا ما الثُّرَيَّا وَالهلالُ تَقارَنا / أُشَكِّكُ هَلْ ذا قُرْطُها وَسِوارُها
فَأَيُّ قَضِيبٍ جالَ فِيهِ وِشاحُها / وَأَيُّ كَثيبٍ ضاقَ عَنْهُ إزارُها
ومَا كُنْتُ أّدْري قَبْلَ لُؤْلؤِ ثَغْرِها / بِأَنَّ نَفيساتِ الَّلآِليْ صِغارُها
هِيَ الْبَدْرُ إِلاَّ أنَّ عِنْدي مَحاقَهُ / هِيَ الْخِمْرُ إلاّ أَنَّ حَظَّيْ خُمارُها
أَيا كَعْبَةً مِنْ خالِها حَجَرٌ لَها / بَعيدٌ عَلَيْنا حَجُّها وَاعْتِمارُها
فَإنْ بَلَغَتْها النَّفْسُ يَوْماً بِشِقِّها / فَقَلْبِي لَها هَدْيٌ وَدَمْعي جِمارُها
سَقَى اللَّهُ مَيَّافارِقينَ وَقَدْ سَقَى / سِجالَ سَحابٍ لا يَغِبُّ قِطارُها
ومَالِيَ أَسْتَسْقي لَها صَيِّبَ الحَيا / وَراحَةُ سَيْفِ الدّينِ تَطْفُو بِحارُها
فَفي بَحْرِ مالٍ قَدْ تَطَلَّعَ قَصْرُها / وَفِي بَحْرِ ماءٍ يَسْتِقِرُّ قَرارُها
هُوَ العادِلُ الظَّلاَّمُ لِلْمالِ وَالْعِدى / خَزائِنُهُ قَدْ أَقْفَرَتْ وَدِيارُها
كَريمٌ لَهُ نَفْسٌ تَجُودُ بِما حَوَتْ / وَأَعْجَبُ شيْءٍ بَعْدَ ذاكَ اعْتِذارُها
عَليمٌ بِنورِ اللَّهِ يَنْظُرُ قَلْبُهُ / فَلَمْ يُغْنِ أَسْرارَ الْقُلوبِ اسْتِتارُها
حُسامٌ لَهُ حَدٌّ يَرُوعُ مَضاؤُهُ / وَصَفْحَةُ صَفْحٍ لِلذُّنُوبِ اغْتِفارُها
لَهُ راحَةٌ فِي السَّلْمِ تُجْنى جِنانُها / وَيَوْمَ هِياجِ الحَرْبِ تُوقَدُ نارُها
فَأنْمُلُهُ طَوراً غُصُونٌ نَواضِرٌ / وَطَوْراً سُيُوفٌ دامِياتٌ شِفارُها
إِذْا خَطَبَتْ مِن كَفِّهِ فَوْقَ مِنْبَرٍ / فَسُودُ جَلابيبِ الشُّعورِ شِعارُها
بِهِ دَمَّرَ اللَّهُ الصَّليبَ وَأَهْلَهُ / بِهِ مِلَّةُ الإسْلامِ عَالٍ مَنارُها
فَلا زالَتِ الأفْلاكُ تَجْرِيِ بِنَصْرِهِ / وَلا زالَ عَنْهُ قُطبُها وَمَدارُها
تَبَسَّمَ ثَغْرُ الزَّهْرِ عَن شَنَبِ الْقَطْرِ
تَبَسَّمَ ثَغْرُ الزَّهْرِ عَن شَنَبِ الْقَطْرِ / وَدَبَّ عِذارُ الظّلِّ فِي وَجْنَةِ الزَّهْرِ
فَإنْ رَقَّ وَاعْتَلَّ النَّسيمَ صبابَةً / إِذْا مَرَّ فِي تِلْكَ الرّياضِ فَعَنْ عًذْرِ
تَوَسْوَسَتِ الأغْصانُ عِنْدَ هُبوبِهِ / فَما بَرِئَتْ إِلاَّ عَلى رُقْيَةِ الْقُمْري
يُخادِعُني الْوَرْدُ الْجَنُّي وَإنَّني / بِوَجْنَةِ مَنْ أهْواهُ قَدْ حِرْتُ فِي أَمْري
وَيَبْسِمُ عَنْ زَهْرِ الأقاحِ بَنَفْسَجٌ / فَأَلْثُمُهُ شَوْقاً إِلى لَعَسِ الثّغْرِ
وَبِي عاطِرُ الأنْفاسِ يُنْسَبُ ظُلْمُهُ / وَناظِرُهُ الفَتَّانُ لِلشِّحْرِ وَالسِّحْرِ
تَرى قُنْدُسَ الشَّرْبوشِ فَوْقَ جِبينِهِ / كأَهْدابِ أَحْداقٍ بَهَتْنَ إِلى الْبَدْرِ
أُبَرِّدُ أَشْواقِي بِجَمْرَةِ خدِهِ / فَمِنْ عَجَبٍ أَنْ يَنْطَفِي الْجَمْرُ بِالْجَمْرِ
وَأَطْمَعُ أَنْ يُعْديِهِ قَلْبي بِرِقَّةٍ / فَأُلْصِقُهُ عِنْدَ العِناقِ إِلى صَدْري
سَقَى اللَّهُ أعلامِ مِنْ أَخْلاطَ قَلْعَةً / يَحُومُ بِها نَسرُ السَّماءِ عَلى وَكْرِ
وَداراً عَلى خِيْرِ الطَّوالِعِ أُسِّسَتْ / فَمَنْ حَلَّ فِيها فِي أَمانٍ مِنَ الدَّهْرِ
يُجَلِّي صَدا الأَبْصارِ لَمْعُ بَياضِها / فَتَحْسَبُها قَدْ أُلَبِسَتْ بَهْجَةَ الدُّرِّ
وَقَدْ أَنْبَتَتْ أَرْكانُها مِنْ نُقوشِها / تَماثِيلَ رَوْضٍ لَمْ يَزَلْ يانِعَ الزَّهْرِ
تَكادُ تَمَسُّ المِسْكَ مِنْ نَسَمَاتِها / وَيَقْطُرُ مِنْ أَرْجائِها وَرَقُ التِّبْرِ
تَسُرُّ وَتُلْهي ساكِنيها بِحُسْنِها / فَإنْ شِئْتَ أَغْنَتْ عَن غِناءٍ وَعَن خَمْرِ
إِذْا فُتِحَتْ أَبْوابُ مُشْتَرَفاتِها / جَلَتْ لَكَ نونَ البَحْرِ وَالْوَحْشَ فِي الْبَرِّ
فإنْ شِئْتَ لِلأُخْرَى فَمِحْرابُ ناسِكٍ / وَإنْ شَئْتَ لِلدُّنْيا فَرَيْحانَةُ الْعُمْرِ
وَإِنْ جُمِعا فَاللَّهُ ما زالَ جامِعاً / شَتيتَ الْعُلَى لِلأَشْرَفِ بنِ أَبي بَكْرِ
مَليكٌ يَخُوضُ الْجَيْشُ ضَرْباً بِسَيْفِهِ / ومَا زالَ موسى بِالعَصا فالِقَ الْبَحْرِ
عَليمٌ لَهُ سَهْمٌ مِنَ الْغَيْبِ صائِبٌ / ومَا كُلُّ موسى مُسْتَمِدٌّ مِنَ الخضْرِ
كَريمٌ يُحَيَّا بِشْرُهُ قَبْلَ جُودِهِ / وَلِلْبَرْقِ لَمْعُ بَعْدَهُ وابِلُ الْقَطْرِ
سَيَمْلِكُ أَقْصَى الأرْضِ بُشْرى ضَمانُها / عَلى الرَّأيِ وَالرَّاياتِ وَالنَّصْلِ وَالنَّصْرِ
وَسُمْرٍ أَجادَتْ صَنْعَةَ النَّظْمِ فِي الْكُلى / وَبيضٍ أَجادَتْ فِي الطُّلى صَنْعَةَ النَّثْرِ
وَجَيْشٍ لِعَيْنِ الشَّمْسِ كُحلٌ بِنَقْعِهِ / إِذْا رَمَدَتْ مِنْ لَمْعِ أَسْيافِهِ الْبُتْرِ
وَأُسْدِ عَلى جُرْدٍ لَهَا مِثْلُ صَبْرِهِمْ / إِذْا ما تَجَلَّى الْمَوْتُ فِي الْحُلَلِ الْحُمْرِ
دِماءٌ أعاديهِمْ شَرابُ رِماحِهِمْ / وَأجْسامُهُمْ هَدْيٌ إِلى الذِّئْبِ وَالنَّسْرِ
أَبا الْفَتْحِ لِلرَّحْمنِ فِيكَ سَريرَةٌ / سَيَنْقُلُها عَمَّا قَليلٍ إلَى الْجَهْرِ
فَلَيْسَ الَّذي أَعْطاكَ حَضَّكَ كُلَّهُ / وَلكِنَّهُ لا بُدَّ لِلصُّبْحِ مِن فَجْرِ
بَقِيْتَ لِدينِ اللَّهِ تُعْلِي مَنارَهُ / وَتَهْدِمُ بِالإِسْلاَمِ قاعِدَةَ الكُفْرِ
رَنا وَاْنَثنى كالسَّيفِ وَالصَّعْدَةِ السَّمْرا
رَنا وَاْنَثنى كالسَّيفِ وَالصَّعْدَةِ السَّمْرا / فَما أَكْثَرَ الْقَتْلَى وَما أَرْخَصَ الأسْرى
خُذُوا حِذْرَكُمْ مِنْ خارِجِيِّ عِذارِهِ / فَقَدْ جاءَ زَحْفاً فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرا
غلامٌ أرادَ اللَّهُ إِطْفاءَ فِتْنَةٍ / بِعارِضِهِ فَاسْتَأنَفَتْ فِتْنَةً أُخْرى
فَزَرْفَنَ بِالأصْداغِ جَنَّةَ خَدِّهِ / وَأرْخَى عَلَيْها مِنْ عَوارِضِهِ سِتْرَا
أغَرُّ يُناجي شَعْرُهُ حَلْيَ خُصْرِهِ / كَما يُعْتِبُ الْمَعشوقُ عاشِقَهُ سِرَّا
وَصَلْتُ بِداجِي شَعْرِهِ لَيْلَ وَصْلِهِ / فَلَمْ أَخْشَ صُبْحاً غَيْرَ غُرَّتِهِ الْغَرَّا
أُخوضُ عُبابَ الْمَوْتِ مِنْ دونِ ثَغْرِهِ / كَذاكَ بَغوصُ الْبَحْرَ مَن طَلَبَ الدُّرَّا
غَزالٌ رَخيمُ الدَّلِّ فِي يَومِ سَلْمِهِ / وَلَيثٌ لَهُ فِي حَرْبِهِ البَطْشَةُ الكُبْرى
دَرِيُّ بَحَمْلِ الكأْسِ فِي يَوْمِ لَذَّةٍ / وَلكنْ بِحَمْلِ السَّيْفِ يَوْمَ الوَغى أَدْرى
أَهِيمُ بِهِ فِي عَقْدِهِ أَوْ نِجادِهِ / فَلا بُدَّ فِي السَّرَّاءِ مِنْهُ وَفِي الضَّرَّا
وصَامِتَةِ الخُلْخالِ أَنَّ وْشاحُها / فَهذا قَدِ اسْتَغْنَى وَذا يَشْتَكي الفَقْرا
تَلأَلأَ دُرُّ العِقْدِ تِيهاً بِجيدِها / وَساكِنُ ذاكَ النَّحْرِ لا يَذْكُرُ البَحْرا
لَها مِعْصَمٌ لَوْلاَ السِّوارُ يَصُدُّهُ / إِذْا حَسَرَتْ أَكْمامَها لَجَرَى نَهْرا
دَعَتْنِي إِلَى السُّلْوانِ عَنُه بِحُبِّها / وَما كُنتُ أَرضَى بَعْدَ إِيْمِانيَ الكُفْرا
بِأَيِّ اعْتِذارٍ أَلْتَقِي حُسْنَ وَجْهِهِ / إِذْا خَدَعَتْني عَنْهُ غانِيَةٌ عَذْرا
تَقولُ وَقَد أَزْرَى بِها حُسْنُ وَصْفِهِ / لَحَى اللَّهُ رَبَّ الشِّعْرِ لَوْ نَظَمَ الشِّعْرا
أَلَمْ تَرَنِي بَيْنَ السِّماطَيْنِ مُنْشِداً / كَأَنَّي عَلى شاهَ ارْمَنٍ أَنْثُرُ الدُّرَّا
مَليكٌ كَريمٌ باسِلٌ عَمَّ عَدْلُهُ / فَمَن حاتمٌ وَابْنُ الوَليدِ وَمَن كِسْرى
أَبِيٌّ سَخِيٌّ تَحْتَ سَطْوَتِهِ الغِنَى / فَخَفْ وَتَيَقَّنْ أَنَّ مَعْ عُسْرِهِ يُسْرا
هُوَ البَحْرُ بَلْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنَّ فِي / بَنانِ يَدَيْهِ لِلنَّدَى أَبْحُراً عَشْرا
إِذْا قامَ يُسْمِيهِ الخَطيبُ بِمنْبَرٍ / تَأَوَّدَ تيهاً وَاكْتَسِى وَرَقاً خُضْرا
لَحَى اللَّهُ حَرْبَاً لَم يَكُنْ قَلْبَ جَيْشِها / وَمَجْلِسَ عَدْلٍ لا يَكُونُ بِهِ صَدْرا
أَطَلَّ عَلى أَخْلاطَ يَوْمَ قُدومِهِ / بِلُجَّةِ جَيْشٍ تَمْلأَ السَّهْلَ وَالوَعْرا
وَقَدْ بَرَزَتْ فِي شَكَّةٍ مِن سِلاحِها / فَلَو أُمِرَتْ بِالزَّحْفِ ما خالَفَتْ أَمْرا
تَلَقَّاهُ مِن بُعْدِ المَسافِةِ أَهْلُها / فَذا رافِعٌ كَفّاً وَذا ساجِدٌ شُكْرا
فَشَكَكْتُ أَنَّ النَّاَس قَد حُشِروا ضُحىً / أَمِ النَّاسُ يَسْتَسْقونَ رَبَّهُمُ القَطْرا
تَسِيرُ مُلوكُ الأرضِ تَحْتَ رِكَابِهِ / وَأَعْناقُهُمْ مِن هَوْلِ هَيْبَتِهِ صُعْرا
إِذْا انْفَرَجَتْ عَنْهُ بُروقُ سُيوفِهِمْ / رَأَيْتَ النُّجومَ الزُّهْرَ قَد قارَنَتْ بَدْرا
فَلَلَّهِ يَوْمٌ عَمَّ تَفْلِيسَ حَرْبُهُ / وَسارَتْ إِلَى أَرْضِ العِراقِ بِهِ البُشْرى
تَهَنَّ أَميرَ المُؤْمِنينَ بِمِثْلِهِ / نَصيراً يَسُدُّ الثَّغْرَ أَوْ يَفْتَحُ الثَّغْرا
حُسامٌ إِذْا هَزَّتْهُ يُمْناكَ هَزَّةً / تَرَقْرَقَ ماءً وَالْتَظَى خَدُّهُ جَمْرا
طِرازٌ عَلى كُمِّ الخِلافَةِ مُذْهَبٌ / وَجَوْهَرَةٌ فِي تاجِهَا تَكْسِفُ الدُّرَّا
أَبا الفَتْحِ شُكراً لاِخْتِصاصِ صَنيعَةٍ / فَحَسْبُكَ فِي الدُّنْيا جَمالاً وَفِي الأُخْرى
قُلْتُ لِلَّيْلِ إِذْ حَبانِي حَبِيَباً
قُلْتُ لِلَّيْلِ إِذْ حَبانِي حَبِيَباً / وَغِناءً يَسْبِي النُّهَى وَعُقارَا
أَنْتَ يا لَيْلُ حاجِبِي فَامْنَعِ الصُّبْ / حَ وَكُنْ أَنْتَ يا دُجَى بَرْدَ دَارَا