المجموع : 9
أبرقٌ تبدَّى أم وميضُ سنا ثَغْرِ
أبرقٌ تبدَّى أم وميضُ سنا ثَغْرِ / تألَّقَ ما بينَ البراقعِ والخُمرِ
يلوحُ لنا تحتَ الظلامِ فنهتديِ / بهِ كسنا المصباحِ أو وضحِ الفجرِ
أهيمُ إلى معسولِ خمرةِ ريقهِ / اِذا ظميء النَّدمانُ شوقاً إلى الخَمرِ
وأستافُ طيبَ الَعْرفِ مِن نفحاتِه / فأغنى بهِ عن نفحتةِ الطيبِ والعِطرِ
ولولا الهوى ما كنتُ أجزعُ كلَّما / تألَّقَ برقُ المزنِ في الُحللِ الحُمرِ
ولا كنتُ لولا البينُ أبكي إذا سرتْ / شمالٌ على الجرعاءِ مسكَّيةُ النَّشرِ
تمرُّ على أعطافِ ليلى عشيَّةً / فتودِعُها رِيَّّ الترائب والنحرِ
فتُذْكِرُني أيامَ وصلٍ قطعْتُها / بها بينَ أعلامِ المحصَّبِ فالحِجْرِ
حميدة أوقاتِ اللقاءِ سريعةً / تقضَّتْ فما أنفكُّ منها على ذِكْرِ
أحِنُّ إلى أيامِها ويزيدُني / بها شفغاً طيفُ الخيالِ الذى يسري
اِذا زارنَي أشكو اليه كأنَّما / يشدُّ بأزري أو يخفِّفُ مِن وِزْري
وماكانَ عن جهلٍ اليه شِكايتي / ولكنَّه شيءٌ أُريحُ بهِ سِرّي
أما والمطايا في الخزائمِ خُضَّعاً / تَشكى أذى الاِرقالِ في المرتمى القفرِ
نواحلَ أنضاها الرسيمُ لواغِباً / سواهِمَ كا لأرسانِ في الخُطْمِ مِن ضُمْرِ
تُغِذُّ بأشباحٍ إذا دارَ بينَهمْ / مُدامُ الهوى والوجِد مالوا مِنَ السكرِ
يَميدونَ في أعلى الغواربِ كلَّما / ترنَّمَ حادي النُّجبِ مِن لوعةِ الهجرِ
أثِرْها ولا تخشىَ الحُزُونُ فانَّها / تَدافَع كالظِّمانِ في المسلَكِ الوعرِ
سفائنُ ليلٍ بتَّها السيرُ فا نثنتْ / كمثلِ حنايا النبعِ تسئدُ با لسَّفْرِ
براها أذى الاِيجافِ حتى أعادَها / تنافخُ مِن اِدمانهِ في البُرى الصفرِ
اِذا نكَّبوها الماءَ أمستْ مِنَ الظَّما / اليهِ إذا ما فاتَها الوِردُ كا لَّصْعرِ
خليليَّ لولا الوجدُ ماكنتُ كلَّما / بدا عَلَمَ نُدَّتْ له أدمُعي تجريِ
ولا كنتُ أنضي العيسَ في البيدِ كلَّما / محا خطوُها سطَرا ترفَّعَ عن سَطْرِ
أزورُ الموامي الغبرَ لا أرهبُ الدجى / اِذا ضاقَ ذرعُ النَّكسِ با لنُّوَبِ الغُبْرِ
صبورٌ ولكنْ لا على البينِ والقِلَى / لقد أنفدا ما كانَ عندي مِن صَبرِ
وكيفَ يرُى قلبي جليداً على النوى / وقد بأنَ مَنْ يَهوى ولوكانَ مِن صَخرِ
وِانَّ اّمراٌ أمسى يسائلُ منزلاً / ترحَّلَ عنه ساكنوه لِفي خُسْرِ
وِانَّ زماناً لا يَرى فيه مغرمٌ / أحبَّتهُ في الربعِ ليس مِنَ العمرِ
أحِنُّ إلى مَنْ بانَ عن رملِ عالجٍ / وأشتاقُ ما فيه من الضَّالِ والسِّدْرِ
وأسنشقُ الاْرواحَ مِن نحوِ أرضِه / ليذهبُ ما ألقاهُ مِن غلَّةِ الصدرِ
تَوقَّدُ أنفاسي إذا ما ذكرتُه / فأحسبُ مجراهنَّ منّي على جَمرِ
لعلَّ خيالاً منكِ بالليلِ طارقاً / اِذا هوَّمتْ عينايَ وافي على قَدْرِ
عَدِمتُ التلافي يقظةً فلعلني / أراكِ إذا امنَّتْ بتهويمِها النَّزْرِ
أحَجْرٌ على الاْجفانِ تهويمُها اِذا / سرت ْشمألٌ وهناً إلى الغَوْرِ مِن حِجْرِ
حُرِمتُ لذيذَ العيش لمّا ترحّلَتْ / بكِ العِرْسُِ الهرّجابُ يا ربةَ الخِدرِ
كأنَّ ذراعيها وقد أمتِ الغَضا / جناحا عُقابِ الَّلوحِ تَهوي إلى الوَكْرِ
وما زلتُ أخشى البينَ قبلَ وقوعهِ / لأنَّ الليالي قد طُبِعْنَ على الغَدرِ
فهل لي سبيلٌ أن أجدَّدَ نظرةً / كعهدي بها مِن قبلٌ في خدِّكِ النَّضْرِ
وأرشفَ ظَلماًُ مِن مُجاجِكِ بارداً / تفوقُ ثناياهُ على نا صعِ الدُّرَّ
لئن جادَ لي بالقربِ دهرٌ ذممتُه / على البعدِ كانتْ منَّةً ليدِ الدهرِ
ومالي اذا أصبحتِ عنّي بعيدةً / ولم اركبِ الأهوالَ نحوكِ مِن عُذْرِ
سأرتحلُ الكومَ الحراجيحَ ترتمي / على الأينِ في الموماةِ من شدَّةِ الذعرِ
اِذا غرَّدَ الحادي الطيرُ كأنَّما / ترى أَنَفاً أن تُقتضَى العيسُ بالزجرِ
تعافُ المجاني غِبَّ كلَّ سحابةٍ / بدْت وهي تُجلَى في غُلائِلها الخُضْرِ
تتوقُ اليها النفسُ لما توشَّعَتْ / رياضُ الرُّبا بالنَّوْرِ مِن سَبَلِ القَطرِ
وأطلبُ وصلاً منكِ قد عزَّ برهةً / بِحدَّ المواضي البيضِ والأَسَلِ السُّمرِ
وأنجادِ حربٍ ما بدتْ جبهاتُهمْ / مِنَ النقعِ إلا وَهيْ كالأنجُمِ الزُّهرِ
يخوضونَها والخيلُ شُهْبٌ فَتنثني / مِنَ الطعنِ في زَهْوٍ بألوانِها الشُّقرِ
اِذا كنتُ لا أدنو إليكِ بعزْمَتي / فلا خيرَ في حلوٍ مِنَ العيشِ أو مُرَّ
أطلِ الوقوفَ على رسومِ الدارِ
أطلِ الوقوفَ على رسومِ الدارِ / واسقِ الربوعَ بدمعكَ المدرارِ
هي معهدُ البثَّ الشهيَّ ومألفُ / العيشِ الرخيَّ ومُنتدى السُّمارِ
وكِناسُ كلَّ غزالةٍ فتّانَةٍ / ترنو إليكَ بناظرٍ بتّارِ
دارُ الربابِ سقى معاهدَ أُنسِها / داني الربابِ بدمعِ كلَّ قِطارِ
فيها صحبتُ الغانياتِ وحبذا / الأوطانُ اِذ يُسعِفنَ بالأوطارِ
وبها عرفتُ هوى الأحبَّةِ برهَةً / والعاذلونَ على الهوى أنصاري
أيامَ لم أجنحْ إلى خُدَعِ المُنى / فأبيتُ أحلَمُ بالخيالِ الساري
واليومَ بعدَ البينِ صارَ موكّلاً / طرفي برعي كواكبٍ ودراري
بانوا فكم مِنْ مقلةٍ بكَّتهمُ / بمدامعٍ بعدَ الخليطِ غِزارِ
ولكم أطلتُ عنِ الذين ترحَّلوا / لما وقفتُ بربعِها استخباري
أبكي وقد عزَّ الجوابُ وما الذي / يُجدي سؤالُ منازلٍ وديارِ
وكفى المحبَّ بأنْ يروحَ ويَغتدي / مِن بعدِ نأيهمُ على الآثارِ
يا ريمَ رامةَ كم مَنَعْتَ على النوى / عنّي ممرَّ خيالكَ الزّوارِ
وجنى الفراقُ عليَّ حتى اِنّني / قد صرتُ أقنعُ منكَ بالأخبارِ
ورضيتُ بعدَ القربِ لي ببعادك / المضني وبعدَ الوصلِ بالأعذارِ
ما كانَ عندي أن أيامَ الهوى / تُنسى لذاذتُها على الأعصارِ
واِذا الحمامةُ في الأراكةِ غرَّدتْ / فرحاً بلمعِ تبلُّجِ الأسحارِ
فالشوقُ بينَ أضالِعي متوقِّدٌ / يرمي حشايَ مِنَ الجوى بأوارِ
وبواعثُ الوجدِ القديمِ تحثُّني / أنْ أبلُغَ الأهواءَ بالأخطارِ
ومهوِّمينَ مِنَ الوجيفِ كأنِّما / عاطيتَهمْ في الشَّربِ كأسَ عُقارِ
أفناهمُ عنتُ الذميلِ فلم يدعْ / منهم سوى الأشباحِ في الأكوارِ
صاحبتُهمْ أبغي الُعذَيبَ فكم لنا / مِن مدمعٍ فوق النجائبِ جاري
أجراه ذكرُ الظاعنينَ وهكذا / رسمُ الدموعِ يزيدُ بالتَّذكارِ
يا أبرقَ الوادي ويا ويعَ امرىءٍ / يرجو معونتَهُ مِنَ الأحجارِ
أين البدورُ يُميلُها سكرُث الصِّبا / مرحاً فتهزاً بالقنا الخطّارِ
عهدي بها في جلهتيكَ أُزيرُها / ما لاقَ أو ما راقَ من أشعاري
وسواحرُ المقلِ اللواتي لم تَزَلْ / تُصمي القلوبَ بلحظِها السحّارِ
بل أين كاساتُ الثغورِ تُمِيلُني / سُكْراً ولم تُعْقِبهُ لي بخُمارِ
رحلوا وكانَ العيشُ قبلَ رحيلهم / يجري بقربهمُ على الاِيثارِ
وكتمتُ لما ثوَّروا أسرارَهمْ / والبينُ فيه يُذاعُ بالأسرارِ
وحَفِظتْ بعدَهمُ العهودَ وهذه / شِيَمٌ يُدَلُّ بها على الأحرارِ
ألا حيَّ آثارَ الرسومِ الدوائرِ
ألا حيَّ آثارَ الرسومِ الدوائرِ / سَقَتْها شآبيبُ الغيوثِ البواكرِ
وجادِ على أطلالِها كلُّ هاطلٍ / مِنَ المزنِ ثَجاجِ الأماعجِ هامرِ
منازلُ احبابٍ ومَبْرَكُ أينُقٍ / ومجمعُ خُلاّنٍ ومجلسُ سامرِ
حبستُ عليها اليَعْملاتِ ضوامراً / مِنَ الوخدِ والارقالِ خُوصَ النواظرِ
عليها أولو شوقٍ إذا ذُكِرَ النوى / أسالوا غُرُوبَ الدمعِ بينَ المحاجرِ
كأنَّ عتاقَ النُّجْبِ قد ضمنتْ لهمْ / وشيكَ التلاقي أو متونَ الأباعرِ
فمِنْ ناشدٍ بينَ المنازلِ قلبَهُ / ومِن مشتكٍ فيها صدودَ الجآذرِ
اِذا ما تساقَى القومُ كاساتِ حبَّهمْ / عليها سَقَوها بالدموعِ البوادرِ
براها أذى التَّرحالِ أعادَها / مِنَ الضُّمْرِ في الأنساعِ شِبهَ المخاصرِ
لواغبُ أنضاها الذميلُ بواركاً / مِنَ الأينِ يَفْحَصْنَ الحصى بالكَراكِرِ
قِرًى في صِحافَ البيدِ اضحتْ لحومُها / لحوماً لِعقْبانِ الرَّعانِ الكواسرِ
فللهِ كم في الخَرقِ منها رذيَّةٌ / تُناشُ بأفواه المنايا الفواغرِ
فيا صاحبيَّ اليومَ عوجا لعلَّنا / نُجَدَّدُ أوقاتَ اللَّقاءِ بحاجرِ
ففيه ظباءٌ آنساتٌ سوافرٌ / تخجَّلُ آرامَ الظباءِ النوافرِ
ولا تُنكروا أن شمتُ بارقُ أرضهِ / غراماً إلى تلكَ الخدودِ النواضرِ
اِذا نفحتْ عن روضهِ نفحةُ الصَّبا / نشقنا شَذا ضوعاتِها بالمناخرِ
تُجَرَّرُ مِن فوقِ الرياضِ ذيولها / فَتُودعُها أنفاسَ فارةِ تاجرِ
أما وليالٍ في الوصالِ تصرَّمتْ / أوائلُها ما رُوعَّتْ بأواخرِ
ليالي ما وكَّلْتُ طرفي صبابةً / برعي النجومِ النيَّراتِ الزواهرِ
لقد عُدْتُ في أِثْرِ الصبابةِ بعدَهمْ / رهيناً بتَذكارِ الليالي الغوابرِ
وأيامِ لهوٍ كلَّما عَنَّ ذِكرُها / وجدتُ له في القلبيِ حَرَّ الهواجرِ
فيا عهدَها الخالي بميثاءِ حاجرٍ / سقاكَ عِهادٌ مِن دموعي المواطرِ
دموعٌ إذا ما الغيثُ أثجمَ أثجمتْ / سحائبُها كاللؤلؤ المتناثرِ
ويا معهدَ الأحبابِ حوشيتَ أن أُرى / لعهدِكَ روَاكَ الحيا غيرَ ذاكرِ
حلفتُ بِشُعْثٍ في الرَّحالِ كأنمَّا / على كلَّ كُورٍ منهمُ ظِلُّ طائرِ
وبالعيسِ أشباهِ الحنايا مُغِذَّةً / تسابقُ أنفاسَ الرَّياحِ الخواطرِ
وبالجُرْدِ أمثالِ السَّعالى وحبَّذا / عِشارُ المذاكي بالقنا المتشاجرِ
ووقفةِ مشبوحِ الذراعِ غَشَمشَمٍ / جريءٍ على حربِ الكُماةِ المساعرِ
بأني واِنْ كانَ القريضُ سجيَّةً / لغيريَ مِن بادي القريضِ وحاضرِ
لأُخرِسُ اربابَ الفصاةِ منهمُ / بنظمٍ يُعِيدُ النظمَ صُلْبَ المكاسرِ
وما الناسُ إلا كالبحورِ فبعضُهمْ / عقيمٌ وبعضٌ مَعدِنٌ للجواهرِ
يَقَرُّ بعيني أن أرى الربعَ والدارا
يَقَرُّ بعيني أن أرى الربعَ والدارا / واِنْ جدَّدا عندي رسيساً وتَذكارا
ربوعٌ وأوطانٌ بها وبأهِلها / بلغتُ لُباناتٍ وقضَّيتُ أوطارا
ومازالَ هذا الدهرُ في كلَّ ما أرى / مِنَ الوصلِ والتفريقِ في الناسِ أطوارا
أُعلَّلُ آمالي بما كنتُ آنِفاً / أرى فيه وجهَ العيشِ أبلجَ مختارا
وما كنتُ لولا البينُ والبينُ محوِجُ / أساهرُ نجماً لا يغورُ وسُمّارا
يميناً بمَنْ غاروا وأتهمتُ سُحرةً / عنِ الجِزعِ والنجمُ اليمانيُّ ما غارا
اِذا بانَ مَن أهوى ولم تَجرِ أدمعي / مِنَ البينِ غُدراناً فقد صِرتُ غدّارا
وفي حبَّهمْ أبليتُ بُردَ شبيبتي / فهلاّ اُراعى بعدَ ما صارَ أطمارا
وأزهارُ شيبي في غصونِ شبابِهم / حملنَ لنا مِن مؤلمِ الهجرِ أثمار
ولمّا غدا النّوارُ في الروضِ باسماً / وعاينتُ مِن ومضِ المباسمِ أنوارا
خلعتُ عذاري في الغرامِ وذو الهوى / حنانيكَ مَنْ لم يُبْلِ في الحبَّ اعذارا
وأعوزَني الأنصارُ يومَ سويقةِ / ومن ذا الذي يلقى على البين أنصارا
ومَنْ عاشَ في الدنيا فطوراً تذيقُه / جنى العيشِ اِحلاءً يَلَذُّ واِمرارا
ولمّا تذاكرنا مِنَ العيشِ طيبَهُ / وصفوَ وصالٍ لم نجدْ فيه أكدارا
طَرِبتُ إلى أن خُيَّلَ الذكرُ نشوةً / كما كنتُ أستسقي المُدامةَ خَمّارا
فواللهِ ما أدرى أخمراً سقيتُها / وقد ملتُ سكراً أم سلافُ الهوى دارا
أجيرانَنا صارتْ احاديثُ وصلِنا / لأهلِ الحمى بعدَ التفرُّقِ أسمارا
وفي الجيرةِ الغادينَ مِن بطنِ وجرة / غزالٌ على نقضِ المواثيقِ قد جارا
يُكَلَّفُني الأخطارَ حتى أرى له / معاطفَ قَدّ تُخْجِلُ الرمحَ خطّارا
فلمْ لا يُراعيني وقد أسهلَ الهوى / بغيري وطُرْقي فيه أمسينَ أوعارا
ومالي نظيرٌ في هواهُ واِنْ غدا / رجالُ الهوى في مدنفِ الحبَّ أنظارا
وغيدٍ غدا قلبي بهنَّ مروعَّاً / على كلَّ ما يلقاهُ منهنَّ صبّارا
رقمنَ البرى بالخطوِ نحوي عشيَّةً / فللهِ كم أهدينَ للعينِ أقمارا
واِنّي واِنْ جاوزتُ في الوجدِ حدَّه / وأنجدَبي شوقي اليهنَّ أو غارا
فلستُ أرى وجدي عليهنَّ سُبَّةً / ولا كَلَفي نقصاً ولا أدمعي عارا
ولما رأيتُ العيسَ وهي مثارةٌ / لوشكِ النوى يحملن حُدْجاً وأكوارا
تنوءُ وفي تلكَ الحدوجِ حبائبٌ / بهنَّ قطعنا رَيَّقَ العيشِ أعمارا
وسرنَ وقد كنَّ الأداني مودَّةً / يَخُضْنَ سراباً بالنجائبِ مَوّارا
رجعتُ إلى الأجفانِ مستنصراً بها / فأسبلنَ دمعاً في المنازلِ مدرار
وناجيتُ أطلالَ الديارِ وما الذي / أفادَ وقد خاطبتُ ترباً وأحجارا
فما لعهودِ الغانيات مضاعةً / وقد صارَ اِعلاناً غرامي واِسرارا
وزادَ غرامي في الظلامِ حمامةٌ / تغنَّتْ فأذكتْ في جوانحنا نارا
أثارتْ دفينَ الشوقِ حتى كأنَّنا / رأينا لليلى في المنازلِ آثارا
اِذا الريحُ هبَّتْ عن ديارٍ تحلُّها / حسبتُ الفضاءَ الرحبَ قد صار عطّارا
تَهُبُّ كأنْ مرَّتْ بدارِيْنَ سُحْرةً / مُعَنْبَرَةَ الضوعاتِ والنشرِ معطارا
وزائرةٍ بعد الهدوَّ كأنمَّا / وضعتُ بها عن كاهلِ الشوقِ أوزارا
منعَّمةٍ قابلة منها شمائلاً / فما عاينتْ عينايَ للحظَّ اِدبارا
غدا غزلي وقفاً عليها بديعُهُ / شَرُوداً وخيرُ الشَّعرِ ما كانَ سَبّارا
ربوعٌ خلتْ مِن أهلِها وديارُ
ربوعٌ خلتْ مِن أهلِها وديارُ / دموعي على أطلالهنَّ غزارُ
وقفتُ بها يومَ الوَداعِ وللنوى / عَدِمتُ النوى بينَ الأضالعِ نارُ
عشيَّةَ رَفَّعْنَ الحُمولَ إلى الحمى / وقوَّضَ أهلُ الرقمتينِ فساروا
وكم مِن يدٍ فوقَ الحشا تلزمُ الحشا / لروعةِ بينٍ والمطيُّ تُثارُ
وكم كَبِدٍ أبدى بها البينُ والهوى / ندوباً وكاساتُ الفراقِ تُدارُ
وقد كنتُ أخشى البعدَ أيامَ قربنا / بسَلْعٍ فما ردَّ البعادَ حِذارُ
أحِنُّ إلى أوقاتِه كلَّما بدا / لنا غَسَقٌ يجلو دجاهُ نهارُ
وأشتاقُ اياماً تقضَّتْ بأهلِه / قِصاراً وأيامُ الدنوَّ قِصارُ
فيا ليتهمْ راعَوا عهوداً رعيتُها / وقد شابَ فيها لِمَّةٌ وعِذارُ
وليتهمُ مِن رحلةٍ قد تواعدوا / بها قبلَ تثويرِ المطيَّ أجاروا
فبينَ التنائي والمنيةِ ريثما / يُحثحِثُ حادٍ أو يُشَدُّ شِجارُ
وباكٍ من الهجرِ المبرَّحِ والضنى / شِعارٌ على لَبّانِه وصِدارُ
أبى جفنُهُ أن يَسْتَلِذَّ بغُمْضِه / على أنَّه قبلَ الرحيلِ غِرارُ
سلامٌ على تلكَ الديارِ واِنْ غَدَتْ / من الظَّبياتِ الغيدِ وَهْيَ قِفارُ
سلامُ امرئٍ يرعى العهودَ كأنَّهُ / وقد بَعُدُوا عنه لهنَّ جِوارُ
مقيمٍ على حفظِ المواثيقِ عهدَه / واِنْ بانَ جيرانٌ وشَطَّ مزارُ
همُ القومُ مذ بانوا فلم يبقَ مطمعٌ / لصبريَ أن يُعزى اليه قرارُ
خلا منهمُ نجدٌ فما الموتُ سُبَّةٌ / ولا الدمعُ من بعدِ التفرُّقِ عارُ
ولا عذرَ لي في الوجدِ أن لم أمتْ جوًى / وقد هَجَرَتْ بعدَ الوصالِ نَوارُ
ورُدَّتْ عواريُّ الدنوَّ وكلُّ ما / تراه مِنَ الأشياءِ فهو معارُ
وكلُّ دمٍ قد طُلَّ في الوجدِ عندما / تولَّتْ وجَدَّ البينُ فهو جُبارُ
خليليَّ هذا الربعُ غيرَّه البِلى / ففي كَبِدي مما عراهُ أُوارُ
غدا هَمَلاً بعد الزَّيارةِ ربعُهُ / وقد كانَ قبلَ اليومِ وهو يُزارُ
وهيَّجَ وجدي / والغرامُ كثيرة
دواعيِهِ عندي معصمٌ وسوارُ /
وبُزْلٍ تَهادَى في الفلاةِ كأنَّها / سَفينٌ وخدّاعُ السَّرابِ بحارُ
غدا دمعُها مما أضرَّ بها الوجا / على وجناتِ البيدِ وهو نُثارُ
عليها رجالٌ أن أظللَّكَ حادثٌ / فهمْ فيه أعلامٌ له ومنارُ
مناجيدُ يُحمى في عزيزِ ديارهمْ / بطولِ القنا جارٌ لهم وذِمارُ
مساعيرُ يُدعَى في النزالِ اليهمُ / اِذا خامَ عنه معشرٌ وبُشارُ
فلم تُغنِ عنّي في الغرامِ سيوفُهمْ / ولا ذبَّ منها مَضرِبٌ وغِرارُ
أحبَّتنا قلبي كما قد عهدتُمُ / من الريحِ أن هبَّتْ يكادُ يَغارُ
ودمعي سقى هيمَ المطايا قِطارُه / وقد بَخِلَتْ سُحْبٌ تنوءُ عِشارُ
اقيلوهُ هذا الذنبَ فهو وَشَى بنا / واِنْ كان فيه لا يُقالُ عِثارُ
بروحي بدوراً ما تزالُ كواملاً / اِذا حلَّ في بعضِ البدورِ سِرَارُ
وشعرٌ إذا ما الفكرُ أبدى جيادَهُ / سَبَقْنَ فلم يُدركْ لهنَّ غبارُ
فما بالُ أربابِ النظيمِ كانمَّا / أُديرَ عليهمْ في النديَّ عُقارُ
أمِنْ نشواتِ الشَّعرِ ضلَّتْ عقولُهمْ / فخامرَهمْ طيشٌ وخَفَّ وقَارُ
فهذا قريضٌ لو تقدَّمَ عصرُه / لصلّى عليه يَعْرُبٌ ونِزارُ
تخيَّرَ أشتاتَ الفضائلِ لفظُهُ / فليس يدانيهِ الغَداةَ فَخارُ
ولم يَعْرُه مني كعاداتِ شعرهمْ / متى طلبوه وروعةٌ ونِفارُ
فأشعارُ أهلِ العصرِ غايةُ لفظِها / لُجَينٌ وامّا لفظُه فنُضارُ
نسيمٌ عن الأحبابِ هبَّ معطَّرا
نسيمٌ عن الأحبابِ هبَّ معطَّرا / تَفاوحَ مسكاً في الرياضِ وعنبرا
تأرَّحَ لمّا مرَّ بالحيَّ موْهناً / فيا ليتُه بي حين هبَّ تعثَّرا
سرى يملأُ الآفاقَ طيباً كأنَّما / تحمَّلَ مسكاً مِن اميمةَ أذفرا
أهيمُ بها وجداً وأفنى صبابةً / وحسبُ أخي الأشواقِ أن يتذكَّرا
مهاةٌ أرى مِن شَعرِها وجبينها / اِذا ما بدتْ ليلاً مِنَ الشَّعرِ مُقْمِرا
لقد أضرمتْ في القلبِ نارَ صبابةٍ / أبتْ بعدَ ذاكَ البُعْدِ إلا تسعُّرا
وأوردَني حبيَّ لها كلَّ موردٍ / مِنَ الوجدِ لم أعرفْ له الدهرَ مَصدَرا
اِذا ما تذكَّرتُ الزمانَ الذي صفا / به وصلُها بكَّيتُ ما قد تكدرا
زماناً رأينا الوصلَ فيه مروَّضاً / وغصنُ التداني بالأحبَّةِ مُثمِرا
فسقّاهُ دمعي لا السحابُ فاِنَّني / أرى الدمعَ مِن ماءِ السحائبِ أهمرا
يروحُ على أطلالِها متدفَّقاً / ويغدو على أرجائها متدَرا
وحيّا دياراً بالعقيقِ تبدَّلتْ / مِن الاِنسِ ظِلمانَ النعامِ المنفَّرا
لقد همَّ فيها المزنُ أن يُمْسِكَ الحيا / وعارضَهُ دمعي بها فتحدَّرا
منازلُ كم حاورتُ فيهنَّ شادِناً / مِن الإنسِ مصقولَ الترائبِ أحورا
اِذا ما تبارى الغيثُ فيها وأدمعي / غدتْ أدمعي فيها مِن الغيثِ أغزرا
وقائلةٍ ما بالُ وجدِكَ زائداً / وقد كان عندي أن وجدَكَ أقصرا
فقلتُ لها يأبى الوفاءُ لصبوتي / على قِدَمِ الأيامِ أن يتغيَّرا
مقالةُ محنيَّ الضلوعِ على هوًى / اِذا ما دعاهُ الوجدُ سارَ مشمَّرا
تعوَّدَ في لُقيا الأحبَّةِ دائماً / لقاءَ الأعادي يافعاً وحَزَوَّرا
مُعَنًّى بأسرابِ الصريمِ فتارةً / يلاحظُ ظبياً أو يغازلُ جُؤذَرا
يداوي أليمَ الشوقِ بالربعِ ضَلَّةً / وهيهاتَ أن يزدادَ إلا تذكُّرا
سقاهُ الهوى كأساً وسقَّى رجالَهُ / بفضلةِ ما أبقاه فيها وأسأرا
فاِنْ أنجدَ الأحبابُ أنجدَ وجدُه / واِنْ غوَّروا أمسى الحنينُ مغوَّرا
يهونُ عليهم أن تنامَ عيونُهمْ / اِذا طالَ ليلُ المستهامِ ويسهرا
وخَرْقٍ أزرناهُ النجائبَ ضلَّعاً / تجوبُ بنا مَرْتاً مِن البيدِ أزورا
نكلَّفُها السيرَ الحثيثَ واِنْ غدتْ / من النجمِ في الظلماءِ اهدى وأسيَرا
حروفٌ محتْ في مُهْرَق البيدِ أسطراً / بأخفافِها طوراً وأثبتنَ أسطرا
عليهنَّ مِن أهلِ الغرامِ عصابةٌ / نفى الوجدُ عن أجفانِها لذَّةَ الكرى
فكُلاًّ ترى فوق المطيَّةِ منهمُ / على شُعَبِ الأكوارِ أشعثَ أغبَرا
تُميلُهمُ كأسُ الكَلالِ كأنَّما / تعاطَوا على أعلى الغواربِ مُسْكِرا
وأحماسِ حربٍ فوقَ كلَّ طِمِرَّةٍ / مُضبَرَّةِ المتنينِ محبوكةِ الفَرا
ليوثُ وغًى يومَ الكفاحِ تراهمُ / أقلَّ عديداً في اللقاءِ وأكثرا
مُعَوَّدَةٌ أن تتركَ البيضَ في الوغى / محطمةً والسمهريَّ مُكَسَّرا
بحيثُ لسانُ السيفِ يصبحُ خاطباً / وحيث يكونُ الهامُ للسيفِ منبرا
واِنْ أقبلتْ زرقُ الأسنَّةِ شرَّعاً / وعاينتَ في أطرافِها الموتَ أحمرا
بأيدي رجالٍ ما أخفَّ إلى الوغى / اِذا ما دعا داعي الجِلادِ وأصبرا
رأيتَهم والموتُ مُرٌّ مذاقُه / يخوضونَ منه في الملمّاتِ أبحُرا
أسودٌ تخالُ السمهريةَ في الوغى / لها أُجُماً والمشرفيَّةَ أظفُرا
يبيعونَ في يومِ النزالِ نفوسَهمْ / اِذا ما رأوا اِبنَ المحامدِ يُشترى
واَمّا دعا داعي الصريخِ وأقبلتْ / كتائبُ يحملن القنا والسنورا
يحفُّونَ بالبزلِ الحراجيجِ سُهَّماً / اليها وبالجُردِ العناجيجِ ضُمَّرا
ومَنْ كان في يومِ اللقاءِ ابنَ حرةٍ / تَقدَّمَ لا يختارُ أن يتأخَّرا
بعزم يفسل المرهفات بحده / ويهزم في يوم الكريهة عسكرا
وما روضةٌ باتَ القِطارُ يجودُها / فأعشبَ مغبرُّ الرياضِ وأزهرا
تَدرهمَ نُوّارُ القاحيَّ مَوْهِناً / ولاحتْ له شمسُ الضحى فتدنَّرا
وهبَّ نسيمُ الصبحِ في جنباتِه / سُحيراً بأخبارِ الحمى فتعطَّرا
ورنَّحَ رندَ الواديينِ هبوبُه / فمالَ على حَوذانِه وتأطَّرا
وشعَ فيها القَطْرُ ديباجَ روضِه / فراقتكَ أزهارُ الخميلةِ منظرا
بأحسنَ مِن شِعري إذا ما نظمتُه / وفصَّلتُ منه في القلائدِ جوهرا
نظيمٌ إذا ما حكتُه قالتِ النُّهى / حنانيكَ ما أحيا فؤاداً وأشعرا
ونلتُ مِنَ الشَّعرِ الثريا تطاولاً / فيا ليتهمْ نالوا على قربهِ الثرى
تركتُ لأهلِ الشعرِ ضحضاحَ مائهِ / وأحرزتُ منه رائقَ الوِردِ كوثرا
كتابُكَ كالروضِ الذي فاحَ نشرُه
كتابُكَ كالروضِ الذي فاحَ نشرُه / وفاضتْ به الغدرانُ وابتسمَ الزهرُ
ففي كلَّ سمعِ منه شنْفٌ مرصَّعُ / وفي كلَّ قطرٍ مِن تأرُّجِه عِطُرُ
فللّهِ ما تحوي السطورُ التي به / كأنَّ رياضّ الحَزْنِ ما قد حوى السَّطْرُ
أشدُّ الهوى ما يمنعُ العينَ أن تكرى
أشدُّ الهوى ما يمنعُ العينَ أن تكرى / ويملأُ سمعَ المرءِ عن عذلِه وقرا
ويُضحي ونارُ الشوقِ بين ضلوعِه / تُؤججُها الشكوى وتُضرِمُها الذكرى
ويوسِعُه الوجدُ الذي في فؤادِه / لأهلِ الحمى نهياً على البينِ أو أمرا
ويُمسي حليفَ الشوقِ ذا جسدٍ له / بحكمِ الهوى بالٍ وذا مقلةٍ عبرى
غريبَ هوًى سقّى الديارَ بأدمعٍ / جَرَتْ في عِراصِ الربعِ هامعةً تترى
بكى جَزَعاً لمّا رأى الربعَ بعدهمْ / مِنَ الجيرةِ الغادينَ مُستوحِشاً قَفْرا
اِذا هطُلتْ فيه سحابةُ دمعهِ / وأنفدَها التَّذكارُ أعقبَها أُخرى
أحبَّتنا هل ذلكَ العهدُ باللَّوى / يعودُ كما قد كنتُ أعهدُه دهرا
وهل تلكمُ الأيامُ تَرجِعُ بعدَما / حشا كبدي تذكارُ أوقاتِها جمرا
لئن مَنَّ هذا الدهرُ بالقربِ بعدَما / تناءيتمُ عنّي سأُوسِعُه شكرا
وأقبلُ منه العُذْرَ في كلَّ حادثٍ / يجيءُ به حتى أُفهَّمُهُ العُذْرا
تكلَفُني الأيامُ صبراً عليكمُ / وهيهاتَ لا أسطيعُ بعدكمُ صبرا
وأسألُ عنكم كلَّ برقٍ على الحمى / يلوحُ فيبدي لمعُه عَذَباً حُمرا
عقدتُ به أهدابَ جفني وطَلَّقَتْ / لأجلكمُ عينايَ تهويمَها النَّزْرا
أُهَيْلَ الحِمى قد ضقتُ ذرعاً ببينكمْ / فهل مِن دنوًّ منكم يشرحُ الصَّدْرا
فلا تَصْرِفوا وجهَ المودَّةِ بعدما رأينا / زماناً في أساريرِه البشرا
ولا تُتبِعُوه بعدَ طيبِ حديثكمْ / حديثاً أرى في ضمنِه نظراً شَزْرا
وخيرُ خِلالِ المرءِ وجهٌ مُسَهَّلٌ / وخُلْقٌ رضيٌّ يَمْلِكُ الرجلَ الحُرّا
فأُقسمُ مذ بانَ الخليطُ عنِ الحِمى / تبدَّلتُ حلوَ العيشِ من بعدِه مُرّا
فما بالُ طيفِ العامريَّةِ هاجري / وقد كانَ قبلَ اليومِ لا يعرفُ الهجرا
أمِنها تُراهُ عُلَّمَ الغدرَ آنفاً / وقد مرَّ دهرٌ وهو لا يعرفُ الغدرا
لئن زارني والشامُ داري ودارُه / بنجدٍ ومرماها لقد أبعدَ المسرى
فلا كان قلبي كيف يصبرُ بعدما / تناءتْ وسارَ الواخداتُ بها عَشْرا
منعَّمةٌ حوراءُ يفضحُ وجهُها / بلألائهِ الشمسَ المنيرةَ والبدرا
لقد كنتُ ألقى منه في كلَّ ساعةٍ / ومِن بشرِه في وجهِ آماليَ البُشرى
وأرشفُ ظلمَ الثغرِ عذباً مُجاجُه / بنفسيَ أفدي ذلكَ الظلمَ والثغرا
فمَنْ للفتى الولهانِ أن لم يفزْ بهِ / على ظمأٍ منه وللكبدِ الحرّى
وما روضةٌ قد فوَّفَ القطرُ نبتَها / فأطرى لسانُ الحالِ عن نَورِها القَطْرا
وفاحَ نسيمٌ في الرياضِ كأنَّما / تَحمَّلَ وهناً من لطائمها عِطرا
ونوّعتِ الأزهارُ أرجاءَ دوحِها / اِذا ما مضى نشرٌ شممنا لها نشرا
كشعري إذا نضَّدتُ جوهرَ لفظِه / ونظَّمتُ منه في عقودِ العُلى دُرّا
وسائطُ لفظٍ لو تنضَّدَ دُرُّهُ / على عُنُقِ الجَوزاءِ أكسبَها فخرا
وما النجمُ أنأى منه بعداً ومطلباً / اِذا رامَهُ الجهّالُ يوماً ولا أسرى
له في بلادِ اللهِ أوسعُ مَرْكَضٍ / اِذا طائرُ الأشعارِ ألزمَها الوَكْرا
دعوتُ بماءٍ في اِناءٍ فجاءني
دعوتُ بماءٍ في اِناءٍ فجاءني / غلامٌ بها صرفاً فأوسعتُه زَجْرا
فقالَ هو الماءُ القَراحُ واِنَّما / تجلَّى لها خدَّي فأوهمكَ الخَمْرا