القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ النَّقِيب الكل
المجموع : 12
لعينيك في الأحشاء ما نَفَث السِحْرُ
لعينيك في الأحشاء ما نَفَث السِحْرُ / وللحب في الألباب ما فعل الخَمر
وما كنت أن أسلو وفيّ بقيّةٌ / ولا كاد أن يُفضي لصحوبيَ السُكر
خليليَّ كم أدنو فتنأى مطالبي / ويقصر عن إِدراكها منِّيَ العُمْرُ
أخوض لها من كل بهماءَ مقفر / غمار فجاج ما تقحّمها سَفْرُ
كأنَّ السُرى بحرٌ كأني أَخوضه / كأنَّ له مدٌّ وليس له جَزْر
كأنّ الثرى أفقٌ كأنَّ مطيتي / هلال كأنَّ السير موئله الحَشْرُ
كأنَّ المنى ماءٌ كأنيَ ناهل / كأنَّ الفيافي البيض ما بيننا جِسْرُ
كأنَّ نجاشيَّ الظلام مُتيَّمٌ / كأنيّ ملقىً في ضمائره سِرُّ
تذكرني شكوى الغرام حمامةٌ / لها فَرْطُ أشجان بجيش بها الصدر
أجارتنا أقلقتِ جفن صبابتي / وهيجتِ شوقاً دون لاعجه الجمر
ولم يبقَ لي إِلاّ تَعِلَّة مُعْدِم / تجاذبها من كلّ جارحة ذكر
ليال يَراها القُصر حتى كأنما / تكنّفها من كل ناحية فجر
كأنَّ دُجاها في الأديم نهارها / عصيمُ مِداد كادَ يجحده السِفر
كأنَّ به الجوزاء عقد لآلىءٍ / تطوقُه من صدر زنجيّة نحر
كأنّ الثُرّيا في اختلاف نجومها / بوادرُ آمال يحاولها الجر
كأنَّ السُّهى معنىً يَدِقُّ فيختفى / ويبدو جِهاراً أن تراجعه الفكر
كأنَّ سَنا المريخ نار تعلّقت / بذيل هَزيمٍ راحَ يجهده الذعر
كأنَّ بني نعش سَفينٍ تخالفت / عواصفها وهناً فشتتها البحر
كأنَّ امتدادَ الأفق فوق نجومه / قَساطل حرب زُغْف فرسانها نُضر
كأنَّ كلا النسرين لما تقابلا / نزيل عراك دأبه الكرُّ والفرُّ
كأنَّ سُهَيْلاً حين صوّبَ آفلا / فؤاد محبّ راح يُرجِفُه الهجرُ
كأنَّ به الشعرى الغُميصَاء خلفه / شقيقته الخنساء يقدمها صَخْر
كأنَّ عمود الصبح تحت هلاله / لتركيةٍ من تحت منطقة خصر
إِذا ما مضى للمرء يوم من البِشر
إِذا ما مضى للمرء يوم من البِشر / فأنفسُه ما كان منه على ذكر
ويوم شكرنا فيه مع رَيِّق الصِبا / ومقتبل العيش الرغيدِ يدَ الدهر
بكرنا مع الوسميً ربْوَة جلّق / به وجرينا في محاسنها الزُهر
ففزنا بما تبغي النفوسُ من المنى / وما تشتهي الآمال من دَوْحها النَضْر
بدارّية الأنفاس من روض عبْقَر / تنفّسَ فيها الصُبح عن عنبر الشحْرِ
تداعت لرّياها الخياشيم مثلما / تداعى سُحَيْر اشارب الخمر للخمر
مسارحُ طَرفٍ آذنَتْ باجتماعنا / لِنُرْكِضَ طِرف اللهو في ساحة العمر
بحيث رداء الخِصْب في جنباتها / مغاضٌ وَخَيلُ الأرتياح بنا تجري
وحيث خطيب الدَّوْح يشدو خلالها / بمنْطِق قُسٍّ ذي الشقاشق والهدْر
وحيث نسيم الغوطتين مضمَّخُ ال / غلائِل من أنفاس دارِين بالبِشْر
فمن روضة غناء تجري خلالها / جداولُ من نهر يفيض إِلى نهر
رسائلُ تمشي بالموّدة بينهم / وتُبدي لنا ما في حشاها من السّرِ
ومن غصُن مالت بأعطافه الصَّبا / يُمايس غُصناً قد تلفَّع بالزّهر
وفي جانب الوادي حمامة أيكة / من الوُرْق تشكو البَيْن في الورَق الخُضر
تنوح على إِثر الهديل صبابةً / كما ناحتِ الخَنْساء يوماً على صَخْر
أسائلها ما هذه الربوة التي / تمحّض محزون الفؤاد إِلى البشر
وما هذه الأحزان والندْبُ والبكا / ومن يجمع الضدّين ويحك في صدر
فقالت ألمْ تعلم بأنَّ أخا الهوى / يخادع عن صفو الحياة ولا يدري
ذكرت عهوداً بالحمى غير ما ترى / ففي القلب من تذكارها لاعج الجمر
وقد صَدَقت فينا مَقالةُ شاعِر / شَددتُ حيازيمي عليها إِلى الحَشْر
وهل يحصل الإِنسان من كلّ ما به / تسامحه الأيام إِلاّ على الذكر
فلما أَبانَت ما تجِنُّ من الأسى / وصرَّحَ مُخْفِي القول عن زَبَد الأمر
بكيت على عهدٍ تقضى ولم أكن / بأول باكٍ قلبُه باسمَ الثّغْر
وقلبت طرفي في ربوع هناكم / غفاها البِلى ما بين ناب إِلى ظُفْر
فعادت رسوماً بعدما انصاغ أهلها / وراحت بكفٍ من ذوي رَبْعِها صفر
فمن هيكل للهو يرفدُ هيكلاً / ومن منزلٍ للقصفُ يفضي إِلى قصر
وحسبك منها دير مُرّان شاخصاً / يصدّق أخبار الحوادث بالخُبْر
فكم رِفقة قد أحكموا عقد أنسهم / به وتجلّوا بالطلاقة والبشْر
وكم ثوّب الداعي به لصَبُوحهم / وما العمر إِلا كالخيال الذي يسري
فلما دنت آجالهم نكبت بهم / صروف الليالي من وفاءٍ إِلى غدْر
ومن أرسل الأفكار في كل ما يرى / يقلّبه إِن شاء بَطْناً إِلى ظهر
خليليَّ بانَ البان وازدهر الزهْرُ
خليليَّ بانَ البان وازدهر الزهْرُ / فعوجا على روض به اغدودق النَّهْرُ
وجر الصَّبا فوقَ الخمائل ذيلَه / فعاجَتْ كنشوانٍ بواسِقُه الخضْرُ
وغرَّد من فوق الشمائل بُلبلٌ / وغنَّتْ على الأفنان وِرْقٌ لها هذر
وفتَّحتْ الأنداءُ نوّار دَوْحةٍ / ووافت جيوشُ الزَّهر من دونها الزهر
فمن نَرجِسٍ غضٍّ ووردٍ وسوْسَنٍ / وآسٍ ونَسْرين يفوحُ لنا النَشْرُ
فحيّهِلَنْ نبغي المراحَ ونَطّرحْ / وساوسَ أفْكَار يجيش بها الصَّدْر
فَنَحْسُو سُلاف الراحِ من كفِّ أغْيَدٍ / يَطوفُ بها شَمْساً وطلعتُه البَدْرُ
إِذا فرغ الإبريق من خَنْدَريسنا / تكفّل منه بالرَّحيق لنا الثغْرُ
وإِن حثَّ كأسَيْ مقلتيه وكفّهِ / سَكرْنا ولم نشعر بأيّهِما السُكْرُ
ونرفل في ذيْل التهاني كما غَدَتْ / دمشقُ لها بالسيّد السَنَدِ البِشْرُ
حليف العلى شَهْم أليف مكارم / يقصر عن أوصافها النظم والنثر
كفيل بحلِّ المشكلات إِذا دَجَتْ / تكنّفها في كلّ عسر له يُسْرُ
تولَّى دمشقَ الشام فانهلّ غيثها / وأخصَب ريّاها وكانَ لها الفخر
فلا غَرْوَ أن تبدي القوافي مدائحاً / له حَسْبَ علياهُ وخادمه الفكر
إِليك بها عذراء زفت لخدرها /
أيا سيّداً بالودِّ يَسنْى ضميره
أيا سيّداً بالودِّ يَسنْى ضميره / فيشْرق في لَوحِ الفؤاد نظيرُهُ
سلامٌ على ذاك الجناب فكم له / مكاسِر طيب عنبريّ عَبيرهُ
وأهدي تحياتي إليه مخالصاً / بودٍ صَفا سَلْسَانهُ ونميرُه
كتبت ولي شوق إليه ونازع / يشبّ ضراماً وَقْده وسعيرُه
فلم ألقَ لي إِلاّ السلام تَعلّةً / بعثت به يذكو لديه عطيرُه
وظبيٍ غَريرٍ أودعَ اللهُ ثغره
وظبيٍ غَريرٍ أودعَ اللهُ ثغره / مداماً وذاك الغِنْج من طرفه سحرا
يمرّ فيغتال العقولَ بسَكْرةٍ / تدوم بنا حتى تمرَّ بنا أخرى
وكلُّ جمالٍ مشرقٍ يملك الحشا / هواه ولكنَّ الحَريري بنا أحرى
ومن غير شكٍ إِنه يسكر الورى / ولكنني ممن يموت به سُكْرا
ولا شك أن البدر في الأفق كامل / وهذا نرى في كل عطف له بَدْرا
وَتذكره تحت الظلام قُلوبُنا / فيا هَلْ ترى يطري لنا غده ذكرا
فكم صَدَعَ الأحشاء منا ببعده / وجاء بشيء من لواحظه يُقرى
هو السحرُ لا بَلْ فتنةٌ بابلية / بَلِ الغِنْجُ بلْ شيءٌ فؤادي به أدرى
وذي قامة في الزهر تنْدى غضارة
وذي قامة في الزهر تنْدى غضارة / بَدا فاختي اللون من عَنْبر الشَحْر
له جُمَمٌ زُغْبٌ تَفَلَّك حَوْلَها / من الزهر إِفريز كأجربة العِطْر
تكوّنَ لُطْفاً فوق زرٍّ زبرجد / تكنَّبَ بالألماس سطْراً على سطْرِ
أَلاَ ليْتنا من قاسيون بجنّةٍ
أَلاَ ليْتنا من قاسيون بجنّةٍ / مُعَمَّمةٍ بالنَّبْتِ مُنْسَابة الغُدْر
وليتَ لنا شأنا بها في مبيتنا / يَعودُ على قَصْدِ الخلاعة بالعُذْر
بشادٍ وعوّاد وناقِر طبلةٍ / وربَّ كمنجاة يَرِنُّ إلى الفَجْر
وأطيارنا فوق الغصون صوادحٌ / وليلتنا في الأُنس واحدة العُمْر
فإِنْ لم يكنْ هذا وذاكَ وهذه / فلم يبق إِلاّ أنْ نُعلَّلَ بالذكْر
فيا حبذا روق الصِبا من مودع / ويا حبذا عصر الشبيبة من عَصْر
أرِش لي جناحَ الحظّ مولاي إِنني
أرِش لي جناحَ الحظّ مولاي إِنني / إِذا لمْ تَرشْهُ الدهرَ جَلْدٌ على الصَبْر
بريحانة النادي نقضت شبيبتي / ولا خير من بعد الشبيبة في العمر
وحسبُ الفتى إِن لم يَنَلْ ما يريده / مع الصبر ان يلفَى مقيماً على الصبر
تغاضيت والأيام تقذف في الحشا / على خيبة الآمال جمراً على جمر
وبين الغصون الهِيف للنهر أرقَمٌ
وبين الغصون الهِيف للنهر أرقَمٌ / يُعبّس في وجه النسيم إِذا انبرى
فيحكي كميّا دونه النسج رامحا / يدور بعَضْب منجداً فيه مُغورا
ألاَ غِبَّ إِهداء السلام تحيةً
ألاَ غِبَّ إِهداء السلام تحيةً / كعَرْفِ الشذا العطري بَلْ هي أعطر
ذكرتم لنا والودّ عندك بيّنٌ / وعندي فيما يعلمُ اللّهُ أكثرُ
بأن لكم من مِصرَ آثار رغبة / وأسباب خير فضلها ليس يُنكرُ
إِجازات أشياخٍ كرامٍ أعزةٍ / مآثرهم بالفضل تطوى وتنشر
ونحن بقرب منكم الآن والرجَا / زيادة إيناس
كتبتُ وفي قلبي إِليك نوازعٌ
كتبتُ وفي قلبي إِليك نوازعٌ / تكاد لفرط الشوق أَن تستطيره
أحاول من ذات الأراكة في الربى / جناحاً وتأبي في الهوى أن تعيره
سَلام كزهر الروض باكره الحيا
سَلام كزهر الروض باكره الحيا / فأضحى وقد أربى على عنبر الشحرْ
يوافيك من أرجاء دارَين مهدياً / إِليك على متن الصبا طيّبَ النَشْرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025