المجموع : 10
نَعَمْ أنتَ أعلى من نُؤمّلُهُ قدرا
نَعَمْ أنتَ أعلى من نُؤمّلُهُ قدرا / وأكرمُ مَنْ نُهدي المديحَ لَهُ دراً
وما أنتَ إلا ديمة / تَسُحُّ فَيحْيي سَحُّها البلدَ القفرا
ولو لم تَكَنْ يا بنَ الأكارمِ دَيمةً / تجودُ لما استهديتُ من صَوْبِك القطرا
فجدُ لي بهِ من ساعتي أنني امرؤ / أخافُ إذا جُرِّعتُ في عَسَلٍ صَبْرا
وَدَعْني من رَفعِ النحاةِ ونَصْبهم / وجرهمِ أنْ يملؤا جَرِّيَ جرّا
فقد لَهَثَتْ عندي القطايفُ غلَّةً / عليه وابدَتْ ألسُناً للظّما حَرَّى
وشقّت له أيد الكنافةِ جيبَها / وقد ضيقَتْ من طولِ وَحْشَتِه الصدرا
وَقَدْ صَدَعَ البين المشِتُّ لِبُعدِهِ / قلوباً فقلبُ اللوزِ منكَسر كَسرا
وإنْ جاءَني مَعْ ذلك القطرِ سكّرٌ / أنَقطُهُ حتى يعودَ لَكُمْ شُكرا
لَئنْ فَخَرَتْ بالمكرُمات بنو مصر
لَئنْ فَخَرَتْ بالمكرُمات بنو مصر / فإنّكَ بينَ الناس أجدرُ بالفخر
أبا شاكرٍ يا مَنْ عَلا كُلَّ رُتْبَةٍ
أبا شاكرٍ يا مَنْ عَلا كُلَّ رُتْبَةٍ / وفاتَ صعوداً رُتْبَةَ المدح والشكرِ
تشهّتْ عليَّ اليومَ أهلي قَطايفاً / وقد أخّروني في شِراها إلى العصرِ
وقد حَصَلَتْ لي غيرَ أنِّي لم أعنْ / سوى خبزها والحشو الدّهن والقطر
وإن عزّني قطرُ النبات فإنّني / سأغرفُ فيما أبتغيهِ من البحرِ
ومالي وللأمطارِ والبحرُ كفُّهُ / وأيسَرُ ما يهديهِ لي خالصُ الدُّرِّ
وإنْ قارَنَ القطر المجهزَ سُكّرٌ / فمُرسِلُهُ تَصحيفُهُ لكل في الدهر
فلا زلْتَ حُلْوَ الورد مُسْتَعذبَ الجنى / كثيرَ الحيا والفضلِ مُتّسعَ الصّدرِ
كَنَبْتُ وَلَحظي قد تَبدَّلَ نَرجساً
كَنَبْتُ وَلَحظي قد تَبدَّلَ نَرجساً / بورْد وَدَمعي قَدْ تَساقطَ مَنْثورا
وَلي زمناً يا نور لم أركم به / وَغَايةُ بُرء العين أَنْ تُبصِرَ النّورا
تَمَنَيْتُ لَمّا عَزَّني الوفرُ والمُنى
تَمَنَيْتُ لَمّا عَزَّني الوفرُ والمُنى / ضَلالاً بأنَ الوفرَ خُصَّ به أَيري
ولو كان أيري مثلما قلتُ وافراً / لأتعبني حملاً ولذَّ به غَيري
أُسائِلُ عَن ذاكَ المحيّا تَشَوُّقاً
أُسائِلُ عَن ذاكَ المحيّا تَشَوُّقاً / إليه جميعَ العاملينَ منَ الورى
وغيرُ عجيبٍ للطبيبِ إذا اغتدى / لِمنْ يلتقيهِ بالسؤالِ عنِ الخَرا
عَزاؤكَ طولَ الدَّهرِ يا ابنَ أبي الفَخْرِ
عَزاؤكَ طولَ الدَّهرِ يا ابنَ أبي الفَخْرِ / عزيزُ أسى إذْ لستَ تجنَحُ للصَبْرِ
فلا تبدين حزنا فيشمت حاسد / وكَفْكفْ دموعَ العينِ في السّرِّ والجَهرِ
وَعج سالياً عن بنتِ عاج عَدمتَها / فصوصُ قمار كُنَّ أغلى منَ البدرِ
منعّمةٌ بَيضاءُ خُضْرٌ نُقوشُها / كَنَقْش كُفوفِ الغيدِ أضحينَ في الخدرِ
تلوح على الأرساغ شبهُ دجنّةِ / فَمِن مَنَ سام في المسيرِ وَمُنْحَرِّ
تُطاوِعُها في الأمرِ وَهي أبيّةٌ / مرادُكَ بينَ الشُّربِ في النّهْي والأمر
ورُبّتَما أصبحتُ في القَمْر عنَدها / بقَهْرٍ وما تُبدي لها ألمَ القَهْر
كأنَّ سطورَ السّرِّ أسطُرُ مهَرقٍ / غنيتُ بها عن كُلِّ نَظْمٍ وَعَن نَثْر
ويذكُرُكَ الجارُ المربّعُ شَكْلُه / صَليبكَ فوقَ الزّنْد في غُرةِ العُمْر
وتَصبوا إلى الثالوثِ بالسّا إذا بَدَت / ثلاثاً فَتَرعاها لذلكَ في البَرِّ
وللبنج فعلُ البَنْج في اللبِ ما بَدا / وألهاكَ عن صوم الفريضة والفطرِ
إذا ما بَدا للدُّوِّ شَكلان أمَسيا / أليفَيْنِ وصلا لا يُراعانِ بالهجرِ
وكالخالِ نَقْشُ أليَكَّ يَسْبيكَ لونُه / فأنتَ بهِ صَبُّوا الفؤادِ مدى الدَّهرِ
تَروقُك منْ شَفعٍ وَوَترٍ نُقوشُها / وَتُلهيكَ ما لاحَتْ عنِ الشّفعِ والوترِ
إذا لَثَمَتْ ثغراً هناك بَدا لهَا / طنين كَصَوتِ العودِ والدفِّ والزَّمرِ
فَعُوِّضْتَ عنها فوق عينيكَ مِثلها / فصوص عمى يا قرمَةَ النار يا جمرى
ألا بَلِّغِ المُصْفَرَّ عَنِّيِ وإنْ يَكُنْ
ألا بَلِّغِ المُصْفَرَّ عَنِّيِ وإنْ يَكُنْ / أخَسَّ الورى قَدْراً لَدَيَّ وأَحقَرا
تباخَلْتَ حتّى صِرْتَ أصفَرَ مُنْتَناً / فكنتَ جديراً أنْ تُلَقّبَ
ألا خير ما تسعى لتحصيله الورى
ألا خير ما تسعى لتحصيله الورى / كتابٌ منَ الرَّحمن بالنّور سطِّرا
كتابٌ كريمٌ شافي الخطِّ كافيا / يجلُّ ويغلو أَنْ يباعَ وَيُشترى
ولقَيته الحصنَ الحصينَ وإنّه / لَحُصْنٌ بآيِ اللهِ باتَ منّوراً
غدا ليلةً فيهِ التمائمُ جُنّةٌ / لِمَنْ كانَ منصورَ اللّواءِ مُظفرا
وَمن فَضلهِ أَنَّ العَدوَّ إذا رأى / لحامله أَمسى بهِ متأخرا
يلوحُ عظيماً في النفوس مبجلا / عزيزاً مهيباً في العيونِ موقرا
وكم حاملِ لمَّا رأتهُ تَخلَصَتْ / وأَحضرها الطّلقُ الذي قد تعسرا
وكم أرمدِ بالسحر قد كانَ أَكمها / فَلما أى ما فيه في الحال أبصرا
وذات نزيفِ بالدِّماءِ رات به / عَياناً وَقَد قامت من الدَّمِ أَبحرا
وأَرملةٌ عطلٌ منَ الزَّوج قد غدا / به أَمرُها بالخاطبينَ مُيَسّرا
فيا لكَ حرزاً أَحرزَ النّقعَ كُلَهُ / وأَربى على من حازَهُ ملكُ قيصرا
له صورةٌ يَسْتَحِنُ القردُ عندها
له صورةٌ يَسْتَحِنُ القردُ عندها / على أَنَّ وجهَ القردِ أَحسنُ منظرا
إذا ما ابتداني بالحديثِ حَسِبْتُهُ / تَسَوَّكَ من فَرطِ النتّونةِ