القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 2
أَحبةَ قلبي طالَ ليليَ بعدكمْ
أَحبةَ قلبي طالَ ليليَ بعدكمْ / أَسىً فمتى أَلقى بوجهكم الفَجْرا
سكنتمْ فؤادي وهو في نار شوقكمْ / فهلاَّ أَخذتُمْ فيه من نارِه حِذْرا
فقدتُ حياتي مذْ فقدتُ لقاءَكم / فهل بحياتي منكم نشأةٌ أُخرى
لقد عادَ أُنسي وحشةً بفراقكم / كما عادَ عرفُ الدَّهرِ بعدكم نُكرا
وقد كنتُ مُغترّاً بأيامِ وصلكم / ولا يأمن الأيَامَ من كانَ مغترّا
أجيرانَ جيرونَ المجبرينَ جارهمْ / من الجَوْرِ حوزوا في مشوقكم الأجرا
محبّتُكم قد خانَهُ الصّبْرُ فاطلبوا / مسحباً سواء عنكمُ يحسنُ الصّبرا
ومذ غبتُ عن مَقرْي مَقَريَّ قد نبا / سقَآ ورعَى ربّي مَقريَّ في مقْرى
أَحنُّ إلى عذرا وعذريَ واضحٌ / لأَنَّ الهوى العذريَّ منّي في عذرا
إذا القدرُ المحتومُ من جلِّقٍ بنا / إلى مصر أَسرى فالقلوبُ بها أسرى
رحلنا فما باحتْ بأسرارنا سوَى / عبارةُ عينٍ خوف يومِ النّوَى عَبْرَى
تركنا دمشقاً والجنانُ وراءَنا / وقد أَمّنا بالكسوةِ الرفقة السّفرا
وجئنا إلى المَرْجِ الذي طابَ نشرُهُ / فلا زالَ من أَحبابنا طَيّباً نَشرا
رحلنا بمرجِ الصُّفرِ بالعيسِ غدوةً / فسارتْ وحطّتْ في محجَّتها ظهرا
وقد قطعتْ تُبْنى إلى الديِّرِ بعدها / وما عرستْ حتى أناختْ على بُصرى
نزلنا الدِّناحَ والجلاعبَ بعدها / وبعدهما غدرَ البشاميَّةِ الغزرا
ورأسَ الجشا والقريتينِ وكلُّها / مواردُ فيها السُّحبُ قد غادرتْ غدرا
وردنا من الزَّيتونِ حِسْمىَ وأَيلة / وجزنا عُقاباً كان مسلكها وعرا
إلى قلّةِ الرَّاعي إلى نابعٍ إلى / جراولَ فالنخلِ الذي لم يزل قفرا
إلى منزلٍ في روضةِ الجملِ اغتدتْ / به عيسنا في صدرِ شارحه صدرا
ودونَ حَشَا لمّا حَثَثْنا ركابنا / عيون لموسى لم يزل ماؤها مُرا
هناكَ تلقانا الوفودُ بِبرِّهم / فسروا بنا نفساً وزادوا بنا بِشرا
قطعنا إلى بحرِ النّدى بحرَ قُلْزُم / ومَنْ قصدُهُ بحرَ النَّدى يقطعُ البحرا
عبرنا إلى من كاثر الرمل جوده / وجزنا إليه ذلكَ الرَّملَ والجسرا
ولم يرونا ماء الثماد بعَجرَد / ولم يقتنع بالقل من يأمل الكثرا
وجبنا البوَيْب والمصانع قبله / إلى بركة الجب التي قربت مصرا
إلى عزمةٍ في المجدِ غيرِ قصيرةٍ / وكان قُصارى أَمرنا أَنْ نرى القصرا
ولما نزلنا مصرَ في شهر طوبة / وردنا بكف العادل النيل في مسرى
غدا قاصراً عن قصرِه قصرُ قيصرٍ / وإيوانُ ةكسرى عند إيوانهِ كسرا
أَبا يوسف الإحسان والحسن خير من
أَبا يوسف الإحسان والحسن خير من / حَوى الفضلَ والإفضالَ والنُّهى والأمرا
ومَنْ للهُدى وجهُ النّجاحِ برأيهِ / تجلى وثغرُ النّصرِ من عزمهِ افترَّا
حمى حوزةَ الدِّينِ الحنيفِ بحوزهِ / من الخالقِ الحُسنى ومن خلقهِ الشُّكرا
أَبوه أَبى إلاَ العلاءَ وعمُّهُ / بمعروفهِ عمَّ الورى البدوَ والحضْرا
وطالَ الملوك شيركوه بطَوله / وما شاركوه في العلى فحوى الفخرا
بنو الأصفر الإفرنج لاقوا ببيضهِ / وسمرِ عواليهِ مناياهمُ حُمرا
وما ابيضَّ يومُ النّصرِ واخضرَّ روضُهُ / من الخصبِ حتى اسودَّ بالنّقعِ واغبرَّا
رأى النّصرَ في تقوى الإله وكلّ من / تقوَّى بتقوى اللهِ لا يعدمُ النَّصرا
ولما رأَى الدُّنيا بعينِ ملالةٍ / أَغذَّ من الأُولى مسيراً إلى الأُخرى
وقامَ صلاحُ الدِّينِ بالملكِ كافلاً / وكيف ترى شمسَ الضُّحى تخلفُ البدرا
ولما صَبَتْ مصرٌ إلى عصرِ يوسف / أَعادَ إليها اللهُ يوسفَ والعصرا
فأَجرى بها من راحتهِ بجودهِ / بحاراً فسماها الورى أَنْمُلاً عشرا
هزمتم جنود المشركين برعبكم / فلم يلبثوا خوفاً ولم يمكثوا ذُعرا
وفرقتمُ من حولِ مصر جموعهم / بكسرٍ وعادَ الكسرُ من أهلها جبرا
وأمنتم فيها الرَّعايا بعدلكم / وأَطفأتم من شرِّ شاوَرِها الجمرا
بسفكِ دمٍ حطتمْ دماءً كثيرةً / وحُزتم بما أَبديتم الحمدَ والشكرا
وما يرتوي الإسلام حتى تغادروا / لكم من دماءِ الغادرينَ بها غُدرا
فصبُّوا على الإفرنج سوطَ عذابها / بأن تقسموا ما بينها القتلَ والأَسرا
ولا تهملوا البيتَ المقدَّسَ واعزموا / على فتحهِ غازينَ وافترعوا البكرا
تديمونَ بالمعروفِ طيِّبَ ذكركم / وما الملك إلاّ أن تُديموا لكم ذِكرا
وإنَّ الذي أَثرى من المالِ مُقتْرٌ / وإنْ يُفْنِهِ في كسبِ محمدةٍ أُخرى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025