القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 8
أمبتسم الأضحَى ومَطلع الفِطرِ
أمبتسم الأضحَى ومَطلع الفِطرِ / أم الدّولَة الغَراء وَضاحَة البشرِ
ليالٍ وَأَيامٌ تَماثَلْنَ بَهجَةً / هيَ المِسكُ والكافور في اللونِ والنشرِ
عَبِيريةُ الرَّيا ربيعية الحُلَى / كَرَقراقَةٍ عَذراءَ تطلُعُ مِن خِدرِ
بِها اشتَمل الدهرُ المَحاسِنَ وارتَدى / وَمِنها استَمدت صفحة الشَّمسِ والبَدرِ
فَحَذيا كَما انهَلَّت شَآبِيبُ مُزنةٍ / وَدنيا كَما انشَق الكِمام عَن الزَّهرِ
ألا هُو شِبل البأسِ زارَ هِزَبرَه / فَقرَّ قَرارُ الناسِ منهُ عَلى الزأرِ
وَسَيلُ الندَى أَفضَى إِلى البَحرِ فَيضُه / وَما بَرِحت تُفضي السيولَ إلى البَحرِ
تَجلّى هِلالاً والسعود تَحفُّه / بهالَة بَدرِ المُلك في شُبْهَةِ الزُّهرِ
وَحَطَّ يَفاعاً شامخَ الأنفِ رحلَهُ / عَلى الجَبلِ الراسي من الفخرِ لا الصَخرِ
وَجاءَ كَما حيَّا الرياضَ نَسيمُها / عَلى قَدَرٍ ضَخم السرادِقِ والقَدْرِ
تَرَى السعدَ والإقبالَ واليمنَ حولهُ / تُواكِبه سبحا إلى جَيشِهِ المجرِي
وَقد أرْسَلتْ أمطارَها السُّحبُ خدمة / لهُ فأَحاطَتْ ساطِعَ النّقعِ بالقَطْرِ
ولَمْ تَستَطِعْ شمسُ الظهيرَة لَفحَه / بِما فَوْقَه مِن ظِلّ ألْوية النّصْرِ
مُنِيرٌ مُنيفٌ وَجْهُهُ ومَحَلُّه / عَلى القَصْرِ مِن لألائِهِ ما عَلى العَصْرِ
تَناصَرَتِ البُشرى بِيَومِ قُدومِهِ / عَلى الحَضرةِ العلياء في البدْوِ والحَضْرِ
وأَضْحَى بِهِ يَبْأَى سَريرٌ وَمِنْبَرٌ / كَبَأوِ اليَراع الصُّفر والأَسَل السُّمرِ
وكانَ عَلَى وَفْقِ الأمانِي وحُكْمِها / تَلاقي النّدى والوَرْد في الزّمنِ النضْرِ
زَكا زَكَرِياءُ المُبارَك مَنْشَأ / فَصَرّح عن مَعْروفِهِ نَابِتُ البَكرِ
وأُوتِيَ مِن آبائِهِ الحُكمُ والحِجَى / صَبِيّاً فكانَ الكهْلَ في بُرْدَةِ الغِرِّ
ورُبَّ صَغير في سِنيه سَنَاؤُه / جَليلٌ لَدى الجُلَّى كَبيرٌ عَن الكِبْرِ
كِنيُّ أبيه بُورِك اسْماً وكُنْيَةً / على النَّجلِ من وَسميْهما كرَمُ النَّجرِ
ويَسْرِي إلى الأرْواحِ مِنْهَا حُبورُها / كَمِثل سُرَى الأرْواحِ في غُرّةِ الفَجْرِ
هُمَامٌ يَدِقُّ المَدْحُ عَنْهُ جَلالةً / ولَو صِيغَت الشِّعرَى لهُ بَدَلَ الشِّعرِ
إذا ما احتَبى في مَجلِسِ الملك أو حبا / فَقُل في الجبالِ الشُّمِّ والأبْحُرِ الخُضْرِ
لهُ الصَّدْرُ مِن بَيتِ الإمارَةِ رُتْبَةً / وحُقَّ لِذاكَ البَيتِ مرْتبَةُ الصَّدْرِ
تَولّعَ بِالْعَليا مَغيباً وَمَشْهدا / فَمِنْ خَبرٍ يُسلي الزّمانَ وَمِن خُبْرِ
وَأَرْبى عَلَى الأملاكِ مَجداً وَسُؤْدَداً / فجرَّ عَلى الأفلاكِ أرْدِيَة الفَخْرِ
يَهيمُ بِإعْدادِ العَتادِ لِبَذْلِهِ / وَيَهْوَى عَوانَ الحَرْب للفَتْكةِ البِكْرِ
وَلا يَرْتَضِي عِزّاً وَقُوداً لِنارِه / سِوى المَنْدَلِ الهِندِيِّ والعَنبرِ الشِّحْرِي
لَقَد آنَسَتْ نُورَ الهُدى مِنهُ تُونِسٌ / كَما آنَس الأُمّالُ نَارَ النَدَى الغَمرِ
أَقُول وَقد أمَّ الوُفودُ قِبَابَه / مُطنّبَةً فَوقَ السِّمَاكَيْنِ والنَّشْرِ
على رِسلِكُم إنّ الكَواكِبَ بَعضُ ما / تَدُوسُ مَطاياكُم إلى الكَوْكَبِ الدرِّي
هَنيئاً لأمْر اللّهِ أنْ شُدَّ أزْرُهُ / بِآل أَبي حَفص أُلى النّهي والأمْرِ
وَأنْ قامَ يَحيْى المُرْتَضى وَسَلِيلُه / لإظْهَارِهِ أثْنَاءَ قَاصِمَة الظَّهْرِ
أَميراً حَبا مِنْهُ أميراً بِمُلكِه / فأدْرَكَ ثَأر الدينِ في البَغْي والكفرِ
وقَلَّدَهُ العَهْدَ الإمَامِيَّ راضِياً / بِسيرَتِه الحُسْنَى وآثارِهِ الغُرِّ
فَناطَ نِجادَ السَيْف منه بِعاتِقي / نَجيدٍ وأَعطى القَوْس أبرعَ مَن يَبْرِي
وَما هِيَ إلا دَوْلَةٌ عُمَرِيَّةٌ / يَدومُ بِها الإقبالُ مُنْفَسِحَ العُمْرِ
تَرى غَدَها يَسْمُو إلَيْهَا وأمسَها / يُديمُ إليها اللحْظَ كَرّاً عَلى كَرِّ
قَضَتْ نَذْرَها الدُّنيا بتَأمينِ أهْلِها / وَفاءً فأوْفَوْا للدّيانَةِ بِالنّذْرِ
حَمَوْها كَما يَحْمي الهِزَبرُ عَرينَه / وأسيافُهم أمضَى من النابِ والظُّفرِ
ولَم تَكُن الدُّنيا لتَعدِلَ عَنْهُم / وَهُم فِئَة التّقوى وطائِفَة البِرِّ
أيمَّة عَدل أقسَطوا حينَ أسْقَطوا / عنِ الناسِ ما آدَ الرّقابَ مِن الإصْرِ
تُضيءُ دَياجيرَ الليالي وُجوهُهم / فَنَحنُ طوالَ الدَّهرِ في وَسطَ الشّهرِ
وَفَوْا بالذي أعْيا الأئِمّةَ قبْلَهُم / وأَعيْا فُحولَ النَّظْمِ قبليَ والنثْرِ
أولئِكَ حِزْبُ اللّهِ لا رَيْبَ فِيهِمُ / وَإن كُنت مُرْتاباً فَسل محكم الذكرِ
سَليل الهُدى والمَجدِ والجودِ هاكَها / مُضَمَّخَةً بالمَدْح والحَمد والشكرِ
هَدايا مِن المَنظومِ أَرجو قَبولَها / وَقد أَقبَلتْ تَخْتال في حَبَر الحَبرِ
عَلى أنّ أغْلَى المَدْحِ دُونَكَ قَاصِرٌ / ولَو كانَ مَقْصورَ البَيانِ عَلى السِحرِ
يَقَرُّ بِعَيْني أنَّ قَلْبِيَ ما قَرّا
يَقَرُّ بِعَيْني أنَّ قَلْبِيَ ما قَرّا / نِزاعاً إلى مَنْ لوْ سَرى طيْفُها سِرّا
قُصارَايَ قَصْرُ النفسِ فيها عَلى الهَوى / هَواناً وقَتلُ الصّبرِ في إثرِها صَبرا
وَقَوْلي عَلى قُرْبِ المَزارِ وبُعْدِه / سَلامٌ وإن حيّيْتُ منْ ربعِها قَفرا
عَفَاهُ وَما أَعْفاهُ إزْماعُها النّوى / فأصبَحَ إِلا من طَوافي بِها صِفْرا
وَعَهدِي به يَنْدى نَعيماً ونضْرَةً / فَيُولي الصَّبا نشراً ويُوفي الضُّحى بِشرا
ألَمْ يَكُ لِلآمالِ كَعْبَةَ حِجِّها / وكان لذي الأوْجالِ في حِجرِهِ حِجرا
جَديرٌ بِلَثْمي واسْتِلامي جِدارُهُ / وَركناه عُرْفا عدّه الحبُّ أَوْ نُكْرا
فَلا عيدَ مَا لم تُسعِدُني بعَوْدَةٍ / وأنّى يَؤُمُّ القَصْرَ من يَمم القَبْرا
فَتَاةٌ أفَاتَتْهَا الليالِي غَوادِراً / وَغادَرْنَني مِنْ بعْدِها مُغْرماً مُغْرَى
أُسِرُّ هَواها ثُمَّ أَجْهَرُ مُفْصِحاً / بِهِ والهَوى ما خامَرَ السرّ والجَهْرا
مِنَ العُفرِ إلا أنَّ في العفر خدْرَها / فَيا للردَى كَمْ أندُبُ العُفر وَالعفرا
إِذا أتْبعتْ ألحاظها الكسْرُ فِتْنَةً / تَضلُّ بِها الأَلبابُ فاحتَسِبِ الجَبْرا
سَلاهَا وقَلبي ما سَلاهَا بِحالَةٍ / وَفاءً تَحلاه لِمَ اخْتارَت الخَتْرا
جَرَتْ بارِحاتُ الطَّيْر لا سانِحاتُها / بِما جَرّ فيها للتّباريحِ ما جَرَّا
تَعَهّدَها كَرُّ الجَدِيدَيْنِ بالبِلَى / فَيَا كَرْبَ نَفسي المُسْتَهامَة ما كَرَّا
نَعِمنا فُواقاً رَيثَما فَوّقَا لَنا / سِهَاماً أصابَتْنا بِما قَصَمَ الظَّهْرا
وَما كانَ إِلا للرّحيلِ إيابُها / كَذا القر يَا للناسِ لا يُنْسِئُ القَفْرا
كَفيلٌ بِشُكري ذِكرُها فَكأنَّما / تُدارُ عَلى المُشتاقِ أنباؤُها خَمْرا
ومِن سَدَرٍ أضْلَلْتُ فِيها مَرَاشِدي / أبَاحِثُ عَن أتْرابِها الضَّالَ والسِّدْرا
وأَذكُرُ بالرَّوْضِ الأرِيضِ وَما حَوَى / تَنَفّسها والقَدَّ والخَدَّ والثَّغرا
دَعاني وأَعْلاقَ العلاقَة إنَّما / دَعاني لَها أنّي تَخَيَّرْتُها ذُخْرا
فُطورٌ بِقَلْبي مِن هَواها مَنَعْنَنِي / وأُنْسِيتُ عِيدَ النّحر أن أَذْكُر الفِطْرا
وَعِنْدِي الْتَقى الضِّدَّانِ ماءٌ ومارِجٌ / وَسَلْ كَبِدي الحَرَّى تُجِبْ مُقْلتِي العبرَى
بَرَمْتُ بِهَجْرِ دَاوَل الوَصْل بُرْهةً / وقَد أبْرَمَتْ لِلْبَيْنِ مَا حَبّبَ الهَجْرا
هَلِ العَيْشُ إِلا أن أغازلَ غَادَةً / يُحَاسِن مَرْآها الغَزالَةَ والبَدرا
وَأسكُنُ مِنها قاطِفاً ثَمَر المُنى / إلى سَكنٍ كالرّيمِ لم يَرمِ الفِكرا
غلبتُ عليها منْ رَداها بِأغلَب / فَما بِيَدي مِنها الغداةَ سِوى الذكرى
ولَوْ أنَّ ما لا يُستَطاعُ أعادَهَا / تَجشّمتُ أمراً في إعادَتِها إمْرَا
ولُذْتُ بِيَحْيى المُرْتَضَى أسْتَعينُهُ / فأحْدقُ بي أنجادُه جَحْفلا مُجرى
أحَقُّ مُلوكِ الأرْضِ رَأياً وَرايَةً / بِفَوْز ونَصر لاعَدا الفوْزَ والنّصْرا
إلَيْهِ انتَمَى فَضْلُ الأئِمَّة وانتَهى / مَساعِيَ لِلدُّنْيا تُقَدَّمُ لِلأخْرى
فَمنْ يكُ زانَ الأمرُ والنّهيُ حالَه / فتِلكَ حُلاه زَانَتْ النّهْيَ والأمْرا
جَريئاً حريا بِالْخِلافَة مُجْمعاً / عليْهِ فبُشرى الدّين بالأجرأ الأحرَى
حَبَا وحمَى طوْلاً وَصَوْلاً تَكَافَآ / فَما أسأرتْ عَلْياه عُسراً ولا ذُعرا
إذا دَعَت الحَرْبُ العَوانُ بِعَزْمهِ / ولبَّى صَداها فارْقُب الفتكَةَ البِكْرا
تَسَنّى لَه في البَرِّ والبَحْرِ ما نَوى / سَعَادَةُ جدٍّ أخْدمَ البَرَّ والبَحْرا
فمَا ينْهرُ الليْلُ النّهار إذا مضَى / لِبُغْيَتِه قُدْماً ولا السَّنةُ الشّهرا
تُفاتِحُه الأعْوامُ بالفَتحِ خِدْمَةً / وَيَسبقُ في مَرْضاتِهِ العَجُزُ الصّدْرا
وللّهِ حَوْلُ الأرْبَعِينَ فلَمْ يَزَلْ / بِه حالِياً بُشْرى تظاهره بُشرى
تَرَى أوَّلاً مِنْهُ يُنافِسُ آخِراً / وحسْبُ الليالي ما يُطوِّقُها فَخْرا
فإن دَوَّخَتْ فيهِ العِنَادَ جيادُهُ / فقَد نَسَفَتْ فيهِ سَفائِنُه الكُفرا
سَوابِحُهُ عَمَّ الأعادِيَ عَدْوُها / بَوَاراً وأسمَى السَّعْي ما انتَظَم البَرَّا
فَمِنْ مُقْربَاتٍ جَاستِ السَّفْعَةَ الغَبرا / ومِن مُنْشآتٍ جَابَت الأبْحُرَ الخَضْرا
سَمتْ لأسَاطِيلِ النّصارَى فقُهْقِروا / لِتَصْويبِها مسْتيقِنين بِها القَهْرا
وَرَامَتْ ليوثَ الروم فُتخاً كَواسِراً / فَما وَجَدُوا نَصراً وَلا عَدِمُوا هَصرا
أَراقَتْ عَلَى الدأماءِ حُمْرَ دمائِهم / فَراقَت شَقيقا في البنَفسج مُحْمرّا
عَلى القِدِّ والقَيد التَقَت ثَمَّ هَامهُم / وَأَيديهمُ لا تُنكِر القَتل والأَسرا
ولَيْسَ لِداء الشرْك أسْوٌ سِواهُما / لدَى المِحرَب الماضِي إذا شَرُّه اسْتَشرى
نَتائِجُ مَولىً قَدّم البرّ والتقى / وَأجْرى إلى ما سَوْفَ يُجزى بِه الأجْرا
بِغُرّته انْجَابَتْ غَياهِبُ دَهْرِهِ / وأطْلعَتِ الأيّام أوْجُههَا غُرّا
دَنا قارِياً لمّا تَباعَدا راقِياً / فيا رفْعة المَرْقى ويا سَعَة المَقرى
إيالَتُه فَضْلٌ عَلَينا ونِعْمَةً / وعيشته فيناهي النعْمَة الكُبرى
رُوَيْدَ الليالِي كَم تُصِرُّ عَلَى الغَدْر
رُوَيْدَ الليالِي كَم تُصِرُّ عَلَى الغَدْر / أتَجْهلُ إتْلافَ النّفائِس أمْ تَدرِي
تَدبُّ بِفَجْعِ الخِلِّ بالخِلِّ دَائِباً / وتَسرِي لشتِّ الشَملِ في السِرِّ والجَهرِ
وَما أَنْشَبَتْ في ضَيْغَم الغَاب نَابَها / فأفْلَتَها يَوْماً ولا ظَبْيَة الخِدْرِ
فَيا لَيتَها والهَجْرُ مُودٍ بِوصْلِها / كَفَتْنا سُرُورَ الوَصْل أوْ حَزنَ الهجرِ
وَيا لَيتَها كانَت كأَشْعَبَ في الذي / تَعَلَّمَ دون الطَّيِّ مِن صَنعَةِ النَّشْرِ
فَلَم يَسْتَفِد لُطف التهدِّي إلى الأذى / ولم يعْتَمد عُنْف التَصدِّي إلى الضُّرِّ
لَقد أَثْكلَتْني خُلّةً طَعَنَتْ بِها / ولَكِن أَقامَتْ بعدَها لَوْعَة الصّدْرِ
ذَوَتْ غُصناً مَاءُ النّعيم يُميلُه / بِملْء الحَشايا والحَشا وَقدة الجَمرِ
وأَسْلمَها الجيشُ العَرَمرَمُ للرَّدى / كأن لَم تكُن أحْمَى مِن النجمِ الزُّهرِ
يُذَكِّرُ فيها الشَّمْس والبَدْر كُلّما / رَميْتُ بلَحْظي طلْعة الشَّمس والبَدْرِ
هَوَتْ في الثَّرى وَهْي الثرَيا مكانةً / فَلَهفي لمَا ساء الهَوى آخر الدَّهْرِ
حَنينِي لأحْداثٍ أَطافَتْ بِرَسْمِها / كأَصْدافِ دُرّ لَم تَرِمْ ساحِلَ البَحْرِ
وحَجِّي إلَيْها واعْتِمارِي جَعَلته / وَذاك لَعَمري مُنتَهى شَرَف العُمْرِ
أعِدْ نَظَراً فيما دَعانِي إِلى الأسى / وَما عادَنِي في عِيدي الفِطر والنَّحْرِ
تَجِدْنِيَ من مِيقاتِها يَا لِيَوْمِها / مهلاً ولكِنْ بالمَراثِي مِن الشِّعرِ
وَقاذِفَ دَمْعٍ كالجِمارِ مُورَّداً / إذا ما أفاضَ الناسُ فاضَ عَلى النَّحْرِ
وَلا تَلُمَنِّي أن حَلَلْتُ مُقَضِّياً / مَناسِكَ أشْجانِي وضَحَّيتُ بالصَّبرِ
فَقَلْبِيَ لَو رَامَ السلُوَّ ثَنيَتُه / عَن القَرِّ ما بينَ الضُّلوعِ إلى النَّفْرِ
وفاءً بِعَهْدٍ لا أُخِلُّ بِحِفْظِه / إلى عرْضَة الأمواتِ في عرْصة الحَشرِ
أَوائِل فَتْحٍ ما لَهُنَّ أَوَاخِرُ
أَوائِل فَتْحٍ ما لَهُنَّ أَوَاخِرُ / تَرَامَتْ بِها جُرْدٌ وَفُلْك مَواخِرُ
فَتِلكَ تُؤَدّيها قِفارٌ بَسابِس / وَهَذِي تُزَجِّيها بِحارٌ زَواخِرُ
سَوابِحُ إلا أنَّ بَعْضاً حَوامِلٌ / وبَعْضاً مِن الرَّكْضِ الحَثيثِ ضَوامِرُ
يَعُمُّ الذي خُصتْ به منْ تهانِئ / فَلا بَشرٌ إلا ازْدَهَتْهُ البَشائِرُ
وَأسْنَى الفُتُوحِ الطَّالِعاتُ سَوَافِراً / ولم تَتَلَثَّم بالقَتَامِ العَساكِرُ
ولا دَلَفَتْ للحرْبِ أُسدٌ خَوادرٌ / تَطيرُ بِها في النقعِ فُتخٌ كَواسِرُ
يَجودُ بِها المِقْدار دونَ رَويَّةٍ / وَيَفْتَنُّ سَبْقاً في البَديهَة شاعِرُ
وَما الماءُ فَوّاراً بغيْرِ احْتِفارهِ / كآخرَ تَفْرِي الأرْضَ عنْهُ المَحافرُ
تَعَوَّدَ يَحْيَى المُرْتَضى دَرَك المُنى / ولا هُزّ خَطِّيٌّ ولا سُلَّ بَاتِرُ
فَلَوْ شاءَ ما التَفَّتْ عَلَيهِ مَيامِنٌ / ولَوْ شاءَ ما التَفَّت عَلَيهِ مَياسِرُ
وَمن حارَبَتْ عنه السُعودُ فَمَا لَهُ / يُشاوِر آسادَ الوَغَى ويُسَاوِرُ
تَظَاهَرَ شَرْعاً بالحُماةِ وإنَّما / تُظَافِرُه أيّامُه وتُظَاهِرُ
كآرائِهِ رَايَاتُهُ في عُلوُهِّا / لَها خالِدُ الإقْبالِ إلفٌ مؤَازِرُ
تُحاذِرُ أَمْلاكُ البَسيطَة صَوْلَهُ / ويَأمَنُ مِنْ صَوْلاتِها ما تُحاذِرُ
كَفاهُ اتِّصافاً بالْكِفَايَةِ أنّهُ / مِن اللَّهِ مَنْصورٌ وللَّهِ ناصِرُ
هُوَ القائِمُ الهادِي بأيْمَنِ طائِر / فَمَا بِحِمَى الإِسْلام للشرْكِ طائِرُ
أطَلّ على الآفاقِ وهيَ بَلاِقعٌ / فعادَتْ مِنَ التّعميرِ وهيَ عَمائِرُ
وسَاسَ الرّعايا والنفوسُ شَوارِدٌ / تناكَرُ ضِغْناً والقُلُوبُ نَوافِرُ
فَيَا حُسْنَ ما صاروا إلَيْه بِسعْيِه / وتَحْسُنُ بالسّعْي الكريمِ المَصائِرُ
تَصافَى بِما أوْلاه دَانٍ ونازِحٌ / وأَثَّ على مَسْعاهُ بادٍ وحاضِرُ
وحَفَّ بِهِ للسَّعْدِ جُنْدٌ مُجَنَّدٌ / فَذَلَّتْ أعاريبٌ لَهُ وبَرابِرُ
بِحَسْبِكَ في هوَّارَةٍ وزَنَاتَةٍ / وقائِعُ هابَتْها سُلَيْم وعامِرُ
تُعادُ إلى النَّحْر الوَحِيَّ قُدومُها / بِما عَظُمَتْ آثارُها والجَرائِرُ
سَيَحْمَدُ ما أبْلَى نَداهُ وبَأسُهُ / صُفوفُ البَرايا يَوْمَ تُبلَى السَّرائِرُ
رَبِيعاً ثَنَى الأزْمانَ فالظلُّ سَجْسَجٌ / يَفيءُ على الضّاحين والرَّوْضِ ناضِرُ
لَقَدْ شادَ رُكنَ الحقِّ منه حُلاحِلٌ / وشَدَّ عُرَى الإيمانِ منْهُ عُراعِرُ
تَكفُّ سطاهُ الليثَ والليثُ هاصِرٌ / وتَكفِي لهاهُ الغَيثَ والغَيثُ هاجِرُ
أمدُّ الوَرَى في كلِّ صالِحَةٍ يَداً / وحَسْبكَ خافٍ مِنْ ثناهُ وظَاهِرُ
تَبَحْبَحَ في العَليا فَطَابَتْ شَمائِلٌ / مُقَدَّسةٌ مِنْهُ وطَابَتْ عَناصِرُ
مُكِبٌّ على خوْضِ الخِطارِ وإنَّما / يَنالُ خَطِيراتِ الأُمورِ المُخاطِرُ
يَمِيدُ ارْتِياحاً كلَّما غنّتِ الظُّبى / ومُدَّتْ مِنَ النّقْع المُثارِ سَتائِرُ
كعادَتِه إن قَام يَشْعُرُ نَاظِمٌ / بِأمْداحِهِ أو قامَ يَخْطُبُ ناثِرُ
تَقَاصَرَ عَنْهُ مَنْ تَطاوَلَ قَبْلَهُ / وأينَ مِن الشمسِ النجومُ الزَّواهِرُ
خِلافَتُهُ أوْدَت بِكُلِّ مُخالِفٍ / فَلا ثائِرٌ إِلا غَدا وهو بائِرُ
كأَنَّ عَلَيْهِ لِلْمقادِر رَغْبَةً / فَما قامَ إلا أقْعَدَتْهُ المَقَادرُ
بِها نَسَخَ الرُّشْدُ الضَّلالَةَ ماحِياً / وَهلْ تَثْبُتُ الظَّلماءُ والصُّبحُ باهرُ
تَحَرَّى وَلِيُّ العَهْد فِيه سَبيلَهُ / يُقَاسِمُه أعبَاءَها ويُشَاطِرُ
لئِن ظلَّ يوْمَ الحرْبِ للسيْفِ شَاهِراً / لَقَدْ بَاتَ لَيْل السلم والطّرْفُ سَاهِرُ
أبَى سُؤْدَداً إلا الحَزَامةَ سِيرَةً / يُرَاوِحُها ثَبْتَ الحِجى وَيُباكِرُ
سَجَايَا كِرامٍ أوْرَثوه كِرامَها / فبَعْضُ مَساعيهِ العُلى والمَآثِرُ
لَكَ الخَيْرُ أنْ شَرَّفتَهُ بولادَةٍ / فَما تَلِدُ الأخيارَ إلا الأخايِرُ
وإنْ تَتَعَهَّدْ بالخِلافَة ناظِراً / إليهِ فقَدْ قرّتْ بذاكَ النَّواظِرُ
هُوَ النُّور حَقاً والهُدى شدّ ما اقْتدَى / بِها حَائِدٌ ضَلَّ السبيلَ وحَائِرُ
حَبَتْ وَسْمَها دُونَ الأئِمة واسمَها / إمَاماً إذا سَمّتْهُ تُزْهَى المَنابِرُ
تَحَلَّى منَ الإخْباتِ أزْينَ حِلْيَةٍ / لِتَنْعَم أبْصارٌ لها وبَصائِرُ
فلا جامحٌ إلا لِعَلْياه جَانِحٌ / ولا صَائِلٌ إلا لِمَثْواه صَائِرُ
هَنيئاً مَريئاً لِلْمرِيَّة أنْ أَوَتْ / إلَى مَظْهَر تَنْحَطُّ عنْهُ المَظاهِرُ
تَبَرَّأَ مِنِّي وَيَحِيَ النَّظمُ والنّثْرُ
تَبَرَّأَ مِنِّي وَيَحِيَ النَّظمُ والنّثْرُ / فَلا خُطْبةٌ مِما أُجيدُ ولا الشعْرُ
وأَيْأَسَني مِنْ ذا وذاكَ تَبَلُّدي / وَما لامرِئ ذنْبٌ إذا وَضَح العُذْرُ
تُهابُ السُّيوف البيضُ والأُسُل السمْرُ
تُهابُ السُّيوف البيضُ والأُسُل السمْرُ / وأقْتلُ مِنْهُن الغَلائِلُ والخُمْرُ
أما تِلْك صَرْعاها تَعِزُّ نَجَاتُها / وَكَمْ قد نَجا مَنْ يصْرَع الدّعْس والهَبْرُ
بِها فَتَنَ الأَلْبابَ حُسْنُ مَنَاظِرٍ / لَهَا طُرَرٌ سُحْمٌ لها غرَرٌ زُهْرُ
ولينُ قُدُودٍ يُوجَدُ النَّوْر والجَنَى / لَدَيْها ولكِن يُعدَمُ العطفُ والهَصْرُ
بكَتْ لِبُكائِي المَالِكِيّةُ فَالتَقَى / بِحُكمِ النَّوى الياقوتُ أحمَرَ والدُّرُّ
وَمَا زَوَّدَتْنِي غيْرَ إيماءةٍ كَفَتْ / وَحَسْبِيَ عُرْفٌ لا يُقَابِلُهُ نُكْرُ
عَجبْتُ لها رَاضَ الوَداعُ جِماحَهَا / وَعَهْدِي بِها غَضْبَى تُزارُ فَتَزْوَرُّ
وَقدْ سرّها في صدقِيَ السرَّ أنَّ لي / بِقَلْبِي لَهَا ما لا يُحِسُّ به الصّبْرُ
لَهَانَ عَلَيَّ الصَّعْبُ في حُبِّ عمرَةٍ / وإنْ غاب في أعقابِ رِحْلتها العُمرُ
يَقُولونَ أتبعْت الصّبا آهَةَ الهَوَى / فقُلْتُ ارْتِشافُ الرّاح يتْبعُهُ السُّكْرُ
صَبَرْتُ إِلى أن أَوْمأَتْ بِسَلامِها / فلمَّا استَقَلَّ الرّكبُ أسلَمَني الصَّبرُ
ومِنْ أيْنَ أو كَيْفَ التَّجَلُّدُ للنَّوَى / ومَدُّ الأسى في القَلْبِ لَيْس له جَزْرُ
حَيَاتِيَ هَجْرٌ كُلُّها وقَطيعَةٌ / أما آن أنْ تَفْنَى القَطيعَةُ والهَجْرُ
إِذا لَم يَكُن في صَبْوتي الهَوْنُ نافِعي / فَتَاللَّهِ ما في سَلْوَتِي ضَائِري الكِبْرُ
فَخَرْتُ بقرْبِ العِزِّ مِنْ حَضْرَة العُلى / وَلَولا مكانُ القرْبِ عَزَّنِيَ الفَخْرُ
فَإنْ عُدَّ بَيْتِي في قُضَاعة أوَّلاً / فَمَنْ عُدَّ مَوْلاها هُوَ الماجِدُ الحُرُّ
عَلَى أنَّها جُرْثُومَةُ اليَمَنِ التي / لها في بَنِي عَدْنَانَ الحلفُ والصِّهرُ
لَقَدْ كرمتْ في حالَتَيْها مَغَارِساً / فطال وطابَ النجْلُ ما شاءَ والنجْرُ
صَفَتْ جَوْهَراً مِنها تَميمٌ وصوفةٌ / وَزادتْ عُلىً عنْها كِنانَة والنّضْرُ
وَأَجْمَعُ بَأوٍ في إخاء مُجَمَّعٍ / كَفَانَا انتِخاءً أنَّ إِخْوَتنَا فِهْرُ
كَألْسُنِنا أسْيافُنا فِي مَضَائِها / فلا خُطْبَةٌ حَتَّى نَقُومَ ولا شِعْرُ
وكَمْ سُؤدَدٍ فينا تَرَدَّدَ مَحضُه / ومَجْدٍ أَبَى إبلاءَ جِدّتِهِ الدَّهْرُ
لَنَا آخِذُ المِرْباع قَبْلَ رَبيعَةٍ / فأَنَّى لبَكرٍ أنْ تُفاخرَنا بَكْرُ
ومنّا الذي أرْضى النبوَّة مَنْطِقاً / وأطْلَعَهُ بَدْراً بأفْقِ الوَغى بَدْرُ
جَحَاجِحَةٌ غُرُّ الوجوهِ صِبَاحُهَا / ألا بِأبِي تِلْك الجَحَاجِحَةُ الغُرُّ
يَمانُونَ في أيْمانِهِم مُلْتَقى العُلَى / سَماحٌ إذا قَرَّوا وَبَأسٌ إذا كَرُّوا
سِرَاعٌ بِطاءٌ لِلْحَبَاء وفي الحُبَى / فقُل أجْبلٌ شُمٌّ وقُلْ أبحرٌ خُضْرُ
مِنَ العَرَب العَرْباءِ في سِرّ يَعْربٍ / صَفَا للمَعالي مِنْهُمُ السِّرُّ والجَهرُ
أقَامُوا مُلوكَ الجاهِلِيّة عَصْرَها / وَما ازْدانَ في الإسلام إلا بهِمْ عَصْرُ
بِهِم شُدَّ لِلإيمانِ أَزْرٌ وسَاعِدٌ / وهُدَّ بناءُ الكُفرِ حتَّى هَوَى الكُفرُ
وَهُم فَتَحُوا الآفاق طراً فأصْبَحَتْ / تُؤَدِّي جِزاها القِبْطُ والفُرْسُ والصُّفرُ
ولَوْلاهُمُ بَاد الشآمُ وأهْلُهُ / ولَم يَتَبوّأْهُ ابنُ صَخْرٍ ولا صَخْرُ
قَضَوْا نَحْبَهم بين الأسِنَّة والظُّبى / وقَد خامَ عَنها عامِر ونَبا عَمرو
وَطالَ عَلَى حُمر المَنايا ازْدِحامُهُمْ / أَمَا نَبَّأْتَهُم أنَّ مَوْردها مُرُّ
يَعُدُّونَ غيرَ الموْتِ غَمْصاً علَيهمُ / فلَيسَ لَهُم إِلا بمَعرَكةٍ قَبْرُ
وَلوْ أن يَحْيَى المُرْتضَى أُنِسئوا مَعاً / لِخِدْمَتِهِ لَمْ يُنْسَ يَوْماً لَهُمْ ذِكْرُ
أولَئِكَ قَوْمي جاد تُرْبَهُمُ الحَيا / وَهَذا إِمامِي لا عَدا نَصله النّصْرُ
بِسُدَّتِهِ العَلْيَاءِ سُدْتُ فَمَنْزلي / بحيثُ استطارَ القلبُ أوْ رَفْرَفَ النسرُ
وعَن غُرةِ الإصباحِ غمَّضْتُ إِذ غَدَا / لغُرتِّه الإصباحُ مُذ بَدا والفَجرُ
وأَنمُله استَسقَيتُ لا البَحرَ زاخِراً / ولا المُزنَ أين المُزْنُ منهُنَّ والبَحرُ
سُمُوّاً إلى العليا لنفسٍ مَتَى وَنَت / عنِ الغايَةِ القُصوَى فَلَيْسَ لَها عُذرُ
تُحاوِلُ ما فوقَ الثرَيا براحَةٍ / تُطاوِل سُمر الخِطِّ أقلامُها الصُّفْرُ
سَواءٌ لدَيها الوَصْم وَالمَوت لا تَرى / سِوى الصَّومِ والإمساكِ ما يَوَّمَ الفِطرُ
وما أنا مِمن يرتَضِي القُلَّ مُقتَنىً / وَمَوْلايَ لا يُرضِيهِ أَفضالُهُ الكُثرُ
تَقَبَّلْتُ مِنهُ الوِترَ في كلِّ سُؤدَدٍ / مَواهِبُهُ شَفعٌ ونُجعَتُهُ وِتْرُ
فَمَنْ ضَامَهُ دَهرٌ وأَلوَى بِوَفْرِهِ / فَمِنِّي له نَصرٌ وعِندِي له وَفْرُ
وأُبرِئُ مَن يَشكُو وإن شَفَّنِي الضّنَى / وأنفَع مَنْ يَرجو وإنْ مَسَّنِي الضرُّ
تَراءَى لهُ أفْقُ البُحَيرَةِ والبَحْرِ
تَراءَى لهُ أفْقُ البُحَيرَةِ والبَحْرِ / فَراحَ بِمَاءِ القَلْبِ مُخْتَضِبَ النحْرِ
وَقَدْ مَنَعَ التَّهْويمَ أَنِّيَ هَائِمٌ / بِعَيْشٍ مَضَى بَينَ الرُّصَافَةِ والجَسْرِ
وَجَنَّةِ دُنيا لا نَظِيرَ لحُسْنِها / تَفَجَّرتِ الأَنْهَارُ مِنْ تَحْتِها تَجْرِي
إِذَا النَّاسُ حَنُّوا لِلرَّبيعِ وَجَدْتُنا / بِها في رَبيع كلِّ حُسن مِن الزَّهْرِ
تَهبُّ نُعَامَاهَا فَيُفَغِمُ أَنْفَنَا / بِأَنْفاسِها المَلذوذَةِ البَرْدُ فِي البَحْرِ
كَأَنِّيَ مِنْ قَلْبِي المُتَيَّمِ قَادِحٌ / عَفَاراً لِتِذْكَارِي لكُثْبَانِها العُفْرِ
وَأَيَّامِيَ الزُّهرِ الوُجُوهِ خِلالَهَا / وَلا خُلَّةٌ غَيْرَ الحَديقَةِ وَالنَّهْرِ
فَمِنْ بكراتٍ أدْبَرَتْ وأَصَائِلٍ / جَنَيْتُ بِها الإقْبَالَ في غُرَّةِ العُمْرِ
عَشَايا كَسَاها التِّبْرُ فَضْلَ شُنُوفِهِ / أَلا يَا لَهَا فَضلُ الشنُوفِ عَلَى التِّبْرِ
فديتك ما هذا التراخي وإنّما
فديتك ما هذا التراخي وإنّما / عدادُك لو يصحو فؤادك في السفر
تنَزّه عن التطواف تلتمسِ الغنى / حسبك بالنزرِ اليسيرِ من الوفر
ومن أمّ دفرٍ حذّرَ الناس قبلنا / فإيّاكَ والتعريج منها على دفر
هب العمر يحظى بالعمارة آملاً / أليس من القبر المآلُ إلى القفر
ألم ترَ وفد اللَه من بعد حجّهم / إذا لهجوا بالقرّ سيقوا إلى النفر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025