القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 21
زَمانٌ كَثَوبِ الغولِ فيهِ تَلَوُّنٌ
زَمانٌ كَثَوبِ الغولِ فيهِ تَلَوُّنٌ / فَأَوَّلُهُ صَفوٌ وَآخِرُهُ كَدَر
خَليقَةُ شَهمٍ كُلَّما أَسمَحَت مَحَت
خَليقَةُ شَهمٍ كُلَّما أَسمَحَت مَحَت / مَعالِمَ جَدبٍ لَم يُطِق مَحوَها المَطَر
نُصِرتَ عَلى الأَعداءِ فَليَهنِكَ النَصرُ
نُصِرتَ عَلى الأَعداءِ فَليَهنِكَ النَصرُ / وَدانَت لَكَ الدُنيا وَذَلَّ لَكَ الدَهرُ
فَأَنتَ كَإِقبالِ الشَبيبَةِ وَالصِبا / تَطيبُ بِكَ الدُنيا وَيَنعَمِرُ العُمرُ
وَلَيسَ كِرامُ الناسِ إِلّا كَواكِباً / عَلى صَفحَتَي لَيلٍ وَأَنتَ لَهُم بَدرُ
وَفي الناسِ أَجوادٌ كَثيرٌ وَإِنَّما / أُولَئِكَ أَثمادٌ وَأَنتَ لَهُم بَحرُ
فَإِن أَظلَمَ الأَحداثُ وَاِسوَدَّ لَونُها / فَهُم شَفَقٌ فيها وَأَنتَ بِها فَجرُ
أَبا قاسِمٍ فَخراً عَلى المَجدِ وَالعُلا / فَإِنَّ العُلا رَوضٌ وَأَنتَ بِهِ زَهرُ
غَدَت أَرضُنا مِنكُم سَماءً مُظِلَّةً / لَها أَنجُمٌ مِن زُهرِ أَخلاقِكُم زُهرُ
كَأَنَّكَ في خَدِّ الزَمانِ تَوَرُّدٌ / وَفي فَمِهِ ضِحكٌ وَفي وَجهِهِ بِشرُ
فَمَن يَكُ مَمدوحاً بِنَظمٍ نَصوغُهُ / فَإِنَّكَ مَمدوحٌ بِكَ النَظمُ وَالنَثرُ
وَإِن يَكُ بَعضُ الأَكرَمينَ يَعُقُّني / فَإِنَّكَ مَدُّ البَحرِ إِن أَخلَفَ القَطرُ
تَواضَع إِذا مَدَّ العَلاءُ بِضَبعِهِ
تَواضَع إِذا مَدَّ العَلاءُ بِضَبعِهِ / كَما اِنحَطَّ ضَوءُ البَدرِ وَاِرتَفَعَ البَدرُ
زَبَرجَدَةٌ فيها قُراضَةُ فِضَّةٍ
زَبَرجَدَةٌ فيها قُراضَةُ فِضَّةٍ / فَإِن رَجَعَت تِبراً فَقَد خَسَّ أَمرُها
تُلِمُّ بِنا طَورَينِ في كُلِّ حِجَّةٍ / فَيَكثُرُ فينا خَيرُها ثُمَّ شَرُّها
فَعِندَ المِصَيفِ لَيسَ يُفقَدُ نَفعُها / وَعِندَ الخَريفِ لَيسَ يُؤمَنُ ضَرُّها
وَزائِرَةٍ في كُلِّ عامٍ تَزورُنا
وَزائِرَةٍ في كُلِّ عامٍ تَزورُنا / فَيُخبِرُ عَن طيبِ الزَمانِ مَزارُها
تُخَبِّرُ أَنَّ الجَوَّ رَقَّ قَميصُهُ / وَأَنَّ الرِياضَ قَد تَوَشّى إِزارُها
وَأَنَّ وُجوهَ الغُدرِ راقَ بَياضُها / وَأَنَّ وُجوهَ الأَرضِ راعَ اِخضِرارُها
تَحُنُّ إِلَينا وَهيَ مِن غَيرِ شَكلِنا / فَتَدنو عَلى بُعدٍ مِنَ الشَكلِ دارُها
فَيُعجِبُنا وَسطَ العِراصِ وُقوعُها / وَيُؤنِسُنا بَينَ الدِيارِ مَطارُها
أَغارَ عَلى ضَوءِ الصَباحِ قَميصُها / وَفازَ بِأَلوانِ اللَيالي خِمارُها
تَصيحُ كَما صَرَّت نِعالُ عَرائِسٍ / تَمَشَّت إِلَيها هِندُها وَنُوارُها
تُجاوِرُنا حَتّى تَشِبَّ صِغارُها / وَتَقضي لُباناتِ النُفوسِ كِبارُها
تَجَلّى لَكَ الإِملاكُ عَمّا تُحِبُّهُ
تَجَلّى لَكَ الإِملاكُ عَمّا تُحِبُّهُ / فَإِنَّكَ قَد فَصَّلتَ بِالتِبرِ جَوهَرا
فَصَيَّرتَهُ لِلدَهرِ عَقداً مُفَصَّلاً / وَطَيَّرتَهُ في الأُفقِ نَشراً مُعَطَّرا
هُوَ اليُمنُ لَم يُعدِمكَ مَحبوبَةً دَنَت / وَمَكروهَةً شَطَّت وَصَعباً تَيَسَّرا
وَقَد سَرَّني أَنّي رَأَيتُكَ واطِئاً
وَقَد سَرَّني أَنّي رَأَيتُكَ واطِئاً / عَلى عَقِبَي داءٍ تَراخى فَأَدبَرا
وَقَد ظَلَّ يَبغي رائِدُ البَرءِ مورِداً / لَدَيكَ وَيَبغي فارِطُ السَقمِ مَصدَرا
وَلا غَروَ أَن يَغشاكَ عارِضُ عِلَّةٍ / فَإِنّي رَأَيتُ الوَردَ يَغشى الغَضَنفَرا
وَلَو كُنتَ نَجماً ما خُسِفتَ وَإِنَّما / كُسوفُكَ أَن أَمسَيتَ بَدراً مُنَوَّرا
وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ
وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ / فَقُلتُ سِوارٌ في مَعاصِمِ أَسمَرا
وَقَد سَدَّ عَرضَ الأُفقِ غَيمٌ تَخالُهُ / يَزُرُّ عَلى الدُنيا قَميصاً مُعَنبَرا
تَهادى عَلى أَيدي الحَبائِبِ وَالصِبا / كَخَرقٍ مِنَ الفِتيانِ نازَعَ مُسكِرا
تَخالُ بِهِ مِسكاً وَبِالقَطرِ لُؤلُؤاً / وَبِالرَوضِ ياقوتاً وَبِالوَحلِ عَنبَرا
سَوادُ غَمامٍ يَبعُثُ الماءَ أَبيَضاً / وَغَرَّةُ أَرضٍ تُنبِتُ الزَهرَ أَصفَرا
أَتَتكَ بِهِ أَنفاسُ ريحٍ مَريضَةٍ / كَمَفظَعَةٍ رَعناءَ تَستاقُ عَسكَرا
فَأَلقى عَلى الغُدرانِ دَرعاً مَسَرَّداً / وَأَهدى إِلى القيعانِ بُرداً مُحَبَّرا
تَخالُ الحَيا في الجَوِّ دُرّاً مُنَظَّماً / وَفي وَجَناتِ الأَرضِ دُرّاً مُنَثَّرا
وَأَقبَلَ نَشرُ الأَرضِ في نَفَسِ الصِبا / فَباتَ بِهِ ثَوبُ الهَواءِ مُعَطَّرا
إِذا ما دَعَت فيهِ الرُعودُ فَأَسمَعَت / أَجابَ حُداةٌ وَاِستَهَلَّ فَأَغزَرا
وَيَبكي إِذا ما أَضحَكَ البَرقُ سِنَّهُ / فَيَجعَلُ نارَ البَرقِ ماءً مُفَجَّرا
كَأَنَّ بِهِ رُؤدَ الشَبابِ خَريدَةً / قَدِ اِتَّخَذَت ثِنيَ السَحابَةِ مِعجَرا
فَثَغرٌ يُرينا مِن بَعيدٍ تَبَلُّجاً / وَدَمعٌ يُرينا مِن بَعيدٍ تَحَدُّرا
رَكوبٌ لَأَعناقِ الأُمورِ وَلَم يَكُن
رَكوبٌ لَأَعناقِ الأُمورِ وَلَم يَكُن / يَدُبُّ عَلى أَعجازِها مُتَقَفِّرا
إِذا أَدبَرَ المَطلوبُ عَنهُ فَخَلِّهِ / فَإِنَّ عَناءً أَن تُحاوِلَ مُدبِرا
قَبيلُكُمُ في العِزِّ يَعلو قَبائِلاً
قَبيلُكُمُ في العِزِّ يَعلو قَبائِلاً / وَواحِدُكُم في المَجدِ يَكثُرُ مَعشَرا
فَلا زالَتِ الأَقدارُ دونَ مَحَلِّكُم / سَواقِطَ وَالمَكروهُ عَنكُم مُقَصِّرا
عَلَيكَ سَلامُ الأَصبَحِيَّةِ كُلَّما
عَلَيكَ سَلامُ الأَصبَحِيَّةِ كُلَّما / يَحِنُّ أَخو شَوقٍ لِبُعدِ دِيارِ
فَأَنتَ أَخو شَينٍ وَخِدنُ دَناءَةٍ / وَصاحِبُ عارٍ وَاِبنُ أُمِّ شَنارِ
أَيا عَجَباً مِن آنِسٍ لَكَ نافِرٍ
أَيا عَجَباً مِن آنِسٍ لَكَ نافِرٍ / يُعاوِدُ وَصلاً وَهوَ في حالِ هاجِرِ
يَزورُ عَلى بُعدِ المَكانِ وَلَم يُرِد / وِصالاً فَقُل في زائِرٍ غَيرِ زائِرِ
لَهُ في الذُرا شَذرٌ يَمُرُّ وَيَنثَني / كَما حَرَّكَ الكَعبَينِ كَفُّ مُقامِرِ
وَأُخبِرُ أَنّي رُحتُ في حِلَّةِ الضَنى
وَأُخبِرُ أَنّي رُحتُ في حِلَّةِ الضَنى / لَيالِيَ عَشراً ضامَها اللَهُ مِن عَشرِ
تُنَفِّضُني الحُمّى ضُحىً وَعَشِيَّةً / كَما إِنتَفَضَت في الدَجنِ قادِمَتا نِسرِ
تَذُرُّ عَلَيَّ الوَرسَ في وَضَحِ الضُحى / وَتُبدِلُهُ بِالزَعفَرانِ لَدى العَصرِ
إِذا اِنصَرَفَت جاءَ الصُداعُ مُشَمِّراً / فَأَربى عَلَيها في الأَذِيَّةِ وَالشَرِّ
وَتَجعَلُ أَعضائي عُيوناً دَوامِعاً / تُواصِلُ بَينَ السَكبِ وَالسَجمِ وَالهَمرِ
فَتَحسَبُهُ طَلّاً عَلى أُقحُوانَةٍ / وَعَهدي بِهِ يَحكي حُباباً عَلى خَمرِ
وَلَمّا تَمادَت عُذتُ مِنها بِحِميَةٍ / كَمَن تَرَكَ الرَمضاءَ وَاِنفَلَّ في الجَمرِ
وَما مِنهُما إِلّا بَلاءٌ وَفِتنَةٌ / وَضَرٌّ عَلى الأَحرارِ يالَكَ مِن ضَرِّ
وَقَد عادَني الإِخوانُ مِن كُلِّ جانِبٍ / وَما قَصَّروا في العُرفِ وَالفَضلِ وَالبِرِّ
فَلِمَ لَم تَكُن فيهِم فَيَكمَلَ حُسنُهُم / أَيا ظالِماً أَخلى النُجومَ مِنَ البَدرِ
وَإِذ كُنتَ لَم تَنهَض إِلَيَّ وَلَم تَكَد / فَلِمَ لَم تَسَل عَنّي فَتُخبَرَ عَن أَمري
وَما لَكَ لَم تَبعَث إِلَيَّ بِأَسطُرٍ / تُمَجمِجُها إِحدى يَمينِكَ في ظَهرِ
تَضُنُّ بِتَسليمٍ وَزَورَةِ ساعَةٍ / فَكَيفَ يُرَجّى جودُ كَفَّيكَ بِالوَفرِ
فَإِن كُنتَ لا تُبقي عَلى الحالِ بَينَنا / فَهَلّا تَخافُ سوءَ بادِرَةِ الشِعرِ
إِذا لَم تَكونوا لِلحُقوقِ فَمَن لَها / وَأَنتُم كِرامُ الناسِ في البَدوِ وَالحَضرِ
وَأَنتَ إِذا أَنحَيتَ تَفري أَديمَها / فَما ذَنبُ ذي جَهلٍ فَرى مِثلَ ما تَفري
وَما لِعُداةِ العِلمِ تَذكُرُ عَيبَهُم / وَأَنتَ عَلى أَمثالِ غابِرِهِم تَجري
أَلا إِنَّما النُعمى تُجازى بِمِثلِها
أَلا إِنَّما النُعمى تُجازى بِمِثلِها / إِذا كانَ مَسداها إِلى ماجِدٍ حُرِّ
فَأَمّا إِذا كانَت إِلى غَيرِ ماجِدٍ / فَقَد ذَهَبَت في غَيرِ أَجرٍ وَلا شُكرِ
إِذا المَرءُ أَلقى في السِباخِ بُذورَهُ / أَضاعَ فَلَم تَرجِع بِزَرعٍ وَلا بَذرِ
أَفي هَذِهِ الأَيّامُ زِدتَ وَلَم تَزَد
أَفي هَذِهِ الأَيّامُ زِدتَ وَلَم تَزَد / سَناءً تَعالى فيهِ قَدرُكَ عَن قَدري
أَغَرَّةُ إِسماعيلَ أَم سُنَّةُ البَدرِ
أَغَرَّةُ إِسماعيلَ أَم سُنَّةُ البَدرِ / وَفَيضُ نَدى كَفَّيهِ أَم باكِرُ القَطرِ
تُطالِعُنا بَينَ الغُصونِ كَأَنَّها
تُطالِعُنا بَينَ الغُصونِ كَأَنَّها / خُدودُ عَذارى في مَلاحِفِها الخُضرِ
أَتَت كُلَّ مُشتاقٍ بِرَيّا حَبيبِهِ / فَهاجَت لَهُ الأَحزانَ مِن حَيثُ لا يَدري
تَرَكتُ سَمينَ اللَحمِ يَبيَضُّ بَعضُهُ
تَرَكتُ سَمينَ اللَحمِ يَبيَضُّ بَعضُهُ / وَيَحمَرُّ بَعضٌ خَلطَكَ الدُرَّ بِالتِبرِ
وَأَعرَضتُ عَن حَلواءَ شَقَّ فُنونُها / فَبيضٌ إِلى حُمرٍ وَحُمرٌ إِلى صُفرِ
إِلى ثَردَةٍ رَقطاءَ قُطِّعَ فَوقَها / مُقَفَّعَةٌ خَضراءَ في وَرَقٍ خُضرِ
لَبِسنا إِلى الخَمّارِ وَالنَجمُ غائِرِ
لَبِسنا إِلى الخَمّارِ وَالنَجمُ غائِرِ / غُلالَةَ لَيلٍ بِالصَباحِ مُطَرَّرِ
كَأَنَّ بَياضَ النَجمِ في خُضرَةِ الدُجى / تَفَتُّحَ وَردٍ بَينَ رَندٍ وَعَبقَرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025