المجموع : 3
نَصيبي مِنَ الدُنيا مَوَدَّةُ ماجِدٍ
نَصيبي مِنَ الدُنيا مَوَدَّةُ ماجِدٍ / أَهيمُ بِهِ سِرّاً وَأَخدِمُهُ جَهرا
لَهُ الخَيرُ إِن يَأذَن أَقل غَيرَ عاذِلٍ / وَإِن يَأبَ أسكُت عَنهُ لا طالِباً عذرا
خَطَبتُ إِلَيهِ مِن هَواهُ عَقيلَةً / وَأعطيتُ مِن شُكري وَأَغلِ بِهِ مَهرا
فَأَطرق لَم يَنبِس بِحَرفٍ وَلَم يُعِد / إِلَيَّ جَواباً مِنهُ نَظماً وَلا نَثرا
وما الصَمتُ في هَذا المَكانِ لِسُنَّةٍ / فَإِنّي لَم أَخطُب مَوَدَّتَهُ بكرا
فَإِن زَفَّها دوني إِلى كُلِّ خاطِبٍ / فَلَم يَرَ مِثلي لا وَفاءً وَلا بَرّا
وَإِن حَدَثَت مِنهُ إِلَيَّ إِجابَةٌ / عذرتُ عَنِ الأولى وَلَم أَكفرِ الأُخرى
سَلامٌ كَما هَبَّت مِنَ الحُزنِ نَفحَةٌ
سَلامٌ كَما هَبَّت مِنَ الحُزنِ نَفحَةٌ / تَنَفَّسَ قَبلَ الفَجرِ في وَجهِها الزَهرُ
مِنَ الوارِفِ الفينانِ وَشَّت برودهُ / ذِراعٌ مِنَ اللَيثِ الثُرَيّا لَهُ شِبرُ
وَإلّا يَدٌ حَزمِيَّةٌ مذحِجِيَّةٌ / تَقَشَّعَ عَنها مذحجٌ فَاِنهَمى عَمرُو
فَجادَ عَلى تِلكَ الأَجارِعِ وَالرُبى / رواعِدُهُ وَعدٌ وَبارِقُهُ بشرُ
أَبا حَكَمٍ أَبلِغ سَلامَ فَمي يَدَي / أَبي حَسَنٍ وَاِرفق فَكِلتاهُما بَحرُ
وَلا تَنسَ يُمناكَ الَّتي هِيَ وَالنَدى / رَضيعا لبانٍ لا اللُّجَينُ وَلا التِبرُ
مَلَكتَ فَأسجح لا أبا لكَ يا دَهرُ
مَلَكتَ فَأسجح لا أبا لكَ يا دَهرُ / أَفي كُلِّ عامٍ في العلا فَتكَةٌ بِكرُ
رَثَتهُ فَقُلنا إِنَّها لَتُماضِر / وَإِنَّ اِبنَ خَلدونٍ لَمَفقودُها صَخرُ
مَضى لَم يَرِث عَنهُ الرِئاسَةَ وارِثٌ / وَلَولا المَساعي الزُهرُ لاِنقطَعُ الذِكرُ
وَما كانَ إِلّا الغَيث أَقلَعَ جُملَةً / فَلَم يَكُ مِنهُ لا غَديرٌ وَلا زهرُ
فَيا لَيتَني بَينَ العَوالي وَبَينَهُ / وَقَد مَلَّكَتني مِن أَعِنَّتِها فِهرُ
لأطبقَ مِنهُ بِالعَشا حَدَقَ القَنا / ضِرابي وَإِن كانَت لَها الأَعيُنُ الخُزرُ