المجموع : 55
جَرى المَينُ فيهِم كابِراً بَعدَ كابِرٍ
جَرى المَينُ فيهِم كابِراً بَعدَ كابِرٍ / عَنِ الخُبرِ يَحكي لا عَنِ السَلَفِ الحَبرُ
خَبَرتُ بني الدُنيا وَأَصبَحتُ راغِباً / إِلَيهِم كَأَنّي ما شَفاني بِهِم خُبرُ
جِبِلَّةُ ظُلمٍ لا قَوامَ بِحَربِها / وَصيغَةُ سَوءٍ ما لِمَكسورِها جَبرُ
تِلاوَتُكُم لَيسَت لِرُشدٍ وَلا هُدى / بِعِشرَينِ ما فيها اِدِّغامٌ وَلا نَبرُ
وَما العَيشُ إِلّا عُبرَ أَسفارِ ظاعِنٍ / لِمُقلَتِهِ مِمّا يُمارِسُهُ العَبرُ
تَغَبَّرتُها بِالسَيرِ حَتّى تَرَكتُها / طَليحَ رِكابٍ ما لِأَخلافِها غُبرُ
وَقَد ماتَ مِن بَعدِ التَغَشمُرُ جَهلُها / فَغُيَّبَ إِلّا أَنَّ هامَتَها القَبرُ
حَديثُ أَتانا عَن يَمانٍ وَمُشإِمٍ / وَأَولى البَرايا بِالَّذي فُرِيَ الكُبرُ
خَفِ اللَهَ حَتّى في جِنى النَحلِ ذُقتَهُ / فَما جَمَعَت إِلّا لِأَنفُسِها الدَبرُ
إِذا أَنتَ زَوَّجتَ العَجوزَ عَلى الصَبا / فَأَيّامُها صِنٌّ عَلَيكَ وَصِنَّبرُ
وَتَحطيمُ أَرماحِ الوَغى أَبَرٌ صَغا / بِها القَولُ كَم طَعنٍ يُهَيّجُهُ أَبرُ
وَصَبرُكَ فَضلٌ فيكَ إِن كُنتَ قادِراً / وَإِلّا فَعَجزٌ مِن خَلائِقِكَ الصَبرُ
لِقاؤُكَ مافيهِ لِمِثلِيَ خيرَةٌ / وَلا لَكَ فَاِنظُر أَينَ يُلتَمَسُ الشَبرُ
إِذا كانَ لَم يَقتُر عَلَيكَ عَطاءَهُ
إِذا كانَ لَم يَقتُر عَلَيكَ عَطاءَهُ / إِلَهُكَ فَليَهجُر أَنامِلَكَ القَترُ
وَنَحنُ بَنو الدَهرِ الَّذي هُوَ خاتِرٌ / فَلَيسَ بِناءٍ مِن خَلائِقِنا الخَترُ
أُمورٌ شَجَت إِن لَم تَتِمَّ فَإِنَّها / أَراقِمُ تُزجي الحَتفَ أَذنابُها البُترُ
وَلَم يَحمِ ظَبياً نافِراً كَونُ مَسكِهِ / عَتيرَةَ مِسكٍ أَن يُلِمَّ بِهِ العَترُ
وَحُبُّكَ هَذي الدارَ أُسُّ إِمامَةٍ / لِجَهلِكَ وَالبادي عَلى باطِنٍ سِترُ
عَجِبتُ لِرَكبِ المَوجِ يَرجونَ كَوكَباً / وَجَيشُ المَنايا مِن نُفوسِهِمُ فِترُ
مُدامَةُ سِنٍّ وافَقَتها مُدامَةٌ / إِذا هِيَ دَبَّت فَالعِظامُ بِها فَترُ
تَغولانِ لُبَّ المَرءِ مِن كُلِّ وِجهَةٍ / فَكِلتاهُما يَغشاكَ أَن يَغلِبَ الهُترُ
قِيانٌ غَدَت خَمساً وَعَشراً عَلى عَصا
قِيانٌ غَدَت خَمساً وَعَشراً عَلى عَصا / لِخَمسٍ وَعَشرٍ لا يُحَسُّ لَها جَذرُ
تَحَلَّت بِشَذرٍ بَعدَ أَطواقِ حِندِسٍ / قَديمٍ وَمِن صَوغِ النَدى ذَلِكَ الشَذرُ
لَقَد أَكثَرَت في يَومِها أُمُّ ناهِضٍ / مِنَ السَجعِ حَتّى مَلَّ مَنطِقَها الهَذرُ
وَقَد عُذِرَت في نَوحِها وَغِنائِها / فَلَمّا أَطالَت فيهِما بَطَلَ العُذرُ
تَقَنَّع مِنَ الدُنيا بِلَمحٍ فَإِنَّها
تَقَنَّع مِنَ الدُنيا بِلَمحٍ فَإِنَّها / لَدى كُلِّ زَوجٍ حائِضٌ ما لَها طُهرُ
مَتى ما تُطَلِّق تُعطِ مَهراً وَإِن تَزِد / فَنَفسُكَ بَعدَ الدَينِ وَالراحَةِ المَهرُ
وَلم تَرَ بَطنَ الأَرضِ يُلقي لِظَهرِها / رِجالاً كَما يُلقى إِلى بَطنِها الظَهرُ
بَنو الشَرخِ زادوا عَن بَني الشَيخِ قوَّةٌ / وَيَضعُفُ عَن ضُعفٍ بِقارِحِهِ المُهرُ
إِذا ما جَرَينا وَالَّذينَ تَقَدَّموا / مَضوا وَتَرامى في جَوانِحِنا البُهرُ
تَمَتَّعَ أَبكارُ الزَمانِ بِأَيدِهِ / وَجِئنا بِوَهنٍ بَعدَما خَرِفَ الدَهرُ
فَلَيتَ الفَتى كَالبَدرِ جُدِّدَ عُمرُهُ / يَعودُ هِلالاً كُلَّما فَنِيَ الشَهرُ
غَفَرتُ زَماناً في اِنتِكاسِ مَآثِمٍ
غَفَرتُ زَماناً في اِنتِكاسِ مَآثِمٍ / وَعِندَ مَليكِ الناسِ يُلتَمَسُ الغَفرُ
وَفي وَحدَةِ الإِنسانِ أَصنافُ لَذَّةٍ / وَكُلُّ صُنوفِ الوَحشِ يَجمَعُها القَفرُ
لَعَلَّ ذُنوباً كُنَ لِلدينِ سُلَّماً / وَنارُكَ دونَ الماءِ يَقدَحُها الحَفرُ
تَطَلَّ بِمِسكٍ أَو تَضَمَّخ بِعَنبَرٍ / أَرى أُمَّ دَفرٍ ما عَدانا اِبنُها دَفرُ
وَما القَبرُ إِلّا مَنزِلٌ نَفَرَت لَهُ / كَذوبُ المُنى ثُمَّ اِطمَأَنَّ بِها النَفرُ
بُيوتٌ فَمَهدومٌ يُرى وَمُقَوَّضٌ
بُيوتٌ فَمَهدومٌ يُرى وَمُقَوَّضٌ / بِكَسرٍ وَبَيتٌ مِن قَريضٍ لَهُ كَسرُ
حَوادِثُ فيها رَإِئحاتٌ وَمُغتَدٍ / وَأَمرانِ عُسرٌ في البَرِيَّةِ أَو يُسرُ
وَإِنَّ رِجالاً كانَ نَسرٌ لَدَيهِمُ / إِلهاً عَلَيهُم قَبلَنا طَلَعَ النَسرُ
وَعاشوا يَرَونَ اليُسرَ إِفضالَ مُكثِرٍ / عَلى مُقتِرٍ ثُمَّ اِنقَضى الناسُ وَاليُسرُ
لَهُم سُنَّةٌ أَن لا يُضَيَّعَ مُعدِمٌ / إِذا سُنَةٌ أَزرى بِأَنجُمِها الأُسرُ
وَما رَبَحُ الدُنيا بِمَمكِنِ تاجِرٍ / عَلى حالَةٍ بَل كُلُّ أَعمالِها خُسرُ
حَياةٌ كَجِسرٍ بَينَ مَوتَينِ أَوَّلٍ / وَثانٍ وَفَقدُ الشَخصِ أَن يُعبَرَ الجِسرُ
دَعي وَذَري الأَقدارَ تَمضي لِشَأنِها
دَعي وَذَري الأَقدارَ تَمضي لِشَأنِها / فَلَم تَحمِ مُلكاً لا دِمَشقُ وَلا مِصرُ
وَلا الحَرَّةُ السَوداءُ حاطَت سِيادَةً / وَلا البَصرَةُ البَيضاءُ حَصَّنَها البِصرُ
تَرومُ قِياساً لِلحَوادِثِ ضِلَّةً / وَتِلكَ أُصولٌ لَيسَ يَجمَعُها حَصرُ
وَعِندَ ضِياءِ الفَجرِ صُلِّيَتِ الضُحى / وَعِندَ غُروبِ الشَمسِ صُلِّيَتِ العَصرُ
وَما يَجمُلُ التَقصيرُ في كُلِّ مَوطِنٍ / وَلا كُلُّ مَفروضِ الصَلاةِ لَهُ قَصرُ
إِذا لَم يَكُن بُدٌّ مِنَ المَوتِ فاِلقَهُ / أَفُضَّ بِهِ الفَودانِ أَم فُرِيَ الخَصرُ
عَلِيٌّ مَضى مِن بَعدِ نَصرٍ وَعِزَّةٍ / وَحَمزَةُ أَودى قَبلَ أَن يُنزَلَ النَصرُ
وَإِنّي أَرى ذُرَيَّةَ الشَيخِ آدَمٍ / قَديماً عَلَيهِم بِالرَدى أُخِذَ الإِصرُ
إِذا زادَكَ المالُ اِفتِقاراً وَحاجَةً
إِذا زادَكَ المالُ اِفتِقاراً وَحاجَةً / إِلى جامِعيهِ فَالثَراءُ هُوَ الفَقرُ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَلكَ لَيسَ بِدائِمٍ / عَلى مُلكِهِ إِلّا وَعَسكَرُهُ وِقرُ
تَتَبُّعُ آثارَ الرِياضِ حَمامَةٌ / وَيُعجِبُها فيما تُزاوِلُهُ النَقرُ
تَهُمُّ بِنَهضٍ ثُمَّ تَثني بِرَغبَةٍ / فَما شَعَرَت حَتّى أُتيحَ لَها صَقرُ
وَقدَ عَرَّفَتها أُمُّها أَمسِ شَرَّهُ / وَأَنَّ الرَدى يَقرو المَكانَ الَّذي تَقرو
وَمَن حانَ يوماً جارَ في عَينيهِ عَمىً / وَفي لُبِهِ ضَعفٌ وَفي سَمِعهِ وَقرُ
تَلَقَّبَ مَلِكٌ قاهِراً مِن سَفاهَةٍ
تَلَقَّبَ مَلِكٌ قاهِراً مِن سَفاهَةٍ / وَلِلَّهِ مَولاهُ المَمالِكُ وَالقَهرُ
أَتَغضَبُ أَن تُدعى لَئيماً مُذَمَّماً / وَحَسبُكَ لُؤماً أَنَّ والِدَكَ الدَهرُ
تَزَوَّجَ دُنياهُ الغَبِيُّ بِجَهلِهِ / فَقَد نَشَزَت مِن بَعدِ ما قُبِضَ المَهرُ
تَطَهَّر بِبُعدٍ مِن أَذاها وَكَيدِها / فَتِلكَ بَغيٌّ لا يَصِحُّ لَها طُهرُ
وَأَنفَقتُ بِالأَنفاسِ عُمري مُجَزِّئاً / بِها اليَومَ ثُمَّ الشَهرَ يَتبَعُهُ الشَهرُ
يَسيراً يَسيراً مِثلَ ما أَخَذَ المَدى / عَلى الناسِ ماشٍ في جَوانِحِهِ بُهرُ
كَذَرٍّ عَلى ظَهرِ الكَثيبِ فَلَم يَزَل / بِهِ السَيرُ حَتّى صارَ مِن خَلفِهِ الظَهرُ
إِذا كُنتُ قَد جاوَزتُ خَمسينَ حِجَّةً
إِذا كُنتُ قَد جاوَزتُ خَمسينَ حِجَّةً / وَلَم أَلقَ خَيراً فَالمَنِيَّةُ لي سِترُ
وَما أَتَوَقّى وَالخُطوبُ كَثيرَةٌ / مِنَ الدَهرِ إِلّا أَن يَحِلَّ بِيَ الهِترُ
أَحاديثُ عَن قَيلِ بنِ عِترٍ وَرَهطِهِ / رُوَيدَكَ ما قَيلٌ وَوالِدُهُ عِترُ
غَدَت أُمُّنا الدُنيا إِلَينا مُسيئَةً / لَها عِندَنا مِن كُلِّ ناحِيَةٍ وِترُ
وَنَحنُ كَرَكبِ المَوجِ ما بَينَ بَعضِهِم / وَبَينَ الرَدى إِلّا الذِراعُ أَوِ الفِترُ
أَجَلُّ سِلاحٍ يَتَّقي المَرءُ قِرنَهُ
أَجَلُّ سِلاحٍ يَتَّقي المَرءُ قِرنَهُ / بِهِ أَجَلٌ يَومَ الهِياجِ مُؤَخَّرُ
وَرُبَّ كَمِيٍّ يَحمِلُ السَيفَ صارِماً / إِلى الحَربِ وَالأَقدارُ تَلهو وَتَسخَرُ
وَكَنزُكَ في الغَبراءِ لا بُدَّ ضائِعٌ / وَلَكِن لَدى الخَضراءِ يُحمى وَيُذخَرُ
تُفاخِرُ ظَنّاً مِنكَ أَنَّكَ ماجِدٌ / وَحَسبُكَ مِن ذامٍ غُدوُّكَ تَفخَرُ
وَما شَرَفُ الإِنسانِ إِلّا عَطِيَّةٌ / حَدَتها اللَيالِيَ وَالقَضاءُ المُسَخَّرُ
إِذا صَغَّرَ اِسماً حاسِدوكَ فَلا تُرَع
إِذا صَغَّرَ اِسماً حاسِدوكَ فَلا تُرَع / لِذَلِكَ وَالدُنيا بِسَعدِكَ تَفغَرُ
فَإِنَّ الثُرَيّا وَاللُجينِ وَحَسبُنا / بِها وَسُهَيلاً كُلَّهُنَّ مُصَغَّرُ
لَعَمرِيَ لَقَد عَزَّ المُباحُ عَلَيكُمُ
لَعَمرِيَ لَقَد عَزَّ المُباحُ عَلَيكُمُ / وَهانَ بِجَهلٍ ما يُصانُ وَيُحظَرُ
وَفي الحَقِّ أَشباهٌ مِنَ الذَهَبِ الَّذي / نُشاهِدُهُ ثِقلٌ وَمَكثٌ وَمَنظَرُ
حَوَتنا شُرورٌ لا صَلاحَ لِمِثلِها
حَوَتنا شُرورٌ لا صَلاحَ لِمِثلِها / فَإِن شَذَّ مِنّا صالِحٌ فَهوَ نادِرُ
وَما فَسَدَت أَخلاقُنا بِاِختِيارِنا / وَلَكِن بِأَمرٍ سَبَّبَتهُ المَقادِرُ
وَفي الأَصلِ غِشٌّ وَالفُروعُ تَوابِعٌ / وَكَيفَ وَفاءُ النَجلِ وَالأَبُ غادِرُ
إِذا اِعتَلَتِ الأَفعالُ جاءَت عَليلَةً / كَحالاتِها أَسماؤُها وَالمَصادِرُ
فَقُل لِلغُرابِ الجَونِ إِن كانَ سامِعاً / أَأَنتَ عَلى تَغيِيرِ لَونِكَ قادِرُ
سَماحُكَ مَجهولٌ وَنَحُلُكَ واضِحٌ / وَمَجدُكَ ضاويٌّ وَجِسمُكَ حادِرُ
بَني العَصرِ إِن كانَت طُوالاً شُخوصُكُم / فَإِنَّكُم في المَكرُماتِ حَيادِرُ
وَمِن قَبلُ نادى الوَكرُ أَينَ اِبنُ أَجدَلٍ / أَواني وَقالَ الغابُ أَينَ الخَوادِرُ
وَفي كُلِّ أَرضٍ لِلمَنِيَّةِ غائِلٌ / عَلَيهِ يَمينٌ أَنَّهُ لا يُغادِرُ
فَوادٍ بِهِ ظَبيٌ وَلَيسَ لِنَفسِهِ / فَوادٍ وَتَردى في ذُراها الفَوادِرُ
دَعِ القَومَ سَلّوا بِالضَغائِنِ بَينَهُم
دَعِ القَومَ سَلّوا بِالضَغائِنِ بَينَهُم / خَناجِرَ وَاِشرَب ما سَقَتكَ الخَناجِرُ
طَعامُ غَنِيِّ الإِنسِ وَالفاقِدِ الغِنى / سَواءٌ إِذا ما غَيَّبَتهُ الحَناجِرُ
بَهِجتَ بِفَرعٍ لا ثَباتَ لِأَصلِهِ / فَفيمَ تُلاحي أَو عَلامَ تُشاجِرُ
إِذا أَنتَ هاجَرتَ القَبائِحَ وَالخَنى / فَأَنتَ عَلى قُربِ الدِيارِ مُهاجِرُ
تَعَرَّضَ لِلطَيرِ السَوانِحِ زاجِرٌ / أَما لَكَ مِن عَقلٍ يَكُفُّكَ زاجِرُ
وَلَكِنَّها الدُنيا أَرَت مَن يُحِبُّها / مَحاجِرَ تُسقى دونَهُنَّ المَحاجِرُ
مَتى مافَعَلتَ الخَيرَ ثُمَّ كَفَرتَهُ / فَلا تَأسَفَن إِنَّ المُهَيمِنَ آجِرُ
وَلَو لَم يَبَرَّ الحُرُّ إِلّا مَخافَةً / مِنَ الخِزيِ بَينَ الناسِ إِن قيلَ فاجِرُ
فَنَزِّه جَميلاً جِئتَهُ عَن جَزايَةٍ / تُؤَمَّلُ أَو رِبحٍ كَأَنَّكَ تاجِرُ
وَبِالجِدِّ زارَ اللاتَ أَهلُ ضَلالَةٍ / وَعُظِّمَتِ العُزّى وَأُكرِمَ باجِرُ
شَتَونا وَصِفنا وَاِرتَبَعنا فَلَم يَدُم / شِتاءٌ وَزالَ القَيظُ عَنّا وَناجِرُ
أَرى كُلَّ أُمٍّ عُبرُها غَيرُ مُبطِئٍ
أَرى كُلَّ أُمٍّ عُبرُها غَيرُ مُبطِئٍ / وَما أُمُّ دَفرٍ بِالَّتي بانَ عُبرُها
هِيَ النَفسُ تَهوى الرُحبَ في كُلِّ مَنزِلٍ / فَكَيفَ بِها إِن ضاقَ في الأَرضِ قَبرُها
وَآخِرُ عَهدِ القَومِ بي يَومَ تَنطَوي / عَلَيَّ جَرورُ الوَردِ يُكرَهُ زَبرُها
فَهَل يَرتَجي خُضرَ المَلابِسِ ظاعِنٌ / وَقَد مُزِّقَت في باطِنِ التُربِ غُبرُها
أَتَتنِيَ أَنباءٌ كَثيرٌ شُجونُها / لَها طُرُقٌ أَعيا عَلى الناسِ خُبرُها
هَفا دونَها قَسُّ النَصارى وَموبَذُ ال / مَجوسِ وَدَيّانُ اليَهودِ وَحَبرُها
وَخَطّوا أَحاديثاً لَهُم في صَحائِفٍ / لَقَد ضاعَت الأَوراقُ فيها وَحِبرُها
تَخالَفَتِ الأَشياعُ في عُقَبِ الرَدى / وَتِلكَ بِحارٌ لَيسَ يُدرَكُ عِبرُها
وَقيلَ نُفوسُ الناسِ تَسطيعُ فِعلَها / وَقالَ رِجالٌ بَل تَبَيَّنَ جَبرُها
وَلَو خُلِقَت أَجسادُنا مِن صَبارَةٍ / لَقَلَّ عَلى كَرِّ الحَوادِثِ صَبرُها
يَجيئُكَ شَهراً ناجِرٍ بَعدَ قَرِّها / وَصِنَّبُرها بَعدَ المَقيظِ وَوَبرُها
وَما أَحرَزَت نَفسَ المُدَجَّجِ في الوَغى / مُضَبِّرَةٌ يَستَأسِرُ الوَحشُ ضَبرُها
أَو النَثرَةُ الحَصداءُ قورِبَ نَسجُها / لَها حَلَقٌ هالَ الأَسِنَّةَ عَبرُها
إِذا أودِعَتها جُثَّةٌ وَتَعَرَّضَت / لِبيضِ الظُبى لَم يُمكِنِ السَيفَ هَبرُها
وَأَودَت بَنو وَبَرٍ وَبَبرٍ فَما حَمى / عَزيزٌ وَلا شُمٌّ تَوَقَّلَ وَبرُها
وَقَد سُمِّيَ المَرءُ الهِزَبرَ تَفاؤُلاً / وَلَيسَ بِباقٍ في اللَيالي هِزَبرُها
نَوائِبُ أَلقَت في النُفوسِ جَرائِحاً / عَصى كُلَّ آسٍ في البَريَّةِ سَبرُها
لِيَ القوتُ فَليَعمُر سَرنَديبَ حَظُّها / مِنَ الدُرِّ أَو يَكثُرُ بِغانَةَ تِبرِها
عَجِبتُ لِوَرقاءِ الجَناحَينِ شَأنُها
عَجِبتُ لِوَرقاءِ الجَناحَينِ شَأنُها / إِذا غَنِيَ الأَقوامُ بِالمالِ فَقرُها
غَدَت أَمسِ في قُرِّيَّةٍ صَفَرِيَّةٍ / بَقِرِّيَّةٍ يوعى بِها الزادَ نَقرُها
فَما أَخَذَت إِلّا ثَلاثاً وَنَحوَها / مِنَ الحُبِّ حَتّى جاءَ بِالحَتفِ صَقرُها
وَما رَجَعَت يَوماً إِلى عُقرِ دارِها / وَكانَ بِكَفَّي ذَلِكَ السَهمِ عَقرُها
أَرى أَدهَمَ الظَلماءِ يَعقُبُ شُقرَةً / فَتودي بِها دُهمُ الجِيادِ وَشُقرُها
فَعَظِّم أَخا النَسكِ التَقِيَّ لِدينِهِ / وَنَفسَكَ فَاِحقَر نافِعٌ لَكَ حَقرُها
وَلا تَقرَإِ الكُتُبَ المُضَلِّلَ دَرسُها / وَقَد وَضُحَت طُرقُ الهِدايَةِ فَاِقرُها
فَيا مُهجَةً كَالعَودِ أَمسَت مُناخَةً / إِذا شَكَت الأَثقالَ ضوعِفَ وِقرُها
مَتى سَمِعَت أُذني مَقالَةَ ناصِحٍ / أُتيحَ لَها عَن قاتِلِ النُصحِ وَقرُها
أَرى أُمَّنا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّنا
أَرى أُمَّنا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّنا / يَهُبُّ عَلَينا بِالحَوادِثِ مورُها
فَما زيدَ مِنها قَبضَةَ الكَفِّ زَبدُها / وَلا عَمِرَت فيها لِخَيرٍ عُمورُها
وَلَم تَدرِ يَوماً ضَأنُها وَمَعيزُها / بِما اِحتَلَفَت آسادُها وَنُمورُها
تَشَتَّتَ فيها رَأيُنا وَتَوَفَقَّت / عَلى ريبَةٍ أَمواهُها وَخُمورُها
تَوامَرُ فيما لا يَحِلُّ نُفوسُنا / بِتَيهاءَ لا تُخفى عَلَينا أُمورُها
تَسَمّى سُروراً جاهِلٌ مُتَخَرِّصٌ
تَسَمّى سُروراً جاهِلٌ مُتَخَرِّصٌ / بِفيهِ البَرى هَل في الزَمانِ سُرورُ
نَعَم ثَمَّ جُزءٌ مِن أُلوفٍ كَثيرَةٍ / مِنَ الخَيرِ وَالأَجزاءُ بَعدُ شُرورُ
يَسارٌ وَعُدمٌ وَاِدِّكارٌ وَغَفلَةٌ / وَعِزٌّ وَذُلٌّ كُلُّ ذاكَ غُرورُ
حَوانا مَكانٌ لايَجوزُ اِنتِقالُهُ / وَدَهرٌ لَهُ بِالساكِنيهِ مُرورُ
فَكُرَّ عَلى الأَبطالِ أَو كُرَّ في الوَغى / لِهَذي اللَيالِيَ حَملَةٌ وَكُرورُ
نَأَت عَن ذَرورِ العَينِ مُقلَةُ شارِقٍ / لَها كُلَّما لاحَ الصَباحُ دَرورُ
عُقولُكُم في كُلِّ حالٍ بَكِيَّةٌ
عُقولُكُم في كُلِّ حالٍ بَكِيَّةٌ / وَلَكِن دُموعُ الباكِياتِ غِزارُ
يَعودُ فَنيدُ المُلكِ إِن عادَ جَدُّهُ / مُعَدٌّ إِلَيكُم أَو أَبوهُ نِزارُ
وَما صَحَّ لِلمَرءِ المُحَصِّلِ أَنَّهُ / بِكُفوانَ قَبرٌ لِلإِمامِ يُزارُ
أَخو الدينِ مَن عادى القَبيحَ وَأَصبَحَت / لَهُ حُجرَةٌ مِن عِفَّةٍ وَإِزارُ