القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المُعتَمِد بنُ عَبّاد الكل
المجموع : 11
أَلا حيّ أَوطاني بِشِلبٍ أَبا بَكرٍ
أَلا حيّ أَوطاني بِشِلبٍ أَبا بَكرٍ / وَسَلهُنّ هَل عَهدُ الوِصال كَما أَدري
وَسَلِّم عَلى قَصر الشَراجيب عَن فَتىً / لَهُ أَبَداً شَوقٌ إِلى ذَلِكَ القَصرِ
مَنازِلُ آسادٍ وَبِيضِ نَواعِمٍ / فَناهيكَ من غيل وَناهيك مِن خِدرِ
وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أَنعَمُ جُنحَها / بِمُخْصَبَة الأَرداف مُجدَبَة الخَصرِ
وَبيضٍ وَسُمرٍ فاعِلاتٌ بِمُهجَتي / فِعال الصِفاح البيضِ وَالأسلِ السُمرِ
وَلَيلٍ بِسُدّ النَهر لَهواً قَطَعتُهُ / بِذات سِوارٍ مِثلَ مُنعَطَفِ البَدرِ
نَضَت بُردَها عَن غُصنِ بان مُنَعَّمٍ / نَضيرٍ كَما اِنشَقّ الكِمامُ عَن الزَهرِ
وَبانَت تُسقيني المُدامِ بِلَحظها / فَمِن كأسِها حينا وَحينا مِن الثَغرِ
وَتُطربُني أَوتارُها وَكأَنَّني / سَمِعتُ بِأَوتار الطُلى نَغَمَ البُترِ
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلى الصَبرِ
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلى الصَبرِ / سَأَبكي وَأَبكي ما تَطاوَل مِن عُمري
نَرى زُهرَها في مأتمٍ كُلَّ لَيلَةٍ / يُخَمّشنَ لَهَفاً وَسطَهُ صَفحَةَ البَدرِ
يَنُحنَ عَلى نَجمَين أَثكَلنَ ذا وَذا / وَيا صَبرُ ما لِلقَلبِ في الصَبر مِن عُذرِ
مَدى الدهر فَليَبكِ الغَمام مُصابَهُ / بِصنوَيهِ يُعذَر في البُكاءِ مَدى الدهرِ
بِعَينِ سَحابٍ وَاِكِفٍ قَطر دَمعها / عَلى كُلّ قَبرٍ حَلَّ فيهِ أَخو القَطرِ
وَبرقٌ ذَكيُّ النارِ حَتّى كَأَنَّما / يُسَعَّرُ مِمّا في فُؤادي مِنَ الجَمرِ
هَوى الكَوكَبانِ الفَتحُ ثُمَّ شَقيقُهُ / يَزيدُ فَهَل بَعدَ الكَواكِب مِن صَبرِ
أَفَتحٌ لَقَد فَتَّحتَ لي بابَ رَحمَةٍ / كَما بِيَزيدِ اللَهُ قَد زادَ في أَجري
هَوى بِكُما المِقدارُ عَنّي وَلَم أَمُت / وَأدعى وَفيّا قَد نَكَصتُ إِلى الغَدرِ
تَوَلَيتُما وَالسنُّ بَعدُ صَغيرَةٌ / وَلَم تَلبثِ الأَيّامُ أَن صَغَّرت قَدري
تَوَلَيتُما حينَ اِنتَهَت بِكُما العُلى / إِلى غايَةٍ كُلٌّ إِلى غايَةٍ يَجري
فَلَو عُدتَما لاخترتُما العودَ في الثَرى / إِذا أَنتُما أَبصَرتُمانيَ في الأَسرِ
يُعيدُ عَلى سَمعي الحَديدُ نَشيدَهُ / ثَقيلاً فَتَبكي العَينُ بالجسّ وَالنَقرِ
مَعي الأَخَوات الهالِكات عَلَيكُما / وَأمّكما الثَكلى المُضَرّمة الصَدرِ
تُذَلِلُها الذِكرى فَتَفزَعُ لِلبُكا / وَتَصبر في الأَحيان شُحّاً عَلى الأَجرِ
فَتَبكي بِدَمعٍ لَيسَ للقطرِ مِثلُهُ / وَتَزجُرُها التَقوى فَتُصغي إِلى الزَجرِ
أَبا خالِدٍ أَورَثتَني البَثَّ خالِداً / أَبا النَصرِ مُذ وُدّعتَ وَدَّعني نَصري
وَقَبلكُما ما أَودَعَ القَلبَ حَسرَةً / تُجَدّدُ طولَ الدَهرِ ثكلُ أَبي عَمرِو
بَكَت أَن رأت إِلفَين ضَمهُما وَكرُ
بَكَت أَن رأت إِلفَين ضَمهُما وَكرُ / مَساءً وَقَد أَخنى عَلى إِلفها الدَهرُ
بَكَت لَم تُرِق دَمعاً وَأَسبلتُ عَبرَةً / يُقصّرُ عَنها القطر مَهما هَما القطرُ
وَناحَت فَباحَت وَاِستَراحَت بِسرّها / وَما نَطقَت حَرفاً يَبوحُ بِهِ سِرُّ
فَماليَ لا أَبكي أَمِ القَلبُ صَخرَةٌ / وَكَم صَخرَةٍ في الأَرضِ يَجري بِها نَهرُ
بَكَت واحِداً لَم يُشجِها غَيرُ فَقدِهِ / وَأَبكِي لألّافٍ عديدهُمُ كُثرُ
بُنيٌّ صَغيرٌ أَو خَليلٌ مُوافِقٌ / يُمزّقُ ذا قَفرٌ وَيُغرِقُ ذا بَحرُ
وَنجمان زَينٌ لِلزَمان اِحتواهما / بِقُرطبةَ النكداء أَو رُندَةَ القَبرُ
عُذرتُ إِذاً إِن ضَنَّ جِفني بِقَطرَةٍ / وَإِن لؤُمَت نَفسي فَصاحِبُها الصَبرُ
فَقل لِلنُجومِ الزهرِ تبكيهِما معي / لِمِثلِهِما فلتَحزَنِ الأَنجُمُ الزهرُ
غَريب بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ
غَريب بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ / سَيَبكي عَلَيهِ مِنبَرٌ وَسَريرٌ
وَتَندُبُهُ البيضُ الصَوارِمُ وَالقَنا / وَينهلُّ دَمعٌ بينَهُنَّ غَزيرُ
سَبكيهِ في زاهيه وَالزاهرُ النَدى / وَطُلاّبُهُ وَالعَرفُ ثَمَّ نَكيرُ
إِذا قيلَ في أَغماتَ قد ماتَ جودُهُ / فَما يُرتَجى لِلجودِ بَعدُ نُشورُ
مَضى زَمَنٌ وَالمُلكُ مُستأنِسٌ بِهِ / وَأَصبَحَ مِنهُ اليَوم وَهوَ نَفورُ
بِرأيٍ مِن الدهرِ المُضلِل فاسِدٍ / مَتى صَلُحَت لِلصالِحينَ دُهورُ
أَذَلَّ بَني ماءِ السَماءِ زَمانُهُم / وَذُلُّ بَني ماءِ السَماء كَبيرُ
فَما ماؤُها إِلّا بُكاءً عَلَيهِمُ / يَفيضُ عَلى الأَكبادِ مِنهُ بُحورُ
فَيا لَيتَ شِعري هَل أَبيتنّ لَيلَةً / أَمامي وَخَلفي رَوضَةٌ وَغَديرُ
بِمُنبَتَةِ الزَيتونِ مورثةُ العُلى / يُغَنّي حَمامٌ أَو تَرِنُّ طُيورُ
بِزاهِرِها السامي الذُرَى جادَهُ الحَيا / تُشيرُ الثُرَيّا نَحوَنا وَنُشيرُ
وَيلحُظُنا الزاهي وَسعدُ سعودِهِ / غيورَينِ وَالصَبُّ المُحِبُّ غَيورُ
تُراهُ عَسيراً أَو يَسيراً مَنالُهُ / إِلّا كُلّ ما شاءَ الإِلَهُ يَسيرُ
قَضى اللَهُ في حِمصَ الحِمامَ وَبُعثِرَت / هُنالِكَ مِنّا لِلنُشور قُبورُ
يَجورُ على قَلبي هَوىً وَيُجيرُ
يَجورُ على قَلبي هَوىً وَيُجيرُ / وَيأمُرني إِنَّ الحَبيبَ أَميرُ
أَطوعُ لأمرِ الحُبِّ طَوعَ مُسلِّمٍ / وَإِن كانَ مِن شأني إِباً وَنُفورُ
أَغارُ عَلَيهِ مِن لِحاظي صِيانَةً / وَأكرِمُهُ إِنَّ المُحِبَّ غَيورُ
أَخِفُّ عَلى لُقيا الحَبيبِ وَإِنَّني / لَعَمرُكَ في كُلِّ الأُمورِ وَقورُ
كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً
كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً / وَوَصلٌ كَظِلِّ الرَوض تُعطيكَهُ نَزرا
وَلَو لَم تَشُب وَصلي بِهَجرٍ لَخِلتَني / أُشافِهُ مِنها الشَمسَ أَو أَلثُمُ البَدرا
يَطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها
يَطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها / وَيَقصُرُ إِن لاقَيتُها أَطوَلُ الدَهرِ
لَها غُرَّةٌ كالبَدرِ عِندَ تَمامِهِ / وَصَدغا عَبيرٍ نَمَّقا صَفحَةَ البَدرِ
وَقَدٌّ كَمِثلِ الغُصنِ مالَت بِهِ الصَبا / يَكادُ لِفَرطِ اللينِ يَنقَدُّ في الخَصرِ
وَمَشيٌ كَما جاءَت تَهادى غَمامَة / وَلَفظٌ كَما اِنحَلَّ النِظامُ عَنِ الدُرّ
يُصَبِّرُني أَهلُ المَوَدَّةِ دائِباً
يُصَبِّرُني أَهلُ المَوَدَّةِ دائِباً / وَإِنَّ فُؤادي وَالإِلَهِ صَبورُ
أَغارُ عَلى مَغنى الرِئاسَةِ إِنَّني / عَلى كُلِّ حُسنٍ في الزَمانِ لَغَيُّورُ
أُصَرِّفُ ذِهني في أُمورٍ كَبيرَةٍ / وَأَعلَمُ أَنَّ الدائِراتِ تَدورُ
أَطَلتُ فَخارَ المَجدِ بالبيضِ وَالسُمرِ
أَطَلتُ فَخارَ المَجدِ بالبيضِ وَالسُمرِ / وَقَصَّرتُ أَعمارَ العُداةِ عَلى قَسرِ
وَوَسَّعتُ سُبُلَ الجودِ طَبعا وَصَنعَةً / لأشياءَ في العَلياءِ ضاقَ بِها صَدري
فَلا مَجدَ لِلإِنسانِ ما كانَ ضِدُّهُ / يُشارِكُهُ في الدَهر بالنَهي وَالأَمرِ
وَلَيلٍ أَدَمنا فيهِ شُربَ مَدامَةٍ
وَلَيلٍ أَدَمنا فيهِ شُربَ مَدامَةٍ / إِلى أَن بَدا لِلصُبحِ في اللَيلِ تأثيرُ
وَجاءَت نُجومُ الصُبحِ تَضربُ في الدُجى / فَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ وَاللَيلِ مَقهورُ
فَحُزنا مَنَ اللَذاتِ أَطيَبَ طيبِها / وَلَم يَعدنا هَمٌّ وَلا عاقَ تَكديرُ
خَلا أَنَّهُ لَو طالَ دامَت مَسَرَّةٌ / وَلَكِن لَيالي الوَصلِ فيهِنَّ تَقصيرُ
كَأَنَّ عَشيَّ القَطرِ في شاطىءِ النَهرِ
كَأَنَّ عَشيَّ القَطرِ في شاطىءِ النَهرِ / وَقَد زَهَرَت فيهِ الأَزاهِرُ كالزَهرِ
تَرُشُّ بِماءِ الوَردِ رَشّاً وَتَنثَني / لِتَغليفِ أَفواهٍ بِطَيِّبَةِ الخَمرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025