القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العباس بن الأحنف الكل
المجموع : 29
أَلا أَشرَقَت فَوزٌ مِنَ القَصرِ فَاِنظُرِ
أَلا أَشرَقَت فَوزٌ مِنَ القَصرِ فَاِنظُرِ / إِلى مَن حَباكَ الوُدَّ غَيرَ مُكَدَّرِ
وَلَمّا رَأَت أَن لا وُصولَ إِلى الهَوى / تَراءَت مِنَ السَطحِ الرَفيعِ المُحَجَّرِ
فَقُلتُ لَها يا فَوزُ هَل لي إِليكُمُ / سَبيلٌ فَقَالَت بِالإِشارَةِ أَبشِرِ
وَقَفتُ لَها في ساحَةِ الحَيِّ ساعَةً / أُشيرُ إِلَيها بِالرِداءِ المُعَصفَرِ
نَظَرتُ إِلى ما لَم تَرَ العَينُ مِثلَهُ / إِلى قَمَرٍ في رازِقِيٍّ وَمِئزَرِ
إِذا ماتَ عَبّاسٌ وَفَوزٌ فَإِنَّهُ / يَموتُ الهَوى وَاللَهوُ مِن كُلِّ مَعشَرِ
هَجَرتُ النَدامى خَشيَةَ السُكرِ إِنَّما
هَجَرتُ النَدامى خَشيَةَ السُكرِ إِنَّما / يُضيعُ الفَتى أَسرارَهُ حينَ يَسكَرُ
وَقَد خيرَ لي في الهَجرِ لَو كُنتُ صابِراً / وَمَن ذا عَلى هَجرِ الأَحِبَّةِ يَصبِرُ
أُجَرِّبُ بِالهِجرانِ نَفسي لَعَلَّها / تُفيقُ فَيَزدادُ الهَوى حينَ أَهجُرُ
وَأَحذَرُ أَن تَطغى إِذا بُحتُ بِالهَوى / فَأَكتُمُها جُهدي هَواها وَيَظهَرُ
أَغارُ عَلى طَرفي لَها وَكَأَنَّما / إِذا رامَ طَرفي غَيرَها لَيسَ يُبصِرُ
وَما عَرَضَت لي نَظرَةٌ مُذ عَرَفتُها / فَأَنظُرُ إِلاّ مُثِّلَت حَيثُ أَنظُرُ
فَيا واثِقاً مِنّي بِما قَد بَدا لَهُ / وَأَكثَرُ مِنهُ ما أُجِنُّ وَأُضمِرُ
تَفَكَّر فَما تَدري لَعَلَّكَ تُبتَلى / بِما بي وَيَصحو عَنكَ قَلبي وَيَصبِرُ
أَراجِعَةٌ تِلكَ اللَيالي كَعَهدِنا / بِهِنَّ وَمِصبَاحُ المَوَدَّةِ يَزهَرُ
إِذا ما اِستَقَلَّت رَدَّها عَن قِيامِها / لها عَجُزٌ عَنهُ المَآزِرُ تَقصُرُ
أَلا أَيُّها الناهونَ عَنها سَفاهَةً / قَدِ اِزدادَ وَجدي مُذ نَهَيتُم فَأَقصِروا
هُمُ كَتَموني سِرَّهُم حينَ أَزمَعوا
هُمُ كَتَموني سِرَّهُم حينَ أَزمَعوا / وَقالوا اِتَّعِدنا لِلرَواحِ وَبَكَّروا
فَوا حَزَني أَن كانَ آخِرَ عَهدِنا / بِهِم ذَلِكَ اليَومُ الَّذي أَتَذَكَّرُ
وَإِنّي لَأَهوى أَن أَرَى بَعضَ أَهلِها / وَإِن كانَ مِنهُم شانِئٌ يَتَذَمَّرُ
وَأَبدَأُ ما اِستَخبَرتُ عَنها بِغَيرها / لِتَحسَبَني عَن غَيرِها أَتَخَبَّرُ
وَقَد مُلِّيَت لينَ الشَبابِ كَأَنَّها / قَضيبٌ مِنَ الرَيحانِ رَيّانُ أَخضَرُ
أَتاني كِتابٌ مِن مَليكٍ بِخَطِّهِ
أَتاني كِتابٌ مِن مَليكٍ بِخَطِّهِ / فَما أَعظَمَ النُعمى وَما أَضعَفَ الشُكرا
فَظَلَّت تُناجيني بِما في ضَميرِها / أَنامِلُ قَد خَطَّت بِأَقلامِها سِحرا
وَإِني لَأَستَبطي المَنِيَّةَ كُلَّما / ذَكَرتُ الَّتي لا أَستَطيعُ لَها ذِكرا
فَلمّا تَفَهَّمتُ الكِتابَ رَدَدتُهُ / إِلَيها وَلَم أَبعَث بِرَدٍ لَهُ سَطرا
لَعَمري لَئِن أَقرَرتُمُ العَينَ بِالَّذي
لَعَمري لَئِن أَقرَرتُمُ العَينَ بِالَّذي / فَعَلتُم لَقَد أَسخَنتُمُ العَينَ أَكثَرا
سَلي إِن جَهِلتِ الحُبَّ مَن ذاقَ طَعمَهُ / وَإِن كُنتِ لا تَلقَين مِثلي مُخبِرا
لَقَد حُجِبَت عَينايَ عَن كُلِّ مَنظَرٍ / وَما خُلِقَت عَينايَ إِلّا لِتَنظُرا
وَقَد قَشَعَت عَني ظَلومُ بِصَدِّها / سَحابَ نَوالٍ بَعدَما كَانَ أَمطَرا
لَعَمري لَئِن أَمسى بِغَيرِكِ ظَنُّهُم
لَعَمري لَئِن أَمسى بِغَيرِكِ ظَنُّهُم / لَذَلِكَ أَخفى لِلوِصالِ وَأَستَرُ
يَظُنُّ بِيَ الناسُ الظُنونَ وَأَنتُمُ / هَوايَ الَّذي أُخفي إِلى يَومَ أُقبَرُ
فَلا تَحمِلي ذَنباً عَليَّ مَقالَهُم / وَلا تَذكُري مِن ذاكَ ما ليسَ يُذكَرُ
وَحَوراءَ مِن حورِ الجِنانِ مَصونَةٍ
وَحَوراءَ مِن حورِ الجِنانِ مَصونَةٍ / يَرى وَجهَهُ في وَجهِها كُلُّ ناظِرِ
وَقَفتُ بِها لا أَستَطيعُ إِشارَةً / وَلا نَظَراً وَالطَرفُ لَيسَ بِصابِرِ
فَما طَرَفَت عَينايَ لَمّا تَعَرَّضَت / لِشَيءٍ سِوى إيمائِها بِالمَحاجِرِ
تَواقَفَ مَعشوقانِ ثُمَّ تَناظَرا / فَما مَلكا فَيضَ الدُموعِ البَوادِرِ
تَضِنُّ إِذا اِستَمنَحتُها لِيَ نَظرَةً
تَضِنُّ إِذا اِستَمنَحتُها لِيَ نَظرَةً / أُداوي بِها ما يُحدِثُ الحُبُّ في صَدري
وَإِنّي لَتَبدو لي الكَواعِبُ كَالدُمى / فَيَحفَظُ قَلبي غَيبَها وَهيَ لا تَدري
وَيَحجُزُني مَن لا أَرى دونَ ما أَرى / شَهيدي عَلَيه عالَمُ السِرِّ وَالجَهرِ
وَيَحزُنُ قَلبي سِرَّها وَيَصونُهُ / وَلَيسَ لَدَيها مِن حِفاظٍ وَلا شُكرِ
خَشيتِ صُدودي لَيسَ ذاكَ بِكائِنٍ
خَشيتِ صُدودي لَيسَ ذاكَ بِكائِنٍ / أَتى دُونَهُ حُبٌّ لِعَينَيَّ مُسهِرَ
فَلو أَنَّ لي صَبراً لَقُلتُ لَعَلَّني / أَصُدُّ وَلكِن لَستُ وَاللَهِ أَصبِرُ
أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ أَصبَحَ عَهدُها
أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ أَصبَحَ عَهدُها / أَدامَ عَلى ما كانَ أَم قَد تَغَيَّرا
فإِن يَكُ مَرُّ الدَهرِ غَيَّرَ وُدَّها / وَأَودى بِهِ طولُ الزَمانِ فَأَدبَرا
فَإِني لَباقي الوُدِّ لا مُتَبَدِّلٌ / سِواها بِها حَتّى أَموتَ فَأُقبَرا
فَلَم أَرَ مِثلَ الحُبِّ أَبلى لِأَهلِهِ / وَلا مِثلَ أَهلِ العِشقِ أَشقى وَأَصبَرا
وَأَهجُرُ عَمداً كَي يُقالَ لَقَد سَلا
وَأَهجُرُ عَمداً كَي يُقالَ لَقَد سَلا / وَلَستُ بِسالٍ عَن هَواكِ إِلى الحَشرِ
وَلكِن إِذا كانَ المُحِبُّ عَلى الَّذي / يُحِبُّ شَفيقاً عامَلَ الناسَ بِالهَجرِ
وَإِنّي لَقاسي القَلبِ إِن كُنتُ صابِراً
وَإِنّي لَقاسي القَلبِ إِن كُنتُ صابِراً / وَحِبّي غَدا فيمَن يَسيرُ يَسيرُ
فَإِن لَم أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَحَسرَةً / فَلي حَسَراتٌ بَعدَهُ وَزَفيرُ
سَأَلتُكُمُ عَن سَيرِكُم فَكَتَمتُمُ / وَقَد حانَ مِنكُم لِلفِراقِ بُكورُ
وَكَيفَ نَوَوا بَيناً وَأَنتِ أَميرَةٌ / عَلى كُلِّ بَينٍ ما عَلَيكِ أَميرُ
عَرَضتُ عَلى قَلبي الفِراقَ فَقالَ لي
عَرَضتُ عَلى قَلبي الفِراقَ فَقالَ لي / مِنَ الآنَ فَاِيأَس لا أَغُرُّكَ مِن صَبرِ
إِذا صَدَّ مَن أَهوى وَأَسلَمَني العَزا / فَفُرقَةُ مَن أَهَوى أَحَرُّ مِنَ الجَمرِ
وَما طِبتُ نَفساً عَنكِ لَمّا هَجَرتِني
وَما طِبتُ نَفساً عَنكِ لَمّا هَجَرتِني / وَلَيسَ سُكوتي عَن سُلُوٍّ وَلا صَبرِ
وَلَكِن سَخَت نَفسي بِنَفسي لِتَبلُغي / رِضاكِ بِقَتلي إِن عَزَمتِ عَلى الهَجرِ
وَأَيقَنتُ أَنّي إِن تَكَلَّمتُ ضَرَّني / كَلامي فَآثَرتُ السُكوتَ عَلى الخُسرِ
أَلا كَتَبَت تَنهى وَتَأَمُرُ بِالهَجرِ
أَلا كَتَبَت تَنهى وَتَأَمُرُ بِالهَجرِ / فَقُلتُ لَها يالَيتَ قَلبَكِ في صَدري
سَأَهجُرُ كَي تَرضَي وَأَهلِكَ حَسرَةً / وَحَسبِيَ أَن تَرضَي وَيُهلِكَني هَجري
وَمَحجوبَةٍ في الخِدرِ عَن كُلِّ ناظِرٍ / وَلَو بَرَزَت في اللّيلِ ما ضَلَّ مَن يَسري
يُقَطِّعُ قَلبي حُسنُ خالٍ بِخَدِّها / إِذا سَفَرَت عَنهُ وَيَنفُثُ بِالسِحرِ
لَخالٌ بِذاكَ الخَدِّ أَحسَنُ عِندَنا / مِنَ النُكتَةِ السَوداءِ في وَضَحِ البَدرِ
لِيَهنِئَكُمُ أَن قَد أَرَحتُم قُلوبَكُم / وَأَن قَد قَذَفتُم بِالصَبابَةِ في سَحري
إِذا ما دَعَوتُ الصَبرَ بَعدَكِ وَالبُكا
إِذا ما دَعَوتُ الصَبرَ بَعدَكِ وَالبُكا / أَجابَ البُكا طَوعاً وَلَم يُجِبِ الصَبرُ
فَإِن تَقطَعي مِنكِ الرَجاءَ فَإِنَّهُ / سَيَبقى عَلَيكِ الحُزنُ ما بَقِيَ الدَهرُ
أَخٌ لا رَأَيتُ السوءَ فيهِ فَإِنَّني
أَخٌ لا رَأَيتُ السوءَ فيهِ فَإِنَّني / إِلى أَن تَعافى نَفسُهُ لَفَقيرُ
أَعودُ فَلا أَلقاهُ فيمَن يَعودَهُ / وَيَلقاهُ عُوّادٌ سِوايَ كَثيرُ
كَتَمتُ وَمَن أَهوى هَوانا فَلَم نَبُح
كَتَمتُ وَمَن أَهوى هَوانا فَلَم نَبُح / وَقَد كانَتِ الأَسرارُ بِاللَمحِ تَظهَرُ
فَنَحنُ كِلانا مُقصَدٌ في فُؤادِهِ / مِنَ الشَوقِ نارٌ حَرُّها يَتَسَعَّرُ
فَلا أَنا أُبدي ما أُجِنُّ وَلا الَّذي / بِهِ مِثلُ ما بي لِلمَخافَةِ يَذكُرُ
فَيا عَجَبا مِنّي وَمِنها وَصَبرُنا / عَلى ما نُلاقي كَيفَ نَصبو وَنصبِرُ
وَما صَبرُنا أَلّا نَبوحَ فَنَشتَكي / سَرائِرَ ما يُخفي الضَميرُ وَيُضمِرُ
مَلالاً وَلَكِن نَتَّقي قَولَ كاشِحٍ / يُبَلِّغُ عَنّا ما نَقولُ وَيُظهِرُ
فَنَكتُمُ ما يُخفي الضَميرُ تَحَفُّظاً / وَخَيرُ الهَوى ما كانَ يُخفى وَيُستَرُ
عَلى أَنَّهُ يَبدو مِراراً مِنَ الفَتى / طَوالِعُ إِن هاجَ الفُؤادَ التَذَكُّرُ
إِذا غَلَبَ الصَبرَ البُكاءُ وَهُيِّجَت / تَباريحَهُ فَالصَبُّ بِالذِكرِ يُعذَرُ
هَجَرتُم وَلَم نَقِدر عَلى ما قَدَرتُمُ
هَجَرتُم وَلَم نَقِدر عَلى ما قَدَرتُمُ / عَلَيهِ وَأَنتُم تَرقُدونَ وَنَسهَرُ
أَدومُ بِعَهدي ما حَييتُ وَقَلَّ مَن / يَدومُ عَلى عَهدٍ وَلا يَتَغَيَّرُ
وَمُستَفتِحٍ بابَ البَلاءِ بِنَظرَةٍ
وَمُستَفتِحٍ بابَ البَلاءِ بِنَظرَةٍ / تَزَوَّدَ مِنها حَسرَةً آخِرَ الدَهرِ
فَوَاللَهِ ما يَدري أَتَدري بِما جَنَت / عَلى قَلبِهِ أَو أَهلَكَتهُ وَما تَدري
أَنا الهائِمُ المَشغوفُ بِالبَدرِ إِذ بَدا / وَهَيهاتَ مَن لي بِالسَبيلِ إِلى البَدرِ
وَما اِستَمكَنَت عَيني مِنَ النَظَرِ الَّذي / أُداوي بِهِ قَلبي وَأَشفي بِهِ صَدري
وَلَو كانَ حُبّيها كَما هِيَ أَهلُه / لَمُتُّ وَما لي غَيرُ ذَلِكَ مِن عُذرِ
تَخاذَلَتِ الأَوصالُ مِنّي فَلَم أُطِق / نُهوضاً بِوَقرِ الحُبِّ وَالحُبُّ ذو وَقرِ
وَلِلشَوقِ سُلطانٌ عَلى الدَمعِ كُلَّما / دَعاهُ تَداعى غَيرَ وانٍ وَلا نَزرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025