المجموع : 7
أَرى الصَبرَ عَن نَجدٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ
أَرى الصَبرَ عَن نَجدٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ / وَمُذ بَعُدَت لَيلى فَلَيلي بِلا فَجرِ
وَقَد كُنتُ أَبكي مِن يَدِ الهَجرِ في الحِمى / فَلَمّا تَفَرَّقنا بَكَيتُ عَلى الهَجرِ
فَلو كانَ قَلبي صَخرَةً لَبَكيتُهُم / كَمَ بَكَتِ الخَنساءُ حيناً عَلى صَخرِ
أُعالِج شَوقاً في الأَصائِلِ وَالضُحى / بِبَردِ الهَوى النَجديِّ حَيِّ الهَوى العُذري
أَموتُ وَلا أَلفٌ أَغيظُ بِنَيلِها / عَدُوّي وَلا إِلفٌ أَشُدُّ بِهِ أَزري
أَعاذِلَتي قَومي اِنظُرى قَد بَدا البَدرُ
أَعاذِلَتي قَومي اِنظُرى قَد بَدا البَدرُ / وَلا تَعذُليني في عِذارَيهِ لي عُذرُ
بِمَن تُحدِقُ الأَحداقُ طُرّاً إِذا مَشى / وَيَخجَلُ مِن أَعطافِهِ الغُصُنُ النَضرُ
سِوى ما يَحيكُ الناسُ ما بي لِأَجلِهِ / فَلا زَيدٌ اللاحِيَ عَلَيهِ وَلا عَمرو
يَقولُ إِذا ما رُمتَ ضَمّاً وَريقَةً / مَتى صيدَتِ العَنقاءُ أَو حَلَّت الخَمرُ
وَكَم لَيلَةٍ قَد لاحَ مِن صُدغِهِ الدُجى / وَمِن كَأسِهِ الجَوزا وَمِن فَمِهِ الفَجرُ
وَكَم أَخَذَت أَوتارُهُ الثَأرَ مِن دَمي / سُحَيراً فَقالَ الناسُ هَذا هُوَ السِحرُ
يُشارِكُني حَذقاً فَمِن عِندَهُ الغِنا / إِذا ما تَنادَمنا وَمِن عِنديَ الشِعرُ
عَلى بابِكُم يا آلَ رُزّيكَ شاعِرٌ
عَلى بابِكُم يا آلَ رُزّيكَ شاعِرٌ / قَنوعٌ كَفاهُ مِنكُمُ الوِدُّ وَالبِشرُ
وَقَد رَدَّهُ البَوّابُ جَهلاً بِوَجهِهِ / كَما رَدَّها يَوماً بِسَوأَتِهِ عَمرو
تَمَنيتُكُم حَتّى إِذا ما قَرَبتُمُ / بَعُدتُم وَما بَيني وَبَينَكُم شِبرُ
وَقَد كانَ مُشتاقاً إِلَيَّ طَلائِعٌ / فَوا عَجَباً لِمَ قَد أَبى صُحبَتي بَدرُ
وَحَتّى حُسَينٌ وَهُوَ سَيِّدُ مَذهَبي / زَوى وَجهَهُ عَنّي كَأَنَّنِيَ الشِمرُ
وَزادَ عَلَيَّ الدَهرُ بُخلَ مُحَمَّدٍ / عَلى أَنَّهُ في كُلِّ أُنمُلَةٍ بَحرُ
وَما كُلُّ ماضٍ كَالحُسامِ لَدى الوَغى / وَلا كُلُّ مِصرٍ في جَلالَتِها مِصرُ
وَلَكِنَّ عِزَ الدينِ قَد نابَ عَنهُم / فَتىً قَد تَساوى عِندَهُ التِبنُ وَالتِبرُ
إِلَيكَ صَلاحُ الدينِ مَولايَ أَشتَكي
إِلَيكَ صَلاحُ الدينِ مَولايَ أَشتَكي / زَماناً عَلى الحُرِّ الكَريمِ يَجورُ
تُرى أُبصِرُ الأَلفَ الَّتي كُنتَ واعِدي / بِها في يَدي قَبلَ المَماتِ تَصيرُ
وَهَيهاتَ وَالإِفرِنجُ بَينِ وَبَينَكُم / سِياجُ قَتيلٍ دونَهُ وَأَسيرُ
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَنَّكَ ذو غِنىً / بِمِصرَ وَأَنّي في دِمَشقَ فَقيرُ
عَسى مِن دِيارِ الظاعِنينَ بَشيرُ
عَسى مِن دِيارِ الظاعِنينَ بَشيرُ / وَمِن جَورِ أَيّامِ الفِراقِ مُجيرُ
لَقَد عيلَ صَبري بَعدَهُم وَتَكاثَرَت / هُمومي ولَكِنَّ المُحِبَّ صَبورُ
وَكَم بَينَ أَكنافِ الثُغورِ مُتَيَّمٌ / كَئيبٌ غَزَتهُ أَعيُنٌ وَثُغورُ
سَقى اللَهُ مِن سَطرا وَمقرا مَنازِلاً / بِها لِلنَدامى نَظرَةٌ وَسُرورُ
وَلازالَ ظِلُّ النَيرَبَينِ فَإِنَّهُ / طَويلٌ وَعَيشُ المَرءِ فِيهِ قَصيرُ
فَيا بَرَدى لا زالَ ماؤُكِ بارِداً / عَسى شَبمٌ مِن حافَّتَيكِ نَميرُ
أَبى العَيشَ إِلّا بَينَ أَكنافِ جُلَّقٍ / وَقَد لاحَ فيها نَضرَةٌ وَسُرورُ
وَكَم بِحِمى جيرونَ سِربُ جَآذِرٍ / حَبائِلُهُنَّ المالُ وَهِيَ نَفورُ
وَلَكِن سَأَحويهِ إِذا كُنتُ قاصِداً / إِلى بَلَدٍ فيهِ الصَلاحُ أَميرُ
وَهَل هَمَّ يَوماً شيركوهُ بِجِلَّقٍ
وَهَل هَمَّ يَوماً شيركوهُ بِجِلَّقٍ / إِلى الصَيدِ إِلّا اِرتاعَ في مِصرَ شاوَرُ
هُوَ المَلِكُ المَنصورُ وَالأَسَدُ الَّذي / شَذى ذِكرِهِ في الشَرقِ وَالغَربِ سائِرُ
لَقَد فازَ بِالمُلكِ العَقيمِ خَليفَةٌ
لَقَد فازَ بِالمُلكِ العَقيمِ خَليفَةٌ / لَهُ شيرِكوهُ العاضِدِيُّ وَزيرُ
كَأَنَّ اِبنَ شاذي وَالصَلاحَ وَسَيفَهُ / عَلِيٌّ لَدَيهِ شَبَّرُ وَشَبيرُ
هُوَ الأَسَدُ الضاري الَّذي جَلَّ خَطبُهُ / وَشاوَرُ كَلبٌ لِلرِجالِ عَقورُ
بَغى وَطَغى حَتّى لَقَد قالَ قائِلٌ / عَلى مِثلِها كانَ اللَعينُ يَدورُ
فَلا رَحِمَ الرَحمَنُ تُربَةَ قَبرِهِ / وَلازالَ فيها مُنكَرٌ وَنَكيرُ