القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 17
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا / أتذكرها أم أنتَ غير ذَكُور
فمن عينك الكحلاء كانت بليَّتي / فويلاه من غنجٍ بها وفتورِ
تفرَّقتِ اللذّات عنّي لفقدكم / تفرُّقَ أجنادٍ لفقد أمير
هو البدر إلا أن فيه بدائعاً
هو البدر إلا أن فيه بدائعاً / من الحسن ليست في هلالٍ ولا بدرِ
وينظر في وجه القبيح بوجهه / فيكشف حسناً باقياً آخر الدهرِ
أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنب
أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنب / فجرم الفتى في السكر داعية العذرِ
وحسبك ظني أنني كنتُ مجرماً / على خَبَرٍ فيه اعتذرت على خُبرِ
فها أنا ذا أدرى بعُذري من الذي / جَناه عليَّ السُّكرُ إذ أنا لا أدري
وإن كان شِعري قد أتاك بزلةٍ / فقد جاء يستعفيك من ذنبه شعري
فدونك عذراً قام فكري بصنعه / على أن ذنبي لم يحس به فكري
ولمّا رأيتُ الحُبَّ قد مدَّ جسره
ولمّا رأيتُ الحُبَّ قد مدَّ جسره / ونوديَ في العُشاق ويحَكُمُ فرُّوا
تبادرتُ نحو الجسر كيما أجوزه / فأدرَكَني الحرمانُ وانقطع الجِسرُ
يقولون قد أخفى محاسنَهُ الشَعرُ
يقولون قد أخفى محاسنَهُ الشَعرُ / فهيهات هل يخفى على الظُّلمة البَدرُ
كم بين أرضٍ قِفارٍ لا نباتَ بها / وأرضٍ اُخرى عليها النبت والزهرُ
بدت لوداعٍ والتجمُّل سترُها
بدت لوداعٍ والتجمُّل سترُها / فزال لإشفاق التفرُّق هجرُها
فتاةٌ كأن الصبح يجلوه وجهُها / لنا وكأن الليل يدجيه شَعرُها
فلو أبصَرَتها أُمَّةٌ ثَنَويَّةٌ / لكان إله القوم ما ضمَّ خِدرُها
نفى حُسنُها عنها العتابَ لأنها / إذا ما أساءت كان في الحُسن عُذرُها
لقد زال طيبُ العيش عنّي لفقدها / كما زال عنها للتفجُّع كِبرُها
ولمّا تسارقنا الوداعَ تخالُساً / لعَيني رقيبٍ يغلب الليلَ خزرُها
جرى ماءُ جفنَيها على نار خدِّها / فصار لظاها في فؤادي وجمرُها
لقد قلَّ صبري بعدها وتجلُّدي / فيا ليت شعري بعدنا كيف صبرُها
فأصبحتُ حيرانَ الفؤاد لفُرقَةٍ / أُقاسي هَناةً ليس يجمل ذكرُها
وما افتقرت نفسي إذا كان إنما / يلوذ بإخوان التَّديُّنِ فقرُها
فكلُّ مُحبّي آل أحمد أنجمٌ / وآلُ أبيك السادةُ الغُرُّ زُهرُها
إذا اختلفت بالأكرمين مجالسٌ / فإنك في كلِّ المجالس صدرُها
وإن كنتَ في شرخ الشباب هلالها / فإنك في مستكمل القَدرِ بدرُها
تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً / وطيباً ولكن في الصَّبابة سُكرُها
وليس قبيحاً سكرة اللهو بالفتى / ولا سيَّما والظَّرف والشَّكل خمرُها
وكان وصيُّ المصطفى خيرةِ الورى / له مزحات ينثر الأُنسَ نَشرُها
تَلَقّى العَوافي بالأيادي فإنها / مآثرُ لا يعفو على الدهر أثرُها
وتزكو الأيادي عند ذي الشكر مثل ما / تَضاعف في الأرض الزكيَّة بذرُها
مشاكلة الآداب والشكل فيهما / وسائل لا يُخشى من الحرِّ خَفرُها
فدُونَكها بِكر المعاني زففتُها / عروساً ومن خير العرائس بكرُها
إذا نحن قلنا طال عمرُك أيقنت / بذاك المعالي أنَّ عمرك عمرُها
أخدّاكَ وردٌ أم ثناياك جوهرُ
أخدّاكَ وردٌ أم ثناياك جوهرُ / وصدغاك مسك أم عذارك عنبرُ
وأقمرتَ يا بدرَ الملاحة كلِّها / فما ضرَّنا البدرُ الذي ليس يقمرُ
وما نظرت عيني إلى الشمس ساعةً / من الدهر إلا خلتُها لك تنظرُ
وما دمعتي تلك التي قد تحدَّرت / ولكنَّها وَدقٌ غدت تتحدَّرُ
أيا غصناً من تحت بدرٍ على نقاً
أيا غصناً من تحت بدرٍ على نقاً / على كثُبٍ قد انكَسف البَدرُ
أغارَ عليه الدهرُ من أعين الورى / فأنبَتَ شَعراً في منابته الشَّعرُ
رياضٌ بها للزَّعفران تكاثُفٌ / وقد سيَّرت فيها سَنابكَها الحُمرُ
ألا ما لعيني أشرقت لي بنورها / فأبصرتُ بدرَ الليل زاحمه الفجرُ
فديتك ما للدَّهر فيك وللقلى
فديتك ما للدَّهر فيك وللقلى / خلوتُ ولكن للصيانة والسترِ
لعلّي أنال الأنس في حجب خلوةٍ / كذاك يُنال الدرُّ في غامض البحرِ
أُريد بأن يخفى على الناسِ وَقفُه / فأخفى وهل يخفى الوقوف مع البدرِ
إذا ما رأيتُ الشوق يُجري خيوله / لكشف الهوى صيَّرتُ ميدانَه صدري
ثَنى عنك طرفي لحظُ طرفك فانثنى / كذاك خُمار الخمر يُكسَر بالخمرِ
ويصبح ريحانُ الهوى حين نلتقي / نَماءَ المنى من ذلك النظر الشزرِ
وتنظر في حالي وذاك هوى المنى / وفوق المنى لو كنتَ تنظر في أمري
عذرتُ حبيبي أن أقام على هجري / لأن ذنوبي قد كثرن على العذر
بُليتُ بذنبٍ فوق ذنبي لشقوتي / وما أوجع العَقر الأليم على العقرِ
وما أنا إلا مثل جابر عَظمِه / فلمّا بَرَا ثَنّى بكَسرٍ على الجَبرِ
أسأتُ إلى من لم يزل بيَ محسناً / فحقّي بأن أُرمي بقاصمة الظهرِ
أيعرف قدري ثم أجهل قدرَهُ / فلا عرف الرحمن من دونها قدري
حراميَّة منّي أتيه على الذي / بداخله تيه على الشمس والبدر
فيا ليلةً أدركتُها وحُرمتُها / وكنت كمحرومٍ رأى ليلة القدرِ
فيا نعمةً فاتت ويا محنةً أتت / فموتٌ على فَوتٍ وقتلٌ على كفرِ
أبا حسنٍ ما حيلتي ووسيلتي / أبِن لي فإني قد تحيَّرتُ في أمري
أأصبر للهجران أم أطلب الرضا / وهيهات أن ترضى وهيهات من صبري
أغار عليه لستُ أملك وصلَه
أغار عليه لستُ أملك وصلَه / وأخيب عشاق الملاح غيورُها
كأحمق لم يمكنه يدخل قريةً / فقال أنا دهقانها وأميرُها
فراقك فيه حسرتي وتنغّصي
فراقك فيه حسرتي وتنغّصي / ولو عُدتَ عادت لذتي وسروري
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا / أتذكرها أم أنتَ غير ذَكُور
فمن عينك النجلاء كانت بليتي / فويلاه من غنجٍ بها وفتورِ
تفرَّقتِ اللذّات عنّي لفقدكم / تفرُّقَ أجنادٍ لفقد أمير
أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها
أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها / وأنك في روض المحاسن زهرُها
ووجه لو اَنَّ الأعين العور كُحِّلت / ببهجته يوماً لراجَعَ بصرُها
وللجُدَري فيه رسوم محاسنٍ / يُرى فيه آثارَ المحاسن أثرُها
على قامةٍ مازال يُغبَط ردفُها / ويُحسَدُ ساقاها ويُرحَم خصرُها
فتسعة أعشار الملاحة قُسِّمَت / عليك وفي كلِّ الخلائق عُشرُها
وقد نُقِشت نقشَ الدنانير عدنا / صفاتك إلا أن عقلك تبرُها
محاسن زاد العقل فيها محاسناً / فيحسن مرآها ويحسن ذكرُها
لذكرك طِيبٌ في النفوس لو اَنَّه / لجسمك لم يُجلَب من الهند عطرُها
فصارت بك الأيامُ أعيادَ لذَّةٍ / فما كاد أضحاها يبين وفِطرُها
تقلِّبُ طرفاً لو تقلَّبَ سحرُهُ / على الأرض لم يظهر ببابل سِحرُها
فلو كنتَ في سوق الجواهر ضاحكاً / إذا عُرِضَت لم يغلُ في السوق قَدرُها
أرى لك قبل الأُنس مزح تَظرُّفٍ / كذلك قبل الشمس يطلع فجرُها
وما عابَ نفسَ المرء كثرةُ مزحها / إذا قلَّ منها خلف ذلك نُكرُها
وطبعاً وأخلاقاً إذا بانَ كشفُها / تبيَّن من تحت التكشُّف سترُها
تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً / وطيباً ولكن في التظرُّفِ سكرُها
خلائق يُرضي اللهَ في السرِّ صونُها / ويرضي عباد اللَه في الجهر نشرُها
فيكثر عند الناس في ذاك حمدُها / ويكثر عند اللَه في ذاك أجرُها
وشمس خدورٍ لو بدت من خدورِها
وشمس خدورٍ لو بدت من خدورِها / لرضوان أزرَت بالجنان وحُورِها
إذا ما بدت لو لم يكن ماءُ وجهِها / يدافع عنّا لاحترقنا بنورِها
إذا ما أجالت طرفَها سجد الهوى / لأجفانها من غنجها وفتورِها
تَعلَّم غصنُ البان من حركاتها / فنوناً وما يأتي بعُشر عشيرِها
يُرى حَليُها من حسنها متزيناً / ومن طِيبها يزدادُ طِيبُ عبيرِها
إذا مسها لينُ الحريرِ فجسمُها / ينعِّم ما قد مسَّها من حريرها
لها نعمةٌ لو في المعاد تقسمت / لعاشت بها الموتى الى نفخ صُورها
ولو ضربت بين القبور بنَغمةٍ / لقهقهتِ الموتى لها من قبورِها
لو اَنَّ سليمانَ النبيَّ يخالُها / توهَّمها بلقيسَ فوق سريرِها
فتاةٌ لها عندي حديثٌ وإنما / لواحظُها قد حدَّثَت عن ضميرِها
تُؤخِّر عن قلبي نصيبَ سرورِه / وقد عَجَّلت للعين بعضَ سرورِها
إذا جئت عطشاناً إلى ماء وصلها / فما يُنقَع الصادي بصفو غديرِها
لها صدقُ إعراضٍ وزُورُ تعرُّضٍ / فيا حَسرَتا من صدقها لي وزُورِها
تُرضّي خيال الناس عند مغيبها / وتُبدي إشارات المنى في حضورِها
وقولوا لها إني أسيرٌ بحبِّها / فهل عندها من رحمةٍ لأسيرِها
ستتلف روحي وهي روحٌ خطيرة / لئن بخلت عنّي ببذل خطيرِها
فإن أحسنت جازيتُ ذاك وإن يكن / غروراً فلا جازيتُها بغرورِها
فيا سُؤلَ قلبي أوضِحي مسلك المُنى / لروحي فقد حَيَّرتِها في أُمورها
أجَنَّة وصلٍ نرتعي في نعيمها / أنارُ صدودٍ نصطلي في سعيرِها
فإنَّ حراماً أن تُعَرَّض مهجة / لموتٍ ولم يُعلَم مكانُ مصيرِها
فها أنا روحي في السياق فزَخرفي / جِنانَ مناها وابعثي ببشيرِها
وشاهدُ ما ألقاه مني رسالتي / أتَتكِ سطورُ الدمع فوق سطورِها
أتجرؤ في تلبيس ذكرك في ذكري
أتجرؤ في تلبيس ذكرك في ذكري / وتطمع في تدليس قدرك في قدري
وإنك إذ تزري عليَّ مغدَّرٌ / لأني أرى التنينَ يزري على البَدرِ
فيا زارياً ما زال تمصيعُ لفظه / اذا قرأ القرآنَ يدعو الى الكُفر
يقول له الشيطانُ عند قِرائه / أجَدتَ بما حَرَّفتَ من محكم الذِّكرِ
لو اَنَّ رسول اللَه يسمع درسَه / إذن قال ذا غير المنزَّل في صدري
إذا ما قرا حرفاً لتنفيس حفظه / فمقصوده أن نختم الحمدَ في شهرِ
يمدُّ لنا سين السراط كأنه / يُجَرّي صبيّاً فهو يَجري إذا أُمري
يُكذِّب يُسراً بالقِران قِرانه / لما قد نقاسي في القراءة من عُسرِ
يُنازع في والنازعاتِ إذا قرا / ويعصر منه العين في عَينِ والعَصرِ
اذا ما قرا والفجرِ في عتماتِهِ / تراه يقاسيها إلى مطلع الفجرِ
قرا الحشرَ يوماً بالغداة مصلياً / فطوَّل حتى خِلتها وقفةَ الحَشرِ
يُزَهِّد في الإسلام قُبحُ قِرائه / فيكسب فينا الإثمَ من موضع الأجرِ
ويحسب من جهلٍ وعُجبٍ بأنه / كعاصمٍ المقري أو كأبي عمرو
عميت أبا الحسن ثم عميتَ عن / عماك كما قد قيل في سالف الدهرِ
جهلتَ ولم تعلم بأنك جاهلٌ / فمَن لي بأن تدري بأنك لا تدري
مؤازرةُ الإخوانِ ذخرٌ من الذخرِ
مؤازرةُ الإخوانِ ذخرٌ من الذخرِ / وللحُرِّ أن يشكو هواه إلى الحرِّ
ومَن لم يُجانب شهوةً لمروءةٍ / كذلك لا يحظى بحمدٍ ولا أجرِ
بقلبيَ جمرٌ من هواه فإن أكن
بقلبيَ جمرٌ من هواه فإن أكن / شكوتُ فهذا الوجد من ذلك الجمرِ
إذا سألوني عنك مَوَّهت قصَّتي
إذا سألوني عنك مَوَّهت قصَّتي / ولجلجتُ لجلاج الضفادع في البحرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025