القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خالِد الكاتِب الكل
المجموع : 15
بِندَّاتِ دَمعِ العينِ مزدحم الصَّبرِ
بِندَّاتِ دَمعِ العينِ مزدحم الصَّبرِ / فَخدُكَ ما ينفكُّ من عَبرةٍ تَجرِي
وألَّفَ بين الجسم والسقمِ كامِنٌ / من الشوقِ عاقَ الصبرَ عن ساحةِ الصدرِ
أإن بان من تهوى ركنتَ إلى الأسى / ونادى منادِي الشوقِ قبلك بالذكرِ
فما قرَّ مذ فارقته في مكانهِ / ولا كانَ إلا طارئاً ضل عن فكري
أحادثُ نفساً ترتقي كل ساعةٍ / فأحبسُها بين الترائبِ والنحرِ
ويبلغنيها غصتي وكأنها / ملذعةٌ بين الجوانحِ بالجمرِ
أجِب قد دعاكَ الجِسمُ إن كنتَ لا تدري
أجِب قد دعاكَ الجِسمُ إن كنتَ لا تدري / ألا إن إخواني أباحت حمى وَكري
ولم أشك ما بالقلب مما أرى به / من الشوقِ حتى كاد يخرجُ من صدري
إذا زفرةٌ غصَّت فؤادي بحسرةٍ / بعثت بها من مقلتي عبرةً تجري
وهل يقدر المحزون إلا على الرضا / وحسبُ اشتياقي إذ هتكتُ له ستري
أبيت كأن الليلَ قال لنجمهِ / أقِم لا تجب داعي الصباحِ ولا تسرِ
وأضحى جديدُ الهم والشوق بالياً / ولا أحسبُ الآفاتِ إلا من الهجرِ
صَبرتُ وإنَّ الصبر عنك عسيرُ
صَبرتُ وإنَّ الصبر عنك عسيرُ / وموتُ محبٍّ في هواكَ يسيرُ
أما رحمت عيناك من في فؤاده / عليكَ غليلٌ دائمٌ وزفيرُ
وكسرةُ جفنٍ ما تكادُ تقلهُ / وفترة طرفٍ ما تكادُ تدورُ
لأنت الذي ما إن أرى لك مشبها / كما ما لمن يهواكَ فيه نظيرُ
بعينيكَ ما ألقى وتعلمُ أنَّ لي
بعينيكَ ما ألقى وتعلمُ أنَّ لي / فُؤادا سَيلقى بالهوَى آخر الدهرِ
وتزجُرني العذالُ عن طاعةِ الهَوى / وقد علِموا أن لا سبيلَ إلى الصبرِ
وقد كنتُ أخفي الشوقَ ما ستر الهوى / عليَّ فنمت عبرةٌ بدمٍ يجري
فيا حسنَ أيامي وطولَ سلامتي / ولذةَ عيشي لو علمتُ من الهجرِ
ولما رأيتُ الدمعَ غاصَ إلى الحشا
ولما رأيتُ الدمعَ غاصَ إلى الحشا / وأن فؤادي من دموعي في بحرِ
نظرت إلى عينيَّ لا ماءَ فيهما / فأيقنت أن الدمعَ تحتهما يجري
فلولا استبانَ الدمعُ في مضمرِ الحشا / تفجرَ أنهارُ الدموع من الصدرِ
على أن قلبي ينشفُ الدمعَ حرهُ / وأين بقايا الدمعِ في وَهَجِ الجَمرِ
ومستنجدٍ بالحُزنِ دمعاً كأنهُ
ومستنجدٍ بالحُزنِ دمعاً كأنهُ / على الخدِّ مما ليسَ يرقاهُ حائرُ
إذا ديمةٌ منهُ استقلت تهللت / أوائل أخرى ما لهنَّ أواخرُ
يرى مقلتيهِ الدمع حتى كأنَّهُ / لما انهلَّ من عينيهِ في الماءِ ناظرُ
وينظرُ من تحتِ الدموعِ بمقلةٍ / رنا الشوقُ في إنسانها فهو ساحِرُ
سترتكَ حتى طال حبكَ عن ستري
سترتكَ حتى طال حبكَ عن ستري / وأسررتُ حتى أثرَ السرُّ في صدري
وحتى وجدتُ الصبرَ مُراً ولم أجِد / لقلبي سبيلاً في هواكَ إلى الصبر
وحتى رأيتُ العينَ تمطُر وجنتي / دماً ودموعاً بين أجفانِها تجري
ولما رأيتُ السرَّ يختلِبُ الصبا / ويَشرعُ في الصبرِ استرحتُ إلى الهجرِ
ولم أشكُ حتى ذابَ قلبيَ في صدري
ولم أشكُ حتى ذابَ قلبيَ في صدري / ولم يبقَ لي من مقلتي عبرةٌ تجري
وحتى سقيتُ الخدَّ من بعدِ عبرتي / سحابَ دمٍ مما بكيتُ على صدري
بعيني ونفسي من حياتيَ قربهُ / على كلّ حالٍ من وصالٍ ومن هَجرِ
ولو لم أجِد ما حلَّ بي من فراقهِ / وشوقي إليهِ ما عتبتُ على دهري
أطعتَ وخَالَفت الهَوى والتذكرا
أطعتَ وخَالَفت الهَوى والتذكرا / فكدَّرت عَيشاً صافياً فتكدَّرا
على دنفٍ لو آثرَ العتبَ قلبُهُ / وأوحشَهُ طُولُ الضنا ليُبصرا
ولكنَّه أمسى كئيباً متيماً / ألحَّ عليهِ شوقُهُ فتحيرا
وطارَ من البينِ المشتِّ فؤادُهُ / وقد كان من ذكرِ الفِراقِ تطيَّرا
ولما تقضيتُ الدموعَ جرى دمٌ
ولما تقضيتُ الدموعَ جرى دمٌ / من العينِ لا تبقي عليه المحاجرُ
ولا عذرَ لي في صبوةٍ عند غادرٍ / من الناسِ إلا أنَّني لك ذاكرُ
إذا غبراني أربعينَ ملالةً / من الحينِ أو أن يعذرَ الشوق حاضرُ
ولي زفرةٌ أذكى من النارِ حالفَت / أوائلَ شوقٍ ما لهنَّ أواخِرُ
سلوتُ وفي قلبي على الهجرِ خطرةً
سلوتُ وفي قلبي على الهجرِ خطرةً / من الوَجدِ لم يدخُل مداخلها الصبرُ
أصدُّ فيدعوني فلطَّفتُ راجِعاً / إليها على نأيٍ فَيمنَعُني الهجرُ
فأصبحتُ لا أدري لأيتةِ وجهةٍ / أسيرُ ولا في أيِّ حالٍ له عذرُ
ولما رأيتُ الدهرَ يَهوى فِراقنا / ويَحسدُنا صِرنا إلى ما يرى الدَّهرِ
أَصابَ فُؤادِي منكَ ما كنتُ أحذرُ
أَصابَ فُؤادِي منكَ ما كنتُ أحذرُ / وما ذاكَ إلا أنه ليسَ يقصرُ
وعينٍ كعينِ الماءِ من كثرةِ البُكا / يُرى نومها شوقاً معَ الدَّمعِ ينظرُ
إِذا استتبَع الدَّمعُ الكَرى مَر مُسرعاً / إِلى الوردِ جيران له عنهُ يصدرُ
ولو كانَ صَبرِي مثلَ شَوقي تقاوما / ولكنَّ شَوقي من عزائيَ أكبرُ
وعينٍ قذاها الدمعُ والنومُ دمعُها
وعينٍ قذاها الدمعُ والنومُ دمعُها / ترى نومها في أيٍّ عينٍ بها يجري
خبَت ما خنَت من شدةِ الشوقِ والبُكا / على نفسِها والنفسِ والقلب والصدرِ
بكت عبرةً ثم امترت جَفنها دماً / جرى طاعةً للوجدِ والنومِ والصبرِ
عدمتُكِ عيناً طال عتبي بما جَنَت / على نفسِها ما دُمتُ حياً على الدهرِ
ولامسَهُ قلبي فآلمَ كفَّهُ
ولامسَهُ قلبي فآلمَ كفَّهُ / فمِن لَمسِ قلبي في أنامِلهِ عقرُ
وَمرَّ بِفكرِي خاطِراً فَجرحتُهُ / وَلم أرَ خلقاً قطُّ يجرحُهُ الفِكرُ
أراني ذليلَ النَّفسِ مذ أنتَ عاتبٌ
أراني ذليلَ النَّفسِ مذ أنتَ عاتبٌ / وأيَّةُ نفسٍ لا تذلُّ على الهَجرِ
يُعاتبُ بَعضي فيكَ بَعضاً وكلهُ / إليكَ وحبُّ العَفوِ يَسمحُ بالعُذرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025