المجموع : 6
فَيا شامِخاً أَقصِر عِنانَكَ مُقصِراً
فَيا شامِخاً أَقصِر عِنانَكَ مُقصِراً / فَإِنَّ مَطايا الدَهرِ تَكبو وَتَعثَرُ
سَتَقرَعُ سِنّاً أَو تَعُضُّ نَدامَةً / يَدَيكَ إِذا خانَ الزَمانُ وَتُبصِرُ
وَيَلقاكَ رُشدٌ بَعدَ غَيِّكَ واعِظٌ / وَلَكِنَّهُ يَلقاكَ وَالأَمرُ مُدبِرُ
تَمادى بِهِ الهِجرانُ وَاِستَحسَنَ الهَجرا
تَمادى بِهِ الهِجرانُ وَاِستَحسَنَ الهَجرا / وَآلى يَميناً لا يُكَلِّمُني الدَهرا
فَوَاللَهِ ما اِستَسنَنتُ بَعدَ مَوَدَّةٍ / صَديقاً وَلا أَرهَقتُ ذا زَلَّةٍ عُسرا
فَإِن عادَ في وِدّي رَجَعتُ لِوِدِّهِ / وَإِلّا فَإِنّي لا أُحَمِّلُهُ إِصرا
وَإِن مالَ عَنّي خائِباً نَحوَ عُذرِهِ / تَسَلَّيتُ عَنهُ وَاِستَعَرتُ لَهُ صَبرا
أُعِدُّ لِمَن أَبدى العَداوَةَ مِثلَها / وَأُجزي عَلى الإِحسانِ واحِدَةً عَشرا
أَيا بنَ سَعيدٍ جُزتَ بي غايَةَ البِرِّ
أَيا بنَ سَعيدٍ جُزتَ بي غايَةَ البِرِّ / وَحَمَّلتَني ما لا أُطيقُ مِنَ الشُكرِ
وَإِنَّ اِمرَأً أَعطاكَ مَجهودَ شُكرِهِ / وَفُتَّ وَلَم يَبلُغ مَداكَ لَفي عُذرِ
تُقَلَّبُ حالٌ لِلفَتى بَعدَ حالَةٍ / وَتَبقى أَيادٍ حُرَّةٌ لِفَتىً حُرِّ
أَبا جَعفَرٍ يا بنَ الجَحاجِحَةِ الغُرِّ
أَبا جَعفَرٍ يا بنَ الجَحاجِحَةِ الغُرِّ / بَدَت حاجَةٌ وَالحُرُّ يَأوي إِلى الحُرِّ
وَقَد لَبِسَتني مِنكَ بِالأَمسِ نِعمَةٌ / فَهَل لَكَ في أُخرى عَوانِ إِلى بِكرِ
عَلى أَنَّهُ إِن أَمكَنَت أَو تَعَذَّرَت / فَإِنَّكَ بَينَ الشُكرِ مِنّي وَالعُذرِ
فَيا شامِتاً مَهلاً فَكَم مِن شَماتَةٍ
فَيا شامِتاً مَهلاً فَكَم مِن شَماتَةٍ / تَكونُ لَها العُقبى لِقاصِمَةِ الظَهرِ
ثقي بجميل الصبرِ مني على الدهر
ثقي بجميل الصبرِ مني على الدهر / ولا تثقي بالصبرِ منّي على الهجرِ
أصابت فؤادي بعد خمسينَ حجةً / عيونُ الظباء العُفرِ بالبلدِ القفرِ
ولستُ بميّالٍ إلى جانب الغنى / إذا كانت العلياءُ من جانبِ الفقرِ
وإني لصبار على ماينوبني / وحسبكَ أنَّ اللَه أثنى على الصبرِ
ولكنّني مُرُّ العداوةِ واترٌ / كثيرُ ذنوبِ الشعرِ والأسلِ السُمرِ
رَميتُ بها أركانَ قيس بن جحدرٍ / فطحطحتُها قذفَ المجانيقِ بالصخرِ
وما ظلم الغوثيّ بل أنا ظالمٌ / وهل كان فرخُ الماءِ يثبتُ للصقرِ
ألا إنما أبكي على الشعرِ إِنني / أرى كلَّ وطواطٍ يُزاحمُ في الشعرِ
ومن دونِهِ بحرٌ وليلٌ يلفّهُ / فما ظنهُ بالليلِ في لجّةِ البحرِ
إليكم إِليكم عن لؤي بن غالبٍ / فأنَّ لؤياً لا تبيتُ على وترِ
دعوا الحيّةَ النضناضَ لا تعرضوا لها / فأنَّ المنايا بين أنيابها الخضرِ