المجموع : 11
إِذا ما الثُرَيّا أَشرَفَت في قَتامِها
إِذا ما الثُرَيّا أَشرَفَت في قَتامِها / فُوَيقَ رُؤوسِ الناسِ كَالرُفقَةِ السَفرِ
وَأَردَفَتِ الجَوزاءُ يَبرُقُ نَظمُها / كَلَونِ الصِوارِ في مَراتِعِهِ الزُهرُ
إِذا أَمسَتِ الشِعرى اِستَقَلَّ شُعاعُها / عَلى طُلسَةٍ مِن قُرِّ أَيّامِها الغُبرِ
وَبادَرَتِ الشَولُ الكَنيفَ وَفَحلُها / قَليلُ الضِرابِ حينَ يُرسَلُ وَالهَدرُ
أَلَم تَعلَمي وَالعِلمُ يَنفَعُ أَهلَهُ / وَلَيسَ الَّذي يَدري كَآخَرَ لا يَدري
بِأَنّا عَلى سَرّائِنا غَيرُ جُهَّلٍ / وَأَنّا عَلى ضَرّائِنا مِن ذَوي الصَبرِ
وَأَنَّ سَراةَ الحَيِّ عَمروَ بنَ عامِرٍ / مَقارٍ مَطاعيمٌ إِذا ضُنَّ بِالقَطرِ
وَكَم فيهِمِ مِن سَيِّدٍ ذي مَهابَةٍ / وَحَمّالِ أَثقالٍ وَذي نائِلٍ غَمرِ
وَمِن قائِلٍ لا يَفضُلُ الناسَ حِلمَهُ / إِذا اِجتَمَعَ الأَقوامُ كَالقَمَرِ البَدرِ
وَنَلبَسُ يَومَ الرَوعِ زَعفاً مُفاضَةً / مُضاعَفَةً بيضاً لَها حَبَبٌ يَجري
وَنَفري سَرابيلَ الكُماةِ عَلَيهِم / إِذا ما اِلتَقَينا بِالمُهَنَّدَةِ البُترِ
وَنَصبِرُ لِلمَكروهِ عِندَ لِقائِنا / وَنَرجِعُ مِنهُ بِالغَنيمَةِ وَالذِكرِ
وَقَد عَلِمَت قَيسُ بنُ عَيلانَ أَنَّنا / نَحُلُّ إِذا خافَ القَبائِلُ بِالثَغرِ
بِحَيٍّ يَراهُ الناسُ غَيرَ أُشابَةٍ / لَهُم عَرضُ ما بَينَ اليَمامَةِ وَالقَهرِ
تَرى حينَ تَأتيهِم قِباباً وَمَيسِراً / وَأَخبِيَةً مِن مُستَجيرٍ وَمِن تَجرِ
وَلا يَمنَعُ الحانوتَ مِنّا زَعانِفٌ / مِنَ الناسِ حَتّى نَستَفيقَ مِنَ الخَمرِ
أَنا اِبنُ الَّذي لاقى الهُمامَ فَرَدَّهُ / عَلى رُغمِهِ بَينَ المَثامِنِ وَالصَخرِ
أَقَمنا بِقاعِ النَخلِ حينَ تَجَمَّعَت / حَلايِبُ جُعفِيٍّ عَلى مَحبِسِ النَفرِ
ضَرَبناهُمُ حَتّى شَفَينا نُفوسَنا / مِنَ السَيِّدِ العاتي الرَئيسِ وَمِن دَهرِ
وَمِن شُعَبى يَومٌ لَنا غَيرُ وابِطٍ / وَيَومُ بَني وَهيٍ وَيَومُ بَني زَحرِ
نُعاوِرُهُم ضَرباً بِكُلِّ مُهَنَّدٍ / وَنَجزيهِمُ بِالوِترِ وِتراً عَلى وِترِ
دُروعٌ وَغابٌ لا يُرى مِن وَرائِهِ / سَنا أُفُقٍ بادٍ وَلا جَبَلٍ وَعرِ
عَفا واسِطٌ أَكلاؤُهُ فَمُحاضِرُه
عَفا واسِطٌ أَكلاؤُهُ فَمُحاضِرُه / إِلى جَنبِ نَهيٍ سَيلُهُ فَصَدائِرُه
فَشَركٌ فَأَمواهُ اللَديدِ فَمَنعِجٌ / فَوادي البَدِيِّ غَمرُهُ فَظَواهِرُه
مَنازِلُ مِن هِندٍ وَكانَ أَميرُها / إِذا ما أَحَسَّ القَيظَ تِلكَ مَصايِرُه
صِلي مِثلَ وَصِلي أُمَّ عَمروٍ فَإِنَّني / إِذا خِفتُ أَخلاقَ النَزيعِ أُدابِرُه
وَأَبيَضَ خَيرٍ مِنكِ وَصلاً كَسَوتُهُ / رِدائِيَ فيما نَلتَقي وَأَسايُرُه
وَإِنّي لَتَغشى حُجرَةَ الدارِ ذِمَّتي / وَيُدرِكُ نَصري المَرءَ أَبطَأَ ناصِرُه
وَإِنّي إِذا اِبنُ العَمِّ أَصبَحَ غارِماً / وَلَو نالَ مِنّي ظِنَّةً لا أُهاجِرُه
يَكونُ مَكانَ البِرِّ مِنّي وَدونَهُ / وَأَجعَلُ مالي مالَهُ وَأُؤامِرُه
فَإِنَّ أَلوكَ اللَيلِ مُعطى نَصيبَهُ / لَدَيَّ إِذا لاقى البَخيلَ مَعاذِرُه
وَإِنّي لَيَنهاني الأَميرُ عَنِ الهَوى / وَأَصرِمُ أَمري واحِداً فَأُهاجِرُه
بِأَدماءَ مِن سِرِّ المَهارى كَأَنَّها / أَقَبُّ شَنونٌ لَم تَخُنهُ دَوابِرُه
تَصَيَّفَ أَطرافَ الصُوى كُلَّ صَيفَةٍ / وَوارَدَ حَتّى ما يُلَثِّمُ حافِرُه
وَلاحَتهُ هَيفُ الصَيفِ حَتّى كَأَنَّهُ / صَليفُ غَبيطٍ لاءَمَتهُ أَواسِرُه
تَلا سَقبَةً قَوداءَ أَفرَدَ جَحشَها / فَقَد جَعَلَت تَأذي بِهِ وَتُناكِرُه
رَباعِيَّةً أَو قارِحَ العامِ ضامِرا / يُمايِرُها في جَريِهِ وَتُمايِرُه
إِذا هَبَطا أَرضاً حَزوناً رَأَيتَها / بِجانِبِهِ إِلّا قَليلاً تُواتِرُه
فَحَلَّأَها حَتّى إِذا ما تَوَقَّدَت / عَلَيهِ مِنَ الصَمّانَتَينِ ظَواهِرُه
وَخالَطَ بِالأَرساغِ مِن ناصِلِ السَفا / أَنابيشَ مَرمِيّاً بِهِنَّ أَشاعِرُه
أَرَنَّ عَلَيها قارِباً وَاِنتَحَت لَهُ / خَنوفٌ إِذا تَلقى مَصيفاً تُبادِرُه
فَأَورَدَها وَالنَجمُ قَد شالَ طالِعاً / رَجا مَنهَلٍ لا يُخلِفُ الماءَ حائِرُه
فَجاءَت وَلَم تَملِك مِنَ الماءِ نَفسَها / وَسافَ الشَريعَ أَنفُهُ وَمَشافِرُه
فَرادَ قَليلا ثُمَّ خَفَّضَ جَأشَهُ / عَلى وَجَلٍ مِن جانِبٍ وَهوَ حاذِرُه
فَدَلّى يَدَيهِ بَينَ ضَحلٍ وَغَمرَةٍ / تُخالِجُ مِن هَولِ الجِنانِ بَوادِرُه
وَأَوسٌ لَدى رُكنِ الشَمالِ بِأَسهُمٍ / خِفافٍ وَناموسٍ شَديدٍ حَمائِرُه
إِذا رابَهُ مِن سَهمِهِ زَيغُ قُذَّةٍ / يَعوذُ بِمَبراةٍ لَهُ فَهوَ حاشِرُه
فَأَورَدَهُ حَتّى إِذا مَدَّ صُلبَهُ / وَباشَرَ بَردَ الماءِ مِنهُ مَناخِرُه
تَنَحّى بِمَذروبٍ فَأَخلَفَ ظَنَّهُ / وَوَيَّلَ مَلهوفاً وَخُيِّبَ طائِرُه
فَأَصدَرَها تَعلو النِجادَ وَيَنتَحي / بِها كُلَّ رَيعٍ مُتلَئِبٍ مَصادِرُه
يُجَنَّبُ رِجلَيها يَدَيهِ وَرَأسَهُ / شَديدٌ عَلَيها وَقعُهُ وَغَشامِرُه
فَأَصبَحَ ذو حِسمٍ وَدَورانُ دونَهُ / وَحِسيُ القِرانِ دونَهُ وَحَزاوِرُه
بَعيدُ مَدى صَوتِ النُهاقِ يَرُدُّهُ / إِلى جَوفِهِ مِنهُ صَحيحاً نَواظِرُه
أَقَبَّ قَليلُ العَتبِ توبِعَ خَلقُهُ / فَأُفرِغَ هاديهِ وَأُرمِحَ سائِرُه
كَأَنَّ ضَئِيَّي رَأسِهِ شَجرُ واسِطٍ / تَفاقَمَ حَتّى لاحَكَتهُ مَسامِرُه
فَتِلكَ بِها أَقضي هُمومي وَحاجَتي / إِذا ما اِلتَوَت وَالهَمُّ جَمٌّ خَواطِرُه
أَفاريقُ أَوزاعٌ وَعَمٌّ أُشابَةٌ
أَفاريقُ أَوزاعٌ وَعَمٌّ أُشابَةٌ / وَبَكرٌ عَلَيهِ آلَةُ الضَأنِ أَدبَرُ
لَهُم سَيِّدٌ لَم يَرفَعِ اللَهُ ذِكرَهُ / أَزَبُّ غُضونُ الساعِدَينِ غَضَنفَرُ
أَبي فارِسُ الضَحياءِ يَومَ هُبالَةٍ
أَبي فارِسُ الضَحياءِ يَومَ هُبالَةٍ / إِذا الخَيلُ في القَتلى مِنَ القَومِ تَعثَرُ
أَتَتنا قُرَيشٍ حافِلينَ بِجَمعِهِم
أَتَتنا قُرَيشٍ حافِلينَ بِجَمعِهِم / عَلَيهِم مِنَ الرَحمَنِ واقٍ وَناصِرُ
فَلَمّا دَنَونا لِلقِبابِ وَأَهلِها / أُتيحَ لَنا رَيبٌ مَعَ اللَيلِ ناجِرُ
أُتيحَت لَنا بَكرٌ وَحَولَ لِوائِها / كَتائِبُ يَخشاها العَزيزُ المُكاثِرُ
جَثَت دونَهُم بَكرٌ فَلَم نَستَطِعهُمُ / كَأَنَّهُمُ بِالمَشرَفِيَّةِ سامِرُ
وَما بَرِحَت خَيلٌ تَثورُ وَتَدَّعي / وَيَلحَقُ مِنهُم أَوَّلونَ وَآخِرُ
لَدُن غَدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ وَاِنجَلَت / عَمايَةُ يَومٍ شَرُّهُ مُتَظاهِرُ
وَما زالَ ذاكَ الدَأبُ حَتّى تَخاذَلَت / هَوازِنُ وَاِرفَضَّت سُلَيمٌ وَعامِرُ
وَكانَت قُرَيشٌ يَفلِقُ الصَخرَ حَدُّها / إِذا أَوهَنَ الناسَ الجُدودُ العَواثِرُ
وَكانَت قُرَيشٌ لَو ظَهَرنا عَلَيهِمُ / شِفاءً لِما في الصَدرِ وَالبُغضُ ظاهِرُ
وَمَطوِيَّةٍ طَيَّ القَليبِ حَبَستُها
وَمَطوِيَّةٍ طَيَّ القَليبِ حَبَستُها / لِذي حاجَةٍ لَم أَعيَ أَينَ مَصادِرُه
فَإِن كُنتَ تَشكو مِن خَليلٍ مَخانَةً
فَإِن كُنتَ تَشكو مِن خَليلٍ مَخانَةً / فَتِلكَ الحَواري عَقُّها وَنُصورُها
تَبَدَّلَ قَومي شيمَةً وَتَبَدَّلوا
تَبَدَّلَ قَومي شيمَةً وَتَبَدَّلوا / فَقُلتُ لَهُم لا يُبعِدُ اللَهُ عامِرا
بِما قَد أَراهُم لا تَخِفُّ حُلومُهُم / وَلا يَنطِقونَ المُندِياتِ العَوائِرا
وَإِنَّ كِلاباً لا كِلابَ لِأَهلِها / وَقَد جَعَلَت كَعبٌ تَكونُ يَحابِرا
تَمارَيتُمُ في العِزِّ حَتّى هَلَكتُمُ / كَما أَهلَكَ الغارُ النِساءَ الضَرائِرا
فَإِن يَكُ فيكُم عِزَّةٌ وَهيَ فيكُمُ / فَإِنَّ لَنا عِزّاً عَزيزاً وَناصِرا
حُماةٌ يَشُبّونَ الحُروبَ وَسادَةٌ / يَجُرُّ عَلَيهِم آخَرونَ الجَرائِرا
وَذَكَّرتُهُ بِاللَهِ بَيني وَبَينَهُ
وَذَكَّرتُهُ بِاللَهِ بَيني وَبَينَهُ / وَما بَينَنا مِن مُدَّةٍ لَو تَذَكَّرا
وَبِالمَروَةِ البَيضاءِ يَومَ تَبالَةٍ / وَمَحبَسَةِ النُعمانِ حَيثُ تَنَصَّرا
فَأَيُيِ وَأَيُّ اِبنِ الحُصَينِ وَعَثعَثٍ
فَأَيُيِ وَأَيُّ اِبنِ الحُصَينِ وَعَثعَثٍ / إِذا ما اِلتَقَينا كانَ بِالحِلفِ أَغدَرا
أَمِن رَسمِ أَطلالٍ بِتَوضِحَ كَالسَطرِ
أَمِن رَسمِ أَطلالٍ بِتَوضِحَ كَالسَطرِ / فَما شِنَ مِن شَعرِ فَرابِيَةَ الجَفرِ
إِلى النَخلِ فَالعَرجَينِ حَولَ سُوَيقَةٍ / تَأنَسُ في الأُدمِ الجَوازيءِ وَالعُفرِ
قِفارٍ وَقَد تَرعى بِها أُمُّ رافِعٍ / مَذانِبَها بَينَ الأَسِلَّةِ وَالصَخرِ
وَإِذ هِيَ خَودٌ كَالوَذيلَةِ بادِنٌ / أَسيلَةُ ما يَبدو مِنَ الجَيبِ وَالنَحرِ
كَمُغزِلَةٍ تَغذو بِحَومَلَ شادِناً / ضَئيلَ البُغامِ غَيرَ طِفلٍ وَلا جَأرِ
طَباها مِنَ الناناتِ أَو صَهَواتِها / مَدافِعُ جوفا فَالنَواصِفِ فَالحَترِ
إِذا الشَمسُ كانَت رَتوَةً مِن حِجابِها / تَقَتها بِأَطرافِ الأَراكِ وَبِالسَدرِ
فَيا راكِبا إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن / عَقيلا إِذا لاقَيتَها وَأَبا بَكرِ
بِأَنَّكُمُ مِن خَيرِ قَومٍ لِقَومِكُم / عَلى أَنَّ قَولاً في المَجالِسِ كَالهُجرِ
دَعوا جانِباً إِنّا سَنَنزِلُ جانِباً / لَكُم واسِعاً بَينَ اليَمامَةِ وَالقَهرِ
أَغَرَّكُمُ مِن قَومِكُم عَدَدُ الحَصى / وَأَنِ الفُضولَ في رُوَآسٍ وَفي وَبرِ
كَأَنَّكُم خُبِّرتُمُ أَو عَلِمتُمُ / مَوالِيَ مِمَّن لا يَنامُ وَلا يَسري
كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ حَتّى تُعالِجوا / قَوادِمَ حَربٍ لا تَلينُ وَلا تَمري
وَنَركَبُ خَيلاً لا هَوادَةَ بَينَها / وَنَعصي الرِماحَ بِالضَياطِرَةِ الحُمرِ
فَلَسنا بِوَقّافينَ عُصلٍ رِماحُنا / وَلَسنا بِصَدّافينَ عَن غايَةِ التَجرِ
وَإِنّا لَمِن قَومٍ كِرامٍ أَعِزَّةٍ / إِذا لَحِقَت خَيلٌ بِفُرسانِها تَجري
وَنَحنُ إِذا ما الخَيلُ أَدرَكَ رَكضُها / لَبِسنا لَها جِلدَ الأَساوِدِ وَالنُمرِ
لَعَمري لَقَد أُخبِثتُما حينَ قُلتُما / لَنا العِزُّ وَالمَولى فَأَسرَعتُما نَفري
أَبي فارِسُ الضَحياءِ عَمروُ اِبنِ عامِرٍ / أَبى الذَمَّ وَاِختارَ الوَفاءَ عَلى الغَدرِ
وَإِنّي لَأَشقى الناسِ إِن كُنتَ غارِما / لِعاقِبَةٍ قَتلى خُزَيمَةَ وَالخُضرِ
أُكَلِّفُ قَتلى مَعشَرٍ لَستُ مِنهُمُ / وَلا أَنا مَولاهُم وَلا نَصرُهُم نَصري
يَقولونَ دَع مَولاكَ نَأكُلهُ باطِلاً / وَدَع عَنكَ ما جَرَّت بُجَيلَةُ مِن عُسرِ
أُكَلِّفُ قَتلى العيصِ عيصِ شَواحِطٍ / وَذَلِكَ أَمرٌ لا يُثَفّى لَكُم قِدري
وَقَتلى أَجَرَّتها فَوارِسُ ناشِبٍ / بِأَزنَمَ خُرصانِ الرُدَينِيَّةِ السُمرِ
فَيا أَخَوَينا مِن أَبينا وَأُمِّنا / إِلَيكُم إِلَيكُم لا سَبيلَ إِلى جَسرِ