المجموع : 5
شَجتْهُ مغَانٍ مِن سُلَيْمى وأَدْؤرُ
شَجتْهُ مغَانٍ مِن سُلَيْمى وأَدْؤرُ /
وأُخْرى اعْتَلَقْنَا دُونَهُنَّ ودُونَها / قُصُورٌ وحُجّاب ووالٍ ومعْشَرُ
يُزَيِّنُها ماءُ النَّعيمِ وحفَّها / مِن العيْشِ فَيْنَانُ الأَراكَةِ أَخْضَرُ
إِذا رامهَا ذُو حاجة صدَّ وجْهَهُ / ظُبا الباتِراتِ والوشِيجُ المُكَسَّرُ
ومِن قُبّةٍ لا يُدْرِكُ الطَّرْفُ رأَسها / تَزِلُّ بها رِيحُ الصَّبا فَتَحدَّرُ
إِذا زاحمتْ منها المخَارِم صوَّبتْ / هُويّا على بُعْدِ المدى وهْي تَجْأَرُ
تَكَلَّفْتُهَا واللَّيْلُ قد جاشَ بحْرُهُ / وقد جعلَتْ أَمْواجُهُ تَتَكَسَّرُ
ومِن تَحْتِ حِضْني أَبْيضٌ ذُو سَفَاسِقٍ / وفي الكَفِّ مِن عسّالةِ الخَطِّ أَسْمرُ
هُما صاحِباي مِن لَدُن كُنْتُ يافِعاً / مُقِيلانِ مِن جدِّ الفَتَى حين يَعْثُرُ
فذا جَدْوَلٌ في الغِمْدِ تُسْقَى به المُنَى / وذا غُصُنٌ في الكَفِّ يُجْنَى فيُثْمِرُ
إِلى بَيْتِ لَيْلى وهو فَرْد بذي الغَضا / يضِيءُ لعَيْنِ المُسْتَهَامِ ويزْهرُ
فبتْنَا على ضمٍّ لفَرْطِ اشْتِياقِنَا / تكادُ له أَكْبَادُنَا تَتَفَطَّرُ
ودَوِّيّةٌ مِن فِتْنَةٍ مُدْلَهِمّةٍ / دَرِيسِ الصَّوَى مَعْرُوفُهَا مُتَنَكِّرُ
إِذا جابَها الخِرِّيت في طُرُقَاتِهَا / يَظَلُّ بها أَعْمَى وإِنْ كانَ يُبْصِرُ
تَرى ثابِتاتِ الحُكْمِ عِنْدَ اعْتِسافِها / تَزلُّ على أَدْفافِها فَتَهَوَّرُ
وإِنْ سَلَكَتْ أَضْوَاجَهَا عَييَتْ بها / عَوارِبَ من ذِي مُطْرياتٍ تَزَجَّرُ
وسِرْنَا نَجُوزُ النَّهْجَ حتَّى بَدا لنا / بغُرّةِ يَحْيى ساطِعُ اللَّوْنِ أَزْهَرُ
وإِني علَى ما هاجَ صَدْرِي وغاظنِي
وإِني علَى ما هاجَ صَدْرِي وغاظنِي / ليأْمَنُنِي مَن كانَ عِنْدِي له سِر
ولم أَرَ مِثْلِي ما له مِن مُعاصِرِ
ولم أَرَ مِثْلِي ما له مِن مُعاصِرِ / ولا كمَضائِي ما له مِن مُضافِرِ
ولَوْ كانَ لِي في الجَوِّ كِسْرٌ أَؤمُّهُ / رَكِبْتُ إِلَيْه ظَهْرَ فَتْخاءَ كاسِرِ
وهَمَّتْ بإِجْهاشٍ عليّ وقد رَأَتْ / مُصابيَ في آثار إِحْدى الكَبائِرِ
فقُلْتُ لها إِنْ تَجْزعِي مِن مَخَاطِرٍ / فإِنَّكِ لن تَحْظَيْ بغَيْرِ الْمَخَاطِرِ
تَشَهَّتْ ثِمارَ الوَفْرِ مِني وإِنَّها / لَدَى كُلِّ مُبْيَضِّ العَنانِيز وافِرِ
له في بَياضِ اليَوْمِ يَقْظةُ فَاجِرٍ / وتَحْتَ سَوادِ اللَّيْلِ هَجْعةُ كافِرِ
رُويْدَكِ حتَّى تَنْظُرِي عَمَّ تَنْجَلي / غَيابةُ هَذا العارِضِ المُتَناثِرِ
ودُونَ اعْتِزامِي هَضْبةٌ كِسْرَويّةٌ / مِن الحَزْمِ سَلْمانِيّةٌ في المَكاسِرِ
إِذا نَحْنُ أَسنَدْنا إِلَيْها تَبَلَّجَتْ / مَوارِدُنا عن نَيِّراتِ المَصادِرِ
وأَنْتَ ابْنَ حَزْمٍ مُنْعِشٌ مِن عِثَارِها / إِذا ما شَرقْنا بالجُدُودِ العَواثِرِ
وما جَرَّ أَذْيالَ الغِنى نَحْوَ بَيْتِهِ / كأَرْوَعَ مُعْرَوْرٍ ظُهُورَ الجَرائِرِ
إِذا ما تَبَغَّى نَضْرةَ العَيْشِ كَرَّها / لَدَى مَشْرَعٍ للمَوْتِ لمحة ناظِرِ
فَسَلَّ مِن التَّأوِيلِ فيها مُهَنَّداً / أَخُو شافِعِيّات كَرِيمُ العَناصِرِ
لِمُعْتَزِليِّ الرّأَىِ ناءٍ عن الهُدَى / بَعِيدِ المرامِي مُسْتَمِيتِ البَصَائِرِ
يُطالِبُ بالهنْدِيِّ في كُلِّ فَتْكَةٍ / ظُهُورَ المَذاكِي عن ظُهورِ المَنابِرِ
تَأَمَّلتُ ما أَفنيت مِن طُول مُدَتي
تَأَمَّلتُ ما أَفنيت مِن طُول مُدَتي / فلم أَرَهُ إِلا كلمحةِ ناظِرِ
وحَصَّلْتُ ما أَدركْتُ مِن طُول لِذَّتي / فلم أُلْفِهِ إِلَّا كصَفْقةِ خاسِرِ
وَما أَنا إِلا رَهْنُ ما قَدَّمَتْ يَدي / إِذا غادَرُوني بَيْنَ أَهْلِ المَقابِرِ
سَقَى اللَّهُ فتْياناً كأَنّ وُجُوهَهُمْ / وُجُوهُ مَصَابِيحِ النُّجُومِ الزَّواهِرِ
إِذا ذَكَرُوني والثَّرَى فَوْقَ أَعْظُمِي / بكَوا بعُيُونٍ كالسَّحابِ المواطِرِ
يَقُولُونَ قد أَوْدَى أَبُو عامِرِ العُلا / أَقِلُّوا فقِدْماً ماتَ آباءُ عامِرِ
هو المَوْتُ لم يُعْرَفْ بأَجْراِس خاطِبٍ / بَلِيغٍ ولم يُعطَفْ بأَنْفاسِ شاعِرِ
ولم يَجْتَنِبْ للبَطْشِ مُهْجةَ قادِرٍ / قوىٍّ ولا للضَّعْفِ مُهْجةَ صافِرِ
يَحُلُّ عُرَى الجَبَّار في دارِ مُلْكِهِ / ويهفُو بنَفْسِ الشارِبِ المتساكِرِ
ولَيْسَ عَجِيباً أَن تدانَتْ منيّتي / يُصَدقُ فيها أَولي أَمْر آخِري
وَلَكِنْ عَجِيباً أَن بَيْنَ جَوانِحِي / هَوى كَشَرَارِ الجمْرةِ المتطايِرِ
يحرِّكُني والمَوْتُ يَحْفُرُ مُهجتي / ويهتاجُني والنَّفْسُ عِنْدَ حناجري
وبُلِّغْتُ أَقْواماً تَجِيشُ صُدُورُهُمْ
وبُلِّغْتُ أَقْواماً تَجِيشُ صُدُورُهُمْ / عليَّ وإِني منهُمُ فارغُ الصَّدرِ
أَصاخُوا إِلى قَوْلِي فأسْمَعْتُ مُعْجِزاً / وَغاصوا على سِرِّي فأَعْياهُمُ أَمْرِي
فقالَ فَرِيقٌ لَيْسَ ذا الشِّعْرُ شِعْرَهُ / وَقالَ فَرِيقٌ أَيْمُنُ اللَّهِ ما نَدْرِي
أَما عَلِمُوا أَنِّي إِلى العِلْم طامِحٌ / وأَنِّي الِّذِي سَبْقاً على عرْقِهِ يَجْرِي
وما كُلّ مَن قادَ الجِيادَ يَسُوسُها / ولا كُلُّ مَن أَجْرَى يُقالُ له مُجرِ
فمَن شاءَ فَلْيُخْبِرْ فإِنِّي حاضِرٌ / ولا شَيءَ أَجْلَى للشُّكُوكِ من الخُبْرِ