القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَنْتَرة بن شَدّاد الكل
المجموع : 5
وَيَمنَعَنا مِن كُلِّ ثَغرٍ نَخافُهُ
وَيَمنَعَنا مِن كُلِّ ثَغرٍ نَخافُهُ / أَقَبُّ كَسَرحانِ الأَباءَةِ ضامِرُ
وَكُلُّ سَبوحٍ في الغُبارِ كَأَنَّها / إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ فَتخاءُ كاسِرُ
إِذا لَم أُرَوّي صارِمي مِن دَمِ العِدا
إِذا لَم أُرَوّي صارِمي مِن دَمِ العِدا / وَيُصبِحُ مِن إِفرِندِهِ الدَمُ يَقطُرُ
فَلا كُحِلَت أَجفانُ عَينَيَّ بِالكَرى / وَلا جاءَني مِن طَيفِ عَبلَةَ مُخبِرُ
إِذا ما رَآني الغَربُ ذَلَّ لِهَيبَتي / وَما زالَ باعُ الشَرقِ عَنِّيَ يُقصَرُ
أَنا المَوتُ إِلّا أَنَّني غَيرُ صابِرٍ / عَلى أَنفُسِ الأَبطالِ وَالمَوتُ يَصبُرُ
أَنا الأَسَدُ الحامي حِمى مَن يَلوذُ بي / وَفِعلي لَهُ وَصفٌ إِلى الدَهرِ يُذكَرُ
إِذا ما لَقيتُ المَوتَ عَمَّمتُ رَأسَهُ / بِسَيفٍ عَلى شُربِ الدِما يَتَجَوهَرُ
سَوادي بَياضٌ حينَ تَبدو شَمائِلي / وَفِعلي عَلى الأَنسابِ يَزهو وَيَفخَرُ
أَلا فَليَعِش جاري عَزيزاً وَيَنثَني / عَدُوّي ذَليلاً نادِماً يَتَحَسَّرُ
هَزَمتُ تَميماً ثُمَّ جَندَلتُ كَبشَهُم / وَعُدتُ وَسَيفي مِن دَمِ القَومِ أَحمَرُ
بَني عَبسَ سودوا في القَبائِلَ وَاِفخَروا / بِعَبدٍ لَهُ فَوقَ السَماكَينِ مِنبَرُ
إِذا ما مُنادي الحَيِّ نادى أَجَبتُهُ / وَخَيلُ المَنايا بِالجَماجِمِ تَعثُرُ
سَلِ المَشرَفيَّ الهِندَوانيَّ في يَدي / يُخَبِّركَ عَنّي أَنَّني أَنا عَنتَرُ
إِذا كانَ أَمرُ اللَهِ أَمراً يُقَدَّرُ
إِذا كانَ أَمرُ اللَهِ أَمراً يُقَدَّرُ / فَكَيفَ يَفِرُّ المَرءُ مِنهُ وَيَحذَرُ
وَمَن ذا يَرُدُّ المَوتَ أَو يَدفَعُ القَضا / وَضَربَتُهُ مَحتومَةٌ لَيسَ تَعثَرُ
لَقَد هانَ عِندي الدَهرُ لَمّا عَرَفتُهُ / وَإِنّي بِما تَأتي المُلِمّاتُ أَخبَرُ
وَلَيسَ سِباعُ البَرِّ مِثلَ ضِباعِهِ / وَلا كُلُّ مَن خاضَ العَجاجَةَ عَنتَرُ
سَلوا صَرفَ هَذا الدَهرِ كَم شَنَّ غارَةً / فَفَرَّجتُها وَالمَوتُ فيها مُشَمِّرُ
بِصارِمِ عَزمٍ لَو ضَرَبتُ بِحَدِّهِ / دُجى اللَيلِ وَلّى وَهوَ بِالنَجمِ يَعثَرُ
دَعوني أَجُدَّ السَعيَ في طالَبِ العُلا / فَأُدرِكَ سُؤلي أَو أَموتَ فَأُعذَرُ
وَلا تَختَشوا مِمّا يُقَدَّرُ في غَدٍ / فَما جاءَنا مِن عالَمِ الغَيبِ مُخبِرُ
وَكَم مِن نَذيرٍ قَد أَتانا مُحَذِّراً / فَكانَ رَسولاً بِالسُرورِ يُبَشِّرُ
قِفي وَاِنظُري يا عَبلَ فِعلي وَعايِني / طِعاني إِذا ثارَ العَجاجُ المُكَدَّرُ
تَري بَطَلاً يُلقي الفَوارِسَ ضاحِكاً / وَيَرجِعُ عَنهُم وَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ
وَلا يَنثَني حَتّى يُخَلّي جَماجِماً / تَمُرُّ بِها ريحُ الجَنوبِ فَتَصفِرُ
وَأَجسادَ قَومٍ يَسكُنُ الطَيرُ حَولَها / إِلى أَن يَرى وَحشَ الفَلاةِ فَيَنفِرُ
إِذا نَحنُ حالَفنا شِفارَ البَواتِرِ
إِذا نَحنُ حالَفنا شِفارَ البَواتِرِ / وَسُمرَ القَنا فَوقَ الجِيادِ الضَوامِرِ
عَلى حَربِ قَومٍ كانَ فينا كِفايَةً / وَلَو أَنَّهُم مِثلُ البِحارِ الزَواخِرِ
وَما الفَخرُ في جَمعِ الجُيوشِ وَإِنَّما / فَخارُ الفَتى تَفريقُ جَمعِ العَساكِرِ
سَلي يا اِبنَةَ الأَعمامِ عَنّي وَقَد أَتَت / قَبائِلُ كَلبٍ مَع غَنِيٍّ وَعامِرِ
تَموجُ كَمَوجِ البَحرِ تَحتَ غَمامَةٍ / قَدِ اِنتَسَجَت مِن وَقعِ ضَربِ الحَوافِرِ
فَوَلَّوا سِراعاً وَالقَنا في ظُهورِهِم / تَشُكُّ الكُلى بَينَ الحَشا وَالخَواصِرِ
وَبِالسَيفِ قَد خَلَّفتُ في القَفرِ مِنهُمُ / عِظاماً وَلَحماً لِلنُسورِ الكَواسِرِ
وَما راعَ قَومي غَيرُ قَولِ اِبنِ ظالِمٍ / وَكانَ خَبيثاً قَولُهُ قَولَ ماكِرِ
بَغى وَاِدَّعى أَن لَيسَ في الأَرضِ مِثلُهُ / فَلَمّا اِلتَقَينا بانَ فَخرُ المُفاخِرِ
أُحِبُّ بَني عَبسٍ وَلَو هَدَروا دَمي / مَحَبَّةَ عَبدٍ صادِقِ القَولِ صابِرِ
وَأَدنو إِذا ما أَبعَدوني وَأَلتَقي / رِماحَ العِدا عَنهُم وَحَرَّ الهَواجِرِ
تَوَلّى زُهَيرٌ وَالمَقانِبُ حَولَهُ / قَتيلاً وَأَطرافُ الرِماحِ الشَواجِرِ
وَكانَ أَجَلَّ الناسِ قَدراً وَقَد غَدا / أَجَلَّ قَتيلٍ زارَ أَهلَ المَقابِرِ
فَوا أَسَفا كَيفَ اِشتَفى قَلبُ خالِدٍ / بِتاجِ بَني عَبسِ كِرامِ العَشائِرِ
وَكَيفَ أَنامُ اللَيلَ مِن دونِ ثَأرِهِ / وَقَد كانَ ذُخري في الخُطوبِ الكَبائِرِ
دَهَتني صُروفُ الدَهرِ وَاِنتَشَبَ الغَدرُ
دَهَتني صُروفُ الدَهرِ وَاِنتَشَبَ الغَدرُ / وَمَن ذا الَّذي في الناسِ يَصفو لَهُ الدَهرُ
وَكَم طَرَقَتني نَكبَةٌ بَعدَ نَكبَةٍ / فَفَرَّجتُها عَنّي وَما مَسَّني ضُرُّ
وَلَولا سِناني وَالحُسامُ وَهِمَّتي / لَما ذُكِرَت عَبسٌ وَلا نالَها فَخرُ
بَنَيتُ لَهُم بَيتاً رَفيعاً مِنَ العُلا / تَخُرُّ لَهُ الجَوزاءُ وَالفَرغُ وَالغَفرُ
وَها قَد رَحَلتُ اليَومَ عَنهُم وَأَمرُنا / إِلى مَن لَهُ في خَلقِهِ النَهيُ وَالأَمرُ
سَيَذكُرُني قَومي إِذا الخَيلُ أَقبَلَت / وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
يَعيبونَ لَوني بِالسَوادِ جَهالَةً / وَلَولا سَوادُ اللَيلِ ما طَلَعَ الفَجرُ
وَإِن كانَ لَوني أَسوَداً فَخَصائِلي / بَياضٌ وَمِن كَفَّيَّ يُستَنزَلُ القَطرُ
مَحَوتُ بِذِكري في الوَرى ذِكرَ مَن مَضى / وَسُدتُ فَلا زَيدٌ يُقالُ وَلا عَمروُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025