القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَبو الطَّيِّب المُتَنَبّي الكل
المجموع : 7
بَقِيَّةُ قَومٍ آذَنوا بِبَوارِ
بَقِيَّةُ قَومٍ آذَنوا بِبَوارِ / وَأَنضاءُ أَسفارٍ كَشَربِ عُقارِ
نَزَلنا عَلى حُكمِ الرِياحِ بِمَسجِدٍ / عَلَينا لَها ثَوباً حَصىً وَغُبارِ
خَليلَيَّ ما هَذا مُناخاً لِمِثلِنا / فَشُدّا عَلَيها وَاِرحَلا بِنَهارِ
وَلا تُنكِرا عَصفَ الرِياحِ فَإِنَّها / قِرى كُلِّ ضَيفٍ باتَ عِندَ سِوارِ
إِذا لَم تَجِد ما يَبتُرُ الفَقرَ قاعِداً
إِذا لَم تَجِد ما يَبتُرُ الفَقرَ قاعِداً / فَقُم وَاِطلُبِ الشَيءَ الَّذي يَبتُرُ العُمرا
هُما خَلَّتانِ ثَروَةٌ أَو مَنِيَّةٌ / لَعَلَّكَ أَن تُبقي بِواحِدَةٍ ذِكرا
أَريقُكِ أَم ماءُ الغَمامَةِ أَم خَمرُ
أَريقُكِ أَم ماءُ الغَمامَةِ أَم خَمرُ / بِفِيَّ بَرودٌ وَهوَ في كَبِدي جَمرُ
أَذا الغُصنُ أَم ذا الدِعصِ أَم أَنتِ فِتنَةٌ / وَذَيّا الَّذي قَبَّلتُهُ البَرقُ أَم ثَغرُ
رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي / فَقُلنَ نَرى شَمساً وَما طَلَعَ الفَجرُ
رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها / سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَداً حُمرُ
تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها / فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ
إِلَيكَ اِبنَ يَحيى اِبنِ الوَليدِ تَجاوَزَت / بِيَ البيدَ عيسٌ لَحمُها وَالدَمُ الشِعرُ
نَضَحتُ بِذِكراكُم حَرارَةَ قَلبِها / فَسارَت وَطولُ الأَرضِ في عَينِها شِبرُ
إِلى لَيثِ حَربٍ يُلحِمُ اللَيثَ سَيفُهُ / وَبَحرِ نَدىً في مَوجِهِ يَغرَقُ البَحرُ
وَإِن كانَ يُبقي جودُهُ مِن تَليدِهِ / شَبيهاً بِما يُبقي مِنَ العاشِقِ الهَجرُ
فَتىً كُلَّ يَومٍ تَحتَوي نَفسَ مالِهِ / رِماحُ المَعالي لا الرُدَينِيَّةُ السُمرُ
تَباعَدَ ما بَينَ السَحابِ وَبَينَهُ / فَنائِلُها قَطرٌ وَنائِلُهُ غَمرُ
وَلَو تَنزِلُ الدُنيا عَلى حُكمِ كَفِّهِ / لَأَصبَحَتِ الدُنيا وَأَكثَرُها نَزرُ
أَراهُ صَغيراً قَدرَها عُظمُ قَدرِهِ / فَما لِعَظيمٍ قَدرُهُ عِندَهُ قَدرُ
مَتى ما يُشِر نَحوَ السَماءِ بِوَجهِهِ / تَخِرَّ لَهُ الشِعرى وَيَنخَسِفِ البَدرُ
تَرَ القَمَرَ الأَرضِيَّ وَالمَلِكَ الَّذي / لَهُ المُلكُ بَعدَ اللَهِ وَالمَجدُ وَالذِكرُ
كَثيرُ سُهادِ العَينِ مِن غَيرِ عِلَّةٍ / يُؤَرِّقُهُ فيما يُشَرِّفُهُ الفِكرُ
لَهُ مِثَنٌ تُفني الثَناءَ كَأَنَّما / بِهِ أَقسَمَت أَن لا يُؤَدّى لَها شُكرُ
أَبا أَحمَدٍ ما الفَخرُ إِلّا لِأَهلِهِ / وَما لِاِمرِئٍ لَم يُمسِ مِن بُحتُرٍ فَخرُ
هُمُ الناسُ إِلّا أَنَّهُم مِن مَكارِمٍ / يُغَنّي بِهِم حَضرٌ وَيَحدو بِهِم سَفرُ
بِمَن أَضرِبُ الأَمثالَ أَم مَن أَقيسُهُ / إِلَيكَ وَأَهلُ الدَهرِ دونَكَ وَالدَهرُ
مَرَتكَ اِبنَ إِبراهيمَ صافِيَةُ الخَمرِ
مَرَتكَ اِبنَ إِبراهيمَ صافِيَةُ الخَمرِ / وَهُنِّئتَها مِن شارِبٍ مُسكِرِ السُكرِ
رَأَيتُ الحُمَيّا في الزُجاجِ بِكَفِّهِ / فَشَبَّهتُها بِالشَمسِ في البَدرِ في البَحرِ
إِذا ما ذَكَرنا جودَهُ كانَ حاضِراً / نَأى أَو دَنا يَسعى عَلى قَدَمِ الخِضرِ
وَوَقتٍ وَفى بِالدَهرِ لي عِندَ واحِدٍ
وَوَقتٍ وَفى بِالدَهرِ لي عِندَ واحِدٍ / وَفى لي بِأَهليهِ وَزادَ كَثيرا
شَرِبتُ عَلى اِستِحسانِ ضَوءِ جَبينِهِ / وَزَهرٍ تَرى لِلماءِ فيهِ خَريرا
غَدا الناسُ مِثلَيهِم بِهِ لا عَدِمتُهُ / وَأَصبَحَ دَهري في ذَراهُ دُهورا
أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ
أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ / وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي / وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها / تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي / سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها / فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً / فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها / لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما / تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ / عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ / مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ / عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمِ / كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني ال / جِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا / مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا / عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ
وَيَومٍ وَصَلناهُ بِلَيلٍ كَأَنَّما / عَلى أُفقِهِ مِن بَرقِهِ حُلَلٌ حُمرُ
وَلَيلٍ وَصَلناهُ بِيَومٍ كَأَنَّما / عَلى مَتنِهِ مِن دَجنِهِ حُلَلٌ خُضرُ
وَغَيثٌ ظَنَنّا تَحتُهُ أَنَّ عامِراً / عَلا لَم يَمُت أَو في السَحابِ لَهُ قَبرُ
أَوِ اِبنَ اِبنِهِ الباقي عَلِيَّ بنَ أَحمَدٍ / يَجودُ بِهِ لَو لَم أَجُز وَيَدي صِفرُ
وَإِنَّ سَحاباً جَودُهُ مِثلُ جودِهِ / سَحابٌ عَلى كُلِّ السَحابِ لَهُ فَخرُ
فَتىً لا يَضُمُّ القَلبُ هِمّاتِ قَلبِهِ / وَلَو ضَمَّها قَلبٌ لَما ضَمَّهُ صَدرُ
وَلا يَنفَعُ الإِمكانُ لَولا سَخائُهُ / وَهَل نافِعٌ لَولا الأَكُفُّ القَنا السُمرُ
قِرانٌ تَلاقى الصَلتُ فيهِ وَعامِرٌ / كَما يَتَلاقى الهِندُوانِيُّ وَالنَصرُ
فَجاءا بِهِ صَلتَ الجَبينِ مُعَظَّماً / تَرى الناسَ قُلّاً حَولَهُ وَهُمُ كُثرُ
مُفَدّى بِئاباءِ الرِجالِ سَمَيذَعاً / هُوَ الكَرَمُ المَدُّ الَّذي مالَهُ جَزرُ
وَما زِلتُ حَتّى قادَني الشَوقُ نَحوَهُ / يُسايِرُني في كُلِّ رَكبٍ لَهُ ذِكرُ
وَأَستَكبِرُ الأَخبارَ قَبلَ لِقائِهِ / فَلَمّا اِلتَقَينا صَغَّرَ الخَبَرَ الخُبرُ
إِلَيكَ طَعَنّا في مَدى كُلِّ صَفصَفٍ / بِكُلِّ وَآةٍ كُلُّ ما لَقِيَت نَحرُ
إِذا وَرِمَت مِن لَسعَةٍ مَرِحَت لَها / كَأَنَّ نَوالاً صَرَّ في جِلدِها النِبرُ
فَجِئناكَ دونَ الشَمسِ وَالبَدرِ في النَوى / وَدونَكَ في أَحوالِكَ الشَمسُ وَالبَدرُ
كَأَنَّكَ بَردُ الماءِ لا عَيشَ دونَهُ / وَلَو كُنتَ بَردَ الماءِ لَم يَكُنِ العِشرُ
دَعاني إِلَيكَ العِلمُ وَالحِلمُ وَالحِجى / وَهَذا الكَلامُ النَظمُ وَالنائِلُ النَثرُ
وَما قُلتُ مِن شِعرٍ تَكادُ بُيوتُهُ / إِذا كُتِبَت يَبيَضُّ مِن نورِها الحِبرُ
كَأَنَّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفظِها / نُجومُ الثُرَيّا أَو خَلائِقُكَ الزُهرُ
وَجَنَّبَني قُربَ السَلاطينِ مَقتُها / وَما يَقتَضيني مِن جَماجِمِها النَسرُ
وَإِنّي رَأَيتُ الضُرَّ أَحسَنَ مَنظَراً / وَأَهوَنَ مِن مَرأى صَغيرٍ بِهِ كِبرُ
لِساني وَعَيني وَالفُؤادُ وَهِمَّتي / أَوُدُّ اللَواتي ذا اِسمُها مِنكَ وَالشَطرُ
وَما أَنا وَحدي قُلتُ ذا الشِعرَ كُلَّهُ / وَلَكِن لِشِعري فيكَ مِن نَفسِهِ شِعرُ
وَماذا الَّذي فيهِ مِنَ الحُسنِ رَونَقاً / وَلَكِن بَدا في وَجهِهِ نَحوَكَ البِشرُ
وَإِنّي وَإِن نِلتُ السَماءَ لَعالِمٌ / بِأَنَّكَ ما نِلتَ الَّذي يوجِبُ القَدرُ
أَزالَت بِكَ الأَيّامُ عَتبى كَأَنَّما / بَنوها لَها ذَنبٌ وَأَنتَ لَها عُذرُ
أفيقا خُمارُ الهمِّ نغَّصَني الخَمرا
أفيقا خُمارُ الهمِّ نغَّصَني الخَمرا / وسكري من الأيامِ جنّبني السُكرا
تَسُرُّ خليلَيَّ المدامَةُ والذي / بقَلبيَ يَأبى أن أُسَرَّ كَما سُرّا
لبستُ صروفَ الدهرَ أخشَنَ ملبَسٍ / فعَرَّقنَني ناباً ومزَّقنني ظُفرا
وفي كُلِّ لحظٍ لي ومَسمَعِ نغمَةٍ / يُلاحظُني شَزراً ويوسِعني هُجرا
سدِكتُ بصَرفِ الدهرِ طفلاً ويافِعاً / فأفنَيتُهُ عزماً ولم يُفنني صبرا
أريدُ من الأيام مالا يريدُهُ / سوايَ ولا يجري بخاطرهِ فكرا
وأسألُها ما أستحقُّ قضاءَهُ / وما أنا ممّن رام حاجَتَهُ قسرا
ولي كبدٌ من رأيِ همِّتِها النوى / فتُركِبُني من عزمِها المركبَ الوعرا
تروق بني الدنيا عجائبُها ولي / فُؤادٌ ببيضِ الهند لا بيضها مغرى
أخو همَمٍ رحّالَةٌ لا تزالُ بي / نَوىً تقطع البيداءَ أو أقطعَ العُمرا
ومَن كان عزمي بين جنَبيهِ حثَّهُ / وخيَّلَ طول الأرضِ في عينه شِبرا
صحِبتُ ملوكَ الأرضِ مغتبِطاً بهم / وفارقتُهم ملآنَ من شنفٍ صدرا
ولمّا رأيتُ العبدَ للحُرِّ مالِكاً / أبيتُ إباء الحُرِّ مسترزقاً حُرّا
ومصرُ لعمري أهل كلِّ عجيبَةٍ / ولا مثل ذا المخصِيِّ أعجوبَةً نُكرا
يُعَدُّ إذا عُدَّ العجائِبُ أوّلاً / كما يُبتدى في العدِّ بالأصبَعِ الصُغرى
فيا هِرمَلَ الدنيا ويا عبرَة الورى / ويا أيُّها المخصِيُّ مَن أُمُّكَ البظرا
نُوَيبيَّةٌ لم تدرِ أن بُنَيَّها ال / نُوَيبيَّ بعدَ اللَه يُعبَدُ في مِصرا
ويستَخدمُ البيضَ الكواعِبَ كالدُمى / ورومَ العِبِدَّى والغطارِفَة الغُرّا
قضاءٌ من اللَه العلِيِّ أرادَهُ / ألا رُبَّما كانت إرادتُهُ شَرّا
وللَه آياتٌ ولَيسَتَ كهَذهِ / أظُنُّكَ يا كافورُ آيتَهُ الكبرى
لعَمريَ ما دهرٌ بهِ أنت طيِّبٌ / أيَحسَبُني ذا الدهرُ أحسَبُهُ دَهرا
وأكفُرُ يا كافورُ حين تلوحُ لي / ففارَقتُ مُذ فارقتُكَ الشركَ والكُفرا
عثَرت بسَيري نحو مصرَ فلا لَعاً / بها ولَعاً بالسيرِ عنها ولا عَثرا
وفارَقتُ خيرَ الناس قاصِدَ شرِّهِم / وأكرَمَهُم طُرّاً لأنذلِهِم طُرّا
فعاقَبني المَخصِيُّ بالغَدرِ جازِياً / لأنَّ رحيلي كان عن حَلَبٍ غَدرا
وما كنتُ إلا فائِلَ الرأي لم أُعَنْ / بحزمٍ ولا استصحَبتُ في وجهتي حِجرا
وقد أُرِي الخنزيرُ أنّى مدَحتُهُ / ولو علِموا قد كانَ يُهجى بما يُطرا
جسَرتُ على دهياء مصرَ ففُتُّها / ولم يَكُنِ الدهياءَ إلا من استجرا
سأجلُبُها أشباهَ ما حمَلَتْهُ من / أسنَّتِها جرداً مُقَسطلَةً غُبْرا
وأُطلِعُ بيضاً كالشموسِ مُطِلَّةً / إذا طلعَت بيضاً وإن غرَبَت حُمرا
فإن بلَغَت نفسي المُنى فبِعَزمِها / وإلا فقد أبلَغتُ في حرصِها عُذرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025