المجموع : 20
أَشاقَكَ مِن عُليا دِمَشقَ قُصورُها
أَشاقَكَ مِن عُليا دِمَشقَ قُصورُها / وَولدانُ رَوضِ النَيربينِ وَحورُها
وَمُنبَجِسٌ في ظِلّ أَحوى كَأَنَّهُ / ثِيابُ عَروسٍ فاحَ مِنها عَبيرُها
مَنازِلُ أُنسٍ ما أَمَحَّت وَلا اِمَّحَت / بِمَرِّ الغَوادي وَالسَواري سُطورُها
كَأَنَّ عَلَيها عَبقَرِيَّ مَطارِفٍ / مِنَ الوَشي يُسديها الحَيا وَيُنيرُها
تَزيدُ عَلى الأَيّامِ نوراً وَبَهجَةً / وَتَذوي اللَيالي وَهيَ غَضٌّ حَبيرُها
إِذا الريحُ مَرَّت في رُباها كَريهَةً / حَباها بِطيبِ النَشرِ فيها مُرورُها
سَقى اللَهُ دَوحَ الغُوطَتَينِ وَلا اِرتَوى / مِنَ الموصِلِ الحَدباءِ إِلا قُبورُها
فَيا صاحِبي نَجوايَ بِاللَهِ خَبّرا / رَهينَ صَباباتٍ عَسيرٌ يَسيرُها
أَمن مَرَحٍ مادَت قُدودُ غُصونِها / بِبَهجَتِها أَم أَطرَبَتها طُيورُها
خَليلَيَّ إِنَّ البَينَ أَفنى مَدامِعي / فَهَل لَكُما مِن عَبرَةٍ أَستَعيرُها
لَقَد أُنسِيَت نَفسي المَسراتِ بَعدكُم / فَإِن عادَ عيدُ الوَصلِ عادَ سُرورُها
عَلى أَنَّ لي تَحتَ الجَوانِحِ غِلَّةً / إِذا جادَها دَمعٌ تَلَظّى سَعيرُها
وَقاسَمتُماني أَن تُعينا عَلى النَوى / إِذا نَزواتُ البَينِ سارَ سُؤوَرُها
فَفيمَ تَماديكُم وَقَد جَدَّ جدُّها / كَما تَرَيانِ وَاِستَمَرَّ مَريرُها
وَأَصعَبُ ما يلقى المُحِبُّ مِنَ الهَوى / تَداني النَوى مِن خُلَّةٍ لا يَزورُها
فَيا لَيتَ شِعري الآنَ دَع ذِكرَ ما مَضى / أَوائِلُ أَيّامِ النَوى أَم أَخيرُها
مَتى أَنا في رَكبٍ يَؤُمُّ بِنا الحِمى / خِفافٌ ثِقالٌ بِالأَماني ظُهورُها
حروفٌ بِأَفعالٍ لَهُنَّ نَواصِبٌ / إِذا آنَسَت خَفضاً فَرفعٌ مَسيرُها
تَظُنُّ ذُرى لُبنانَ وَاللَيلُ عاكِفٌ / صَديعَ صَباحٍ مِن سُراها يُجيرُها
وَقَد خَلَّفَت رَعنَ المَداخِلِ خَلفَها / وَنَكَّبَ عَنها مِن يَمينِ سَنيرُها
فَيَفرَحَ مَحزونٌ وَيَكبتَ حاسِدٌ / وَتَبرُدَ أَكبادٌ ذَكِيٌّ سَعيرُها
وَقَد ماتَتِ الآمالُ عِندي وَإِنَّما / إِلى شَرَفِ الدينِ المَليكِ نُشورُها
مَليكٌ تَحَلّى المُلكُ مِنهُ بِعَزمَةٍ / بِها طالَ مِن رُمحِ السِماكِ قَصيرُها
يُلاقي بَني الآمالِ طَلقاً فَبِشرُهُ / بِما أَمَّلَتهُ مِن نَجاحٍ بَشيرُها
فَما نِعمَةٌ مَشكورَةٌ لا يَبُثُّها / وَما سيرَةٌ مَحمودَةٌ لا يَسيرُها
همامٌ تَظَلُّ الشَمسُ مِن عَزماتِهِ / مُحَجَّبةً نَقعُ المَذاكي سُتورُها
مهيبٌ فَلَو لاقى الكَواكِبَ عابِساً / تَساقَطَتِ الجَوزا وَخَرَّت عَبورُها
وَلَو آنَسَت مِنهُ الأَهِلَّةُ غَضبَةً / نَهاها سُطاهُ أَن تَتِمَّ بُدورُها
تُشرَّفُ أَندى السُحبِ إِن قالَ قائِلٌ / لِأَدنى نَوالٍ مِنهُ هذا نَظيرُها
حَلَفتُ بِما ضَمَت أَباطِحُ مَكَّةٍ / غَداةَ مِنىً وَالبُدنُ تَدمى نُحورُها
لَقَد فازَ بِالمُلكِ المُعَظَّمِ أُمَّةٌ / إِلى عَدلِهِ المَشهورِ رُدَّت أُمورُها
صَليلُ المَواضي وَاِهتِزازُ القَنا السُمرِ
صَليلُ المَواضي وَاِهتِزازُ القَنا السُمرِ / بِغَيرِهِما لا يُجتَنى ثَمرُ النَصرِ
وَصَبرُ الفَتى في المَأزِقِ الضَنكِ فادِحٌ / وَلكِنَّهُ أَهدى طَريقٍ إِلى الفَخرِ
وَتَحتَ ظَلامِ النَقعِ تُشرِقُ أَوجُهُ ال / ثَناءِ وَجَمعُ المَجدِ في فِرقَةِ الوَفرِ
وَما اِستَعبَدَ الأَحرارَ كَالعَفوِ إِن جَنى / جَهولٌ وَفَضلُ الصَدرِ في سَعَةِ الصَدرِ
وَمَن لَم تُنَوّه بِاِسمِهِ الحَربُ لَم يَزَل / وَإِن كَرُمَت آباؤُهُ خامِلَ الذِكرِ
إِذا غَشِيَ الحَربَ العَوانَ تَمَخَّضَت / وَقَد لَقَحَت عَن فتكَةٍ في العدى بِكرِ
خِلالُ عُلىً لَولا المُعَظَّمُ أعجزَت / طَرائِقُها الأَملاكَ بَعدَ أَبي بَكرِ
هِلالٌ وَبَدرٌ أَشرَقا فاِبتِهالُنا / إِلى اللَهِ إِبقاءُ الهِلالِ مَعَ البَدرِ
مَليكٌ إِذا ما جالَ في مَتنِ ضامِرٍ / لِيَومِ وَغىً أَبصَرَت بَحراً عَلى بَحرِ
عَليمٌ بِتَصريفِ القَنا فَرِماحُهُ / مَواقِعُها بَينَ التَرائِبِ وَالنَحرِ
إِذا عَلَّ في صَدرِ المُدَجَّجِ عامِلاً / بَدا عَلُّهُ فَوقَ السِنانِ عَلى الظَهرِ
وَما مُشبِلٌ من أُسد خَفّانَ باسِلٌ / يَذودُ الرَدى عَن أُمِّ شِبلَينِ في خِدرِ
هزَبرٌ إِذا اِجتازِ الأُسودُ بغيلِهِ / فَأَشجَعُها خافي الخُطى خافِتُ الزارِ
حَوالَيهِ أَشلاءُ الوُحوشِ نَضيدَةٌ / غَريضٌ عَلى مُستكرهٍ صائِكِ الدَفرِ
بِوادٍ تَحاماهُ الأُسودُ مَهابَةً / وَنَكَّبَ عَن مَسراهُ وَالجَةُ السَفرِ
بِأَعظَمَ مِنهُ في القُلوبِ مَهابَةً / وَإِن غَضَّ مِنها بِالطَلاقَةِ وَالبِشرِ
بِكُلِّ فَتىً مِن آلِ أَيّوبَ لَم يَزَل / دِفاعاً لِخَطبٍ أَو سِداداً عَلى ثَغرِ
إِذا اِستَلأَموا يَومَ النِزالِ حَسِبتَهُم / أُسودَ العَرينِ الغُلبِ في غابَةِ السُمرِ
فَلا وَزَرٌ مَن بَأسِهِ لِعُداتِهِ / وَلَو وَقَلَت كَالعُصمِ في شامِخٍ وَعرِ
وَلَو حاوَلَ المِريخُ في الأُفقِ مَنعَها / لَخَيَّمَ ما بَينَ النَعائِمِ وَالغَفرِ
فَيا أَيُّها المَلكُ المُعَظَّمُ دَعوَةً / إِلَيكَ لمَطوِيّ الضُلوعِ عَلى جَمرِ
غَريبٌ إِذا ما حَلَّ مِصراً أَبى لَهُ / وَشيكُ النَوى إِلا اِرتِحالاً إِلى مِصرِ
لَهُ غُنيَةٌ عَن غَيرِكُم مِن قَناعَةٍ / وَأَمّا إِلى مَعروفِكُم فَأَخو فَقرِ
فَحَتّامَ لا أَنفَكُّ في ظَهرِ سَبسَبٍ / أُهَجّرُ أَو في بَطنِ دَوّيَةٍ قَفرِ
أُشَقِّقُ قَلبَ الشَرقِ حَتّى كَأَنَّني / أُفَتِّشُ في سَودائِهِ عَن سَنا الفَجرِ
وَيَقبَحُ بي أَن أَرتَجي مِن سِواكُمُ / نَوالاً وَأَن يُعزى إِلى غَيرِكُم شُكري
لِطَيفِكُمُ عِندي يَدٌ لا أضيعُها
لِطَيفِكُمُ عِندي يَدٌ لا أضيعُها / سَأَشكُرُها شُكرَ الرِياضِ يَدَ القَطرِ
تَجَشَّمَ أَهوالَ السُرى لا يَصدُهُ / مَهيبٌ وَلا يَرتاعُ مِن موحِشٍ قفرِ
بِأَرضٍ يُحارُ الرَكبُ في فَلَواتِها / عَلى أَنَّ هادي القَومِ فيها القَطا الكَدري
رَعى اللَهُ أَيّاماً تَقَضَّت بِقُربِكُم / وَعَصرَ الصِبى يا حَبَّذا ذاكَ مِن عَصرِ
فَسائِرُ أَيّامي لَدَيكُم مَواسِمٌ / وَكُلُّ اللَيالي عِندَكُم لَيلَةُ القَدرِ
أَلا خَبَّروني عَن حِمى تَلِ راهِطٍ
أَلا خَبَّروني عَن حِمى تَلِ راهِطٍ / يَلَذُّ بِهِ سَمعي وَإِن فاتَني النَظَر
وَقُصّا أَحاديثَ المُصَلّى وَأَهلِهِ / عَلَيَّ فَما لي في سِوى ذاكَ مِن وَطَن
لَقَد طالَ عَهدي بِالمُصَلّى فَلَيتَني / رَأَيتُ المُصَلّى أَو سَمِعتُ لَهُ خَبَر
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَبيتُ مُغِذَّةً
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَبيتُ مُغِذَّةً / ركابِيَ ما بَينَ النَعائِمِ وَالنسرِ
تُجاذِبُ ما بَينَ المَناظِرِ ناظِراً / مُريعاً وَتَتلو مَغرِبَ الطائِرِ النسرِ
وَتَرتَعُ مِن رَوضِ الحِمى في مَراتِعٍ / أَرَيت بِها الفَرغَينِ في مُطفيءِ الجَمرِ
وَلازَمَها سَعدُ السُعودِ وَصَحبُهُ / إِلى أَن تَلاقى الضَبُّ وَالنونُ في وَكرِ
وَأَهدى لَها الوَسمِيُّ سَبعاً وَسَبعَةً / طُلوع الزُبانى قَبل ذاكَ مَع الفَجرِ
فَما بَسَطت كَفُّ الخَضيبِ بِنانَها / عَلى الأَرضِ إِلّا وَهيَ مَوشِيَّةُ الأُزرِ
فَلا حَبراتُ العصبِ مِن نَسجِ حِميَرٍ / حَكَتها وَلا ما وَشَّعَ القبطُ في مِصرِ
تَحِيَّةُ مُشتاقٍ بَعيدٍ مزارُهُ
تَحِيَّةُ مُشتاقٍ بَعيدٍ مزارُهُ / أَبى شَوقُهُ أَن يَستَقِرَّ قَرارُهُ
إِذا نَفحَةٌ مَرَّت بِهِ قاهِرِيَّةٌ / ذَكَت في الحَشا بَينَ الجَوانِحِ نارُهُ
وَما شامَ مِن أَعلا المُقَطَّمِ جفنُهُ / سَنا بارِقٍ إِلّا تَوالَت قُطارُهُ
حَديثُ صِقالِ الخَدِّ لَم يَذوِ وَردُهُ / وَلا دبَّ كَالريحانِ فيهِ عِذارُهُ
إِذا زادَهُ جَنياً وَشَماً مُتَيَّمٌ / ذَكا وَردُ خَدَّيهِ وَزادَ اِحمِرارُهُ
ضَمانٌ على عَينَيهِ إِن طاشَ سَهمُهُ / إِذا ما رَمى أَن لا يَطيشَ اِحوِرارُهُ
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما القَومُ قَومُهُ / إِذا غابَ مَن يَهوى وَلا الدارُ دارُهُ
فَإِن أَنتُما لَم تُسعِداني عَلى الهَوى / ذَراني وَشَوقي عَزَّهُ لي وَعارُهُ
أَحِنُّ إِلى مِصرٍ وَيا لَيتَ أَنَّ لي / إِذا ذُكِرَت مِصرٌ جَناحاً أُعارُهُ
فَآوي إِلى ظِلٍّ ظَليلٍ وَنائِلٍ / جَزيلٍ وَملكٍ حالفَ العِزَّ جارُهُ
وَجارِيَةٌ يَشفي الغَليلَ رُضابُها
وَجارِيَةٌ يَشفي الغَليلَ رُضابُها / وَيَحكي مُحَيّاها لَنا الشَمسَ وَالقَمَر
حَصانٌ وَما رَدَّت أَنامِلَ لامِسٍ / نَتوجٌ وَمِقلاتٌ وَما ضاجَعَت ذكَر
وَرومِيَّةٍ في الدارِ عِندي عَزيزَةٍ
وَرومِيَّةٍ في الدارِ عِندي عَزيزَةٍ / عَلَيَّ تُرَوّيني الحَديثَ بِلا ضَجَر
تَفوتُ القَنا الخَطِّيَّ طولاً وَشَكلُها / يُوازي الغُلامَ الطِفلَ في شدّةِ القِصَر
وَأَحبَبتُ يَوماً أَن أَراها بِحِليَةٍ / فَصُغتُ لَها تاجاً وَلكِنَّهُ حَجَر
وَتركِيةِ الأَنسابِ طوراً أُحِبُّها
وَتركِيةِ الأَنسابِ طوراً أُحِبُّها / فَأكرمُ مَثواها وَأُعنَى بِبِرِّها
أُواصِلُها حَتّي إِذا ما مَلِلتُها / رَأَيتُ لَذيذَ العيشِ في طولِ هَجرِها
خَلفتُ لَها آباءَها وَوَكلتُها / إِلى ناصِحٍ طَبٍّ خَبيرٍ بِسِرِّها
فَجاءَت عَلى ما اِختَرتُ لا الطولُ شانَها / وَلا قالَ فيها الناسُ عَيباً لِقصرِها
وَأَلبَستُها ثَوباً مِنَ الوَشي مُعلَماً / لِإِتمامِ مَعناها وَإِكمالِ فَخرِها
وَما لَيلَةٌ في الدَهرِ إِلّا هَجَرتُها / فَلا وَصلَ حَتّى تَستَنيرَ بِفَجرِها
وَكانَت زَماناً يُستَلذُّ بِبَطنِها / وَلكِنَّني أَلتَذُّ مِنها بِظَهرِها
وَسائِرَة في اللَيلِ لا تَعرِفُ الكَرى
وَسائِرَة في اللَيلِ لا تَعرِفُ الكَرى / تُحَمَّلُ أَعباءً ثِقالاً فَتَصبِرُ
أُتيحَ لَها عَلجٌ عَنيفٌ فَبَزَّها / مَلابِسَها مُستَأجَرٌ لا يُقَصِّرُ
وَأَلبَسَها ثَوباً مِنَ الوَشيِ رائِعاً / وَلَيسَ لَها عَقلٌ فَتُثني وَتَشكُرُ
فَمَن سَرَّهُ تَأنيثُها أَنَّثَ اِسمَها / وَمَن سَرَّهُ التَذكيرُ فَهوَ مُذَكّرُ
وَمَملوكَةٍ عِندي عَزيزٍ نِجارُها
وَمَملوكَةٍ عِندي عَزيزٍ نِجارُها / عَلَيها حُلِيٌّ مِن لُجَينٍ وَمِن تِبرِ
إِذا قابَلَت بَدرَ السَماءِ بِوَجهِها / تَيَقَّنتَ أَنَّ البَدرَ قُوبِلَ بِالبَدرِ
يُؤَثِّرُ فيها الوَهمُ مِن صَلَفٍ بِها / فَمِن أَجلِ هذا لا تَريمُ عَنِ الخِدرِ
تُخَبِّرُني عَنّي بِما لا رَأَيتُهُ / فَتَصدُقَ فيما خَبَّرَت وَهيَ لا تَدري
تُقابِلُ بِالتَقطيبِ إِن قوبِلَت بِهِ / وَإِن قوبِلَت بِالبِشرِ لاقَتهُ بِالبِشرِ
وَما إِخوَةٌ شَتّى النِجارِ فَمِنهُمُ
وَما إِخوَةٌ شَتّى النِجارِ فَمِنهُمُ / نَبيهٌ وَمِنهُم خامِلٌ ما لَهُ ذِكرُ
وَلا عَقلَ يَهديهِم وَلا دينَ عِندَهُم / وَحُكمهُمُ حُكمٌ وَأَمرهُم أَمرُ
عَتادُهُم نَحرُ الصَفايا لِقَومِهِم / إِذا السَنَةُ الشَهباءُ أَخلَفَها القَطرُ
إِذا ما اِنتَدى الساداتُ يَوماً لِحُكمِهِم / تَباشَرَتِ الأَيتامُ وَاِندَفَعَ العُسرُ
وَمِن عجبٍ أَن لَيسَ يَنفذُ حُكمُهُم / عَلى أَحَدٍ إِلّا إِذا ضَمَّهُم قَبرُ
وَأَعجَبُ مِنهُ أَنَّنا بِفِعالِهِ / نُعابُ وَقِدماً كانَ في فِعلِهِ فَخرُ
وَعُوجٍ كَأَمثالِ الأَهِلَّةُ بزَّلٍ
وَعُوجٍ كَأَمثالِ الأَهِلَّةُ بزَّلٍ / دِقاقٍ حَواشيها تماكٍ خُصورُها
عَقَرتُ لِصحبٍ جُوَّعٍ فَرَدَدتُهُم / بِطاناً وَلَمّا تَدمَ مِنها نُحورُها
وَمَملوكَةٍ عِندي حَديثٌ نِتاجُها
وَمَملوكَةٍ عِندي حَديثٌ نِتاجُها / أَتَتني بِمَولودٍ وَما بَلَغَت شَهرا
عَلى أَنَّها بِكرٌ حَصانٌ وَعالِقٌ / وَهذا لَعَمري مُشكلٌ يُتعبُ الفِكرا
وَقَد وَلَدَتها أُمُّها وَهيَ حامِلٌ / فَيا عَجباً إِنّي أَرى أَمرُها نُكرا
وَمُذ نَبَذَتها أُمُّها حَفِيَت بِها / حُنُواً وَضَمَّتها إِلى جَنبِها أُخرى
وَفي جَمعِها نقصٌ وَتَصحيفُ عكسه / يَكونُ لَهُ صيتٌ وَلَيسَ لَهُ ذِكرى
لِأُختَينِ صَفراوَينِ أَصبَحتَ واطِئاً
لِأُختَينِ صَفراوَينِ أَصبَحتَ واطِئاً / وَفي جَمعِكَ الأُختَينِ إِثمُكَ وَالعارُ
مَتى تَنفَرِد إِحداهُما فَهيَ دَهرَها / مُقَصّرَةٌ عَمّا تُريدُ وَتَختارُ
كَسا شَعَرٌ وَجهَيهِما وَعَلَيهِما / فُروعٌ بَدَت يَسرَحن وَالخلقُ أَطوارُ
بَقيتَ عَفيفَ الدينِ تُرجى وَتُتَّقى
بَقيتَ عَفيفَ الدينِ تُرجى وَتُتَّقى / وَيَأمَنُ مِن صَرفِ الزَمانِ بِكَ الجارُ
تَغوصُ عَلى دُرِّ الكَلامِ بِحارَهُ / فَتَأخُذُ مِنهُ ما تَشاءُ وَتَختارُ
تُسائِلُ عَن أُختَينِ وَطؤُهُما مَعاً / حَلالٌ وَعَن أُختَينِ دارُهُما دارُ
وَإِحداهُما ملكُ اليَمينِ وَعِتقُها / صَحيحٌ وَما في خَلعِها لِامريءٍ عارُ
وَلَيلٍ كَوَجهِ الزاغِ بَرداً وَظُلمَةً
وَلَيلٍ كَوَجهِ الزاغِ بَرداً وَظُلمَةً / وَطولاً كَقرني يونسٍ وَأَبي خَضرِ
عَدِمتُ الكَرى فيهِ وَطولَ هُجودِهِ / كَما عَدمَ العَقل البَها بنُ أَبي اليُسرِ
سَأَلتُ السَديدَ الفاضِلِيَّ وَقَد بَدا
سَأَلتُ السَديدَ الفاضِلِيَّ وَقَد بَدا / عَلَيهِ هُزالٌ بَعدَ شِدَّةِ أَسرِهِ
أَكُنتَ مَريضاً قالَ كَلّا وَإِنَّما / تَخَيَّرَني عَبدُ الرَحيمِ لِسِرِّهِ
فَقُلتُ لَهُ إِنَّ القِطَمَّ اِختِيارُهُ / لِأَوضَعِ فَحلٍ مِن تَفاقُمِ أَمرِهِ
وَلَكِنَّهُ حَقٌّ عَلى اللَهِ وَضعُ مَن / تَرافَعَ جَهلاً أَو عَلا فَوقَ قَدرِهِ
وَهَب أَنَّ ما يُعزى إِلَيهِ مُصَدَّقٌ / وَأَنَّكَ قَد أَقرَرتَ فينا بِإِمرِهِ
فَما هذِهِ ما بَينَ ثَديَيكَ قالَ لي / تَقَعُّرُ صَدري مِن مُحَدَّبِ ظَهرِهِ
وَدارِ كَريمٍ بِتُّ فيها عَلى الطَوى
وَدارِ كَريمٍ بِتُّ فيها عَلى الطَوى / خَميصُ الحَشا أَشكو المَجاعَةَ وَالقُرّا
فَلَمّا بَدا ضَوءُ الصَباحِ لِناظِري / خَرَجتُ وَقَد أَوسَعتُ صاحِبَها شَكرا
غَريرُ لِحاظٍ ناقِصُ الخَصرِ فاتِنٌ
غَريرُ لِحاظٍ ناقِصُ الخَصرِ فاتِنٌ / تَكمَّلَ إِذ في أَخذِ روحي تَشَطَّرا
هُوَ الغُصنُ لَكِن بِالهَوى فيهِ خاطِري / عَلى خَطرٍ لَمّا مَشى وَتَخَطَّرا
وَقالوا اِصطَبر وَالريقُ في فيهِ سكرٌ / فَقُلتُ بِصَبرٍ لا أُقابِلُ سُكَّرا
عَجِبتُ لَهُ إِذ لاحَ وَاِهتَزَّ عِطفُهُ / لِأَنّي رَأَيتُ الغُصنَ بِالبَدرِ أَثمَرا
فَما الشَمسُ إِلّا وَجنَةٌ مِنهُ أَشرَقَت / نَهاراً وَخَدٌّ فيهِ صَبري تَعَذَّرا
وَما اللَيلُ إِلّا شَعرُهُ وَهوَ مُسبَلٌ / وَلَكِنَّهُ قَد صارَ بِالوَجهِ مُقمِرا
وَما المِسكُ إِلّا نَشرُ فيهِ الَّذي طَوى / أَحاديثَ عَن إِسنادِها الطيبُ عُبَّرا