القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عُنَيْن الكل
المجموع : 20
أَشاقَكَ مِن عُليا دِمَشقَ قُصورُها
أَشاقَكَ مِن عُليا دِمَشقَ قُصورُها / وَولدانُ رَوضِ النَيربينِ وَحورُها
وَمُنبَجِسٌ في ظِلّ أَحوى كَأَنَّهُ / ثِيابُ عَروسٍ فاحَ مِنها عَبيرُها
مَنازِلُ أُنسٍ ما أَمَحَّت وَلا اِمَّحَت / بِمَرِّ الغَوادي وَالسَواري سُطورُها
كَأَنَّ عَلَيها عَبقَرِيَّ مَطارِفٍ / مِنَ الوَشي يُسديها الحَيا وَيُنيرُها
تَزيدُ عَلى الأَيّامِ نوراً وَبَهجَةً / وَتَذوي اللَيالي وَهيَ غَضٌّ حَبيرُها
إِذا الريحُ مَرَّت في رُباها كَريهَةً / حَباها بِطيبِ النَشرِ فيها مُرورُها
سَقى اللَهُ دَوحَ الغُوطَتَينِ وَلا اِرتَوى / مِنَ الموصِلِ الحَدباءِ إِلا قُبورُها
فَيا صاحِبي نَجوايَ بِاللَهِ خَبّرا / رَهينَ صَباباتٍ عَسيرٌ يَسيرُها
أَمن مَرَحٍ مادَت قُدودُ غُصونِها / بِبَهجَتِها أَم أَطرَبَتها طُيورُها
خَليلَيَّ إِنَّ البَينَ أَفنى مَدامِعي / فَهَل لَكُما مِن عَبرَةٍ أَستَعيرُها
لَقَد أُنسِيَت نَفسي المَسراتِ بَعدكُم / فَإِن عادَ عيدُ الوَصلِ عادَ سُرورُها
عَلى أَنَّ لي تَحتَ الجَوانِحِ غِلَّةً / إِذا جادَها دَمعٌ تَلَظّى سَعيرُها
وَقاسَمتُماني أَن تُعينا عَلى النَوى / إِذا نَزواتُ البَينِ سارَ سُؤوَرُها
فَفيمَ تَماديكُم وَقَد جَدَّ جدُّها / كَما تَرَيانِ وَاِستَمَرَّ مَريرُها
وَأَصعَبُ ما يلقى المُحِبُّ مِنَ الهَوى / تَداني النَوى مِن خُلَّةٍ لا يَزورُها
فَيا لَيتَ شِعري الآنَ دَع ذِكرَ ما مَضى / أَوائِلُ أَيّامِ النَوى أَم أَخيرُها
مَتى أَنا في رَكبٍ يَؤُمُّ بِنا الحِمى / خِفافٌ ثِقالٌ بِالأَماني ظُهورُها
حروفٌ بِأَفعالٍ لَهُنَّ نَواصِبٌ / إِذا آنَسَت خَفضاً فَرفعٌ مَسيرُها
تَظُنُّ ذُرى لُبنانَ وَاللَيلُ عاكِفٌ / صَديعَ صَباحٍ مِن سُراها يُجيرُها
وَقَد خَلَّفَت رَعنَ المَداخِلِ خَلفَها / وَنَكَّبَ عَنها مِن يَمينِ سَنيرُها
فَيَفرَحَ مَحزونٌ وَيَكبتَ حاسِدٌ / وَتَبرُدَ أَكبادٌ ذَكِيٌّ سَعيرُها
وَقَد ماتَتِ الآمالُ عِندي وَإِنَّما / إِلى شَرَفِ الدينِ المَليكِ نُشورُها
مَليكٌ تَحَلّى المُلكُ مِنهُ بِعَزمَةٍ / بِها طالَ مِن رُمحِ السِماكِ قَصيرُها
يُلاقي بَني الآمالِ طَلقاً فَبِشرُهُ / بِما أَمَّلَتهُ مِن نَجاحٍ بَشيرُها
فَما نِعمَةٌ مَشكورَةٌ لا يَبُثُّها / وَما سيرَةٌ مَحمودَةٌ لا يَسيرُها
همامٌ تَظَلُّ الشَمسُ مِن عَزماتِهِ / مُحَجَّبةً نَقعُ المَذاكي سُتورُها
مهيبٌ فَلَو لاقى الكَواكِبَ عابِساً / تَساقَطَتِ الجَوزا وَخَرَّت عَبورُها
وَلَو آنَسَت مِنهُ الأَهِلَّةُ غَضبَةً / نَهاها سُطاهُ أَن تَتِمَّ بُدورُها
تُشرَّفُ أَندى السُحبِ إِن قالَ قائِلٌ / لِأَدنى نَوالٍ مِنهُ هذا نَظيرُها
حَلَفتُ بِما ضَمَت أَباطِحُ مَكَّةٍ / غَداةَ مِنىً وَالبُدنُ تَدمى نُحورُها
لَقَد فازَ بِالمُلكِ المُعَظَّمِ أُمَّةٌ / إِلى عَدلِهِ المَشهورِ رُدَّت أُمورُها
صَليلُ المَواضي وَاِهتِزازُ القَنا السُمرِ
صَليلُ المَواضي وَاِهتِزازُ القَنا السُمرِ / بِغَيرِهِما لا يُجتَنى ثَمرُ النَصرِ
وَصَبرُ الفَتى في المَأزِقِ الضَنكِ فادِحٌ / وَلكِنَّهُ أَهدى طَريقٍ إِلى الفَخرِ
وَتَحتَ ظَلامِ النَقعِ تُشرِقُ أَوجُهُ ال / ثَناءِ وَجَمعُ المَجدِ في فِرقَةِ الوَفرِ
وَما اِستَعبَدَ الأَحرارَ كَالعَفوِ إِن جَنى / جَهولٌ وَفَضلُ الصَدرِ في سَعَةِ الصَدرِ
وَمَن لَم تُنَوّه بِاِسمِهِ الحَربُ لَم يَزَل / وَإِن كَرُمَت آباؤُهُ خامِلَ الذِكرِ
إِذا غَشِيَ الحَربَ العَوانَ تَمَخَّضَت / وَقَد لَقَحَت عَن فتكَةٍ في العدى بِكرِ
خِلالُ عُلىً لَولا المُعَظَّمُ أعجزَت / طَرائِقُها الأَملاكَ بَعدَ أَبي بَكرِ
هِلالٌ وَبَدرٌ أَشرَقا فاِبتِهالُنا / إِلى اللَهِ إِبقاءُ الهِلالِ مَعَ البَدرِ
مَليكٌ إِذا ما جالَ في مَتنِ ضامِرٍ / لِيَومِ وَغىً أَبصَرَت بَحراً عَلى بَحرِ
عَليمٌ بِتَصريفِ القَنا فَرِماحُهُ / مَواقِعُها بَينَ التَرائِبِ وَالنَحرِ
إِذا عَلَّ في صَدرِ المُدَجَّجِ عامِلاً / بَدا عَلُّهُ فَوقَ السِنانِ عَلى الظَهرِ
وَما مُشبِلٌ من أُسد خَفّانَ باسِلٌ / يَذودُ الرَدى عَن أُمِّ شِبلَينِ في خِدرِ
هزَبرٌ إِذا اِجتازِ الأُسودُ بغيلِهِ / فَأَشجَعُها خافي الخُطى خافِتُ الزارِ
حَوالَيهِ أَشلاءُ الوُحوشِ نَضيدَةٌ / غَريضٌ عَلى مُستكرهٍ صائِكِ الدَفرِ
بِوادٍ تَحاماهُ الأُسودُ مَهابَةً / وَنَكَّبَ عَن مَسراهُ وَالجَةُ السَفرِ
بِأَعظَمَ مِنهُ في القُلوبِ مَهابَةً / وَإِن غَضَّ مِنها بِالطَلاقَةِ وَالبِشرِ
بِكُلِّ فَتىً مِن آلِ أَيّوبَ لَم يَزَل / دِفاعاً لِخَطبٍ أَو سِداداً عَلى ثَغرِ
إِذا اِستَلأَموا يَومَ النِزالِ حَسِبتَهُم / أُسودَ العَرينِ الغُلبِ في غابَةِ السُمرِ
فَلا وَزَرٌ مَن بَأسِهِ لِعُداتِهِ / وَلَو وَقَلَت كَالعُصمِ في شامِخٍ وَعرِ
وَلَو حاوَلَ المِريخُ في الأُفقِ مَنعَها / لَخَيَّمَ ما بَينَ النَعائِمِ وَالغَفرِ
فَيا أَيُّها المَلكُ المُعَظَّمُ دَعوَةً / إِلَيكَ لمَطوِيّ الضُلوعِ عَلى جَمرِ
غَريبٌ إِذا ما حَلَّ مِصراً أَبى لَهُ / وَشيكُ النَوى إِلا اِرتِحالاً إِلى مِصرِ
لَهُ غُنيَةٌ عَن غَيرِكُم مِن قَناعَةٍ / وَأَمّا إِلى مَعروفِكُم فَأَخو فَقرِ
فَحَتّامَ لا أَنفَكُّ في ظَهرِ سَبسَبٍ / أُهَجّرُ أَو في بَطنِ دَوّيَةٍ قَفرِ
أُشَقِّقُ قَلبَ الشَرقِ حَتّى كَأَنَّني / أُفَتِّشُ في سَودائِهِ عَن سَنا الفَجرِ
وَيَقبَحُ بي أَن أَرتَجي مِن سِواكُمُ / نَوالاً وَأَن يُعزى إِلى غَيرِكُم شُكري
لِطَيفِكُمُ عِندي يَدٌ لا أضيعُها
لِطَيفِكُمُ عِندي يَدٌ لا أضيعُها / سَأَشكُرُها شُكرَ الرِياضِ يَدَ القَطرِ
تَجَشَّمَ أَهوالَ السُرى لا يَصدُهُ / مَهيبٌ وَلا يَرتاعُ مِن موحِشٍ قفرِ
بِأَرضٍ يُحارُ الرَكبُ في فَلَواتِها / عَلى أَنَّ هادي القَومِ فيها القَطا الكَدري
رَعى اللَهُ أَيّاماً تَقَضَّت بِقُربِكُم / وَعَصرَ الصِبى يا حَبَّذا ذاكَ مِن عَصرِ
فَسائِرُ أَيّامي لَدَيكُم مَواسِمٌ / وَكُلُّ اللَيالي عِندَكُم لَيلَةُ القَدرِ
أَلا خَبَّروني عَن حِمى تَلِ راهِطٍ
أَلا خَبَّروني عَن حِمى تَلِ راهِطٍ / يَلَذُّ بِهِ سَمعي وَإِن فاتَني النَظَر
وَقُصّا أَحاديثَ المُصَلّى وَأَهلِهِ / عَلَيَّ فَما لي في سِوى ذاكَ مِن وَطَن
لَقَد طالَ عَهدي بِالمُصَلّى فَلَيتَني / رَأَيتُ المُصَلّى أَو سَمِعتُ لَهُ خَبَر
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَبيتُ مُغِذَّةً
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَبيتُ مُغِذَّةً / ركابِيَ ما بَينَ النَعائِمِ وَالنسرِ
تُجاذِبُ ما بَينَ المَناظِرِ ناظِراً / مُريعاً وَتَتلو مَغرِبَ الطائِرِ النسرِ
وَتَرتَعُ مِن رَوضِ الحِمى في مَراتِعٍ / أَرَيت بِها الفَرغَينِ في مُطفيءِ الجَمرِ
وَلازَمَها سَعدُ السُعودِ وَصَحبُهُ / إِلى أَن تَلاقى الضَبُّ وَالنونُ في وَكرِ
وَأَهدى لَها الوَسمِيُّ سَبعاً وَسَبعَةً / طُلوع الزُبانى قَبل ذاكَ مَع الفَجرِ
فَما بَسَطت كَفُّ الخَضيبِ بِنانَها / عَلى الأَرضِ إِلّا وَهيَ مَوشِيَّةُ الأُزرِ
فَلا حَبراتُ العصبِ مِن نَسجِ حِميَرٍ / حَكَتها وَلا ما وَشَّعَ القبطُ في مِصرِ
تَحِيَّةُ مُشتاقٍ بَعيدٍ مزارُهُ
تَحِيَّةُ مُشتاقٍ بَعيدٍ مزارُهُ / أَبى شَوقُهُ أَن يَستَقِرَّ قَرارُهُ
إِذا نَفحَةٌ مَرَّت بِهِ قاهِرِيَّةٌ / ذَكَت في الحَشا بَينَ الجَوانِحِ نارُهُ
وَما شامَ مِن أَعلا المُقَطَّمِ جفنُهُ / سَنا بارِقٍ إِلّا تَوالَت قُطارُهُ
حَديثُ صِقالِ الخَدِّ لَم يَذوِ وَردُهُ / وَلا دبَّ كَالريحانِ فيهِ عِذارُهُ
إِذا زادَهُ جَنياً وَشَماً مُتَيَّمٌ / ذَكا وَردُ خَدَّيهِ وَزادَ اِحمِرارُهُ
ضَمانٌ على عَينَيهِ إِن طاشَ سَهمُهُ / إِذا ما رَمى أَن لا يَطيشَ اِحوِرارُهُ
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما القَومُ قَومُهُ / إِذا غابَ مَن يَهوى وَلا الدارُ دارُهُ
فَإِن أَنتُما لَم تُسعِداني عَلى الهَوى / ذَراني وَشَوقي عَزَّهُ لي وَعارُهُ
أَحِنُّ إِلى مِصرٍ وَيا لَيتَ أَنَّ لي / إِذا ذُكِرَت مِصرٌ جَناحاً أُعارُهُ
فَآوي إِلى ظِلٍّ ظَليلٍ وَنائِلٍ / جَزيلٍ وَملكٍ حالفَ العِزَّ جارُهُ
وَجارِيَةٌ يَشفي الغَليلَ رُضابُها
وَجارِيَةٌ يَشفي الغَليلَ رُضابُها / وَيَحكي مُحَيّاها لَنا الشَمسَ وَالقَمَر
حَصانٌ وَما رَدَّت أَنامِلَ لامِسٍ / نَتوجٌ وَمِقلاتٌ وَما ضاجَعَت ذكَر
وَرومِيَّةٍ في الدارِ عِندي عَزيزَةٍ
وَرومِيَّةٍ في الدارِ عِندي عَزيزَةٍ / عَلَيَّ تُرَوّيني الحَديثَ بِلا ضَجَر
تَفوتُ القَنا الخَطِّيَّ طولاً وَشَكلُها / يُوازي الغُلامَ الطِفلَ في شدّةِ القِصَر
وَأَحبَبتُ يَوماً أَن أَراها بِحِليَةٍ / فَصُغتُ لَها تاجاً وَلكِنَّهُ حَجَر
وَتركِيةِ الأَنسابِ طوراً أُحِبُّها
وَتركِيةِ الأَنسابِ طوراً أُحِبُّها / فَأكرمُ مَثواها وَأُعنَى بِبِرِّها
أُواصِلُها حَتّي إِذا ما مَلِلتُها / رَأَيتُ لَذيذَ العيشِ في طولِ هَجرِها
خَلفتُ لَها آباءَها وَوَكلتُها / إِلى ناصِحٍ طَبٍّ خَبيرٍ بِسِرِّها
فَجاءَت عَلى ما اِختَرتُ لا الطولُ شانَها / وَلا قالَ فيها الناسُ عَيباً لِقصرِها
وَأَلبَستُها ثَوباً مِنَ الوَشي مُعلَماً / لِإِتمامِ مَعناها وَإِكمالِ فَخرِها
وَما لَيلَةٌ في الدَهرِ إِلّا هَجَرتُها / فَلا وَصلَ حَتّى تَستَنيرَ بِفَجرِها
وَكانَت زَماناً يُستَلذُّ بِبَطنِها / وَلكِنَّني أَلتَذُّ مِنها بِظَهرِها
وَسائِرَة في اللَيلِ لا تَعرِفُ الكَرى
وَسائِرَة في اللَيلِ لا تَعرِفُ الكَرى / تُحَمَّلُ أَعباءً ثِقالاً فَتَصبِرُ
أُتيحَ لَها عَلجٌ عَنيفٌ فَبَزَّها / مَلابِسَها مُستَأجَرٌ لا يُقَصِّرُ
وَأَلبَسَها ثَوباً مِنَ الوَشيِ رائِعاً / وَلَيسَ لَها عَقلٌ فَتُثني وَتَشكُرُ
فَمَن سَرَّهُ تَأنيثُها أَنَّثَ اِسمَها / وَمَن سَرَّهُ التَذكيرُ فَهوَ مُذَكّرُ
وَمَملوكَةٍ عِندي عَزيزٍ نِجارُها
وَمَملوكَةٍ عِندي عَزيزٍ نِجارُها / عَلَيها حُلِيٌّ مِن لُجَينٍ وَمِن تِبرِ
إِذا قابَلَت بَدرَ السَماءِ بِوَجهِها / تَيَقَّنتَ أَنَّ البَدرَ قُوبِلَ بِالبَدرِ
يُؤَثِّرُ فيها الوَهمُ مِن صَلَفٍ بِها / فَمِن أَجلِ هذا لا تَريمُ عَنِ الخِدرِ
تُخَبِّرُني عَنّي بِما لا رَأَيتُهُ / فَتَصدُقَ فيما خَبَّرَت وَهيَ لا تَدري
تُقابِلُ بِالتَقطيبِ إِن قوبِلَت بِهِ / وَإِن قوبِلَت بِالبِشرِ لاقَتهُ بِالبِشرِ
وَما إِخوَةٌ شَتّى النِجارِ فَمِنهُمُ
وَما إِخوَةٌ شَتّى النِجارِ فَمِنهُمُ / نَبيهٌ وَمِنهُم خامِلٌ ما لَهُ ذِكرُ
وَلا عَقلَ يَهديهِم وَلا دينَ عِندَهُم / وَحُكمهُمُ حُكمٌ وَأَمرهُم أَمرُ
عَتادُهُم نَحرُ الصَفايا لِقَومِهِم / إِذا السَنَةُ الشَهباءُ أَخلَفَها القَطرُ
إِذا ما اِنتَدى الساداتُ يَوماً لِحُكمِهِم / تَباشَرَتِ الأَيتامُ وَاِندَفَعَ العُسرُ
وَمِن عجبٍ أَن لَيسَ يَنفذُ حُكمُهُم / عَلى أَحَدٍ إِلّا إِذا ضَمَّهُم قَبرُ
وَأَعجَبُ مِنهُ أَنَّنا بِفِعالِهِ / نُعابُ وَقِدماً كانَ في فِعلِهِ فَخرُ
وَعُوجٍ كَأَمثالِ الأَهِلَّةُ بزَّلٍ
وَعُوجٍ كَأَمثالِ الأَهِلَّةُ بزَّلٍ / دِقاقٍ حَواشيها تماكٍ خُصورُها
عَقَرتُ لِصحبٍ جُوَّعٍ فَرَدَدتُهُم / بِطاناً وَلَمّا تَدمَ مِنها نُحورُها
وَمَملوكَةٍ عِندي حَديثٌ نِتاجُها
وَمَملوكَةٍ عِندي حَديثٌ نِتاجُها / أَتَتني بِمَولودٍ وَما بَلَغَت شَهرا
عَلى أَنَّها بِكرٌ حَصانٌ وَعالِقٌ / وَهذا لَعَمري مُشكلٌ يُتعبُ الفِكرا
وَقَد وَلَدَتها أُمُّها وَهيَ حامِلٌ / فَيا عَجباً إِنّي أَرى أَمرُها نُكرا
وَمُذ نَبَذَتها أُمُّها حَفِيَت بِها / حُنُواً وَضَمَّتها إِلى جَنبِها أُخرى
وَفي جَمعِها نقصٌ وَتَصحيفُ عكسه / يَكونُ لَهُ صيتٌ وَلَيسَ لَهُ ذِكرى
لِأُختَينِ صَفراوَينِ أَصبَحتَ واطِئاً
لِأُختَينِ صَفراوَينِ أَصبَحتَ واطِئاً / وَفي جَمعِكَ الأُختَينِ إِثمُكَ وَالعارُ
مَتى تَنفَرِد إِحداهُما فَهيَ دَهرَها / مُقَصّرَةٌ عَمّا تُريدُ وَتَختارُ
كَسا شَعَرٌ وَجهَيهِما وَعَلَيهِما / فُروعٌ بَدَت يَسرَحن وَالخلقُ أَطوارُ
بَقيتَ عَفيفَ الدينِ تُرجى وَتُتَّقى
بَقيتَ عَفيفَ الدينِ تُرجى وَتُتَّقى / وَيَأمَنُ مِن صَرفِ الزَمانِ بِكَ الجارُ
تَغوصُ عَلى دُرِّ الكَلامِ بِحارَهُ / فَتَأخُذُ مِنهُ ما تَشاءُ وَتَختارُ
تُسائِلُ عَن أُختَينِ وَطؤُهُما مَعاً / حَلالٌ وَعَن أُختَينِ دارُهُما دارُ
وَإِحداهُما ملكُ اليَمينِ وَعِتقُها / صَحيحٌ وَما في خَلعِها لِامريءٍ عارُ
وَلَيلٍ كَوَجهِ الزاغِ بَرداً وَظُلمَةً
وَلَيلٍ كَوَجهِ الزاغِ بَرداً وَظُلمَةً / وَطولاً كَقرني يونسٍ وَأَبي خَضرِ
عَدِمتُ الكَرى فيهِ وَطولَ هُجودِهِ / كَما عَدمَ العَقل البَها بنُ أَبي اليُسرِ
سَأَلتُ السَديدَ الفاضِلِيَّ وَقَد بَدا
سَأَلتُ السَديدَ الفاضِلِيَّ وَقَد بَدا / عَلَيهِ هُزالٌ بَعدَ شِدَّةِ أَسرِهِ
أَكُنتَ مَريضاً قالَ كَلّا وَإِنَّما / تَخَيَّرَني عَبدُ الرَحيمِ لِسِرِّهِ
فَقُلتُ لَهُ إِنَّ القِطَمَّ اِختِيارُهُ / لِأَوضَعِ فَحلٍ مِن تَفاقُمِ أَمرِهِ
وَلَكِنَّهُ حَقٌّ عَلى اللَهِ وَضعُ مَن / تَرافَعَ جَهلاً أَو عَلا فَوقَ قَدرِهِ
وَهَب أَنَّ ما يُعزى إِلَيهِ مُصَدَّقٌ / وَأَنَّكَ قَد أَقرَرتَ فينا بِإِمرِهِ
فَما هذِهِ ما بَينَ ثَديَيكَ قالَ لي / تَقَعُّرُ صَدري مِن مُحَدَّبِ ظَهرِهِ
وَدارِ كَريمٍ بِتُّ فيها عَلى الطَوى
وَدارِ كَريمٍ بِتُّ فيها عَلى الطَوى / خَميصُ الحَشا أَشكو المَجاعَةَ وَالقُرّا
فَلَمّا بَدا ضَوءُ الصَباحِ لِناظِري / خَرَجتُ وَقَد أَوسَعتُ صاحِبَها شَكرا
غَريرُ لِحاظٍ ناقِصُ الخَصرِ فاتِنٌ
غَريرُ لِحاظٍ ناقِصُ الخَصرِ فاتِنٌ / تَكمَّلَ إِذ في أَخذِ روحي تَشَطَّرا
هُوَ الغُصنُ لَكِن بِالهَوى فيهِ خاطِري / عَلى خَطرٍ لَمّا مَشى وَتَخَطَّرا
وَقالوا اِصطَبر وَالريقُ في فيهِ سكرٌ / فَقُلتُ بِصَبرٍ لا أُقابِلُ سُكَّرا
عَجِبتُ لَهُ إِذ لاحَ وَاِهتَزَّ عِطفُهُ / لِأَنّي رَأَيتُ الغُصنَ بِالبَدرِ أَثمَرا
فَما الشَمسُ إِلّا وَجنَةٌ مِنهُ أَشرَقَت / نَهاراً وَخَدٌّ فيهِ صَبري تَعَذَّرا
وَما اللَيلُ إِلّا شَعرُهُ وَهوَ مُسبَلٌ / وَلَكِنَّهُ قَد صارَ بِالوَجهِ مُقمِرا
وَما المِسكُ إِلّا نَشرُ فيهِ الَّذي طَوى / أَحاديثَ عَن إِسنادِها الطيبُ عُبَّرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025