المجموع : 9
خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما
خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما / عَلى عَذبَةِ الأَنيابِ طَيِّبَةِ النَشرِ
فَإِنَّكُما إِن عُجتُما لِيَ ساعَةً / شَكَرتُكُما حَتّى أُغَيَّبَ في قَبري
أَلِمّا بِها ثُمَّ اِشفِعا لي وَسَلِّما / عَلَيها سَقاها اللَهُ مِن سائِغِ القَطرِ
وَبوحا بِذِكري عِندَ بُثنَةَ وَاِنظُرا / أَتَرتاحُ يَوماً أَم تَهَشَّ إِلى ذِكري
فَإِن لَم تَكُن تَقطَع قُوى الوُدّ بَينَنا / وَلَم تَنسَ ما أَسلَفتُ في سالِفِ الدَهرِ
فَسَوفَ يُرى مِنها اِشتِياقٌ وَلَوعَةٌ / بِبَينٍ وَغَربٌ مِن مَدامِعِها يَجري
وَإِن تَكُ قَد حالَت عَنِ العَهدِ بَعدَنا / وَأَصغَت إِلى قَولِ المُؤَنِّبِ وَالمُزري
فَسَوفَ يُرى مِنها صُدودٌ وَلَم تَكُن / بِنَفسِيَ مِن أَهلِ الخِيانَةِ وَالغَدرِ
أَعوذُ بِكَ اللَهُمَّ أَن تَشحَطَ النَوى / بِبَثنَةَ في أَدنى حَياتي وَلا حَشري
وَجاوِر إِذا ما متُّ بَيني وَبَينَها / فَيا حَبَّذا مَوتي إِذا جاوَرَت قَبري
عَدِمتُكَ مِن حُبٍّ أَما مِنكَ راحَةٌ / وَما بِكَ عَنّي مِن تَوانٍ وَلا فَترِ
أَلا أَيُّها الحُبُّ المُبَرِّحُ هَل تَرى / أَخا كَلَفٍ يُغرى بِحُبٍّ كَما أُغري
أَجِدَّكَ لا تَبلي وَقَد بَلِيَ الهَوى / وَلا يَنتَهي حُبّي بُثَينَةَ لِلزَجرِ
هِيَ البَدرُ حُسناً وَالنِساءُ كَواكِبٌ / وَشَتّانَ ما بَينَ الكَواكِبِ وَالبَدرِ
لَقَد فضّلَت حُسناً عَلى الناسِ مِثلَما / عَلى أَلفِ شَهرٍ فُضِّلَت لَيلَةُ القَدرِ
عَلَيها سَلامُ اللَهِ مِن ذي صَبابَةٍ / وَصَبٍّ مُعَنّىً بِالوَساوِسِ وَالفِكرِ
وَإِنَّكُما إِن لَم تَعوجا فَإِنَّني / سَأَصرِفُ وَجدي فَأذَنا اليَومَ بِالهَجرِ
أَيَبكي حَمامُ الأَيكِ مِن فَقدِ إِلفِهِ / وَأَصبِرُ ما لي عَن بُثَينَةَ مِن صَبرِ
وَما لِيَ لا أَبكي وَفي الأَيكِ نائِحٌ / وَقَد فارَقَتني شَختَةُ الكَشحِ وَالخَصرِ
يَقولونَ مَسحورٌ يُجَنُّ بِذِكرِها / وَأُقسِمُ ما بي مِن جُنون وَلا سِحرِ
وَأُقسِمُ لا أَنساكِ ما ذَرَّ شارِقٌ / وَما هَبَّ آلٌ في مُلَمَّعَةٍ قَفرِ
وَما لاحَ نَجمٌ في السَماءِ مُعَلَّقٌ / وَما أَورَقَ الأَغصانُ مِن فَنَنِ السَدرِ
لَقَد شُغِفَت نَفسي بُثَينَ بِذِكرِكُم / كَما شُغِفَ المَخمورُ يا بَثنَ بِالخَمرِ
ذَكَرتُ مَقامي لَيلَةَ البانِ قابِضاً / عَلى كَفِّ حَوراءِ المَدامِعِ كَالبَدرِ
فَكِدتُ وَلَم أَملِك إِلَيها صَبابَةً / أَهيمُ وَفاضَ الدَمعُ مِنّي عَلى نَحري
فَيا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً / كَلَيلَتِنا حَتّى نَرى ساطِعَ الفَجرِ
تَجودُ عَلَينا بِالحَديثِ وَتارَةً / تَجودُ عَلَينا بِالرُضابِ مِنَ الثَغرِ
فَيا لَيتَ رَبّي قَد قَضى ذاكَ مَرَّةً / فَيَعلَم رَبّي عِندَ ذَلِكَ ما شُكري
وَلَو سَأَلَت مِنّي حَياتي بَذَلتُها / وَجدتُ بِها إِن كانَ ذَلِكَ مِن أَمري
مَضى لي زَمانٌ لَو أُخَيَّرُ بَينَهُ / وَبَينَ حَياتي خالِداً آخِرَ الدَهرِ
لَقُلتُ ذَروني ساعَةً وَبُثَينَةً / عَلى غَفلَةِ الواشينَ ثُمَّ اِقطَعوا عُمري
مُفَلَّجَةُ الأَنيابِ لَو أَنَّ ريقَها / يُداوى بِهِ المَوتى لَقاموا بِهِ مِنَ القَبرِ
إِذا ما نَظَمتُ الشِعرَ في غَيرِ ذِكرِها / أَبي وَأَبيها أَن يُطاوِعَني شِعري
فَلا أُنعِمَت بَعدي وَلا عِشتُ بَعدَها / وَدامَت لَنا الدُنيا إِلى مُلتَقى الحَشرِ
أَغادٍ أَخي مِن آلِ سَلمى فَمُبكِرُ
أَغادٍ أَخي مِن آلِ سَلمى فَمُبكِرُ / أَبِن لي أَغادٍ أَنت أَم مُتَهَجِّرُ
فَإِنَّك إِن لا تَقضِني ثِنيَ ساعَةٍ / فَكُلُّ اِمرِئٍ ذي حاجَةٍ مُتَيَسِّرُ
فَإِن كُنتَ قَد وَطَّنتَ نَفساً بِحُبِّها / فَعِندَ ذَوي الأَهواءِ وِردٌ وَمَصدَرُ
وَآخَرُ عَهدٍ لي بِها يَومَ وَدَّعَت / وَلاحَ لَها خَدٌّ مَليحٌ وَمَحجِرُ
عَشِيَّةَ قالَت لا تُضيعَنَّ سرَّنا / إِذا غِبتَ عَنّا وَاِرعَهُ حينَ تُدبِرُ
وَطَرفكَ إِمّا جِئتَنا فَاِحفَظَنَّهُ / فَذيعُ الهَوى بادٍ لِمَن يَتَبَصَّرُ
وَأَعرِض إِذا لاقَيتَ عَيناً تَخافُها / وَظاهِر بِبَغضٍ إِنَّ ذَلِكَ أَستَرُ
فَإِنَّكَ إِن عَرَضتَ فينا مَقالَةً / يَزِد في الَّذي قَد قُلتَ واشٍ وَيُكثَرُ
وَيَنشُرُ سِرّاً في الصَديقِ وَغَيرِهِ / يَعِزُّ عَلَينا نَشرُهُ حينَ يُنشَرُ
فَما زِلتَ في إِعمالِ طَرفِكَ نَحوَنا / إِذا جِئتَ حَتّى كادَ حُبُّكَ يَظهَرُ
لأَهلِيَ حَتّى لامَني كُلُّ ناصِحٍ / وَإِنّي لأَعصي نَهيُهُم حينَ أزجرُ
وَما قُلتُ هَذا فَاِعلَمَنَّ تَجَنُّباً / لصَرمٍ وَلا هَذا بِنا عَنكَ يَقصُرُ
وَلَكِنَّني أَهلي فِداؤُكَ أَتَّقي / عَلَيكَ عُيونَ الكاشِحينَ وَأَحذَرُ
وَأَخشَى بَني عَمّي عَلَيكَ وَإِنَّما / يَخافُ وَيَتقي عِرضَهُ المُتَفَكِّرُ
وَأَنتَ اِمرُؤ مِن أَهلِ نَجدٍ وَأَهلُنا / تَهامٍ فَما النَجدِيُّ وَالمُتَغَوِّرُ
غَريبٌ إِذا ما جِئتَ طالِبَ حاجَةٍ / وَحَولِيَ أَعداءٌ وَأَنتَ مُشَهَّرُ
وَقَد حَدَّثوا أَنّا اِلتَقَينا عَلى هَوىً / فَكُلُّهُم مِن حَملِهِ الغَيظَ موقَرُ
فَقُلتُ لَها يا بَثنَ أَوصَيتِ حافِظاً / وَكُلُّ اِمرِئٍ لَم يَرعَهُ اللَهُ مُعوِرُ
فَإِن تَكُ أُمُّ الجَهمِ تَشكي مَلامَةً / إِلَيَّ فَما أَلقى مِنَ اللَومِ أَكثَرُ
سَأَمنَحُ طَرفي حينَ أَلقاكِ غَيرَكُم / لِكَيما يَرَوا أَنَّ الهَوى حَيثُ أَنظُرُ
أُقَلِّبُ طَرفي في السَماءِ لَعَلَّهُ / يُوافِقُ طَرفي طَرفَكُم حينَ يَنظُرُ
وَأَكني بِأَسماءٍ سواكِ وَأَتَّقي / زِيارَتَكُم وَالحُبّ لا يَتَغَيَّرُ
فَكَم قَد رَأَينا واجِداً بِحَبيبَةٍ / إِذا خافَ يُبدي بُغضَهُ حينَ يَظهَرُ
فَإِن يَحجُبوها أَو يَحُل دونَ وَصلِها
فَإِن يَحجُبوها أَو يَحُل دونَ وَصلِها / مَقالَةُ واشٍ أَو وَعيدُ أَميرِ
فَلَم يَحجُبوا عَينَيَّ عَن دائِمِ البَكا / وَلَن يَملِكوا ما قَد يَجُنَّ ضَميري
إِلى اللَهِ أَشكو ما أُلاقي مِنَ الهَوى / وَمِن حُرَقٍ تَعتادُني وَزَفيرِ
وَمِن كُرَبٍ لِلحُبِّ في باطِنِ الحَشا / وَلَيلٍ طَويلِ الحُزنِ غَيرِ قَصيرِ
سَأَبكي عَلى نَفسي بِعَينٍ غَزيرَةٍ / بُكاءَ حَزينٍ في الوِثاقِ أَسيرِ
وَكُنّا جَميعاً قَبلَ أَن يَظهَرَ النَوى / بِأَنعَمِ حالَي غِبطَةٍ وَسُرورُ
فَما بَرِحَ الواشونَ حَتّى بَدَت لَنا / بُطونُ الهَوى مَقلوبَةً بِظُهورِ
لَقَد كُنتُ حَسبُ النَفسِ لَو دامَ وَصلُنا / وَلَكِنَّما الدُنيا مَتاعُ غُرورِ
لَوَ اَنَّ اِمرَأً أَخفى الهَوى عَن ضَميرِهِ / لَمِتُّ وَلَم يَعلَم بِذاكَ ضَميري
أَفِق قَد أَفاقَ العاشِقونَ وَفارَقوا
أَفِق قَد أَفاقَ العاشِقونَ وَفارَقوا / الهَوى وَاِستَمَرَّت بِالرِجالِ المَرائِرُ
فَقَد ضَلَّ إِلّا أَن تُقَضِّيَ حاجَةً / بِبُرقِ حَفيرٍ دَمعُكَ المُتَبادِرُ
وَهَبها كَشَيءٍ لَم يَكُن أَو كَنازِحٍ / بِهِ الدارُ أَو مِن غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
أَأَلحَقُّ إِن دارُ الرَبابِ تَباعَدَت / أَوَ اَن شَطَّ وَليٌ أَنَّ قَلبَكَ طائِرُ
لَعَمرِيَ ما اِستَودَعتُ سِرّي وَسِرُّها / سِوانا حِذاراً أَن تَشيعَ السَرائِرُ
وَلا خاطَبَتها مُقلَتايَ بِنَظرَةٍ / فَتَعلَمَ نَجوانا العُيونُ النَواظِرُ
وَلَكِن جَعَلتُ اللَحظَ بَيني وَبَينُها / رَسولاً فَأَدّى ما تَجُنَّ الضَمائِرُ
أَتَهجُرُ هَذا الرَبعَ أَم أَنتَ زائِرُه
أَتَهجُرُ هَذا الرَبعَ أَم أَنتَ زائِرُه / وَكَيفَ يُزارُ الرَبعُ قَد بانَ عامِرُه
رَأَيتَكَ تَأتي البَيتَ تُبغِضُ أَهلَهُ / وَقَلبُكَ في البَيتِ الَّذي أَنتَ هاجِرُه
أَبوكَ حُبابٌ سارِقُ الضَيفِ بُردَهُ
أَبوكَ حُبابٌ سارِقُ الضَيفِ بُردَهُ / وَجَدِّيَ يا شَمّاخُ فارِسُ شَمَّرا
بَنو الصالِحينَ الصالِحونَ وَمِن يَكُن / لِآباءِ سَوءٍ يَلقَهُم حَيثُ سُيِّرا
فَإِن تَغضَبوا مِن قِسمَةِ اللَهِ فيكُمُ / فَلِلَّهُ إِذ لَم يُرضِكُم كانَ أَبصَرا
لَعَمرُكِ ما خَوَّفتِني مِن مَخافَةٍ
لَعَمرُكِ ما خَوَّفتِني مِن مَخافَةٍ / بُثَينَ وَلا حَذَّرتِني مَوضِعَ الحَذَر
فَأُقسِمُ لا يُلفى لِيَ اليَومَ غِرَّةٌ / وَفي الكَفِّ مِنّي صارِمٌ قاطِعٌ ذَكَر
لا تَصرِمي يا جُملُ حبلي فإنَّني
لا تَصرِمي يا جُملُ حبلي فإنَّني / ورودٌ علَى سَكِّ الأُمور صَدُورُ
وَإِنِّي علَى سَفحِ الدموعِ التي تُرى / لَجَلدٌ عَلى بَين الحَبيبِ صَبورُ
وَإِني بنارٍ أَوقَدَتها بِذي الغَضا / عَلى ما بِعَيني مِن قَذَىً لَبَصِيرُ
أَضاءَت لَنا وَحشية غيرَ أنَّها / مَع الأُنسِ ترعى ما رعوا وتَسِيرُ
لعمر ابنة العُذريِّ بَثنَةَ إِنَّني
لعمر ابنة العُذريِّ بَثنَةَ إِنَّني / عنِ الشيءِ ولَّى مُدبِراً لَصبورُ
وَإِنِّي عَن الماءِ الذي يَجمَعُ القَذَى / إِذا كانَ طَرقاً آجِناً لصَدُورُ