القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفَرَج البَبْغاء الكل
المجموع : 4
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي / لِأَنَّ مَآلي لَو جَزَعتُ إِلى الصَبرِ
وَلِلَّهِ في أَثناءِ كُلِّ مُلِمَّةٍ / وَإِن آلَمَت لُطفٌ يَحُضُّ عَلى الشُكرِ
وَكَم فَرَجٍ وَاليَأسُ يَحجُبُ دونَهُ / أَتاكَ بِهِ المَقدورُ مِن حَيثُ لا تَدري
وَصفرٌ كَأَطرافِ العَوالي قدودَها
وَصفرٌ كَأَطرافِ العَوالي قدودَها / قِيامٌ عَلى أَعلى كَراسٍ مِنَ الصِفرِ
تَلبَّسنَ مِن شَمسِ الأَصيلِ غَلائِلاً / فَأَشرَقنَ في الظلماءِ بِالخِلعِ الصُفرِ
عَرائِسَ يَجلوها الدُجى لِمَماتِها / وَتَحيا إِذا أَذرَت دُموعاً مِنَ التبرِ
إِذا ضَرَبَت أَعناقَها في رِضا الدُجى / أَعارَتهُ مِن أَنوارِها خِلَعَ الفَجرِ
تَبكي عَلى أَحشائِها بِجسومِها / فَأَدمُعُها أَجسامُها أَبَداً تَجري
عَلاها ضِياءُ عامِلٍ في حَياتِها / كَما تَعمَلُ الأَيّامُ في قصرِ العُمرِ
وَيَومٍ كَأَنَّ الدَهرَ سامَحَني بِهِ
وَيَومٍ كَأَنَّ الدَهرَ سامَحَني بِهِ / فَصارَ أَسمه ما بَينَنا هِبَةَ الدَهرِ
جَرَت فيهِ أَفراسُ الصِبا بِاِرتِياحِنا / إِلى دَيرُ مُرّان المُعَظَّمِ وَالعُمرِ
بِحَيثُ هَواءَ الغَوطَتَينِ مُعَطَّرِ الن / نَسيمِ بِأَنفاسِ الرِياحينَ وَالزَهرِ
فَمِن رَوضَةٍ بِالحُسنِ تُرفِدُ رَوضَةً / وَمِن نَهرٍ بِالفيضِ يَجري إِلى نَهرِ
وَفي الهَيكَلِ المَعمورِ مِنهُ اِفتَرَعتُها / وَصَحبي حَلالاً بَعدَ تَوفيةِ المَهرِ
وَنَزَّهتُ عَن غَيرِ الدَنانيرِ قَدرَها / فَما زِلتُ مِنها أَشرَبُ التَبرَ بِالتبرِ
وَحَلَّ لَنا ما كانَ مِنها مُحَرَّماً / وَهَل يُحظَرُ المَحظورُ في بَلَدِ الكُفرِ
فَأَهدَت لي الأَيّامُ فيهِ مَوَدَّةً / دَعَتني في سِترٍ فَلَبَّيتُ في سِترِ
أَتى مِن شَريفِ الطَبعِ أَصدَقَ رَغبَةً / تُخاطِبُني عَن مَعدَنِ النظمِ وَالنَثرِ
وَكانَ جَوابي طاعَةً لا مَقالَةً / وَمَن ذا الَّذي لا يَستَجيبُ إِلى اليُسرِ
فَلاقَيتُ مِلءَ العَينِ نُبلاً وَهِمَّةً / مَحَلّى السَجايا بِالطَلاقَةِ وَالبَشرِ
وَأَحشَمَني بِالبِرِّ حَتّى ظَنَنتُهُ / يُريدُ اِختِداعي عَن جَناني وَلا أَدري
وَنَزَّه عَن غَيرِ الصَفاءِ اِجتِماعَنا / فَكُنتُ وَإِيّاهُ كَقَلبَينِ في صَدرِ
وَشاءَ السُرورُ أَن يَلينا بِثالِثٍ / فَلا طفنا بِالبَدرِ أَو بِأَخي البَدرِ
بِمُعطى عُيون ما اِشتَهَت مِن جَمالِهِ / وَمَضني قُلوبٍ بِالتَجَنُّبِ وَالهَجرِ
جَنينا جَنيَ الوَردِ في غَيرِ وَقتِهِ / وَزَهرَ الرُبا مِن رَوضِ خَدَّيهِ وَالثَغرِ
وَقابَلَنا مِن وَجهِهِ وَشَرابِهِ / بِشَمسَينِ في جُنحى دُجى اللَيلِ وَالشَعرِ
وَغَنّى فَصارَ السَمعُ كَالطَرفِ آخِذاً / بِأَوفَرِ حَظٍّ مِن مَحاسِنِهِ الزُهرِ
وَأَمتَعَنا مِن وَجنَتَيهِ بِمِثلِ ما / تَمَزَّجَ كَفّاهُ مِنَ الماءِ وَالخَمرِ
سُرورٌ شكرنا منة الصحو إذ دعا / إِلَيهِ وَلَم نَشكُرُ بِهِ مِنَّةَ السُكرِ
كَأَنَّ اللَيالي نمنَ عَنهُ فَعِندَما / تَنَبَّهَنَّ نَكَّبنَ الوَفاءَ إلى الغَدرِ
مَضى وَكَأَنّي كُنتُ فيهِ مُهَوِّماً / يُحَدِّثُ عَن طَيفِ الخَيالِ الَّذي يَسري
وَهَل يَحصُلُ الإِنسانُ مِن كُلِّ ما بِهِ / تُسامِحُهُ الأَيّامُ إِلّا عَلى الذِكرِ
فَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الهُدى عَزَّ بَأسه
فَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الهُدى عَزَّ بَأسه / وَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الوَغى عَزَّ نَصره
وَأَحسَن عَن حِفظِ النَبِيِّ وَآله / وَرَعى سَوامِ الدينِ تَوفير شُكرِهِ
فَما تُدرِكُ المَدّاح أَدنى حُقوقهُ / بِإِغراقِ مَنظومِ الكَلامِ وَنَثرِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025