المجموع : 19
خَليلَيَّ عِفّا عَن سُهَيلِ بِنِ سالِمٍ
خَليلَيَّ عِفّا عَن سُهَيلِ بِنِ سالِمٍ / إِذا غابَ وَاِنبَشّا إِلَيهِ إِذا ظَهَر
وَلا تَطلُبا فَضلَ اِمرِئٍ في اِستِهِ حِرٌ / إِذا كانَ فيما بَينَ أَخفَيكُما قِصَر
سُهَيلٌ جوادٌ مُفضِلٌ بِحِراِستِهِ / كَذَلِكَ حَمّادُ بِنُ نِهيا أَبو عُمَر
إِذا ذَكَراني أَطرَقا مِن جَلالَتي / وَقالا كَريمٌ شانَ رُمحَ اِستِهِ صِغَر
لَقَد أَعرَضا عَنّي وَلَم أَهتَضِمهُما / سِوى أَنَّ ما عِندي صَغيرٌ وَقَد فَتَر
هُما كَلَّفاني أَن أَكونَنَّ أَيِّراً / جِهاراً وَلا وَاللَهِ ما خَلَقَ البَشَر
فَيا لَيتَني يَوماً وَقَد ماتَ لَيتَهُ / كَما كَلَّفاني فَاِستَراحا فَلَم أُضَر
وَهَل كانَ فانٍ راجِعاً مِن فَنائِهِ / فَيَنقَلِبَ الماضي وَمَن ماتَ مِن غُبَر
أَلا لا وَلَكِن حاجَةٌ بَعَثَتهُما / أَحَبّا عَلَيها كُلَّ أَنكَدَ ذي عَجَر
أَراكَ أَميراً يا سُهَيلَ بنَ سالِمٍ / وَأَنتَ اِبنُ مَنقوشَينَ دائِرَةِ الدُبُر
لَعَمري لَقَد صاهَرتَ موسى بنَ صالِحٍ / فَما يُحسِنُ الدَجّالُ إِن كانَ قَد شَعَر
صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَشابَ المُعَذَّرُ
صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَشابَ المُعَذَّرُ / وَأَقصَرتُ إِلّا بَعضَ ما أَتَذكَّرُ
وَما نِلتُها حَتّى تَولَّت شَبيبَتي / وَحَتّى نَهاني الهاشِمِيُّ المُغَرَّرُ
فَإِن كُنتُ قَد وَدَّعتُ عَمّارَ شاخِصاً / وَبَصَّرَني رُشدي الإِمامُ المُبَصِّرُ
هِجانٌ عَلَيها حُمرَةٌ في بَياضِها / تَروقُ بِها العَينَينِ وَالحُسنُ أَحمَرُ
فَيا حَرَبا بانَ الشَبابُ وَحاجَتي / إِلَيهِنَّ بَينَ العَينِ وَالقَلبِ تَسجُرُ
أَقولُ وَقَد أَبدَيتُ لِلَّهوِ صِحَّتي / أَلّا رُبَّما أَلهو وَعِرضي مُوَفَّرُ
فَدَع ما مَضى لَيسَ الحَديثُ بِما مَضى / وَلَكِن بِما أَهدى إِلَيكَ المُجَشِّرُ
أَلَم يَنهَكَ الزِنجِيُّ عَنّي وَصِيَّةً / وَقالَ اِحذَرِ الرِئبالَ إِنَّكَ مُعوِرُ
وَما زِلتَ حَتّى أَورَدَتكَ مَنِيَّةٌ / عَلى أُختِها ما بِالمَنِيَّةِ مَصدَرُ
وَأَعثَرتَ مَن كانَ الجوادَ إِلى الخَنا / أَبا حَسَنٍ وَالسائِقُ العُربَ يُعثِرُ
أَبا حَسَنٍ لَم تَدرِ ما في إِهاجَتي / وَفي القَومِ مَن يَهدي وَلا يَتَفَكَّرُ
أَتَروي عَلَيّ الشِعرَ حَتّى تَخَبَّأت / كِلابُ العِدى مِنّي وَرُحتُ أُوَقَّرُ
فَإِن كَنتَ مَجنوناً فَعِندي سَعوطُهُ / وَإِن كُنتَ جِنِّيّاً فَجَدُّكَ أَعثَرُ
جَنَيتَ عَلَيكَ الحَربَ ثُمَّ خَشيتَها / فَأَصبَحتَ تَخفى تارَةً ثُمَّ تَظهَرُ
كَسارِقَةٍ لَحماً فَدَلَّ قُتارُهُ / عَلَيها وَأَخزاها الشِواءُ المُهَبَّرُ
وَما قَلَّ نَفسُ الخَيرِ بَل قَلَّ أَهلُهُ / وَأَخطَأتَهُ وَالشَرُّ في الناسِ أَكثَرُ
أَبا حَسَنٍ هَلّا وَأَنتَ اِبنُ أَعجَمٍ / فَخَرتَ بِأَيّامي فَرابَكَ مَفخَرُ
فَلا صَبرَ إِنّي مُقرَنٌ بِاِبنِ حُرَّةٍ / غَداً فَاِعرِفاني وَالرَدى حينَ أَضجَرُ
دَعا طَبَقَي شَرٍّ فَشُبِّهتُما بِهِ / كَأَنَّكُما أَيرانِ بَينَكُما حَرُ
سَتَعلَمُ أَنّي لا تَبِلُّ رَمِيَّتي / وَأَنَّ اِبنَ زِنجِيٍّ وَراءَكَ مُجمَرُ
أبا حَسَنٍ شانَتكَ أُمُّكَ بِاِسمِها / وَمُعسِرَةٌ في بَظرِها أَنتَ أَعسَرُ
أَباهِلَ إِنّي حينَ لاحَ قَتيري
أَباهِلَ إِنّي حينَ لاحَ قَتيري / وَما أَنا بِالفاني وَلا بِصَغيرِ
أَباهِلَ قَد غَيَّبتُ عَنكُم لِتَشكُروا / وَما كُلُّ مَولى نِعمَةٍ بِشَكورِ
بَني مُسلِم لَم أَبغِها في سَراتِكُم / فَبيتوا سُكوتاً وَاِنعَموا بِسُرورُ
وَلَكِنَّني فَغَّرتُها لِابنِ كَشكَشٍ / طُلوعاً لِلَقّاطِ النَوى بِصَريرِ
أَحينَ مَلَكتُ الأَرضَ شَرقاً وَمَغرِباً / وَأَسمَعتُ جِنَّ الخافِقَينِ زَئيري
تَعَبَّثَ بِي زَيدُ الغَوِيُّ تَبيعُها / لَقَد وَثِقَت مِن جَمرَتي بِفُتورِ
أَنا النُصُبُ المَحجوجُ كُلَّ عَشِيَّةٍ / أَميرٌ وَما أُعطيتُ عَهدَ أَميرِ
تَرَكتُ عَلى اِبنِ الكَسكَرِيِّ غَضاضَةً / وَسَيَّرتُهُ بِالشِعرِ شَرَّ مَسيرِ
وَغادَرتُ يَحيى وَالفَعيلَ اِبنَ سالِمٍ / عَلى مَضَضٍ حينَ اِستَمَرَّ مَريري
وَقَد عَنَّ لي الخِنثى فَقُل لِبَعوضَةً / سَقَطتِ وَلَم أَشعُر وَطِرتِ فَطيري
وَعِندي مَزيدٌ لِاِمرئٍ عَقَّ أُمَّهُ / وَشَرَّعَ في شَتمي بِغَيرِ نَصيرِ
دَعِ الفَخرَ بِالغُرِّ الحِسانِ وُجوهُها / وَكُن كِخُلَيقٍ ماتَ غَيرَ فَخورِ
وَقَد صَهِلَتني مِن خَبيثِ فِعالِكُم / بَراذينُ ما يَقضِمنَ غَيرَ أَيورِ
فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ لَستُ بِفاعِلٍ / نَهاني أَميرُ المُؤمِنينَ أَميري
تَجالَلتُ عَن فِهرٍ وَعَن جارَتَي فِهرِ
تَجالَلتُ عَن فِهرٍ وَعَن جارَتَي فِهرِ / وَوَدَّعتُ نُعمى بِالسَلامِ وَبِالهَجرِ
وَقالَت سُلَيمى فيكَ عَنّا تَثاقُلٌ / مَحَلُّكَ ناءٍ وَالزِيارَةُ عَن غَفرِ
أَخي في الهَوى مالي أَراكَ هَجَرتَنا / وَقَد كُنتَ تَقفونا عَلى العُسرِ وَاليُسرِ
صُدودُكَ عَنّا غَيرُ ناءٍ لِطِيَّةٍ / وَلَيسَ سُؤالي بِالعَجيبِ وَلا النُكرِ
فَكُن كَأَخٍ لاقى أَخاً فَأَباحَهُ / أَحاديثَ لَيسَت مِن سِرارٍ وَلا جَهرِ
رَأَيتُكَ قَد شَمَّرتَ تَشميرَ باسِلٍ / وَقَد كُنتَ ذَيّالَ السَرابيلِ وَالأُزرِ
تَطَرَّفُ بِالرَوحاءِ صَرّامَ خُلَّةٍ / وَوَصّالَ أُخرى ما يُقيمُ عَلى أَمرِ
وَرَكّابَ أَفراسِ الصَبابَةِ وَالصِبا / جَرَت حِجَجاً ثُمَّ اِستَقَرَّت فَما تَجري
فَقُلتُ لَها إِذ وُقِّفَت في سُروجِها / بِعاقِبَةٍ أَقرو الحَديثَ وَلا أَمري
ثَنى وَجهَها المَهدِيُّ يَومَ لَقيتُها / وَقَد زانَها الحِنّاءُ في قَصَبٍ عَشرِ
فَأَصبَحنَ لا يُركَبنَ إِلاّ إِلى الوَغى / وَأَصبَحتُ لا يُزرى عَلَيَّ وَلا أُزري
تَثاقَلتُ إِلاّ عَن يَدٍ أَستَفيدُها / وَزَورَةِ أَملاكٍ أَشُدُّ لَها أَزري
تَعَبَّي سُلَيمى بِالرِضى أَو تَبَدَّلي / مِنَ الناسِ قَدري إِن أَصَبتِ فَتىً قَدري
نَهاني أَميرُ المُؤمِنينَ فَبَرَّكَت / رِكابُ الصِبى حَتّى وَعَيتُ إِلى كَسرِ
وَأَخرَجَني مِن وِزرِ سَبعينَ حِجَّةً / فَتىً هاشِمِيٌّ يَقشَعِرُّ مِنَ الوِزرِ
فَلا تَعجَبي مِن خارِجٍ مِن غوايَةٍ / نَوى رَشَداً قَد يَعرِضُ الأَمرُ في الأَمرِ
فَهَذا أَواني قَد شَرَعتُ مَعَ التُقى / وَماتَت هُمومي الطارِقاتُ فَما تَسري
دَفَنتُ الهَوى حَيّاً فَلَستُ بِزائِرٍ / سُلَيمى وَلا صَفراءَ ما قَرقَرَ القُمري
وَمِل الآنَ لا أَصبو تَناهَت لَجاجَتي / وَماتَ الهَوى وَاِنشَقَّ عَن هامَتي سُكري
عَلى الغَزَلى مِنّي السَلامُ فَرُبَّما / لَهَوتُ بِها في ظِلِّ مَرؤومَةٍ زُهرِ
وَمُصفَرَّةٍ بِالزَعفَرانِ جُلودُها / إِذا حَلِيَت مِثلَ الهِرَقلِيَّةِ الصُفرِ
وَغَيرى ثَقالِ الرِدفِ هَبَّت تَلومُني / وَلَو شَهِدَت قَبري لَصَلَّت عَلى قَبري
تَرَكتُ لِمَهدِيِّ الصَلاةِ رُضابَها / وَراعَيتُ عَهداً بَينَنا لَيسَ بِالخَترِ
وَكُنتُ إِذا اِعتَلَّت عَلَيَّ قَرينَةٌ / مَلأَت بِأُخرى غادَةٍ لَدنَةٍ حِجري
وَعارِضَةٍ سِرّاً وَعِندي مَنادِحٌ / فَقُلتُ لَها لا أَشرَبُ الماءَ بِالخَمرِ
وَلَولا أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدٌ / لَقَبَّلتُ فاها أَو جَعَلتُ بِها فِطري
لَعَمري لَقَد أَوقَرتُ نَفسي خَطيئَةً / فَما أَنا بِالمُزدادِ وِقراً عَلى وِقرِ
وَفاسِقِ قَومٍ قَد دَنا بِنَصيحَةٍ / فَأَزرَيتُهُ قَد يَنفَعُ العاشِقُ المُزري
أَقولُ لِعَمرٍو يَومَ غابَ اِبنُ عَمِّهِ / وَلا بُدَّ مِن قَولٍ يُؤَدّى إِلى عَمرِو
سَعى في فَسادي مَرّةً فَشَفَيتُهُ / مِراراً كِلا يَومَيَّ شَرّاً مِنَ الدَهرِ
وَلا يَضبِطُ العَثراءَ إِلّا اِبنُ حُرّةٍ / سَبوقٌ بِحَدِّ السَيفِ مُطَّلِعُ العُذرِ
وَلَولا اِصطِناعي مالِكاً وَابنَ مالِكٍ / قَديماً لَما زَلَّت بِهِ النَعلُ في البَحرِ
وَلَمّا رَأَيتُ القَومَ خَفَّت حُلومُهُم / يَرومونَ بَحراً لَم أُعَرِّج عَلى بَحرِ
تَرَكتُ الهُوَينا لِلضَّعِيفِ وَشَمَّرَت / بِي الحَربُ تَشميرَ الحَرورِيِّ عَن فَترِ
وَعَذراءَ لا تَجري بِلَحمٍ وَلا دَمٍ / بَعيدَةِ شَكوى الأَينِ مُلحَمَةِ الدَبرِ
إِذا طَعَنَت فيها القَبولُ تَشَمَّصَت / بِفُرسانِها لا في سُهولٍ وَلا وَعرِ
وَإِن قَصَدَت دَلَّت عَلى مُتَنَصِّبٍ / ذَليلِ القَرى لا شَيءَ يَفري كَما تَفري
تُلاعِبُ نينانَ البُحورِ وَرُبَّما / رَأَيتَ نُفوسَ القَومِ مِن جَريِها تَجري
تَحَمَّلتُ مِنها صاحِبَيَّ وَمِنصَفي / تَزِفُّ زَفيفَ الهيقِ في البَلَدِ القَفرِ
إِلى مَلِكٍ مِن هاشِمٍ في نُبوءَةٍ / وَمِن حِميَرٍ في المُلكِ وَالعَدَدِ الدَثرِ
مِنَ المُشتَرينَ الحَمدَ تَندَى مِنَ النَدى / يَداهُ وَتَندى عارِضاهُ مِنَ العِطرِ
كَأَنَّ المُلوكَ الزُهرَ حَولَ سَريرِهِ / وَمِنبَرِهِ الكِروانُ أَطرَقنَ مِن صَقرِ
أَعاذِلَ قَد أَكثَرتِ غَيرَ مُطاعَةٍ / وَما كُلُّ ما يَخشى النَواضِحُ بِالنَقرِ
دَعيني فَإِنّي مُعصِمٌ بِمُحَمَّدٍ / سَمِيِّ نَبِيِّ اللَهِ وَالمَلِكِ الحُرِّ
نَشُمُّ مَعَ الرَيحانِ طِيباً فَعالَهُ / ذَكاءً وَنَرجوهُ عِياضاً مِنَ القَطرِ
إِذا سامَني خَسفاً زَعيمُ قَبيلَةٍ / أَبَيتُ فَلَم أُعطِ المَقادَ عَلى القَسرِ
وَأَلزَمتُ حَبلي حَبلَ مَن لا تُغِبُّهُ / عُفاةُ النَدى مِن حَيثُ يَدري وَلا يَدري
فَتيقُ بَني العَبّاسِ يَدعو إِلى النَدى / وَيُمسي دُواراً في المُقامِ وَفي السَفرِ
إِذا ما دَعا ثابت إِلَيهِ عَصائِبٌ / كِرامٌ أُعينوا بِالصَلاةِ وَبِالصَبرِ
كُهولٌ وَشُبّانٌ عَلَيهِم مَهابَةٌ / وَفيهِم غَناءٌ لِلعَوانِ وَلِلبَكرِ
بَنو هاشِمٍ لا يَشرَبونَ عَلى القَذى / مَصاليتُ لَعّابونَ بِالأَسَلِ السُمرِ
يَهُزّونَ صُمّاً مُرقِلاتٍ إِلى العِدى / لَها نَفَذٌ بَينَ الرَهانَةِ وَالكِبرِ
عُرِفتَ أَميرَ المُؤمِنينَ بِرِقَّةٍ / عَلَينا وَلَم تُعرَف بِفَخرٍ وَلا كِبرِ
بَنى لَكَ عَبدُاللَهِ بَيتَ خِلافَةٍ / نَزَلتَ بِها بَينَ الفَراقِدِ وَالنِسرِ
وَعِندَكَ عَهدٌ مِن وَصاةِ مُحَمَّدٍ / فَرَعتَ بِها الأَملاكَ مِن وَلَدِ النَضرِ
وَرِثتَ عَلِيّاً شيمَةً أَريَحِيَّةً / وَصُنتَ اِبنَ عَبّاس وَأُيِّدتَ بِالشُكرِ
وَأَحرَزتَ مِيراثَ النَبيِّ مُحَمَّدٍ / عَلى رَغم قَومٍ يَنظُرونَ عَلى دَعرِ
وَأَبقى لَكَ العَبّاسُ يَوماً مُشَهَّراً / إِذا سِرتَهُ في الذِكرِ جَلَّ عَنِ الذِكرِ
مُجالَدَةٌ دونَ النَبيِّ بِسَيفِهِ / بِوادي حُنَينٍ غَيرِ وانٍ وَلا غُمرِ
كَأَنَّ دِماءَ القَومِ يَومَ لِقائِهِ / رُداعُ عَروسٍ بِالذِراعَينِ وَالنَحرِ
عَشِيَّةَ يَدعو المُسلِمينَ بِصَوتِهِ / وَقَد نَفَروا وَاِستَطلَعَ الصوتَ عَن نَفرِ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ تَهوي إِلَيكَ قُلوبَنا / وَأَلبابُنا يَومَ الهِياجِ مِنَ الذُعرِ
وَقَفتَ عَلى أَمرٍ فَأَصبَحتَ عارِفاً / بِما يُتَّقى مِن بَطنِ أَمرٍ وَمِن ظَهرِ
إِذا القَطرُ لَم تَغزِر عَلَينا سَماؤُهُ / بِأَرضٍ وَثِقنا مِن سَمائِكَ بِالغُزرِ
وَخَمرٍ كَبَردِ الماءِ في خَمرِ بابِلٍ / جَمَعتَ فَما تَنفَكُّ كَالماءِ وَالخَمرِ
وَسَيفُكَ مَنصورٌ وَأَنتَ مُشَيَّعٌ / وَمِن نَفَرٍ لا يَعصِمونَ عَلى وِترِ
قَتَلتَ الشُراةَ الناكِثينَ عَنِ الهُدى / وَقَنَّعتَ بِالسَيفِ المُقَنَّعِ بِالكُفرِ
فَأَصبَحَ قَد بَدّلتَهُ مِن قَميصِهِ / قَميصاً يَهولُ العَينَ مِن عَلَقٍ حُمرِ
تَروحُ بِأَرزاق وَتَغدو بِغارَةٍ / عَلى الناكِثِ الضِلّيلِ وَالحاسِدِ المُغري
كَذاكَ يَدُ المَهدِيِّ تُضحي مَطيرةً / وَتُمسي حُتوفاً لِلجُبارِ وَمَن يَشري
وَغَيرانُ مِن دونِ النِساءِ كَأَنَّهُ / أُسامَةُ وافى الطارِقاتِ عَلى أَجرِ
جَزى اللَهُ مَهدِيَّ الصَلاةِ كَرامَةً / لَقَد فَلَّ عَن ديني وَخَفَّفَ مِن ظَهري
كَساني وَأَعطاني وَشَرَّفَ مَجلِسي / بِمَجلِسِنا يَومَ الحُنَينَةِ وَالعَقرِ
فَأَصبَحتُ في ظِلِّ العَشيرَةِ مُشرِقاً / عَلى البَأوِ في بَيتِ العَشيرَةِ بِالعُشرِ
كَأَنّي مِنَ الأَملاكِ أَملاكِ هاشِمٍ / بِأَبوابِهِم مِن مُححَدينَ وَمِن مُثرِ
كَذاكَ قَرابينُ المُلوكِ بُيوتُهُم / مَثاباتُ مِن راحٍ وَمِن سَيِّدٍ غَمرِ
وَكَم رائِشٍ بارٍ وَلَولا مُحَمَّدٌ / طَوَتهُ اللَيالي ما يَريشُ وَلا يَبري
وَطاغٍ أَصابَتهُ سُيوفُ مُحَمَّدٍ / فَأَصبَحَ مُلقىً لِلغُرابِ وَلِلنَسرِ
إِذا جَلَسَ المَهديُّ عَمَّت فُضُولُهُ / عَلَينا كَما عَمَّ الضِياءُ مِنَ البَدرِ
هُوَ العَسَلُ الماذِيُّ طَوراً وَرُبَّما / يَكونُ كَبيرُ القَومِ مُرَّ جَنى الصَدرِ
تَدِرُّ لَهُ أَخلافُ دَرٍّ غَزيرَةٌ / وَدَرَّت لَنا كَفّاهُ مِن نائِلٍ تَجري
أَلا أَيُّها المُمتاحُ إِنَّ مُحَمَّداً / يَؤولُ إِلى عِزٍّ وَيغدو مَعَ النَصرِ
مِنَ الصيدِ وَلّاغُ الدِماءِ إِذا غَدا / وَمُستَمطِرُ المَعروفِ وَقراً عَلى وَقرِ
يَقومُ بِأَفعالِ الكِرامِ وَعِندَهُ / شِفاءٌ مِنَ الداءِ المَحَبَّةِ وَالفَقرِ
لَنا كُلَّ يَومٍ مِن يَدَيهِ سَحابَةٌ / تَجودُ عَلينا بِالإِناثِ وَبِالذُكرِ
إِمامُ هُدىً في الحَمدِ وَالأَجرِ هَمُّهُ / وَلا خَيرَ فيما لَيسَ بِالحَمدِ وَالشُكرِ
رَجَعتُ بِهِ جَذلانَ غَيرَ مُقَدِّمٍ / شَفيعاً وَأَرجو أَن أُسَوِّغَهُ عُمري
سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها
سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها / عَوارِيَ في أَجلادِها تَتَكَسَّرُ
وَأَخلَيتِ مِنها مُخَّها فَتَرَكتِها / أَنابيبَ في أَجوافِها الريحُ تَصِفرُ
خُذي بِيَدِي ثُمَّ اِرفَعي الثَوبَ فَاِنظُري / ضَنى جَسَدي لَكِنَّني أَتَسَتَّرُ
وَلَيسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ ماؤُها / وَلَكِنَّها نَفسٌ تَذوبُ فَتَقطُرُ
وَعَيَّرَني الأَعداءُ وَالعَيبُ فيهِمُ
وَعَيَّرَني الأَعداءُ وَالعَيبُ فيهِمُ / وَلَيسَ بِعارٍ أَن يُقالَ ضَريرُ
إِذا أَبصَرَ المَرءُ المُروءَةَ وَالتُقى / فَإِنَّ عَمى العَينَينِ لَيسَ يَضيرُ
رَأَيتُ العَمى أَجراً وَذُخراً وَعِصمَةً / وَإِنّي إِلى تِلكَ الثَلاثِ فَقيرُ
أَدَيسَمُ يا اِبنَ الذِئبِ مِن نَسلِ زارِعٍ
أَدَيسَمُ يا اِبنَ الذِئبِ مِن نَسلِ زارِعٍ / أَتَروي هِجائي سادِراً غَيرَ مُقصِرِ
فَهَذا بَديهٌ لا كَتَحبيرِ قائِلٍ
فَهَذا بَديهٌ لا كَتَحبيرِ قائِلٍ / إِذا ما أَرادَ القَولَ زَوَّرَهُ شَهرا
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَن قُمتَ ناطِقاً
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَن قُمتَ ناطِقاً / وَأَنتَ ضَئيلُ الصَوتِ مُنتَفِخُ السَحرِ
إِذا وَضَعَت في مَجلِسِ القَومِ نَعلَها
إِذا وَضَعَت في مَجلِسِ القَومِ نَعلَها / تَضَوَّعَ مِسكاً ما أَصابَت وَعَنبَرا
أَبا عُمَرٍ ما في طُلابيكَ حاجَةٌ
أَبا عُمَرٍ ما في طُلابيكَ حاجَةٌ / وَلا في الَّذي مَنَّيتَنا ثُمَّ أَضجَرا
وَعَدتَ فَلَم تَصدُق وقُلتَ غَداً غَداً / كَما وُعِدَ الكَمّونُ شُرباً مُؤَخَّرا
تَسَلّى عَنِ الأَحبابِ صَرّامُ خُلَّةٍ
تَسَلّى عَنِ الأَحبابِ صَرّامُ خُلَّةٍ / وَوَصّالُ أُخرى ما يُقيمُ عَلى أَمرِ
لِعَبدَةَ دارٌ ما تُكَلِّمُنا الدارُ
لِعَبدَةَ دارٌ ما تُكَلِّمُنا الدارُ / تَلوحُ مَغانيها كَما لاحَ أَسطارُ
أُسائِلُ أَحجاراً وَنُؤياً مُهَدَّماً / وَكيفَ يُجيبُ القَولَ نُؤيٌ وَأَحجارُ
فَما كَلَّمتَني دارُها إِذ سَأَلتُها / وَفي كَبِدي كَالنِفطِ شُبَّت لَهُ النارُ
وَعِندَ مَغاني دارِها لَو تَكَلَّمَت / لِمُكتَئِبٍ بادي الصَبابَةِ أَخبارُ
تَحَمَّلَ جيراني فَعَيني لِبَينِهِم / تَفيضُ بِتَهتانٍ إِذا لاحَتِ الدارُ
بَكَيتُ عَلى مَن كُنتُ أَحظى بِقُربِهِ / وَحَقَّ الَّذي حاذَرتُ بِالأَمسِ إِذ ساروا
هُمُ حَمَلوا فَوقَ المَنابِرِ صالِحاً
هُمُ حَمَلوا فَوقَ المَنابِرِ صالِحاً / أَخاكَ فَضَجَّت مِن أَخيكَ المَنابِرُ
شَهِدتُ عَلى الزَيدِيِّ أَنَّ نِساءَهَ
شَهِدتُ عَلى الزَيدِيِّ أَنَّ نِساءَهَ / ضِياعٌ إِلى أَيرِ العُقَيلِيِّ تَزفِرُ
بَلَوتُ بَني زَيدٍ فَما في كِبارِهِم / حُلومٌ ولا في الأَصغَرينَ مُطَهَّرُ
فَأَبلِغ بَني زَيدٍ وَقُل لِسُراتِهِم / وَإِن لَم يَكُن فيهِم سُراةٌ تُوَقَّرُ
لأُمِّكُمُ الوَيلاتُ إِنَّ قَصائِدي / صَواعِقُ مِنها مُنجِدُ وَمُغَوِّرُ
أَجَدَّهُمُ لا يَتَّقون دَنِيَّةً / وَلا يُؤثِرونَ الخَيرَ وَالخَيرُ يُؤثَرُ
يَلُفّونَ أَولادَ الزِنى في عِدادِهِم / فَعِدَّتُهُم مِن عِدَّةِ الناسِ أَكثَرُ
إِذ ما رَأَوا مَن دَأبُهُ مِثلُ دَأبِهِم / أَطافوا بِهِ وَالغَيُّ لِلغَيِّ أَصورُ
وَلو فارَقوا ما فيهِمُ مِن دَعارَةٍ / لَما عَرَفَتهُم أُمُّهُم حينَ تَنظُرُ
لَقَد فَخَروا بِالمُلحَقين عَشِيَّةً / فَقُلتُ اِفخَروا إِن كانَ في اللُؤمِ مَفخَر
يُريدونَ مَسعاتي وَدونَ لِقائِها / قَناديلُ أَبوابِ السَماواتِ تَزهَرُ
فَقُل في بَني زَيدٍ كَما قالَ مُعرِبٌ / قَواريرُ حَجّامٍ غَداً تَتَكَسَّرُ
لَعَمري لَئِن أَصبَحتَ فَوقَ مُشَذَّبٍ
لَعَمري لَئِن أَصبَحتَ فَوقَ مُشَذَّبٍ / طَويلٍ تُعَفّيكَ الرِياحُ مَعَ القَطرِ
لَقَد عِشتَ مَبسوطَ اليَدَينِ مُبَرِّزاً / وَعوفيتَ عِندَ المَوتِ مِن ضَغطَةِ القَبرِ
وَأَفلَتَّ مِن ضيقِ التُرابِ وَغَمِّهِ / وَلَم تَفقُدِ الدُنيا فَهَل لَكَ مِن شُكرِ
فَما تَشتَفي عَينايَ مِن دائِمِ البُكى / عَلَيكَ وَلَو أَنّي بَكَيتُ إِلى الحَشرِ
فَطوبى لِمَن يَبكي أَخاهُ مُجاهِراً / وَلَكِنَّني أَبكي لِفَقدِكَ في سِرّي
وَقَد كُنتُ في ذاكَ الزَمانِ الَّذي مَضى
وَقَد كُنتُ في ذاكَ الزَمانِ الَّذي مَضى / أُزارُ وَيَدعوني الهَوى فَأَزورُ
فَإِن فاتَني إِلفٌ ظَلَلتُ كَأَنَّما / يُديرُ حَياتي في يَدَيهِ مُديرُ
وَمُرتَجَّةِ الأَردافِ مَهضومَةِ الحَشا / تَحورُ بِسحرٍعَينُها وَتَدورُ
إِذا نَظَرَت صَبَّت عَلَيكَ صَبابَةً / وَكادَت قُلوبُ العالَمينَ تَطيرِ
خَلَوتُ بِها لا يَخلُصُ الماءُ بَينَنا / إِلى الصُبحِ دوني حاجِبٌ وَسُتورُ
وَأَبدى البِلى فيها سُطوراً مُبينَةً
وَأَبدى البِلى فيها سُطوراً مُبينَةً / عِباراتُها أَن كُلُّ بَيتٍ سَيَدثُرُ
وَقَفتُ بِها صَحبي فَظَلَّت عِراصُها / بِدَمعي وَأَنفاسي تُراحُ وَتُمطَرُ
وَما ظَفِرَت عَيني غَداةَ لَقيتُها
وَما ظَفِرَت عَيني غَداةَ لَقيتُها / بِشَيءٍ سِوى أَطرافِها وَالمَحاجِرِ
وَحَوراءَ مِن حورِ الجِنانِ غَريرَةٍ / يَرى وَجهَهُ في وَجهِها كُلُّ ناظِرِ