القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 27
أَغيبُ فَيُفني الشَوقُ نَفسي فَأَلتَقي
أَغيبُ فَيُفني الشَوقُ نَفسي فَأَلتَقي / فَلا أَشتَفي فَالشَوقُ غَيباً وَمَحضَرا
وَيُحدِثُ لي لُقياهُ ما لَم أَظُنُّهُ / فَكانَ الشِفا داءً مِنَ الوَجدِ آخَرا
لِأَنّي أَرى شَخصاً يَزيدُ جَمالُهُ / إِذا ما اِلتَقَينا نَفرَةً وَتَكَبُّرا
فَلا بُدَّ مِن وَجدٍ يَكونُ مُقارِناً / لِما زادَ مِن حُسنٍ نِظاماً مُحَرَّرا
خرقتُ حجابَ الغيب أطلبُ سِرَّه
خرقتُ حجابَ الغيب أطلبُ سِرَّه / فلم ألفِ إلا بهتة وتحيُّرا
فعدتُ إلى الأكوانِ أبغي شهودَه / فلم أر في الأكوان عِلماً مُقرَّرا
فيا مدّعي علم الأكاسيرِ ليته / تقرر في الأوزانِ وزْناً مُحرَّرا
يوافق أوزانَ الطبيعةِ كونُه / على الفعل لا يلقى عن الأمر مَخبرا
فيقلب عينَ البدرِ شمساً منيرةً / وينشىء بهراماً شموساً وأقمرا
فقال له الميزانُ لستَ بحاصلٍ / لمن ظلَّ طولُ الدَّهرِ فيّ مفكِّرا
ولكنَّ حصولي اتفاقاً فإنني / عزيزٌ عن الإدراكِ غيباً ومحضراً
ألم تدر أني واحد وكثير
ألم تدر أني واحد وكثير / وإني بما أدري به لبصير
وإني شكورٌ بالذي أنا أهله / وإني كما قال الإله كفورُ
ولكن لما عندي من العلم بالذي / إذا أنا لم أذكره قيل غيور
تسترتُ عن دهري بدهري فلم يكن / لي الدهر إلاّ صاحبٌ ووزيرُ
كذا جاء في القرآنِ إياك نستعين / ولم يأتِ إلاّ والمقامُ حَظيرُ
روائحُ دعوى واشتراك فكيف بي / بتوحيدِ فعلٍ والسميعُ بصير
بما قاله والأمر فيه محققٌ / كما قاله وإنه لعسير
توهمت من أهواه خارجَ صورتي
توهمت من أهواه خارجَ صورتي / فقدّرته في القربِ بالباعِ والشبر
فيحيي فؤادي بالوصالِ وباللقا / ويقتلني بالصدِّ منه وبالهجرِ
يجرِّد عن غصنٍ قويمٍ وعن نقا / ويبسمُ عن درِّ ويُسفر عن بدرِ
ويُجري لنا نهراً من الضَّرعِ طيباً / ومن عسلٍ أصفى وماءٍ ومن خمرِ
يمدُّ به كوني لأني من أربع / خلقتُ بها النشأتين بلا أمر
مع الأمر بالتكوين في كلِّ حالة / ولا أدر معناه ولا أدر لا أدري
أتيتُ إليه من طريقٍ ذَلولة / مسَّهلة لكن على مَركبٍ وَعر
بنقرٍ بأوتارٍ بأيدي كواعبَ / يملن علينا من هوى لا من السُّكر
فلما تأملنا وجدنا وجودَنا / بأسمائه الحسنى فقمتُ بها أجري
إلى عالم الأكوانِ أخبرهم بها / كما أخبر الرحمن في محكم الذكر
إذا أخذ الفرقان من كان يتقي
إذا أخذ الفرقان من كان يتقي / جزاءً لتقواه وعفواً وتكفيرا
فما بعدَ ذا من غاية يطلبونها / سوى قربه الأعلى وجوباً وتقريرا
ففي جنةِ المأوى وُجوداً محققاً / وفي جنته المعنى جلالاً وتوقيرا
لأنّ اقترابَ الذاتِ قربَ مسافة / محالٌ عليها فالتزمْ ذاك تعزيزا
تباركتَ أنت الله في كلِّ صورة / كذا جاء في القرآن كبِّره تكبيرا
وأنتَ شَرَعتَ الله أكبر من كذا / فحيّر أهلَ الفكر قولُك تحييرا
لذاك ترى أهل الحقئق شمَّروا / ذيولهم عن أخذهم فيه تشميرا
وأوّله أهلُ العقولِ بفكرهم / ولو سلَّموه مثلنا كان توفيرا
لقد أطلق الله العليمُ مقالةً / بزهواته فيها تدمره تدميرا
تغيرّت لما أنْ تغير لي المجرى
تغيرّت لما أنْ تغير لي المجرى / لذا جئتُ شيئاً خارقاً عندكم أمرا
فيا ليتَ شِعري من يسير سيرنا / إلى حضرةٍ ذوقيةٍ شربها أمرا
إذا رويت أكبادنا من شَرابها / وأحدث في الأكوان من شربها أمرا
وصحتْ لنا في العالمين خلافة / خلعتُ بها عن ذاته النهي والأمرا
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلِ من
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلِ من / يكون له التحميد في اليُسر والعُسرِ
فإذا كان عسر أطلقَ العبد حمده / على كلِّ حالٍ منه في نفعٍ أو ضرّ
وإن كان يسر قيد العبد حمدُه / كما جاء في الانعام والفضل في اليسر
بذا جاءتِ الأخبار في حمدِ سيد / رسولٍ إمامٍ مصطفى صادقٍ بَرّ
معلم أسباب السعادة كلها / لكلِّ لبيبٍ عاقلٍ ماجدٍ حرّ
أنا أسوة فيه كما قال ربنا / تلوناه في الأحزاب في محكم الذكر
وفي غيرها فاعلم بأنك مقتد / به متأسٍّ مؤمنٍ بالذي يجري
نصحتكِ يا نفسي على كلِّ حالة / فقومي له فيها على قدم الشكر
فإنّ الذي يدعى عن الخلق في غنى / ونحن على ما نحن من حالةِ الفقر
ولي منه في الأحوال صحوٌ وسَكرةٌ / إذا ما بدا لي في تجلٍّ وفي ستر
فأصحو إذا عمَّ التجلِّي وجوده / وإن خصه بالذاتِ إني لفي سكر
يخاطبني من كل ذاتِ عناية / بما شاءه في كلِّ نظم وفي نثر
فنثري الذي يدريه ما هو من نثري / وشِعري الذي أبديه ما هو من شعري
هويته من كل شيء وجوده / وصحت به الآثار فانهض على أثري
ترى الحق حقاً فاتبعه ولا تقل / إذا ما رأيت الحق إني في خسر
فما الناس إلا بين هادٍ ومهتدٍ / فمنه إلى شامٍ ومنهم إلى مصرِ
وهذي إشاراتٌ لمن كان عالماً / بما قلته في السرِّ كان أو الجهر
إلهي لا تعدل بقلبي عن الذي / شرَعتَ من الإيمان بالنهي والأمر
فما عندكم إلا وجودٌ محقق / وما عندنا إلا التبرِّي من الكفر
لقد قرّر الإيمان عندي حقائقاً / تنافي براهين النهي من ذوي الفكر
فحزت به كشفاً فعادت معارفاً / مطالعها في القلب كالأنجم الزُّهر
فلا ريب عندي في الذي قد طعمته / من العلم بالله المقرَّر في صدري
حييت به علماً وعقداً وحالة / هنا في حياتي ثم موتي وفي النشر
لقيت به ربّاً كريماً بحضرةٍ / منزهة علياء ماطرة النثر
رأيت ذكوراً في إناث سواحر
رأيت ذكوراً في إناث سواحر / ترآأين لي ما بين سلع وحاجرِ
فخاطبتُ ذكرانا لأني رأيتهم / رجالاً بكشفِ صادقٍ متواترِ
وكنَّ إناثاً قد حملن حقائقاً / من الروح القاءً لسورة غافر
وبعلهمُ الروحُ الذي قد ذكرته / وإنهمُ ما بين ناهٍ وآمر
هم العارفون الصمُّ ردماً ولا تقل / بأنَّ الذي قد جاء ليس بخابر
وما خص نوعاً دون نوع لأنه / رأى الأمر يسري في صغير وكابر
ولا تمترِ فيما أقول فإنني / وقفت على علمٍ من البحرِ زاخر
تحسيته ماءً فُراتاً وإنه / لمِلحٌ أجاجٌ في السنين المواطرِ
فمن كان ذا فكر تراه محيَّراً / ومَن كان ذا شرعٍ فليس بحائر
تمنيت أن أحظى برؤيةِ مؤمنٍ / صَدوقٍ من الفتيانِ ليس بكافرِ
وذاك الذي يأتي بصورة تاجر / ملي ّمن الأرباحِ ليس بخاسر
فلم أر إلا خالعاً ثوبَ ماجنٍ / ولم أر لابساً زيّ شاطر
تنوَّعت الأشياء والأمر واحد / وما غائبٌ في الأخذ عنه كحاضر
إذا صحَّ غيبُ الغيبِ ما لأمر حاضر / يشاهده قلبي وعقلي وناظري
تناولتُه منه على حين غفلةٍ / من الكونِ لم يشعر به غير شاعر
فنظمتُه فيه مديحاً منزهاً / ونَثراً علا قدراً على كلِّ ناثر
إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر
إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر / تساوى الدنيّ الأصل والطيِّب النجرِ
لقد ضربوه قاطعين بأنه / إذا ضربوه لا يقوم من القر
فأنطقه للقوم ثم أعاده / إلى الحالة الأولى إلى مطلعِ الفجر
كما سبَّح الحصباءُ في كفِّ سيِّدٍ / وأصحابه الأعلام كالأنجمِ الزهر
فما كانت الآيات إلا سماعهم / وهذا الذي قد جاء ضربٌ من النثر
وكلٌّ له حالٌ ووقتٌ مُعيَّن / فحالٌ إلى كَشفٍ ووقتٌ إلى ستر
فما كان من شام يراه ممثلاً / فيبصره حيّاً إذا كان من مصر
وجاء الذي مثلي غريباً مقرّراً / يقول الذي قالاه ما فيه من نُكرِ
فمن شاء فليكفر ومن شاء فليقل / بأني على حق يقينٍ من الأمر
لقوّةِ إيماني بما قال خالقي / وصدقي الذي قد قرّر الله في صدري
إذا غار عبدٌ للإله وقد رأى
إذا غار عبدٌ للإله وقد رأى / من الله انعاماً لمن هو كافرُ
على رغمه والله يعلمُ أمره / وما الله فيما يقصدُ العبدُ جائر
وتحجبه العاداتُ إذ كان حكمها / على بابه يجري وما الحقُّ ظاهر
يعاقبه بالقبر في أرضِ غُربة / نهاراً وليلاً والمهيمن ساتر
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً / بعلمٍ غريبٍ لم ينل ذوقه خبرا
ولا تعترض فيه عليه لأنه / سيحدث في معناه منه لكم ذكرا
ولا تك فيه موسوياً فإنه / مع القول بالتعديل لم يستطع صبرا
تزحزح ألباب الرجالِ إذا رأوا / بأعينهم من غيرهم أحدثوا أمرا
فينكرهم في الحين ديناً وغيرة / فيرهقها المتبوع من أمرها عسرا
فإن عاد بالأعراض عنهم لنكرهم / تقيم له مما أتته به عذرا
كذا سنة الرحمن في كلِّ تابع / ومتبوعه فاحذر من العالم المكرا
فمن يتق الله العظيم بحاله / سيجعل له الرحمن من أمره يسرا
ومن يتوكل في الأمور على الذين / يكون بها أولى كما أنه يدرى
وقد جعل الله العليمُ بأمرِه / لكلِّ الذي يجريه في خلقه قدرا
لقد جئتكم بالأمر من عند ربكم / كما جاءت الأرسال من عنده تترى
وإني لهم في كلِّ ما قلت وارثٌ / ولم ألتمس منكم ثناءً ولا أجرا
وأجري على الله الكريم جعلته / لديه إلى يوم الورود لنا ذخرا
شهدتُ الذي تدعونه الغوث والذي
شهدتُ الذي تدعونه الغوث والذي / له الملكُ بعد الغوثِ والغوثُ لا يدري
بما هو غوث ثم إنْ كان عالماً / به فاختصاص جاء في ليله يسري
تباركَ ملكُ الملك جلَّ جلاله / وعزَّ فلم يُدرَك بفكرٍ ولا ذِكر
تعالى عن الأمثالِ علو مكانةٍ / تبارك حتى ضمه القلبُ في صدري
ولم أدر ما هذا ولا ينجلي لنا / مقالته فيه والشفع والوترِ
عرفناه لما أن تلونا كتابه / فللجهر ذاك الوتر والشفع للسرِّ
وما عجبي من ماءِ مُزن وإنما / عجبتُ لماءٍ سال من يابس الصخر
كضربةِ موسى بالعصا الحجر الذي / تفجر ماءً في أناسٍ له تجري
وكلُّ أناسٍ شربُه عالم به / يميزه ذوقاً وإنْ حلَّ في النهر
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري / حنيني إلى الشمسِ المنيرةِ والفجرِ
فإني أحظى في النهار بشفعه / وأحظى إذا ما جاء في الليلِ بالوترِ
لقد أقسمَ الحقُّ العليُّ بليله / وبالفجرِ والإتباع فيه لذي حجر
بأن الذي قد جاء في الذكر ذكرُه / مضافاً إلينا ما له الأنس بالأجر
إذا كنتُ في قوم ولم أكُ عينهم / وسرُّهمُ سرِّي وجهرهمُ جَهري
فما أنا فيهم ذو وفاء وإنني / إذا حقق الأقوام شاني لفي خسر
يرى الحق أعمالي بما هو ذو بصر
يرى الحق أعمالي بما هو ذو بصر / وما عندنا من ذاك علمٌ ولا خبرُ
ولما أتى الشرعُ الذي خُص بالهدى / به نحو ما قلنا به مثل ما أمر
ولا تك ممن قال فيه بأنه / مزيدُ وضوحِ العلم في عالم البشر
فذلك قولٌ لا خفاءَ بنقضِه / وإنْ كان مدلولاً عليه بما ذكر
أرى ليلةَ القدرِ المعظمِ قدرها
أرى ليلةَ القدرِ المعظمِ قدرها / ترفع مني في الشهودِ ومن قدري
وذلك شطر الدهرِ عندي لأنها / تكون بما فيها إلى مطلع الفجر
ترحل عني تبتغي عينَ موجودي / وقد سترت أمري وقد شرحتْ صدري
إذا طلعت شمسُ الفناء الذي حجى
إذا طلعت شمسُ الفناء الذي حجى / أكور بها حقاً إذا هو لم يكر
بكوني إذا ما كنت خلعاً فإنه / نزيه عن أحكامٍ تكون عن الأكر
إذا كان قد جاء الحديثُ بأنه / لأجل اختلافِ الاعتقاداتِ ذو غير
ولكنه بالذاتِ عند أولي النُّهى / غنيٌ بنصِّ الذكر في مُحكم السُّوَرِ
توالى عليّ اليبس من كلِّ جانبِ
توالى عليّ اليبس من كلِّ جانبِ / وأقلقني طولُ التفكُّرِ والسهرْ
وأزعجني داعي المنية للبِلى / وأذهلني عما يجلُّ يحتقرْ
وقوّى فؤادي حسنُ ظني بخالقي / وأضعفَ مني قوّةَ السمعِ والبصرْ
وإن مُرادي حيل بيني وبينه / بردِّي كما يُتلى إلى أرذَلِ العمر
فنادى بروحي للبرازخِ والتوى / ينادي بجسمي للمقابرِ والحفَر
فهذا حبيسُ القبرِ في منزل البلى / وهذا حبيس الصورِ في برزخِ الصور
فلو لم أكن بالحق كنتُ مقيداً / ولو لم أكن بالخلقِ كنتُ على خطر
فحقي يحلِّيني بما فيّ من قوى / وخلقي يحلِّيني بما يُوصَفُ البشر
فما أعذبَ الطعم الذي قد طعمته / من العلمِ بالله المريدِ وما أمرْ
كأني طعمتُ التمر في طيباته / وفي العلم ما ذقنا سوى مطعم العشر
فوفيتُ ما قد أوجبَ الله فعله / عليّ بتصريفِ القضاءِ مع القدر
عنايةَ مختارٍ عليمٍ منبأ / وجئتُ كما قد جاء موسى على قدر
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه / قضى بالذي قد قلته في الهوى الخبر
إذ كان عينُ الحقِّ عيني وشاهدي / يكون لنا في العالمِ الخلقُ والأمرُ
فيعرفني من كان في الحق مثلنا / ومن لم يكن يسرع إلى قلبه النكر
فمن كان علاماً بما جئته به / يكون له من ربه النائلُ الغَمْرُ
ومن قال فيه بالجوازِ فإنه / يكون له من نفسِه الغُلُّ والغمر
ومن قال فيه بالمُحال فإنه / هو الظالمُ المحجوبُ والجاهل الغمر
لقد طبعَ الله القلوبَ بطابع / من الطبعِ حتى لا يداخلها الكبر
وكيف يكون الكبرُ في قلبِ عاجزٍ / ذليلٌ له من ذاتِه العجزُ والفقرُ
فسبحان من أحيا الفؤادَ بفهمه / فلن يحجبنه العسر عنه ولا اليسر
تراءيت لي من خلف سَتر طبيعتي / وقد علمتْ نفسي الذي يحجبُ الستر
فراكبُ بحرِ الطبعِ بالحالِ طالبٌ / ويطلبه من حالِه الصبرُ والشكرُ
ومَن كان في البرِّ المشق مسافراً / تعوّذَ من وعثائه العارفُ الحبر
رأيتُ وجود الدورِ يعطي الدوائر
رأيتُ وجود الدورِ يعطي الدوائر / ويعطي وجود الدورِ فيه الدوائر
رميت بأمر لم ير العقلُ مثله / بما أنا علاَّمٌ به أنا حائر
رمى بي وجوه القومِ ثم يقولُ لي / رميتَ وجوهَ القومِ هل أنتَ ناظر
رأى نظري بالحق ما لم يكن يرى / إلاَّ أنه الرائي لما هو ساتر
رعى الله من يرعاه في كلِّ حالةٍ / وإنْ لم يكن ما قلتُه فهو خاسر
رقيت به حتى ظهرت لمستوى / وجودي فقال الكشفُ ما هو حاضر
ربابةُ سهمِ الذمِ صيَّر ذاتنا / ونحن إشاراتُ السِّهامِ الغوائر
ربا بفؤادي عين إيمانه بنا / وذلك كفر الكفر ما هو كافر
رأى الأمر من قبلِ الوقوع لأنه / يرى في ثبوتِ العين ما هو ظاهر
رقيباً عليه غائباً ثم شاهداً / فما أنا مقهورٌ ولا السِّرُّ قاهر
تولّد ما بين الطبيعةِ والأمر
تولّد ما بين الطبيعةِ والأمر / وجود يسمى عالم الخلقِ والأمرِ
أهيم به دهري لصورةِ خالقي / ولولا وجودُ الدهرِ لم أفن في الدهرِ
أذوبُ وأفنى رقةً وصبابةً / إذا ما ذكرتُ الله في السرِّ والجهر
وفي صورةِ الأكوان أبصرتُ صاحبي / لذا كثرتْ أسماء حبي في شعري
فإن قلتُ شعراً في شُخيصٍ معينٍ / فما هو إلا ما تضمنه صدري
هو الحق لكن قيدَتْه حقائق / تقومُ به من عقلٍ أو حسٍّ أو فكر
يناجيه في سرّي ضميري وشاهدي / بأسمائه في الشفع كان أو الوتر
أقول له حبي فأسمعُ ردَّه / بما قلته مثلَ الصدى حكمه يجري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025