المجموع : 27
أَغيبُ فَيُفني الشَوقُ نَفسي فَأَلتَقي
أَغيبُ فَيُفني الشَوقُ نَفسي فَأَلتَقي / فَلا أَشتَفي فَالشَوقُ غَيباً وَمَحضَرا
وَيُحدِثُ لي لُقياهُ ما لَم أَظُنُّهُ / فَكانَ الشِفا داءً مِنَ الوَجدِ آخَرا
لِأَنّي أَرى شَخصاً يَزيدُ جَمالُهُ / إِذا ما اِلتَقَينا نَفرَةً وَتَكَبُّرا
فَلا بُدَّ مِن وَجدٍ يَكونُ مُقارِناً / لِما زادَ مِن حُسنٍ نِظاماً مُحَرَّرا
خرقتُ حجابَ الغيب أطلبُ سِرَّه
خرقتُ حجابَ الغيب أطلبُ سِرَّه / فلم ألفِ إلا بهتة وتحيُّرا
فعدتُ إلى الأكوانِ أبغي شهودَه / فلم أر في الأكوان عِلماً مُقرَّرا
فيا مدّعي علم الأكاسيرِ ليته / تقرر في الأوزانِ وزْناً مُحرَّرا
يوافق أوزانَ الطبيعةِ كونُه / على الفعل لا يلقى عن الأمر مَخبرا
فيقلب عينَ البدرِ شمساً منيرةً / وينشىء بهراماً شموساً وأقمرا
فقال له الميزانُ لستَ بحاصلٍ / لمن ظلَّ طولُ الدَّهرِ فيّ مفكِّرا
ولكنَّ حصولي اتفاقاً فإنني / عزيزٌ عن الإدراكِ غيباً ومحضراً
ألم تدر أني واحد وكثير
ألم تدر أني واحد وكثير / وإني بما أدري به لبصير
وإني شكورٌ بالذي أنا أهله / وإني كما قال الإله كفورُ
ولكن لما عندي من العلم بالذي / إذا أنا لم أذكره قيل غيور
تسترتُ عن دهري بدهري فلم يكن / لي الدهر إلاّ صاحبٌ ووزيرُ
كذا جاء في القرآنِ إياك نستعين / ولم يأتِ إلاّ والمقامُ حَظيرُ
روائحُ دعوى واشتراك فكيف بي / بتوحيدِ فعلٍ والسميعُ بصير
بما قاله والأمر فيه محققٌ / كما قاله وإنه لعسير
توهمت من أهواه خارجَ صورتي
توهمت من أهواه خارجَ صورتي / فقدّرته في القربِ بالباعِ والشبر
فيحيي فؤادي بالوصالِ وباللقا / ويقتلني بالصدِّ منه وبالهجرِ
يجرِّد عن غصنٍ قويمٍ وعن نقا / ويبسمُ عن درِّ ويُسفر عن بدرِ
ويُجري لنا نهراً من الضَّرعِ طيباً / ومن عسلٍ أصفى وماءٍ ومن خمرِ
يمدُّ به كوني لأني من أربع / خلقتُ بها النشأتين بلا أمر
مع الأمر بالتكوين في كلِّ حالة / ولا أدر معناه ولا أدر لا أدري
أتيتُ إليه من طريقٍ ذَلولة / مسَّهلة لكن على مَركبٍ وَعر
بنقرٍ بأوتارٍ بأيدي كواعبَ / يملن علينا من هوى لا من السُّكر
فلما تأملنا وجدنا وجودَنا / بأسمائه الحسنى فقمتُ بها أجري
إلى عالم الأكوانِ أخبرهم بها / كما أخبر الرحمن في محكم الذكر
إذا أخذ الفرقان من كان يتقي
إذا أخذ الفرقان من كان يتقي / جزاءً لتقواه وعفواً وتكفيرا
فما بعدَ ذا من غاية يطلبونها / سوى قربه الأعلى وجوباً وتقريرا
ففي جنةِ المأوى وُجوداً محققاً / وفي جنته المعنى جلالاً وتوقيرا
لأنّ اقترابَ الذاتِ قربَ مسافة / محالٌ عليها فالتزمْ ذاك تعزيزا
تباركتَ أنت الله في كلِّ صورة / كذا جاء في القرآن كبِّره تكبيرا
وأنتَ شَرَعتَ الله أكبر من كذا / فحيّر أهلَ الفكر قولُك تحييرا
لذاك ترى أهل الحقئق شمَّروا / ذيولهم عن أخذهم فيه تشميرا
وأوّله أهلُ العقولِ بفكرهم / ولو سلَّموه مثلنا كان توفيرا
لقد أطلق الله العليمُ مقالةً / بزهواته فيها تدمره تدميرا
تغيرّت لما أنْ تغير لي المجرى
تغيرّت لما أنْ تغير لي المجرى / لذا جئتُ شيئاً خارقاً عندكم أمرا
فيا ليتَ شِعري من يسير سيرنا / إلى حضرةٍ ذوقيةٍ شربها أمرا
إذا رويت أكبادنا من شَرابها / وأحدث في الأكوان من شربها أمرا
وصحتْ لنا في العالمين خلافة / خلعتُ بها عن ذاته النهي والأمرا
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلِ من
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلِ من / يكون له التحميد في اليُسر والعُسرِ
فإذا كان عسر أطلقَ العبد حمده / على كلِّ حالٍ منه في نفعٍ أو ضرّ
وإن كان يسر قيد العبد حمدُه / كما جاء في الانعام والفضل في اليسر
بذا جاءتِ الأخبار في حمدِ سيد / رسولٍ إمامٍ مصطفى صادقٍ بَرّ
معلم أسباب السعادة كلها / لكلِّ لبيبٍ عاقلٍ ماجدٍ حرّ
أنا أسوة فيه كما قال ربنا / تلوناه في الأحزاب في محكم الذكر
وفي غيرها فاعلم بأنك مقتد / به متأسٍّ مؤمنٍ بالذي يجري
نصحتكِ يا نفسي على كلِّ حالة / فقومي له فيها على قدم الشكر
فإنّ الذي يدعى عن الخلق في غنى / ونحن على ما نحن من حالةِ الفقر
ولي منه في الأحوال صحوٌ وسَكرةٌ / إذا ما بدا لي في تجلٍّ وفي ستر
فأصحو إذا عمَّ التجلِّي وجوده / وإن خصه بالذاتِ إني لفي سكر
يخاطبني من كل ذاتِ عناية / بما شاءه في كلِّ نظم وفي نثر
فنثري الذي يدريه ما هو من نثري / وشِعري الذي أبديه ما هو من شعري
هويته من كل شيء وجوده / وصحت به الآثار فانهض على أثري
ترى الحق حقاً فاتبعه ولا تقل / إذا ما رأيت الحق إني في خسر
فما الناس إلا بين هادٍ ومهتدٍ / فمنه إلى شامٍ ومنهم إلى مصرِ
وهذي إشاراتٌ لمن كان عالماً / بما قلته في السرِّ كان أو الجهر
إلهي لا تعدل بقلبي عن الذي / شرَعتَ من الإيمان بالنهي والأمر
فما عندكم إلا وجودٌ محقق / وما عندنا إلا التبرِّي من الكفر
لقد قرّر الإيمان عندي حقائقاً / تنافي براهين النهي من ذوي الفكر
فحزت به كشفاً فعادت معارفاً / مطالعها في القلب كالأنجم الزُّهر
فلا ريب عندي في الذي قد طعمته / من العلم بالله المقرَّر في صدري
حييت به علماً وعقداً وحالة / هنا في حياتي ثم موتي وفي النشر
لقيت به ربّاً كريماً بحضرةٍ / منزهة علياء ماطرة النثر
رأيت ذكوراً في إناث سواحر
رأيت ذكوراً في إناث سواحر / ترآأين لي ما بين سلع وحاجرِ
فخاطبتُ ذكرانا لأني رأيتهم / رجالاً بكشفِ صادقٍ متواترِ
وكنَّ إناثاً قد حملن حقائقاً / من الروح القاءً لسورة غافر
وبعلهمُ الروحُ الذي قد ذكرته / وإنهمُ ما بين ناهٍ وآمر
هم العارفون الصمُّ ردماً ولا تقل / بأنَّ الذي قد جاء ليس بخابر
وما خص نوعاً دون نوع لأنه / رأى الأمر يسري في صغير وكابر
ولا تمترِ فيما أقول فإنني / وقفت على علمٍ من البحرِ زاخر
تحسيته ماءً فُراتاً وإنه / لمِلحٌ أجاجٌ في السنين المواطرِ
فمن كان ذا فكر تراه محيَّراً / ومَن كان ذا شرعٍ فليس بحائر
تمنيت أن أحظى برؤيةِ مؤمنٍ / صَدوقٍ من الفتيانِ ليس بكافرِ
وذاك الذي يأتي بصورة تاجر / ملي ّمن الأرباحِ ليس بخاسر
فلم أر إلا خالعاً ثوبَ ماجنٍ / ولم أر لابساً زيّ شاطر
تنوَّعت الأشياء والأمر واحد / وما غائبٌ في الأخذ عنه كحاضر
إذا صحَّ غيبُ الغيبِ ما لأمر حاضر / يشاهده قلبي وعقلي وناظري
تناولتُه منه على حين غفلةٍ / من الكونِ لم يشعر به غير شاعر
فنظمتُه فيه مديحاً منزهاً / ونَثراً علا قدراً على كلِّ ناثر
إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر
إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر / تساوى الدنيّ الأصل والطيِّب النجرِ
لقد ضربوه قاطعين بأنه / إذا ضربوه لا يقوم من القر
فأنطقه للقوم ثم أعاده / إلى الحالة الأولى إلى مطلعِ الفجر
كما سبَّح الحصباءُ في كفِّ سيِّدٍ / وأصحابه الأعلام كالأنجمِ الزهر
فما كانت الآيات إلا سماعهم / وهذا الذي قد جاء ضربٌ من النثر
وكلٌّ له حالٌ ووقتٌ مُعيَّن / فحالٌ إلى كَشفٍ ووقتٌ إلى ستر
فما كان من شام يراه ممثلاً / فيبصره حيّاً إذا كان من مصر
وجاء الذي مثلي غريباً مقرّراً / يقول الذي قالاه ما فيه من نُكرِ
فمن شاء فليكفر ومن شاء فليقل / بأني على حق يقينٍ من الأمر
لقوّةِ إيماني بما قال خالقي / وصدقي الذي قد قرّر الله في صدري
إذا غار عبدٌ للإله وقد رأى
إذا غار عبدٌ للإله وقد رأى / من الله انعاماً لمن هو كافرُ
على رغمه والله يعلمُ أمره / وما الله فيما يقصدُ العبدُ جائر
وتحجبه العاداتُ إذ كان حكمها / على بابه يجري وما الحقُّ ظاهر
يعاقبه بالقبر في أرضِ غُربة / نهاراً وليلاً والمهيمن ساتر
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً / بعلمٍ غريبٍ لم ينل ذوقه خبرا
ولا تعترض فيه عليه لأنه / سيحدث في معناه منه لكم ذكرا
ولا تك فيه موسوياً فإنه / مع القول بالتعديل لم يستطع صبرا
تزحزح ألباب الرجالِ إذا رأوا / بأعينهم من غيرهم أحدثوا أمرا
فينكرهم في الحين ديناً وغيرة / فيرهقها المتبوع من أمرها عسرا
فإن عاد بالأعراض عنهم لنكرهم / تقيم له مما أتته به عذرا
كذا سنة الرحمن في كلِّ تابع / ومتبوعه فاحذر من العالم المكرا
فمن يتق الله العظيم بحاله / سيجعل له الرحمن من أمره يسرا
ومن يتوكل في الأمور على الذين / يكون بها أولى كما أنه يدرى
وقد جعل الله العليمُ بأمرِه / لكلِّ الذي يجريه في خلقه قدرا
لقد جئتكم بالأمر من عند ربكم / كما جاءت الأرسال من عنده تترى
وإني لهم في كلِّ ما قلت وارثٌ / ولم ألتمس منكم ثناءً ولا أجرا
وأجري على الله الكريم جعلته / لديه إلى يوم الورود لنا ذخرا
شهدتُ الذي تدعونه الغوث والذي
شهدتُ الذي تدعونه الغوث والذي / له الملكُ بعد الغوثِ والغوثُ لا يدري
بما هو غوث ثم إنْ كان عالماً / به فاختصاص جاء في ليله يسري
تباركَ ملكُ الملك جلَّ جلاله / وعزَّ فلم يُدرَك بفكرٍ ولا ذِكر
تعالى عن الأمثالِ علو مكانةٍ / تبارك حتى ضمه القلبُ في صدري
ولم أدر ما هذا ولا ينجلي لنا / مقالته فيه والشفع والوترِ
عرفناه لما أن تلونا كتابه / فللجهر ذاك الوتر والشفع للسرِّ
وما عجبي من ماءِ مُزن وإنما / عجبتُ لماءٍ سال من يابس الصخر
كضربةِ موسى بالعصا الحجر الذي / تفجر ماءً في أناسٍ له تجري
وكلُّ أناسٍ شربُه عالم به / يميزه ذوقاً وإنْ حلَّ في النهر
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري / حنيني إلى الشمسِ المنيرةِ والفجرِ
فإني أحظى في النهار بشفعه / وأحظى إذا ما جاء في الليلِ بالوترِ
لقد أقسمَ الحقُّ العليُّ بليله / وبالفجرِ والإتباع فيه لذي حجر
بأن الذي قد جاء في الذكر ذكرُه / مضافاً إلينا ما له الأنس بالأجر
إذا كنتُ في قوم ولم أكُ عينهم / وسرُّهمُ سرِّي وجهرهمُ جَهري
فما أنا فيهم ذو وفاء وإنني / إذا حقق الأقوام شاني لفي خسر
يرى الحق أعمالي بما هو ذو بصر
يرى الحق أعمالي بما هو ذو بصر / وما عندنا من ذاك علمٌ ولا خبرُ
ولما أتى الشرعُ الذي خُص بالهدى / به نحو ما قلنا به مثل ما أمر
ولا تك ممن قال فيه بأنه / مزيدُ وضوحِ العلم في عالم البشر
فذلك قولٌ لا خفاءَ بنقضِه / وإنْ كان مدلولاً عليه بما ذكر
أرى ليلةَ القدرِ المعظمِ قدرها
أرى ليلةَ القدرِ المعظمِ قدرها / ترفع مني في الشهودِ ومن قدري
وذلك شطر الدهرِ عندي لأنها / تكون بما فيها إلى مطلع الفجر
ترحل عني تبتغي عينَ موجودي / وقد سترت أمري وقد شرحتْ صدري
إذا طلعت شمسُ الفناء الذي حجى
إذا طلعت شمسُ الفناء الذي حجى / أكور بها حقاً إذا هو لم يكر
بكوني إذا ما كنت خلعاً فإنه / نزيه عن أحكامٍ تكون عن الأكر
إذا كان قد جاء الحديثُ بأنه / لأجل اختلافِ الاعتقاداتِ ذو غير
ولكنه بالذاتِ عند أولي النُّهى / غنيٌ بنصِّ الذكر في مُحكم السُّوَرِ
توالى عليّ اليبس من كلِّ جانبِ
توالى عليّ اليبس من كلِّ جانبِ / وأقلقني طولُ التفكُّرِ والسهرْ
وأزعجني داعي المنية للبِلى / وأذهلني عما يجلُّ يحتقرْ
وقوّى فؤادي حسنُ ظني بخالقي / وأضعفَ مني قوّةَ السمعِ والبصرْ
وإن مُرادي حيل بيني وبينه / بردِّي كما يُتلى إلى أرذَلِ العمر
فنادى بروحي للبرازخِ والتوى / ينادي بجسمي للمقابرِ والحفَر
فهذا حبيسُ القبرِ في منزل البلى / وهذا حبيس الصورِ في برزخِ الصور
فلو لم أكن بالحق كنتُ مقيداً / ولو لم أكن بالخلقِ كنتُ على خطر
فحقي يحلِّيني بما فيّ من قوى / وخلقي يحلِّيني بما يُوصَفُ البشر
فما أعذبَ الطعم الذي قد طعمته / من العلمِ بالله المريدِ وما أمرْ
كأني طعمتُ التمر في طيباته / وفي العلم ما ذقنا سوى مطعم العشر
فوفيتُ ما قد أوجبَ الله فعله / عليّ بتصريفِ القضاءِ مع القدر
عنايةَ مختارٍ عليمٍ منبأ / وجئتُ كما قد جاء موسى على قدر
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه / قضى بالذي قد قلته في الهوى الخبر
إذ كان عينُ الحقِّ عيني وشاهدي / يكون لنا في العالمِ الخلقُ والأمرُ
فيعرفني من كان في الحق مثلنا / ومن لم يكن يسرع إلى قلبه النكر
فمن كان علاماً بما جئته به / يكون له من ربه النائلُ الغَمْرُ
ومن قال فيه بالجوازِ فإنه / يكون له من نفسِه الغُلُّ والغمر
ومن قال فيه بالمُحال فإنه / هو الظالمُ المحجوبُ والجاهل الغمر
لقد طبعَ الله القلوبَ بطابع / من الطبعِ حتى لا يداخلها الكبر
وكيف يكون الكبرُ في قلبِ عاجزٍ / ذليلٌ له من ذاتِه العجزُ والفقرُ
فسبحان من أحيا الفؤادَ بفهمه / فلن يحجبنه العسر عنه ولا اليسر
تراءيت لي من خلف سَتر طبيعتي / وقد علمتْ نفسي الذي يحجبُ الستر
فراكبُ بحرِ الطبعِ بالحالِ طالبٌ / ويطلبه من حالِه الصبرُ والشكرُ
ومَن كان في البرِّ المشق مسافراً / تعوّذَ من وعثائه العارفُ الحبر
رأيتُ وجود الدورِ يعطي الدوائر
رأيتُ وجود الدورِ يعطي الدوائر / ويعطي وجود الدورِ فيه الدوائر
رميت بأمر لم ير العقلُ مثله / بما أنا علاَّمٌ به أنا حائر
رمى بي وجوه القومِ ثم يقولُ لي / رميتَ وجوهَ القومِ هل أنتَ ناظر
رأى نظري بالحق ما لم يكن يرى / إلاَّ أنه الرائي لما هو ساتر
رعى الله من يرعاه في كلِّ حالةٍ / وإنْ لم يكن ما قلتُه فهو خاسر
رقيت به حتى ظهرت لمستوى / وجودي فقال الكشفُ ما هو حاضر
ربابةُ سهمِ الذمِ صيَّر ذاتنا / ونحن إشاراتُ السِّهامِ الغوائر
ربا بفؤادي عين إيمانه بنا / وذلك كفر الكفر ما هو كافر
رأى الأمر من قبلِ الوقوع لأنه / يرى في ثبوتِ العين ما هو ظاهر
رقيباً عليه غائباً ثم شاهداً / فما أنا مقهورٌ ولا السِّرُّ قاهر
تولّد ما بين الطبيعةِ والأمر
تولّد ما بين الطبيعةِ والأمر / وجود يسمى عالم الخلقِ والأمرِ
أهيم به دهري لصورةِ خالقي / ولولا وجودُ الدهرِ لم أفن في الدهرِ
أذوبُ وأفنى رقةً وصبابةً / إذا ما ذكرتُ الله في السرِّ والجهر
وفي صورةِ الأكوان أبصرتُ صاحبي / لذا كثرتْ أسماء حبي في شعري
فإن قلتُ شعراً في شُخيصٍ معينٍ / فما هو إلا ما تضمنه صدري
هو الحق لكن قيدَتْه حقائق / تقومُ به من عقلٍ أو حسٍّ أو فكر
يناجيه في سرّي ضميري وشاهدي / بأسمائه في الشفع كان أو الوتر
أقول له حبي فأسمعُ ردَّه / بما قلته مثلَ الصدى حكمه يجري