المجموع : 23
زدوا مهجتي ضرا على الضر في الهوى
زدوا مهجتي ضرا على الضر في الهوى / ولا تأسفوا يوما على مدمعي الجاري
فما أقدر الأجفان فيكم على البكا / وأصبر أحشائي على حرق النار
أقول لمن قد رام مني تجلدا
أقول لمن قد رام مني تجلدا / وحقك في ترك التصبر لي عذر
ومن ذاق ذاك المبسم العذب أو رأى / حلاوة فيه ما يطيب له الصبر
ايا من يلوم الصب في ترك صبره
ايا من يلوم الصب في ترك صبره / على أغيد أزرى محياه بالبدر
حلا كل ما فيه وما ينبغي له / يقابل هاتيك الحلاوةَ بالصبر
تشفعت للبين المشت بكم عسى
تشفعت للبين المشت بكم عسى / يعود هزيم الوصل عودة منصور
على أن جاه الحظ أكرم شافع / ولو صح لم يحتج إلى بنت منظور
وما هو إلا الحظ يعترض المنى / ولولاه كان الدهر أطوع مأمور
بنفسي حبيبا إن تهبت لثمه
بنفسي حبيبا إن تهبت لثمه / مخافة هجر أو فرارا من الوزر
أشرت إلى أعطافه وضممته / وقبلته في السر ألفا ولم يدر
لئن سمح الدهر البخيل بقربكم
لئن سمح الدهر البخيل بقربكم / وسكن منا أنفسا وخواطرا
جعلت ابتذال النفس شكران وصلكم / وقلت لدمع العين يعمل ما جرى
لقد كان دمعي تحت حكمي متى أجد
لقد كان دمعي تحت حكمي متى أجد / من الصر لي عوناً ولم يجر
فما زال هذا البين يعبث بالبكا / عليكم إلى أن أخرج الدمع من حجري
يقول عذولي ما لدمعك أخضراً
يقول عذولي ما لدمعك أخضراً / جرى في هوى ظبي غلا في نفاره
فقلت صفا دمعي وقابل صدغه / فأبصرت فيه لون آس عذاره
جلوت فيك على الأسماع أسمارا
جلوت فيك على الأسماع أسمارا / إذ كان وصفك للساهين إذكارا
وكم منحتك من در الثنا خطبا / أعلى وأغلى من الأشعار أسعارا
وكم وصفتك ما بين الأنام إلى / أن صار فيك العدى في الحال أنصارا
فكيف صيرت حظي بعد قربك لي / وبعد طولك إقضاءً وإقصارا
تعشقته كالغصن والبدر أحورا
تعشقته كالغصن والبدر أحورا / مليحا من الأكراد قد فتن الورى
فلا تنكروا أن أقدم الصب في الهوى / وأردافه قالت لعاشقه ورا
يقابل بدر التم منه بطلعةٍ
يقابل بدر التم منه بطلعةٍ / هي البدر لكن حسنها منه اشهر
وفي خده وردٌ وفي الروض مثله / ولكن ما تحت النواظر أنضر
ولما تراءينا الهلال بدا لنا
ولما تراءينا الهلال بدا لنا / محيا حبيبٍ لم يغب قط عن فكري
فقلت عجيبٌ أن يرى البدر هكذا / تماماً ونحن الأن في أول الشهر
لها وجنةٌ فيها من الخال نقطةٌ
لها وجنةٌ فيها من الخال نقطةٌ / مداري عليها في الهوى ومدارها
تضوع تحت الخال وجنتها شذاً / لقد أوقدت بالعنبر الورد نارها
ألم تر أن الحسن قد أمر الذي
ألم تر أن الحسن قد أمر الذي / تعشقته إذ كان وفق اختياره
وألبس ذاك الخد خلعة أطلسٍ / يدورُ عليها قندسٌ من عذاره
كلفت بوجهٍ فيه بعض سماحةٍ
كلفت بوجهٍ فيه بعض سماحةٍ / رجاءً بأن يحلو إذا هو عذّرا
وغير بعيدٍ أن تزانَ بلحيةٍ / فقد ينبت المرعى على دمن الثرى
إذا قلت قد أسرفت في التيه قال لا
إذا قلت قد أسرفت في التيه قال لا / تقل عن جمالي في الورى غير ما جرى
فأبيض طرفي واقفٌ عند حده / وأسودُ شعري قد تواضع للثرى
أبيت ولي روضٌ نضيرٌ من الدجا
أبيت ولي روضٌ نضيرٌ من الدجا / وما ثم إلا الأنجم الزهرُ زهره
فيا ليت أنهارَ النهار تفجرت / وسال بها من جانب الشرق فجره
ألا فاسقني من ريقةٍ لذ طعمها
ألا فاسقني من ريقةٍ لذ طعمها / بفيك ولا تبخل وقل لي هي الخمر
وحط لثاما حجب اللثم عن فمي / فلا خير في اللذات من دونها سترُ
أيا صاحبي قم نبصر الماء إنه
أيا صاحبي قم نبصر الماء إنه / أصابته عين إذ طغى وتجبرا
تقطر لما أن جرى في سحابه / وأصبح في السلسال يمشي مكسرا
ومشمولةٍ قد هام كسرى بكأسها
ومشمولةٍ قد هام كسرى بكأسها / فاضحى ينادي وهو فيها مصور
وقفت لشوقي من وراء زجاجةٍ / إلى الدار من فرطِ الصبابةِ أنظرُ