المجموع : 9
لَقد سَطَعَت أنوار فاطمة الزهرا
لَقد سَطَعَت أنوار فاطمة الزهرا / فَأَضحت بِها الآفاق باسمة ثَغرا
هيَ اِبنة طه المصطفى سيّد الورى / بهِ ليلة المِعراج ربّ السما أشرى
وحيدرة الكرّار ذو الفخرِ بَعلُها / به شِرعة المُختار قد نالَتِ الفَخرا
هيَ البرّة الطهر البتولة مَن لها / ملائكة الرحمن قد خَضَعَت طرّا
لَقَد فَرِحت فيها خديجة أمّها / وَقَد سَعُدت في وقت مولِدِها بشرى
بنورِ محيّاها قدِ اِنقشَعَ الدجى / ونور سَناها يخجلُ الشمسَ والبدرا
على بضعةِ المختار خير تحيّةٍ / لها مِن إلهِ العرش لا بَرِحَت تترى
وَنَرجو بها نيل الشفاعة في غدٍ / لِكي بولاها نُدركُ الفوزَ والأجرا
شَفيعتنا يومَ القيامة فاطم / وإنّ لنا في حبّها النعمة الكبرى
بوالدة السبطين سيّدة النسا / تمسّكنا لا نختشي البؤسَ والضرّا
وإنّ لنا فيها الرجاء وإنّنا / نؤمّل أن نَحظى بِطلعتها الغرّا
بِمَولِدها قد أصبحَ الكون مُشرقاً / وقد شاهدَت في الأفق أنجمها الزهرا
بشهرِ جمادى فاطم الطهر قد أَتَت / ففي كلِّ عامٍ فلنُجدّد لها ذِكرا
بأسعدِ يومٍ جاء باليُمن والهنا / وَطرف النبيّ المُصطفى فيه قد قرّا
فيا أيّها السادات بُشراكم بمن / لها الصيت طول الدهر إنسيّة حورا
أبا جعفرٍ ما زلتُ أشكرُ نعمةً
أبا جعفرٍ ما زلتُ أشكرُ نعمةً / عليّ تفضّلتم بها أبَدَ الدهرِ
أبي غابَ عنّي فالإلهُ أجاد لي / فعوّضني عنه بخيرِ أبٍ برِّ
هَنيئاً لخدّام الحسين فإنّهم
هَنيئاً لخدّام الحسين فإنّهم / بهِ اِكتَسَبوا أجراً ونالوا به فخرا
وفازوا بجنّاتِ الخلودِ ونعمة / عليهم مِنَ اللّه العظيم غدَت تترى
وَلا سيما كانت لهم في محرّم / مواكب أحزانٍ بهم قد سَمَت قَدرا
وكم أعين سحَّت عليه دموعَها / وأجرَت له دمعاً على خدّها عبرى
وإنّ البكا والحزن والنوح والعزا / على اِبن رسولِ اللّه يَستوجبُ الأجرا
وإنّ الّذي فيكم تمسّك واِلتجا / إليه وقد أدّى حقوق بني الزهرا
فإنّ له عند الحسين مكانةً / يُلاقي بها الرضوان حين يرى الحشرا
محمّد قد أدى لمولاهُ خدمةً / وَنَرجو له في الخُلدِ يبنى له قصرا
وَتَشملهُ مِن بارءِ الخلق رحمة / ويسعد دوماً لا يرى البؤسَ والضرّا
فيا أيّها الإخوان عزّيتموا به / وإنّي لم أبرح أقول لكم صَبرا
فلا تَندبوا يوماً لفقدِ محمّد / ولكن على سبطِ النبيّ اِندبوا جهرا
فإن حُسيناً بالطفوف لقد قضى / وبات ومنه الجسم عارٍ على الغبرا
فَما غسلوه بل على التُربِ قد هوى / ومنهُ جيادُ الخيل قد وَطأت صَدرا
بدَت في سماءِ العزّ غرّة شاكر
بدَت في سماءِ العزّ غرّة شاكر / فأخفى سنا أنوارها كلّ زاهرِ
وشعّ بأرضِ الطفّ نور جبينهِ / فأذهبَ عنّا غاسقات الدياجرِ
فأهلاً به مِن قادمٍ قد تباشَرت / بمقدمهِ أهل العلى والمفاخرِ
غداةَ أتى والنصر حلف ركابهِ / وفيهِ اللِوا أضحى قرير النواظرِ
همام بسعيِ المَكرُمات مشمّرا / فنالَ علا من قبل شدّ المآزرِ
وقد شاعَ في المعروفِ جودُ يمينهِ / إذا فاضَ أزرى بالبحور الزواخرِ
يُزانُ به النادي ويضحك بهجةً / وفي نورهِ تزهو جميع الدوائرِ
إذا ما اِعتلى للحكم دستَ إمارةٍ / تراهُ قديراً خير ناه وآمرِ
لقد مدّ للعلياء كفّا وإنّه / لذو همّة عن نيلها غير قاصرِ
وكنّا نرجّي أن نرى منه طلعة / تسرّ بِرُؤياها جميع الخواطرِ
إلى أن أتى في ساعةٍ كملَ الهَنا / وغنّى بها طير الهنا بالبشائرِ
سَعدنا بشهمٍ حازم متصرّف / يصرّف بالتدبير كلّ الأوامرِ
ويصلح أعمال اللواء ويرتجى / به الخير والباري له خير ناصرِ
نُحيّيك يا حلف السعادة من له / مناقب ضاءت كالنجوم الزواهرِ
ودامَ لنا عرشُ العلى ومن سعى / لتأييده من كلّ بادٍ وحاضرِ
وَنَرجو بأن تبقى كريماً مؤيّداً / بأرغد عيش بالمسرّة ناضرِ
أبا جعفرٍ إنّا نُشاطِرك الأسى
أبا جعفرٍ إنّا نُشاطِرك الأسى / وَنَرجو منَ الرَحمن يمنحك الصبرا
فَعِش لابِساً بُردَ المَهابة والعلى / وَمَن يَصطبِر في الخطب يغتنم الأجرا
سَما بِعُلاه للمفاخرِ جعفر
سَما بِعُلاه للمفاخرِ جعفر / فأضحَت بهِ كلّ المحافل تزهرُ
يديرُ شؤون الشعبِ بالأمر قائماً / بثوبِ العلا من سعيهِ يتأزّرُ
وَمَهما نَراهُ طالعاً في سما العلى / عليه لواء المجد بالعزّ ينشرُ
لقد مدَّ للمجدِ المؤثّل ساعداً / وباعُ سِواه عنه لا يزال يقصرُ
بأحكامهِ بين الوَرى سَبَقَ الورى / إذا قامَ بالمَعروف ينهي ويأمرُ
فليسَ له إلّا الشهامة شيمة / وأعمالهُ بين الورى ليس تنكرُ
أرى الناس طرّاً شاكرين فعالهُ / وفيها النوادي بالثنا تتعطّرُ
رَعاهُ إلهُ العرش مِن كلّ حادثٍ / ويسعدُ بالإقبال دوماً وينصرُ
تبارك شَخصاً خلّد اللّه ملكه / بعزّته نور الإمامة يظهرُ
صلاةٌ وتسليم على أشرَفِ الورى
صلاةٌ وتسليم على أشرَفِ الورى / ومَن فضلهُ ينبو عن الحدّ والحصرِ
وَمَن رَقى السبعَ الطِباق بنعلهِ / وعوّضهُ اللّه البراق عن المهرِ
وَإنّي لفي تعدادِ فضلك عاجزٌ / يكلُّ لِساني عنه في النظم والشعرِ
وَماذا يقولُ الناس في مدحِ مَن أَتَت / مدائحه الغرّاء في مُحكَمِ الذِكرِ
بهِ قَد سَمَت عليا قريش وأدركَت / مُناها ونالت مُنتهى المجد والفخرِ
بِفَضلك يا أستاذ والفضل لم يَزَل
بِفَضلك يا أستاذ والفضل لم يَزَل / حليفك والإحسان أنتَ بهِ أحرى
ترفّعتَ قدراً أن تُقابلَ بالثنا / وَمِن مُحسنٍ تَستوجب الحمدَ والشكرا
أبا شاكر زيّنت مَنصبكَ الّذي
أبا شاكر زيّنت مَنصبكَ الّذي / تقلّدته إذ كُنت حقّا بهِ أحرى
فَعِش في الورى يا ذا العلا مُتصرّفاً / فإنّ إلهَ العرش قلّدكَ النصرا