القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 3
بعودك عادت دولة الكرم الغمر
بعودك عادت دولة الكرم الغمر / وأصبح طيء الجود يؤذن بالنشرِ
طلعت على العافين من كل وجهة / وقد أظلمت أمالهم طلعة البدر
فكانت لهم يمناك أيمن سانح / وكانت لهم يسراك داعية اليسر ا
على كل قطر من نداك غمامة / مدومة تربي على ديمة القطر
وإنك ليت مخدر في لظى الوغى / وأحيي غداة السلم من ربة الخدر
إذا امتد ليل النقع واستبهم الفضا / برزن المنايا السود من بيضل الحمر
وأقسم لو باكرت حي خفاجة / لما صبحوا إلا براعية البكر
ولكن حمتهم عن رماحك والظبي / وإن يهلكوا أرجاء مهلكة قعر
مضوا فعقيق القوم منك كأنّه / يسير أسيرا للمخافة والذعر
لعمر أبي يحيى أخي البأس أنه / إذا التقت الفرسان أشجع من عمرو
تروح بنو الحاجات منه وتغتدي / إلى أنعم بير وانية خضر
هو لصدر أضحى واسع الصدر ذا لهى / تسيل على سؤال ضيق العذر
جواد غزير الحلم والعلم والحجى / صحيح أديم العرض مستهلك الوفرِ
وطود يمور الطود في الأرض هيبة / له ويمير السيف من هامة الذمرِ
رأيناه موصوفا بعون مكارم / يعين ومعروفا بعارفة بكرِ
فكم أضحكت نعماه ثغر مؤمل / وأبكت ظباعين ملك على ثغرِ
تواضع إجلالا وذيل افتخاره / يجر على هام المجرة والنسرِ
فما اصفر وجه المجتديه برده / ولا عاد عن أبوابه بيد صفرِ
يرى جحفلا من بأسه وهو واحد / إذ لقي الأعداء في جحفل مجرِ
فآراء من عاداه محلولة العرى / وراياته معقودة بعرى النصرِ
وأخلاقه من لطفهن كأنَّما / خلقن من الزفر المنيرة والزهرِ
لطف بمن والاه كالماء رقة / عنيف بمن ناواه أقسى من الصخرِ
يثقف منآد الأمور برأيه / فيغنيه عن هز المثقفة السمرِ
وما زال يغشى الروع وترا بنفسه / وتأبى سطاه أن ينام على وترِ
فلا زلت عون الدين يحيى ولم تزل / بجودك فينا حاسما داء ذي الفقر
لك الله كم من نعمةٍ له خيمت / بمنزل ذي عسر فأصبح ذايسر
فلا زلت مقصود الندى مقصد العدا / بعيد المدى وافي الجدا نافذ الأمرِ
ودمت على رغم الحسود مهنئا / بعودك والعيد المبارك والفطرِ
نداك سحاب في الجدوب مطير
نداك سحاب في الجدوب مطير / وعزمك ماض في الحروب طريرُ
وخلفك حلو للعفاة وأنه / لدى الروع مر للعداة مريرُ
لك العلم طام بحره يا أخا الندى / إلى الحلم راسي والجبال تمورُ
إذا البيض من كفيك للحرب جردت / فأغمادها للناكثين نحورُ
نظرت إلى المعروف نظرة وأمق / فمالك في بذل السماح نظيرُ
إذا نحن سٍِمنا المواهب فالندى / لديك جزيل والعطاء غزيرُ
عتادك للهيجاء سمر ذوابل / تكسر منها في الصدور صدورُ
وجرد كسيدان العضا تملأ الفضا / وبيض صقيلات المتون ذكورُ
وموضونة حصداء يرتج سردها / كما ارتج في يوم الشمال غديرُ
وأنت فغيث يحمد القوم سيبه / وليث إذا أسود العجاج هصورُ
طويل نجاد السيف زاك نجاره / يقصر في الآراء عنه قصيرُ
له صفحة في جانبيها طلاقة / وبشر بادراك النجاح بشيرًُ
فيا عضد الدين الذي لم يزل له / رواح إلى بذل الندى وبكورُ
حسامك من دون الرعية خندق / ورأيك من حول الخلافة سورُ
وأنت لها سهم رمى كل خالع / وأنت لها ظهر حمى وظهيرُ
لقد ظفرت منك الغداة بعادل / يميل على أعدائها ويجورُ
يرى نصحها فرضا عليه فدره / عليها بما فيه الصلاح يشيرُ
فكل أمين ما خلاك فخائن / وكل وزير ما عداك فزورُ
أيا مال عاف أتلف الدهر ماله / وناصر عان قل عنه نصيرُ
نمتلك إلى العلياء يا خير منتم / بدور وأطواد سمت وبحورُ
بقيت على مر الليالي ممدحا / نصيبك منها غبطة وسرورُ
فلولاك لم تفتح ثغور منيعة / ولا ابتسمت للمكرمات ثغورُ
تمل ثناء ما تنخل مثله / ولا سار بدر التمّ حيث يسيرُ
إذا كرروه في النديّ تضوعت / جوانبه مسكا وفاح عبيرُ
وإني لسباق إلى كل غاية / تخلف عنها في القريض جريرُ
حلفت لقد أوليتني الجود منعما / وإني لما أوليتنيه شكورُ
فدم في نعيم لا يدر صفوه / وعيش يحول العيش وهو نضيرُ
أيا رب يحيى الماجد بن هبيرة
أيا رب يحيى الماجد بن هبيرة / يموت ويحيا مثل يحيى بن جعفرِ
يموت بهذا كل خير وسنَّةٍ / ويحيا بهذا كل لؤم ومنكرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025