المجموع : 3
بعودك عادت دولة الكرم الغمر
بعودك عادت دولة الكرم الغمر / وأصبح طيء الجود يؤذن بالنشرِ
طلعت على العافين من كل وجهة / وقد أظلمت أمالهم طلعة البدر
فكانت لهم يمناك أيمن سانح / وكانت لهم يسراك داعية اليسر ا
على كل قطر من نداك غمامة / مدومة تربي على ديمة القطر
وإنك ليت مخدر في لظى الوغى / وأحيي غداة السلم من ربة الخدر
إذا امتد ليل النقع واستبهم الفضا / برزن المنايا السود من بيضل الحمر
وأقسم لو باكرت حي خفاجة / لما صبحوا إلا براعية البكر
ولكن حمتهم عن رماحك والظبي / وإن يهلكوا أرجاء مهلكة قعر
مضوا فعقيق القوم منك كأنّه / يسير أسيرا للمخافة والذعر
لعمر أبي يحيى أخي البأس أنه / إذا التقت الفرسان أشجع من عمرو
تروح بنو الحاجات منه وتغتدي / إلى أنعم بير وانية خضر
هو لصدر أضحى واسع الصدر ذا لهى / تسيل على سؤال ضيق العذر
جواد غزير الحلم والعلم والحجى / صحيح أديم العرض مستهلك الوفرِ
وطود يمور الطود في الأرض هيبة / له ويمير السيف من هامة الذمرِ
رأيناه موصوفا بعون مكارم / يعين ومعروفا بعارفة بكرِ
فكم أضحكت نعماه ثغر مؤمل / وأبكت ظباعين ملك على ثغرِ
تواضع إجلالا وذيل افتخاره / يجر على هام المجرة والنسرِ
فما اصفر وجه المجتديه برده / ولا عاد عن أبوابه بيد صفرِ
يرى جحفلا من بأسه وهو واحد / إذ لقي الأعداء في جحفل مجرِ
فآراء من عاداه محلولة العرى / وراياته معقودة بعرى النصرِ
وأخلاقه من لطفهن كأنَّما / خلقن من الزفر المنيرة والزهرِ
لطف بمن والاه كالماء رقة / عنيف بمن ناواه أقسى من الصخرِ
يثقف منآد الأمور برأيه / فيغنيه عن هز المثقفة السمرِ
وما زال يغشى الروع وترا بنفسه / وتأبى سطاه أن ينام على وترِ
فلا زلت عون الدين يحيى ولم تزل / بجودك فينا حاسما داء ذي الفقر
لك الله كم من نعمةٍ له خيمت / بمنزل ذي عسر فأصبح ذايسر
فلا زلت مقصود الندى مقصد العدا / بعيد المدى وافي الجدا نافذ الأمرِ
ودمت على رغم الحسود مهنئا / بعودك والعيد المبارك والفطرِ
نداك سحاب في الجدوب مطير
نداك سحاب في الجدوب مطير / وعزمك ماض في الحروب طريرُ
وخلفك حلو للعفاة وأنه / لدى الروع مر للعداة مريرُ
لك العلم طام بحره يا أخا الندى / إلى الحلم راسي والجبال تمورُ
إذا البيض من كفيك للحرب جردت / فأغمادها للناكثين نحورُ
نظرت إلى المعروف نظرة وأمق / فمالك في بذل السماح نظيرُ
إذا نحن سٍِمنا المواهب فالندى / لديك جزيل والعطاء غزيرُ
عتادك للهيجاء سمر ذوابل / تكسر منها في الصدور صدورُ
وجرد كسيدان العضا تملأ الفضا / وبيض صقيلات المتون ذكورُ
وموضونة حصداء يرتج سردها / كما ارتج في يوم الشمال غديرُ
وأنت فغيث يحمد القوم سيبه / وليث إذا أسود العجاج هصورُ
طويل نجاد السيف زاك نجاره / يقصر في الآراء عنه قصيرُ
له صفحة في جانبيها طلاقة / وبشر بادراك النجاح بشيرًُ
فيا عضد الدين الذي لم يزل له / رواح إلى بذل الندى وبكورُ
حسامك من دون الرعية خندق / ورأيك من حول الخلافة سورُ
وأنت لها سهم رمى كل خالع / وأنت لها ظهر حمى وظهيرُ
لقد ظفرت منك الغداة بعادل / يميل على أعدائها ويجورُ
يرى نصحها فرضا عليه فدره / عليها بما فيه الصلاح يشيرُ
فكل أمين ما خلاك فخائن / وكل وزير ما عداك فزورُ
أيا مال عاف أتلف الدهر ماله / وناصر عان قل عنه نصيرُ
نمتلك إلى العلياء يا خير منتم / بدور وأطواد سمت وبحورُ
بقيت على مر الليالي ممدحا / نصيبك منها غبطة وسرورُ
فلولاك لم تفتح ثغور منيعة / ولا ابتسمت للمكرمات ثغورُ
تمل ثناء ما تنخل مثله / ولا سار بدر التمّ حيث يسيرُ
إذا كرروه في النديّ تضوعت / جوانبه مسكا وفاح عبيرُ
وإني لسباق إلى كل غاية / تخلف عنها في القريض جريرُ
حلفت لقد أوليتني الجود منعما / وإني لما أوليتنيه شكورُ
فدم في نعيم لا يدر صفوه / وعيش يحول العيش وهو نضيرُ
أيا رب يحيى الماجد بن هبيرة
أيا رب يحيى الماجد بن هبيرة / يموت ويحيا مثل يحيى بن جعفرِ
يموت بهذا كل خير وسنَّةٍ / ويحيا بهذا كل لؤم ومنكرِ