ألا خبّروا إن كان عندَكمُ خبَر
ألا خبّروا إن كان عندَكمُ خبَر / أنقفل أم نثوي على الهمِّ والضجَر
نَفى النومَ عَن عيني تَعَرُّضُ رحلَةٍ / بها الهَمُّ واستولى بها بعدَهُ السهَر
فإن أشكُ من ليلي بجُرجانَ طولَهُ / فقد كنتُ أشكو منهُ بالبصرةِ القِصَر
فيا نفسُ قد بُدِّلتِ بؤساً بنِعمَةٍ / ويا عينُ قد بُدِّلتِ من قُرَّةٍ عبَر
ويا حبّذاكَ السائلي فيمَ فكرَتي / وهَمّي ألا في البصرة الهمُّ والفِكَر
فيا حبّذا بطنُ الحزيزِ وظهرُهُ / ويا حسنَ واديهِ إذا ماؤهُ زخَر
ويا حبَّذا نهرُ الأُبلَّةِ منظَراً / إذا مَدَّ في إبّاديهِ إذا ماؤهُ زخَر
ويا حسنَ تلك الجاريات إذا غدَت / مع الماءِ تجري مصعداتٍ وتنحَدِر
وفتيانِ صدقٍ همُّهُم طلبُ العُلى / وسيماهُم التحجيلُ في المجدِ والغُرَر
لعمري لقد فارقتهم غير طائعٍ / ولا طيِّبٍ نفساً بذاكَ ولا مُقِرّ
فيا ندمي إذ ليس تُغني ندامتي / ويا حَذَري إذ ليسَ ينفَعُني الحَذَر
وقائِلَةٍ ماذا نأى بكَ عنهُمُ / فقلت لها لا علمَ لي فسَلي القدَر
فَيا سَفَراً أودى بلهوي ولَذَّتي / ونَغَّصَني عيشي عدِمتُكَ من سَفَر
دعوني وإيّا خالدٍ بعدَ ساعةٍ / سيَحمِلهُ ششعري على الأبلَقِ الأغَرّ
كأني بصِدقِ القولِ لمّا لقيتهُ / وأعلَمتهُ ما فيه ألقَمتهُ الحجَر
دَنيءٌ به عَن كلّ خيرٍ بلادَةٌ / لكل قبيح عن ذراعيه قد حسَر
له منظَرٌ يُعمي العيونَ سماجةً / وإن يختَبَر يوماً فيا سوء مختبَر
تُسيءُ وتمضي في الإساءِةِ دائباً / فلا أنتَ تستحيي ولا أنت تعتَذر
أبوكَ لنا غيثٌ نعيشُ بسيبهِ / وأنتَ جرادٌ لس يبقي ولا يَذَر
لهُ أثَرٌ في المكرماتِ يسرُّنا / وأنتَ تُعَفّي دائماً ذلك الأثَر
لَقَد قَنَعَت قحطانُ خِزياً بخالِدٍ / فهَل لكِ فيه يخزِكِ اللَهُ يا مُضَر