المجموع : 24
رَأَيْتُ بَني الدُّنيا وَحَاشَاكَ أَصْبَحُوا
رَأَيْتُ بَني الدُّنيا وَحَاشَاكَ أَصْبَحُوا / وَلمْ يُجرِ مِنهُمْ لِلنَّدِى أَحَدٌ ذِكْرا
تُرِيني وُجُوهاً لَمْ تَنلْهَا مَعَاوِلي / فَقَدْتُ وُجُوهاً أَسْتَلِينُ بِها الصَّخْرا
نَصِفْ شُهْباً قَد أَرْسَلَتْها أَهِلَّةٌ
نَصِفْ شُهْباً قَد أَرْسَلَتْها أَهِلَّةٌ / بِرَاحةِ بَدْرٍ عَنهُ تُجلَى الدَّيَاجِرُ
وَكَمْ طَيْرِ مَاءٍ في الرِّياضِ لَهُ دَمٌ / تُضَاهِيهِ مِن حُمْرِ الشَّقَائِقِ زَاهِرُ
وَفي كُلِّ يَوْمٍ لِلوُحُوشِ مَصَارِعٌ / بِأَشْلائِها تَقْتاتُ تِلكَ العَسَاكِرُ
وَمِن دَمِها لِلأرْضِ خَدٌّ مُضَرَّجٌ / يَهِيمُ بِهِ قَلْبٌ وَيُفْتَنُ نَاظِرُ
كَأنَّ مَلِيكَ الأَرْضِ خَيَّمَ عِنْدَها / وَضَحَّى وَهَاتِيكَ البِقَاعُ مَجَازِرُ
سَرَوْا وَكأَنَّ اللَّيْلَ من بطْءِ سَيْرهِ
سَرَوْا وَكأَنَّ اللَّيْلَ من بطْءِ سَيْرهِ / وَدَاني خُطَاهُ بِالنُّجُومِ مُسَمَّرُ
وَلاذَتْ سُيُوفٌ بِالغُمُودِ وَقد رَأَتْ / قُلُوبَ رِجَالٍ في الحَدِيدِ تُؤَثِّرُ
رِجَالٌ علَى خُلْقٍ مِن الغَيْثِ رُكِّبُوا / وَأُسْدٌ علَى خُلْقِ من الناس صُوِّرُوا
وَهَاتِفَةٍ نَبَّهتُها بَعْدَ مَا وَنَتْ
وَهَاتِفَةٍ نَبَّهتُها بَعْدَ مَا وَنَتْ / مِن النوحِ واكتنَّتْ أَراكَ الحِمى وَكْرا
بَكَتْ لَوْ بَكتْ مِثلي بِدَمْعَةِ عَاشِقٍ / وَهَيْهاتَ فَيْضُ الدَّمْعِ مَرْتَبةٌ أُخرَى
وَقَد ضَمَّنا إذْ ذَاكَ ضِيقُ عِنَاقِنا / وَكَمْ ضَمَّ غُصْنٌ ذَابِلٌ غُصُناً نَضْرا
يَظنونَ أَنَّ الخِدْر يَحْجُبُ وَجْهَهَا / وَضَوْءُ مُحَيَّاهَا الذي يَحجُبُ الخِدْرا
تَقولُ وَعِيدُ النَّحْرِ أَقبلَ والوَرَى
تَقولُ وَعِيدُ النَّحْرِ أَقبلَ والوَرَى / ضَحاياهُمُ جَاءَتْ مَنازِلَهُمْ تَتْرَى
وَمطبخُنا قَد شَابَ مِن طُولِ عُطْلَةٍ / بِها ما رَفَعْنا فَوقَ كانُونهِ قِدْرا
وَلَمْ تَرَ سِكِْيناً تُحَدُّ ولا رَأَتْ / شِرائي لِفَحْمٍ كانَ أَوَّلَ ما يُشْرَى
وَلا وَجَدَتْ رِيحَ الأَبازِيِرِ لا وَلا / رَأَتْ عينُها لِلمِلْحِ عَيْناً ولا أَثْرا
أَراكَ مُعِيرِي سَكْتَةً عن ضَحِيَّةٍ / بِها سُنَّةُ المُختارِ مَا بَرِحَتْ تُجرى
فقلتُ لها هذا مَعَ اليُسْرِ فاعْذِري / وَحَقُّكِ فى الإعْسَارِ أنْ تَبسُطِي عُذْرا
وَقَدْ طَافَ في الدُّنيا أرِيجُ ثَنائِه
وَقَدْ طَافَ في الدُّنيا أرِيجُ ثَنائِه / فإنْ لَمْ يَكُنْ خِضْراً فإنَّ ابنَهُ الخِضْرُ
وَمَا ضَرَّهُ شَنٌّ صَغِيرٌ وَقَد سَرَى
وَمَا ضَرَّهُ شَنٌّ صَغِيرٌ وَقَد سَرَى / إلى بَابِهِ مِن كُلِّ قَطْرٍ كَبيرُهُ
علَى صَهَواتِ الخَيْلِ مَرْبَاهُ مُذْنَشَا / إذا رَبَّ طِفلاً مَهدُهُ وَسَرِيرُهُ
وَلَمْ أَرَ كالكسكاكِ إذْ راقَ دُهُنُهُ
وَلَمْ أَرَ كالكسكاكِ إذْ راقَ دُهُنُهُ / وَلاحَ لهُ نَشْرٌ وَفَاحَ لَهُ نَشْرُ
وما عَدَلَ الطَّبَّاخُ فيهِ وَجَوْرُهُ / هَوَ العَدْلُ فَافهَمْ مَا تَضمَّنهُ الشِّعْرُ
وَتِسعَةُ أَعْشَارٍ لَعَمْرُكَ لَحْمةٌ / وَمَا فِيهِ مِن بُرٍّ لَعَمْرِى وَلا عُشْرُ
سَقَاهَا فَهلْ أَبصَرْتَ شَمْساً مُنيَرةً
سَقَاهَا فَهلْ أَبصَرْتَ شَمْساً مُنيَرةً / يَحثكَ في جُنْحِ الظَّلامِ بِها بَدْرُ
وَلَمَّا بَدَتْ مِن فِيهِ هَامَتْ بِلثْمهِ / فَنُظِّمَ من ثَغْرِ الحَبابِ لها ثَغْرُ
وَلَمَّا اجتَلْينا ثَغْرهُ وَحَبابَها / وَمَبسِمَهُ لَمْ نَسْتَبِنْ أَيّها الدُّرُّ
مِن التُّرْكِ فَتَّاكُ اللِّحاظ إذا رَنَا / وَمالَ بِعِطفيهِ فمَا البِيضُ والسُمْرُ
غَزاني وَمَا أَضمَرْتُ حَرْباً لحبّهِ / فَأَوَّلُ ما وَلَّى سُلُوِّيَ والصَّبْرُ
يَكادُ لِفَرْطِ اللِّينِ يَنقَدُّ قَدُّهُ / فَهَلْ جِسْمُهُ مَاءٌ وَهَلْ قلبُهُ صَخْرُ
سَلامٌ كَأَنفَاسِ الصَّبا مَسَتِ الرُّبى
سَلامٌ كَأَنفَاسِ الصَّبا مَسَتِ الرُّبى / بأَذيالِها فاسْتيقَظتْ أَعيُنُ الزَّهْرِ
وَغَضَّ لها كالنَّرْجِسِ الفضيّ نَاظِرٌ / يُكَفْكِفُ في أَجفانهِ أَدْمُعَ القَطْرِ
وَقَبّلَ خَدَّ الوَرْدِ وَهْوَ بِكُمَّهِ / أَقَاحٍ ومِن دَمْعِ الحَيا بَاسِمُ الثَّغْرِ
وَقَد أَظهرَ النَّمّامُ سِرَّ هَواهُما / وليس مع النّمّام سِتْر على سرِّ
ولؤلؤُ طلٍّ لاحَ في كلِّ زهرةٍ / ما لاحَ عِقْدٌ مِن فَتاةٍ علَى نَحْرِ
وَقَامَ خَطِيبُ الرَّعْدِ بَينَ مَلابسٍ / من السُّحْبِ سُودٍ فانبرَى دَمعُها يَجرِى
إذا ضَنَّ عَنّي بَاخِلٌ بِعَطائِه
إذا ضَنَّ عَنّي بَاخِلٌ بِعَطائِه / فَقَد قلَّدَ الإحسانَ من حَيْثُ لا يَدرِي
وَلَمْ يَتكلَّفْ كاهِلي حَمْلَ مَنّهِ / لهُ لا وَلا نُطقي بِحَمْدٍ ولا شُكْرِ
وَأَسْمرَ يَحكي الأَسْمَرَ اللَّدْنَ قَدُّهُ
وَأَسْمرَ يَحكي الأَسْمَرَ اللَّدْنَ قَدُّهُ / وَيَغدُو لهُ الغُصْنُ النَّضِيرُ نَظِيرا
لهُ وَجْنةٌ بَلْ جَنَّةٌ زادَ حُسْنُها / عِذاراً فَصَارَتْ جَنَّةً وَحَرِيرا
وَعَدْتَ بِزَيْتٍ ثُمَّ أَخلَفْتَ مَوْعِدِي
وَعَدْتَ بِزَيْتٍ ثُمَّ أَخلَفْتَ مَوْعِدِي / وأَنتَ بِإخْلافِ الوُعُودِ جَدِيرُ
وَقُلْتَ الذي عِندِي غَلِيظٌ مُدَوَّرٌ / وَإخْراجُ هذا مِن يَدَيكَ عَسِيرُ
ومِن فَرْطِ فَقْرِي واحتِياجَي بَعدَكُمْ
ومِن فَرْطِ فَقْرِي واحتِياجَي بَعدَكُمْ / وَبَذْلُ مُحيًّا بِالحَياءِ مُسَتَّرِ
أَكلْتُ حِماراً طَالَما قدرَ ركِبْتُهُ / كَأَنيَ لَمْ أَسَمعْ بِأَخبارِ خَيْبَرِ
أَرَى القَومَ قَد مَلُّوا السَّماحَةَ والنَّدَى
أَرَى القَومَ قَد مَلُّوا السَّماحَةَ والنَّدَى / وَكَمْ بَينَ مَعْذُورٍ إلى غَيْرِ مَعْذُورِ
وَرُبَّ سِراجٍ ضَاعَ بَيْنَ بُيُوتِهِمْ / فَباتَ بِلا زَيْتٍ وَبَاتُوا بِلا نُورِ
طَلَبْتُ جَواداً فامتدَحْتُ مُبَلَّداً
طَلَبْتُ جَواداً فامتدَحْتُ مُبَلَّداً / حِماراً فَأَلجاني لِبيعِ حِمارِي
فَأَنزلَني الحِرْمانُ دارَ نَدامةٍ / وَأَنزَلَ أَشعارِي بِدارِ بَوَارِ
بَدَأْتَ بمَعروفٍ فَأَتْمِمْ لِتجتِلي
بَدَأْتَ بمَعروفٍ فَأَتْمِمْ لِتجتِلي / أَهِلَّتُهُ في الأُفْقِ وَهْيَ بُدُورُ
وَشيِّدْ بِنَاءَ المَكْرُماتِ وَأَعْلِها / قُصُوراً فما يُعْزَى إليكَ قُصُورُ
وَتحتَكَ بِرْذَوْنٌ يُظلُّ بِظلِّهِ
وَتحتَكَ بِرْذَوْنٌ يُظلُّ بِظلِّهِ / صُقُورٌ تَأيَّا مَوتَهُ وَنُسُورُ
لِسَائرهِ لَوْلا ضُلُوعٌ تَخَالُها / فِخَاخاً لها مَنْصُوبةً فَتَطِيرُ
يَرَى أَنَّ لِلَّطاحُونِ آخِرَ أَمْرهِ / وَيَعْلَمُ أنَّ الدَّائراتِ تَدورُ
وأَهْيفَ مِثلِ الرُّمحِ عَانقْتُ قَدَّهُ
وأَهْيفَ مِثلِ الرُّمحِ عَانقْتُ قَدَّهُ / غَداةَ وَدَاعٍ والمُراقِبُ يَنظُرُ
وَلَمْ أَخْشَ طَعْناً لِلوُشَاةِ بَقولهُمْ / وَفي رَاحتي مِن قَدّهِ اللَّدْنِ أَسْمَرُ
وَعُمِّرْتُ في الإسلامِ فَازْدَدْتَ بَهْجَةً
وَعُمِّرْتُ في الإسلامِ فَازْدَدْتَ بَهْجَةً / وَنُوراً كَذا يَبدُو السِّراجُ المُعَمَّرُ
وَعَمَّمَ رَأْسِي الشِّيبُ نُوراً فَسَرَّني / وَما سَاءَني أَنَّ السِّراجَ مُنَوَّرُ