المجموع : 9
إِنَّ امرءً نُبِّئتُهُ من صَديقِنا
إِنَّ امرءً نُبِّئتُهُ من صَديقِنا / يُسائِلُ هَل أَسقي من اللَبن الجارا
وَإِنّي لأَسقي الجارَ في قَعرِ بَيتِهِ / وَبَيتيَ ما لا إِثمَ فيهِ وَلا عارا
شَراباً حَلالاً يَتركُ المَرءَ صاحياً / وَلا يَتَولّى يَقلِصُ الخَمرَ وَالقارا
يُريدُ وَثاقٌ ناقَتي وَيَعيبُها
يُريدُ وَثاقٌ ناقَتي وَيَعيبُها / يُخادِعُني عَنها وَثاقُ بنِ جابِرِ
فَقُلتُ تَعَلَّم يا وِثاقُ بِأَنَّها / عَلَيكَ حِمىً أُخرى اللَيالي الغَوابِرِ
بَصَرتَ بِها كَوماءَ حَوساءَ جَلدَةً / مِنَ المولياتِ الهامِ حَدَّ الظَهائِرِ
فَحاوَلتَ خَدعي والظُنونُ كَواذِبٌ / وَكَم طامِعٍ في خِدعَتي غَير ظافِرِ
يَعيبُونهَا عِندي وَلا عَيبَ عِندَها
يَعيبُونهَا عِندي وَلا عَيبَ عِندَها / سِوى أَنَّ في العَينينِ بَعضُ التَّأَخُرِ
فَإِن يَكُ في العَينَينِ شيءٌ فَإِنَّها / مُهَفهَفَةُ الأَعلى رَداحُ المُؤَخَّرِ
قَطُوفٌ إِذا تَمشي تَخالُ دِماءَها / تَسايَلُ أَو تَبدو لَها بتَقَطُّرِ
إِذا سِمتُها التَقبيلَ أَبدَت تَشامُساً / ولينَ كَلامٍ لَم يُشَب بِتَهَذُّرِ
رَأَيتُ أَبا سَهلٍ وَما كُنتُ مُذنِباً
رَأَيتُ أَبا سَهلٍ وَما كُنتُ مُذنِباً / إِلَيهِ وَلا أَنّي خَرَقتُ لَهُ سِترا
يُريدُ فَسادَ الرّحمِ بَيني وَبينَهُ / فَدونَكَ ما أَبلَغتُ فيما أَرى العُذرا
فَباعِد طوالَ الدَهرِ إِن كُنتَ صارِماً / لِتصرِمَ مَن لا تَستَطيعُ لَهُ ضُرّا
أَرِقتُ وَهاجَتني الهُمومُ الحَواضِرُ
أَرِقتُ وَهاجَتني الهُمومُ الحَواضِرُ / وَهَمُُّ الفَتّى سارٍ عَليهِ وَباكِر
وَلي صاحِبٌ قَد رابَني أَو ظَلَمتُهُ / كَذَلِكَ ما الخَصمانِ بَرٌّ وَفاجِر
إِذا قالَ يَلحاني وَيعذُرُ نَفسَهُ / وَفي اللَهِ لِلمَظلومِ عِزٌّ وناصِرُ
وَإِنّي امرؤٌ عِندي وَعمداً أَقولُهُ / لآتي الَّذي يَأتي امرؤٌ وَهوَ خابِرُ
لِسانانِ مَعسولٌ عَليهِ غَراوَةٌ / وَآخَرُ مَذروبٌ عَليهِ الشَراشِرُ
يَبيتانِ عِندي ثُمَّ كُلٌّ إِذا غَدا / بِكُلِّ كَلامٍ قالَهُ الناسُ ماهِرُ
وَكانَ الَّذي يَلقى الوُعوثَةَ مِنهُما / عَلى سُبُلٍ قَد أنهَجَتهَا العَيائِرُ
فَقُلتُ وَلَم أَبخَل عَلَيهِ نَصيحَتي / وَلِلمَرءِ ناهٍ لا يَراهُ وَزاجِرٌ
إِذا أَنتَ حاولتَ البَراءَةَ فاجتَنِب / حَرا كُلِّ أَمرٍ تَعتَريهِ المَعاذِرُ
فَقَد تُسلِمُ المَرءَ المَعاذيرُ لِلرَدى / فَيردى وَقَد تُردي البَريءَ الجَرائِرُ
وَشاعِرِ سَوءٍ غَرَّهُ أَن تَرادَفَت / لَهُ المُفخِمونَ القَولَ إِنَّكَ شاعِرُ
عَطَفتُ عَليهِ مَرَّةً فَتَرَكتُهُ / لِما كانَ يَرضى قَبلَها وَهوَ حاقِرُ
بِقافِيَةٍ حَذّاءَ سَهلٍ رَوِيُّها / كَسَردِ الصَناعِ لَيسَ فيهِ تَواتُرُ
نَطَقتُ وَلَم يَعجِز عَليَّ رَوِيُّها / وَلِلقَولِ أَبوابٌ تُرى وَمَخاصِرُ
يُعَدّي الكَرى عَن عَينِهِ وَهوَ ناعِسٌ / إِذا اِنتَصَفَ اللَيلَ المُكِلُّ المُسافِرُ
إِذا ما قَضاها عادَ فيها كَأَنَّهُ / لِلَذَّتِهِ سَكرانُ أَو مُتَساكِرُ
كَساني وَلَم استَكسِهِ فَحَمَدتُهُ
كَساني وَلَم استَكسِهِ فَحَمَدتُهُ / أَخٌ لَكَ يُعطيكَ الجَزيلَ وَناصِرُ
وَأَنَّ أَحَقَّ الناسِ إِن كُنتَ حامِداً / بِحَمدِكَ مَن أَعطاكَ وَالوَجهُ وافِرُ
كِلا أَيّما الحَيَّين أَلقى فَإِنَّني
كِلا أَيّما الحَيَّين أَلقى فَإِنَّني / بِشَوقٍ إِلى الحَيِّ الَّذي أَنا ذاكِرُه
تَعَوَّدتُ مَسَّ الضَرِّ حَتّى أَلِفتُهُ
تَعَوَّدتُ مَسَّ الضَرِّ حَتّى أَلِفتُهُ / وَأَسلَمَني طولُ البَلاءِ إِلى الصَبرِ
وَوَسَّع صَدري لِلأَذى كَثرَةُ الأَذى / وَكانَ قَديماً قَد يَضيقُ بِهِ صَدري
إِذا أَنا لَم أَقبَل مِنَ الدَهرِ كُلَّ ما / أُلاقيهِ مِنهُ طالَ عَتَبي عَلى الدَهرِ
وَلائِمَةٍ لامَتكَ يا فَيضُ في النَدى
وَلائِمَةٍ لامَتكَ يا فَيضُ في النَدى / فَقُلتُ لَها هَل يَقدَحُ اللَومُ في البَحرِ
أَرادَت لِتَثني الفَيضَ عَن عادَةِ النَدى / وَمَن ذا الَّذي يَثني السَحابَ عَن القطرِ